3 خطوات تحدد قادة المستقبل

يُقنع قادة حركات التغيير في العالم - من قادة اجتماعيين مثل مارتن لوثر كينغ الابن، وقادة أعمال مثل ستيف جوبز - الناس أن يتّبعوهم إلى المجهول الذي لم يُختبر بعد ولا يمكن التنبؤ به. كما يساعدون أتباعهم أيضاً على تجاوز مخاوفهم وتخطّي الصعاب، لأن التغيير مخيف وصعب. فما هي صفات قادة المستقبل القادمين؟

خطوات قادة المستقبل

أردتُ معرفة إن كانت هناك طريقة لهذا السحر، خصوصاً وأن الاستمرار بالابتكار وإعادة ابتكار الموجود أمر أساسي للمؤسسات التي تريد البقاء والاستمرار على المدى الطويل. (تعلمت غالبية الشركات، بما فيها شركتي الخاصة، هذا السحر بالطريقة الصعبة؛ إذ تخلّفت المنتجات والخدمات الأساسية إلى ما بعد تاريخ صلاحية البيع). لذلك، درستُ وزميلتي باتي سانشيز الحركات الأكثر نجاحاً في مجال الأعمال والمجتمع للبحث عن الأنماط المشتركة. إليكم ما وجدناه: تعكس هذه العملية هيكلية الخطوات الثلاثة لأي قصة: البداية، والمنتصف، والنهاية. مع كل ما يتخلّلها من اضطرابات وإنجازات. وهي عملية يتّبعها القادة العظام، الذين درسنا حالاتهم، في كل فكرة أو مشروع جديد.

هذا، ويمكن اعتبارها طريق طويلة للمستقبل على شكل المنحنى "S" الذي يمنع الاقتناع بالوضع الراهن والركود؛ لأن الإلهام عمل لا ينتهي. في البداية، تُشارك حلمك مع الآخرين، وتقنعهم بالقفز في المجهول. تمتلك رؤية لكيفية تحسين شيء ما، ولكنك تحتاج إلى أن يتبعك الآخرون ويساعدوك على تحقيق ما تريده، وربما يكونون موظفيك أو شركاءك أو عملاءك أو مستثمريك.

اقرأ أيضاً: استثمار بالمستقبل

لذا، أنت قائد ينير الطريق لهم، ويدلّهم على المسار الذي تريد أن يسلكوه، بمساعدتهم على معرفة أين يتّجهون، وفهم ما تبدو عليه مسيرتهم تلك. كما تصف فكرتك بوضوح وإقناع، بطريقة تجعل مَن يسير معك يتوق إلى رؤيتها تتحقّق. هذا ما يفعله الكثير من الرؤساء التنفيذيين، فيلقون خطابات تخدم هذا الغرض مع بداية كل عام.وللمضيّ قدُماً، تُلهم الأشخاص ليضعوا أهدافاً ويتحملوا مسؤوليات جديدة. وليست هذه مهمة سهلة، لأن الأشخاص غالباً ما يرفضون ما يزعزع الوضع القائم، ولذا عليك أن توفر لهم صورة واضحة عما سوف يكسبون، لتشجيعهم على السير معك. أرهم أن المكاسب تُبرّر المخاطر، وأخبرهم بالتضحيات المطلوبة منهم، ليعرفوا ما سوف يحصلون عليه.في خطاب ألقاه ستيف جوبز، عام 2005، لمطوري شركة "آبل"، أعلن أن نظام "ماكنتوش" (Macintosh) لن يستخدم معالج "باور بي سي" (PowerPC) وسينتقل إلى "إنتل" (Intel). أثارت هذه النقلة النوعية اضطراب المطورين، غير أنّ جوبز ذكّرهم بنجاحات "آبل" في نقلاتها السابقة، مثل الانتقال إلى نظام التشغيل "ماك أو إس إكس" (Mac OS X)، وشرح أن هذا التغيير سوف يساعدهم على "الاستمرار في توسيع آفاقهم". المنتصف، هو حيث يظهر معظم التوتر، كما هو الحال في أي رواية أو فيلم جيد، فتكون هناك معركة فاشلة وصعود حاد. لا يخلو تحدّي الوضع الراهن من الصعوبات؛ فقد يكون من الصعب تبسيط العمليات المعقدة أكثر مما كان متوقعاً، وذلك لأن الأفكار الأولية قد تفشل، أو قد يفسد أحد المنافسين عليك خططك. وبالتالي، هنا يبرز دورك كقائد في تذكير الأشخاص بما هو مهم، وفي تشجيعهم على الاستمرار. عام 1999، عمل مؤسس شركة "علي بابا"، جاك ما، على دفع فريقه لتبنّي عقلية جديدة تعتمد التكنولوجيا الابتكارية والعمل الدؤوب للفوز على المنافسين. وقال حينها "إذا كنا فريقاً جيداً، ونعرف ما نريد أن نفعله، يمكن لواحد منّا أن يهزم 10 منهم. يمكننا التغلب على الأجهزة الحكومية والشركات الكبيرة المشهورة بفضل روح الابتكار لدينا".

في نهاية المطاف، سوف يتسبب الكفاح والتصرف الحاد في بعض الاضطرابات، ويمكن أن تؤدّي الحاجة إلى التغلب على العقبة تلو الأخرى إلى تثبيط حماس الجميع. لذا، يجب عليك إعادة تحفيز الجميع من حولك عن طريق الاعتراف بالتقدم الذي أحرزوه، وعليك أن تذكّرهم بالمنجزات الرئيسية، وأن تحتفل بالانتصارات الصغيرة، مع إبقاء تركيزهم على الهدف الكبير. في النهاية، سوف تصل أنت ومجموعتك إلى الوجهة الجديدة. وعندما يتحقق الحلم، فإن الجميع يستحقون الاحتفاء بالنصر (وهم يحتاجون إليها بالفعل)، فهذا "التحرك"، سواء كان كبيراً أم صغيراً، قد غيّر مجرى المستقبل. ولا تنس أيضاً أن الوقت حان لتقييم الدروس المستفادة من أجل التحضير للرحلة المقبلة فإذا كنتَ تُخطط للبقاء على ما أنت عليه فسرعان ما ستجد حلماً آخر، وآخر نحو قادة المستقبل القادمين.

اقرأ أيضاً: الإدارة في ظل المستقبل الغامض