أسئلة القراء: هل يجب عليّ البقاء في شركتي أو قبول عرض شركة جديدة؟

6 دقائق
هل أبقى في شركتي أم اقبل عرض عمل جديد
shutterstock.com/Bacho

سؤال من قارئة: لا أزال أعمل مع صاحب العمل الحالي منذ أكثر من سبع سنوات. لسوء الحظ، تعاقب ستة مدراء مختلفين للعمل في الشركة خلال تلك الفترة. ولا تزال ممارسات الشركة تتغير كل حين، ومن الممكن أن تباع في نهاية المطاف إلى شركة أخرى. غير أنني أحب الأفراد الذين أعمل معهم هنا. ما زلت أشعر بالارتباط بالمؤسسة ولا أعلم هل أبقى في شركتي أم أقبل عرض عمل جديد، لقد تعبت من إجراءات إعادة التنظيم ومحاولة إثبات جودة أدائي باستمرار، لذلك قررت البحث عن فرص مختلفة. وتلقيت عرضاً رائعاً من شركة أخرى، مع زيادة جيدة في الراتب، ولقب وظيفي أعلى من منصبي الحالي. وأخبرت صاحب العمل الحالي، وشرحت له أيضاً ما أردت رؤيته في العرض المضاد، ورغبتي في إدارة الموظفين وأداء دور آخر في الشركة على وجه التحديد. وأنا على يقين أن المدراء سيدعمونني ويقدرون مساهماتي. ويبدو أنهم يعملون بجد في سبيل الموافقة على طلبي، غير أنني أفكر في الرد على العرض الوظيفي الجديد بالقبول، إذ يبدو عرض العمل الآخر جيداً جداً. أنا مشتتة التفكير، ولهذا فسؤالي هو:

هل يجب عليّ البقاء في شركتي أو قبول عرض الشركة الجديدة؟ هل اتبعت استراتيجية صحيحة؟ أريد اتخاذ قرار جيد.

يجيب عن هذه الاسئلة:

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

لي طمسون: أستاذة المفاوضات في كلية "كيلوغ للإدارة" في جامعة "نورث وسترن"

لي طمسون: يمكنني الإحساس بمعاناتها وشعورها بالإحباط، إذ حاولت إثبات ذاتها مع ستة مدراء خلال سبع سنوات. ثم اتبعت استراتيجية قد يتبعها الكثير منا، ألا وهي استراتيجية القتال والهرب. لم أقل القتال أو الهرب، وإنما القتال والهرب. وأول شيء فعلته هو أنها اتخذت قراراً واتبعت مبدأ "باتنا" (BATNA)، ومن الجيد قيامها بذلك. أليس كذلك؟ ومبدأ "باتنا" يعني أفضل بديل للاتفاق التفاوضي. وهذا ما أدعوه أنا وأنت بالخطة "ب". ومن ثم، اتّبعت مستمعتنا الخيار الاستراتيجي. وقد ورد في كتاب "التفاوض 101" (Negotiation 101) نصيحة حول السعي وراء مبدأ "بانتا" باعتباره مصدر قوتك الرئيسي. وهذا ما قامت به بالفعل عندما سعت وراء مبدأ "باتنا". ثم عادت وألقت حقيبتها على الطاولة وقالت: إذا رغبتم في تقديم عرض مضاد، يجب أن يشتمل على أ و ب و ج. أنا أتخيل الموقف الذي حصل فقط.

دان ماغين: لقد كانت واضحة وصادقة وفاعلة.

لي طمسون: لقد أبلغتهم بالعرض الذي حصلت عليه وأخبرتهم بشروطها في حال رغبوا في تقديم عرض مضاد. أعتقد أن الأمر بدا ملحاً قليلاً بالنسبة لي، وهنا تكمن المشكلة. إذ قد تسرع الشركة في تنفيذ طلبها. وأعتقد أنه يوجد عقد ضمني هنا يدفعها إلى شكرهم في حال دخلوا مكتبها هذه الليلة وأبدوا موافقتهم على طلبها. إلا أنها ترجح احتمال قبولها العرض المضاد في نهاية المطاف. ونصيحتي لك هي ألا تتخذي موقفاً حازماً وألا تضعي قائمة بشروط بقائك في الشركة ما لم تكوني على استعداد لقبول تلك الشروط حين عرضها عليك بالفعل، لأنني أعتقد أن هذا يُدعى بالمساومة بسوء نية.

أليسون بيرد: إذاً لقد ارتكبت خطأ كبيراً في المفاوضات، حيث إنها ترجح بقاءها مع الشركة حتى لو وافقت الشركة على جميع مطالبها. كما أنها قدمت بياناً بمتطلباتها بدلاً من مناقشة هذه الطلبات بصورة تمكنها من الاستفادة من هذا العرض للحصول على شيء أكبر وأفضل.

اقرأ أيضاً: بعد التقدم لوظيفة جديدة... هل يتعين عليك النظر في العرض المضاد المقدم من مديرك الحالي؟

لي طمسون: أعتقد أنه كان يجب عليها أن تقول: لقد تلقيت عرضاً خارجياً، ولا أعرف اتجاه ميولي الآن، أريد أن تكون على اطلاع فقط، وسأرحب بشدة بتلقي عرض مضاد إذا كنت تنوي إعداد عرض ما. ثم تتوقف. وأعتقد أن رد المدير سيكون: سنرى ما يمكننا فعله، شكراً لك على سؤالنا. وتتابع بعد ذلك: ما يتبادر في ذهني هو رغبتي في إدارة الموظفين، أود أن أعمل في منصب يمكنني من أداء المهمات التي تثير اهتمامي.

دان ماغين: هل يمكنها أن تثق بعرض مضاد من شركة يتغير مدراؤها كثيراً؟ ماذا سيحصل في حال ترك الشخص الذي قدم لها العرض المضاد العمل الأسبوع المقبل؟

لي طمسون: أعلم أننا نعيش اليوم في عصر الإنترنت لكنك تحتاج إلى عقد خطي. كنت أدرب شاباً الأسبوع الماضي، وقال لي: هل تعلمين ماذا حصل؟ لقد حصلت على هذا العرض. وسألته: هل كان على الهاتف؟ فأجاب: نعم. وقلت له: يجب عليك الآن أن تقول: أنا متحمس ومسرور للغاية لأنني حصلت على هذا العرض، وأنتظر الحصول على نسخة خطية من العقد بفارغ الصبر.

أليسون بيرد: لكن قد تصبح كل هذه الاحتمالات ملغية وسيصبح هذا العقد باطلاً في حال عُرضت هذه الشركة للبيع بعد عام من الآن. أليس كذلك؟ قد يتبدل حال الشركة.

لي طمسون: إن الحياة قائمة على الاحتمالات. وأعتقد أن ما تحتاج إليه هو التفكير في الأبعاد التي تثير اهتمامها وأن تقوم بكتابتها بهدف مقارنتها، وقد تشمل تلك الأبعاد: الأجور والوظيفة وإدارة الأفراد والراتب والمكافآت وغير ذلك.

دان ماغين: لقد فكرت كثيراً في هذا السؤال لأنه من الواضح أن هذه الشركة تتسم بسوء الإدارة، وتبدو غير منظمة إلى حد بعيد، ولم يحدث فيها أي تغيير إيجابي، لدرجة أنني أعتقد أنه يجب عليها المغادرة، بغض النظر عن العرض المضاد.

لي طمسون: ولكن أعتقد أنه قرار صعب بعض الشيء. نحن لا نعرف أي شيء عن الخيار الثاني باستثناء أنه شركة أخرى براتب أعلى. لا نعرف ما إذا كانت شركة مستقرة، ولا نعرف ما إذا كانت ممتلئة بموظفين يمكنها أن تشعر بارتباط وثيق معهم، ومن ثم، أشعر بالقلق دائماً من فتح الباب الثاني. ولا أحب أن أنصح الأفراد بترك عملهم، باستثناء التوجه نحو شيء أفضل على جميع الأصعدة. لذلك نصيحتي لها هي أن تكتب كل هذه الأبعاد التي تجعل الحياة تستحق العيش بالنسبة لها عندما يتعلق الأمر بالعمل، وأن تنشئ بطاقة أداء، وفي حال وجدت بعض الأمور الهامة مفقودة، يمكنها عندئذ التواصل مع الشركة الأخرى. لقد حزتِ إعجاب الشركة الأخرى بالفعل وحصلتِ على عرض جديد ولم تقبليه بعد، ومن ثم، أنت في أوج قوتك الآن. فكري في كل تلك الأبعاد التي لا تمتلكين الكثير من المعلومات عنها. كم مضى على عمل المدير الحالي في منصبه؟ إذ سيكون من المفيد معرفة إذا كان في الشركة معدل دوران مرتفع وفوضى. أجري مقابلات مع موظفي الشركة، واطلبي منهم قضاء نصف يوم في الشركة. وادعي زملاء العمل المحتملين إلى تناول الغداء، ويمكنك حينها التحدث معهم.

دان ماغين: إذاً عليها الالتزام بالفحص النافي للجهالة.

لي طمسون: لن أنصحها في قبول عرض الشركة الجديدة أبداً لأنه توجد الكثير من الأمور المجهولة.

أليسون بيرد: يبدو أن هذه المرأة قد خطت خطواتها بسرعة إلى حد ما.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: ماذا أفعل إذا قدم لي مديري عرضاً مضاداً كي لا أغادر العمل؟

لي طمسون: عادة ما يتخذ الأفراد هذه الخطوات السريعة نتيجة شعورهم بالألم أو عدم التقدير، ويتبعون استراتيجية القتال أو الهرب، أو القتال والهرب. وهذا ما يحصل عادة.

دان ماغين: لنفترض أن العرض المضاد قد لبى كل الاحتياجات التي طلبتها كاتبة السؤال. وكانت لا تزال تنوي ترك العمل. ما الذي يجب عليها فعله؟

لي طمسون: لا ينبغي لها أن تسمح للأمور بالوصول إلى هذه النقطة. حتى لو فكرت مدة دقيقة في ترك العمل، وحتى لو لبى المدراء جميع مطالبها، يجب عليها أن تعقد اجتماعاً على الفور لتقول لهم: لقد أصبح هذا القرار أكثر صعوبة مما توقعت، ولا أريد إرهاقكم في إعداد عرض، لأنني أظن أن عرض الشركة الأخرى مناسب أكثر. وتكمن المشكلة الوحيدة في إعدادهم العرض المضاد بالفعل قبل أن تعقد هذا الاجتماع معهم. ويجب عليها ألا تتخذ موقفاً سلبياً نظراً لأنهم "يعملون بجد" في سبيل إعداد هذا العرض لها. بل يجب أن تقول: لقد طرأت بعض التطورات منذ آخر اجتماع لنا.

أليسون بيرد: ماذا يجب عليها أن تفعل في حال حصلت على العرض بالفعل، هل يجب عليها اتخاذ القرار الأفضل لها شخصياً، وتدمر هذه العلاقة مع الشركة؟

لي طمسون: إن أول ما أود القيام به هو أن أبذل قصارى جهدي لأمنع هذه العلاقة من الدمار. يمكنها أن تقول: شكراً جزيلاً لكم، لا يسعني تصديق مدى سرعة استجابتكم لطلبي، لقد كان هذا أصعب قرار اتخذته في حياتي، وأنا أعلم أنكم بذلتم قصارى جهدكم في إعداد هذا العرض، أنا مشوشة التفكير الآن، إذ ظهرت بعض المتغيرات الأخرى. القرار صعب جداً لكنني بحاجة إلى ترك العمل. وأنا أقدر بحق مدى تعاونكم معي. يجب عليها السعي إلى تلك النقطة.

أليسون بيرد: نعتقد أنها كانت ذكية في سعيها إلى الحصول على عرض خارجي، نظراً لعدم استقرار الشركة واستبدال العديد من المدراء، لكننا نعتقد أنها ارتكبت بعض الأخطاء في طرح القضية على صاحب عملها الحالي. أولاً، من المحتمل أنها قد أفسدت علاقتها مع مديرها والشركة من خلال إفصاحها عن مطالبها فقط، ومن المحتمل أن إفصاحها عن هذه المطالب قد قلل من الخيارات التي كانوا بصدد عرضها عليها. ثانياً، نعتقد أنها قد وضعت نفسها في مأزق حقاً لأنها قد تضطر إلى قبول العرض في حال استجابتهم لجميع طلباتها. لذلك يجب عليها التحلي بالفحص النافي للجهالة فيما يتعلق بالشركة الأخرى أثناء انتظار حصولها على العرض المضاد. كما يجب عليها إعداد بطاقة أداء لكلا العرضين من كلتا الشركتين واتخاذ قرار بناءً على ما تريده حقاً. وإذا كانت لديها أي شكوك حول رغبتها في البقاء، في حال قبل المسؤولون في الشركة تنفيذ جميع رغباتها، فيجب عليها إخبار الشركة أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً مما كانت تعتقد. ومن المحتمل ألا يفي العرض المضاد بتوقعاتها أيضاً. وسيكون القرار في هذه الحالة سهلاً. وفي حال قررت البقاء في الشركة التي قبلت تلبية جميع مطالبها، بإمكانها عندئذ تأكيد قبولها للعرض مع الأخذ في الحسبان احتمال عدم إيفاء الشركة بوعودها لها، وإذا اتبعت صاحبة السؤال الإرشادات التي قدمناها لها ستتمكن من الإجابة عن السؤال الذي طرحته وهو: هل أبقى في شركتي أم أقبل عرض عمل جديد؟

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: هل يجب عليّ إيجاد عرض وظيفي آخر بهدف الحصول على علاوة في الشركة التي أعمل بها؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي