كيف تبحث عن عمل عندما تكون مرهقاً بالفعل؟

5 دقائق
البحث عن عمل
shutterstock.com/Alex SG

ملخص: قد يصعب عليك شحذ طاقتك من أجل البحث عن عمل أو التفكير في تغيير مهنتك عندما تكون مرهقاً بالفعل من العمل بدوام كامل، ورعاية أسرتك، وإدارة حياتك في ظل جائحة "كوفيد-19". وقد يساعدك دمج مبادئ التدريب وإدارة التغيير الخمسة هذه في بحثك عن عمل على البقاء متحمساً طوال عملية تعتبرها عملية مرهقة. أولاً، فكر في سبب رغبتك في الحصول على وظيفة جديدة، ولماذا تحتاج إليها الآن. واستخدم تقنيات التخيل عندما يسيطر عليك الإعياء أو عندما تحيك في عقلك روايات مزيفة. ثم ضع خطة ونفذها بشكل منهجي. وتخلَّ بعد ذلك عن الأمور التي لا يمكنك السيطرة عليها. وكن مستعداً أخيراً للتقلبات العاطفية التي لا مفر منها.

عندما أدرك فادي، وهو أحد عملائي، أنه لا يشعر بالرضا في وظيفته، أراد البحث عن عمل أكثر أهمية. فشرع في رحلة البحث عن عمل. وبدأ في غضون أيام يجري مقابلات شخصية بشركات متعددة عدة مرات في الأسبوع، وكانت كل مقابلة تتطلب ساعات من التحضير، إلى جانب توليه أيضاً إدارة المشاريع الكبرى في وظيفته بدوام كامل. وبعد أن تزايد عبء عمله، قال عدة مرات، "هذا مرهق"، وفكر في الاستسلام فترة من الوقت إن لم ينجح في الحصول على المناصب التي كان يُجري مقابلات لشغلها.

وسبب شعور فادي بالإعياء واضح تماماً. قد يصعب عليك شحذ طاقتك للبحث عن عمل أو التفكير في تغيير مهنتك عندما تكون مرهقاً بالفعل من العمل بدوام كامل، ورعاية أسرتك، وإدارة حياتك في ظل جائحة "كوفيد-19". وقد يساعدك دمج مبادئ التدريب وإدارة التغيير الخمسة هذه في بحثك عن عمل على البقاء متحمساً طوال عملية تعتقد أنها عملية مرهقة.

حدد سبب بحثك عن عمل، ولماذا اخترت هذا الوقت؟

سيساعدك فهم سبب رغبتك في العثور على عمل جديد في التركيز على الهدف النهائي، كما سيتيح لك بدء رحلة البحث من منظور الاستكشاف والتمكين الإداري، وهو ما يحفزك على تخصيص وقتك في البحث عن عمل بدلاً من قضائه بأعمال تنتابك فيها حالة من الغضب أو الخوف. بمعنى آخر، سيدفعك "سبب اختيارك هذا الوقت" إلى اتخاذ إجراء لتنفيذ الخطوة الأولى.

تصور وضعك الحالي ووضعك المستهدف

أغمض عينيك بلطف، وتخيل وقتاً كنت متحمساً فيه لشغل وظيفة جديدة أو سعيداً بوظيفتك الحالية. ما هي المشاعر التي استحضرتها تلك التخيلات في عقلك؟ ما هي الأمور التي أثارت حماسك في تلك التخيلات؟ هل انسجمت مع زملائك في العمل؟ هل أحببت العمل الذي تؤديه؟ ثم فكّر في عملك اليوم. هل تولّدت لديك مشاعر مختلفة؟ ما هي الميزات التي لم تحصل عليها في وظيفتك الحالية والتي تأمل في الحصول عليها بالفعل؟

أخيراً، تخيل كيف سيكون شعورك عندما تجد الوظيفة التي تحلم بها. ثم احتفِ بمشاعر الطاقة والإثارة والاندماج تلك واجعلها تتدفق إلى كامل جسمك. ما هي الأعمال التي ولّدت فيك تلك الأحاسيس؟ يفيد استخدام التخيّل بهدف تحديد الأمور التي تهمك إضافة إلى تقبّل المشاعر التي تصاحب تلك التخيلات في تعزيز قوتك خلال عملية البحث المرهقة عن عمل، لا سيّما إذا كنت قد أصبت بخيبة أمل أو استغرق الأمر وقتاً أطول مما كنت تتوقع. استخدم هذه التقنية عندما يسيطر عليك الإعياء أو عندما تحيك في عقلك روايات مزيفة.

ضع خطة

سيمنعك الخوف من المجهول، أو مقدار الوقت الذي ستستغرقه عملية البحث، أو عدم معرفة أهدافك من شحذ همتك عند البحث عن عمل. لكن إذا وضعت خطة أولاً واتبعتها بشكل منهجي، فستكون قادراً على تجميع قواك بعد إنجاز كل خطوة.

حدد أولاً مقدار الوقت الذي ترغب في تخصيصه والذي ستكون قادراً على تخصيصه بالفعل لعملية البحث عن عمل والتزم بذلك المقدار من الوقت كل يوم أو أسبوع. ثم كرّس ذلك الوقت، بالإضافة إلى 15 دقيقة مرتين يومياً للتحقق من رسائل بريدك الإلكتروني ومنصة "لينكد إن" والرد على وكالات التوظيف أو جدولة مواعيد المقابلات الشخصية. إذا تمكنت من تنظيم جدول مواعيدك، ففكر في تخصيص قليل من الوقت الإضافي كل يوم لتمارس هواية تحبها قبل بدء البحث عن عمل، مثل ممارسة الرياضة أو الرقص أو الوقوف ووضع الذراعين على الخصر (كوقفة بطلة فلم "المرأة الخارقة" (Wonder Woman)) أو قضاء بعض الوقت مع العائلة، فذلك سيحفزك ويريح عقلك ويهدئه، ويهيئه للإنتاجية.

ثم ضع جدول مواعيد للأنشطة؛ ما هي الأنشطة التي تنوي أداءها وموعد أدائها؟ هل تحتاج إلى إعداد سيرتك الذاتية، أو تحديث ملفك التعريفي على منصة "لينكد إن"، أو إعداد قصص حول تجاربك لترويها في أثناء المقابلات؟ كم من الوقت ستقضي في التقديم عبر الإنترنت؟ كن واضحاً بشأن الأنشطة التي ترغب في تأديتها ضمن الأوقات التي خصصتها كل يوم.

أخيراً، حدد هوية الأشخاص الذين ستحتاج إلى دعمهم عند البحث عن عمل. هل تحتاج إلى مطالبة شخص آخر بتحمل مزيد من المسؤولية في المنزل حتى تتمكن من استخدام ذلك الوقت للبحث عن عمل؟ هل تحتاج إلى وضع حدود حول الوقت الذي ستخصصه عند البحث وعدم السماح لأي شخص (أو أي شيء) بمقاطعتك؟

ركز على الأمور التي يمكنك السيطرة عليها

تختلف عمليات التوظيف في جميع الشركات وتستغرق فترات زمنية مختلفة. على سبيل المثال، توظف بعض الشركات 4 أشخاص للإشراف على المقابلات كحد أقصى، وقد تجري شركات أخرى 10 مقابلات وتتطلب إجراء اختبارات فنية وتتحقق من رسائل التوصية. وقد تستغرق بعض الشركات 30 أو 60 يوماً لإتمام عملية التعيين؛ في حين قد تستغرق شركات أخرى 90 يوماً أو أكثر. وقد يحصل أن تتغير الأدوار أو القادة أو الميزانيات بعد نشر الشاغر الوظيفي أو بعد إجراء المقابلة، وهو ما يتركك تتساءل عما حدث.

ولن يكون في وسعك التحكّم بكل شيء في الواقع. على سبيل المثال، لا يمكنك التحكم فيما إذا كنت مناسباً لثقافة الشركة التي تتقدم إليها، ولن تكون على قادراً على فعل أي شيء في حال فقدت تواصلك مع وكالة التوظيف، أو ما إذا أعلنت شركة ما عن وجود وظائف شاغرة في مجالك المهني قبل أن تبدأ رحلة البحث عن عمل، أو عدد الوظائف التي ستضطر إلى التقدم إليها قبل أن تعثر على الوظيفة المناسبة. لكن تذكر أن التركيز على كل تلك الأمور سيستنزف طاقتك ويجعلك لا ترغب حتى في بدء البحث عن عمل.

لكن إذا ركزت على الأمور التي يمكنك التحكم بها، فستزيد بذلك من طاقتك الإيجابية وتعزز حافزك. وإليك بعض الأمور التي يجب أن تبذل جهدك عليها بدلاً من التفكير في العوامل الخارجة عن سيطرتك:

  • حدد مجال عملك بدقة وحدّث سيرتك الذاتية وملفك التعريفي على منصة "لينكد إن" بحيث تعرض فيه مهاراتك وقدراتك من منظور الوظيفة الجديدة.
  • نظّم فرصاً للقاء الأشخاص في مجال عملك والتعرّف عليهم.
  • كن على أتم الاستعداد للمقابلات الشخصية.
  • تواصل مع الأشخاص الذين قدّموا لك رسائل توصية وشجعهم على إبداء الحماس عند الحديث عن المجالات التي تود منهم مناقشتها.

تنفس بعمق وآمن بأنك ستعثر على الوظيفة المناسبة

لا تقل التهيئة النفسية أهمية عن إعداد سيرتك الذاتية، فعملية البحث عن عمل هي عملية عاطفية وتنطوي على كثير من النجاحات (المقابلات الرائعة) والإخفاقات (حصول مرشح آخر على الوظيفة). قد تشعر عند حصولك على عمل جديد بالتوتر بشأن إعداد أعضاء فريقك الحاليين للنجاح، وكيفية إنهاء علاقتك مع الشركة القديمة والإعداد للشركة الجديدة. وقد يجعلك الرفض بعد سلسلة من المقابلات الشخصية تشعر أنك تضيع كثيراً من الوقت. لكن ماذا لو غيرت وجهة نظرك؟ أي اعتيار كل فشل خطوة جديدة نحو تحقيق النجاح بدلاً من أن الاستسلام، إذ تُعتبر كل مقابلة وكل اجتماع بمثابة تدريب لمقابلات واجتماعات أخرى. ستشعر عندما تتلقى رفضاً من وظيفة ترغب في الحصول عليها أنك ضيعت فرصة مهمة، لكن هل حاولت تغيير الرواية في عقلك وجعله يؤمن أنها لم تكن الفرصة المناسبة؟

استعد مسبقاً لكيفية التعامل مع الرفض. على سبيل المثال، امنح نفسك يوماً واحداً كحد أقصى للحزن على تلك الفرصة الضائعة، ووثق ما تعلمته من تلك التجربة، ثم اعترف أنها لم تكن الوظيفة المناسبة لك. إذ سيساعدك وضع الحدود في وقف دوامة المشاعر حول الفرص التي لم تكن مناسبة لك.

يتمثّل أهم جانب في البحث عن عمل في التعاطف مع نفسك وتغيير طريقة تفكيرك من "أنا لا أقوم بما يكفي" إلى "أنا أبذل قصارى جهدي". عندما شعر فادي أنه أهمل عمله وأسرته والتزاماته الأخرى نتيجة الوقت الذي كرسه للبحث عن عمل، ذكّر نفسه أن الاستثمار في العثور على الوظيفة المناسبة سيثري في النهاية جميع جوانب حياته وأن عمله في بيئة تمنحه الرضا ستساعده على التخلص من إجهاده. وكان على حق بالفعل، إذ تضاعفت طاقته وسعادته بشكل كبير عندما حصل على وظيفة أحلامه.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي