قد تبدو المشاركة في جلسة مناقشة أسهل من إلقاء محاضرة من ناحية إرهاق الأعصاب. أنت تجيب عن أسئلة محددة بدلاً من إلقاء حديث منفرد، ولن تكون محور الاهتمام الوحيد للحضور.
ولكن غالباً ما تكون هناك تحديات خفية عندما يتعلق الأمر بالانخراط في جلسات المناقشة. وسأطرح 4 استراتيجيات يمكنك استخدامها لضمان أن يكون دورك في الكلام أكثر سلاسة.
أولاً، تواصل مع مدير جلسة النقاش مسبقاً. غالباً ما يكون إرسال رسالة إلكترونية إليه أو التواصل معه بأي وسيلة أخرى قبل موعد الجلسة متاحاً. ستكون قادراً على إعداد نفسك بفعالية أكبر إذا تمكنت من فهم كيف سيدير الجلسة. على سبيل المثال، هل سيستدعي أشخاصاً معينين للإجابة عن أسئلة محددة أم سيكون المجال متاحاً للجميع، وعليك إيجاد فرصتك في التكلم بنفسك؟ هل لديه قائمة أسئلة معدّة مسبقاً، وإن كان كذلك، هل يمكنه إطلاعك عليها؟ ستسمح لك هذه المعلومات بتوقع كيفية سير الجلسة وتجهيز نفسك لها مسبقاً إن كنت تشعر بالحرج أو الخجل مثلاً، ولست معتاداً على الصراع للحصول على وقت للتحدث.
ولأجل ذلك أيضاً، يجب عليك أن تخطط للنقاط التي ستتكلم فيها. لقد كنت في مراحل مختلفة من مسيرتي المهنية، أشارك في التعليق دائماً على التلفزيون الأميركي والتلفزيون الكندي، وشاركت أحياناً كثيرة في نقاشات نقد سياسي. وبمجرد تلقي الدعوة إليها (قبل عدة ساعات من موعدها عادة)، كنت أغوص في البحث وأضع قوائم للأمور التالية:
- إحصائيات رئيسية ذات صلة (ستكون أكثر قوة إن تمكنت من تعداد 1-3 حقائق رئيسية).
- الأسئلة التي أتوقع من المضيف طرحها (غالباً ما يزودني موظف المحطة الذي يتواصل معي لدعوتي للمشاركة بعنوان الموضوع الرئيسي، مثل: استطلاعات الرأي المتعلقة بالحملة الانتخابية الأخيرة، دون تحديد الأسئلة).
- النقاط الرئيسية التي أحرص على طرحها.
من خلال إعداد هذه المواد مسبقاً ووضعها في رأس القائمة، أستطيع تقديم حجج مقنعة عند طرح مناقشتي. وتنطبق ذات المبادئ والتقنيات على جلسات المناقشة غير المتلفزة، كما في المؤتمرات. إضافة إلى ذلك، هناك فائدة جانبية أخرى للتحضير المسبق، وهي أن معرفة الأسئلة المتوقع طرحها والنقاط الأساسية في النقاش تساعدك على أن تكون مرناً ولبقاً خلال فترات الأسئلة والأجوبة المفتوحة، في حال كان طرح الأسئلة متاحاً للجمهور في المؤتمر.
ثانياً، حاول التكلم أولاً. قد لا يكون ذلك ممكناً دائماً، إذ يمكن أن يوجّه مدير الجلسة الأسئلة لأشخاص محددين. ولكن إن كان يفضّل الصيغة المفتوحة، كأن يقول: "إذاً، ما هي أهم تيارات الذكاء الاصطناعي برأيكم؟"، عندها سيكون من الأفضل أن تبادر للتكلم بينما لا يزال الأخرون يصيغون إجاباتهم، لأن من يتحدث أولاً هو من يحدد فحوى النقاش غالباً. وبذلك، لن تسمح أن يتكلم أحد آخر قبلك ويختطف النقطة الأساسية التي تريد طرحها. بالإضافة إلى أنك ستضمن بهذه الطريقة إثارة انطباع قوي لدى الجمهور لأنه على الأغلب سيتذكر الملاحظة الافتتاحية الذكية في حال وجود شخص مسيطر يحتكر جزءاً كبيراً من وقت التكلم خلال الجلسة لنفسه.
أخيراً، من المهم جداً مراقبة توازن الوقت. إذا كنت تعلم أنك كثيراً ما تطيل المحادثة، خاصة عندما تشعر بالتوتر، يجب أن تحاول تقليل ملاحظاتك. انتبه لعدد المرات التي تتحدث فيها مقارنة بالآخرين، وإذا كنت من أولئك الذين هم في صراع دائم، فيجب أن تحاول وضع مؤقت على هاتفك الذكي أو ساعتك لمنع نفسك من التحدث بعد مرور 30 ثانية والسماح للآخرين بالمشاركة. أولئك الذين يسيطرون على جلسات المناقشة لا يثيرون إعجاب الآخرين بثقافتهم، وغالباً ما يبدون متنمرين أو يتظاهرون بمعرفة كل شيء
وإذا كنت تعاني من شخص محتكر، فمن الضروري ألا تسمح له بإجبارك على الصمت أو الخضوع. من الطبيعي أن تتمنى لو يتدخل المدير للمساعدة، فهي وظيفته، ولكنه قد لا يكون مدرباً أو مؤهلاً. لذلك، عليك مسبقاً أن تستعد نفسياً لاحتمال احتياجك للدخول في المناقشة بحزم معه.
ربما كنت غير معتاد على هذا الأمر ويسبب لك الشعور بعدم الراحة، ولكن لن يكون لديك في جلسة المناقشة سوى هذه الفرصة الوحيدة للتعبير عن وجهة نظرك على عكس ظروف المكتب المعتادة التي تمكّنك من مشاركة أفكارك بطرق أخرى أو مع مرور الوقت. وحتى لو اضطررت للتلويح بيدك لتجذب انتباه مدير الجلسة ويدعوك للكلام، أو أن تقاطع الشخص المسيطر على الجلسة بنفسك، كأن تقول: "جمال، لقد أغفلنا نقطة هنا"، في هذا المثال، هناك ما يبرر هذه العدوانية وستحظى بتشجيع الحضور على الأغلب.
قد تبدو المشاركة في جلسة مناقشة أمراً سهلاً مقارنة بتقديم كلمة أو خطاب بمفردك، ولكن كما هو الحال في إلقاء الخطب، هناك ألغام محتملة يجب عليك الحذر منها. ومن خلال اتباع الاستراتيجيات التي ذكرناها، وستزيد من احتمالات قدرتك على إيصال وجهة نظرك وأن مشاركتك ستكون ناجحة.