3 طرق لتحديد الاختلافات الثقافية ضمن أي فريق عالمي

4 دقائق
تحديد الاختلافات الثقافية ضمن فرق العمل

ضمن أي عمل من الأعمال في هذه الأيام، يبدو أنه من المؤكد تفاعلك مع أشخاص تختلف خلفيتهم الثقافية تماماً عن خلفيتك الثقافية. وفي مؤسسة عالمية، قد تحظى بزملاء من بلد مختلف. أو يمكنك عقد شراكات مع مؤسسات ينحدر موظفوها من جزء آخر من البلاد. وقد تبرز أيضاً اختلافات ثقافية بينك وبين بعض الوكلاء والعملاء الذين تخدمهم. ولهذا عليك معرفة كيفية تحديد الاختلافات الثقافية ضمن فرق العمل.

ربما تميل إلى اتباع القاعدة الذهبية، وتُعامل الجميع ممن حولك بالطريقة التي تريد أن تعامَل بها تماماً. لكن هذه الطريقة ليست الأكثر فاعلية لتجاوز الاختلافات الثقافية. فأنت ترغب في منح الناس الاحترام نفسه الذي تتوقعه منهم، لكن كيفية تفاعلك معهم ستعتمد كثيراً على توقعاتهم حول الشكل المحدد للتفاعلات. ولهذا من المفيد معرفة الاختلافات الثقافية المحددة.

ربما يكون من الصعب عليك تحديد هذه الاختلافات الثقافية، لأنك غالباً ما تكون غير مدرك للافتراضات الثقافية الخاصة بك. فمن بين الأهداف الرئيسية للثقافة، تزويدك بتوجه لفهم العالم والمضي فيه، وذلك، لأن البشر مبرمجون مسبقاً من خلال عملية التطور بمعرفة محدودة جداً عن كيفية الاستمرار والنجاح. وهكذا، تشكّل الافتراضات التي تقوم بها حول العالم (استناداً إلى ثقافتك) قدرتك على تقييم كل ما تواجهه.

اقرأ أيضاً: التعامل مع المواجهات الحاصلة ضمن الفرق المتعددة الثقافات

كيفية تحديد الاختلافات الثقافية ضمن فرق العمل

تعلم

إذا علمت أنك ذاهب إلى منطقة محددة من العالم، فمن الجدير القيام ببحث حول هذه المنطقة في وقت مبكر. ويمكن للتفاصيل الصغيرة أن تكون مفيدة في ذلك. على سبيل المثال، قبل ذهابي إلى بلغاريا للمرة الأولى، أخبرني أحدهم أن البلغاريين في العادة يهزون رأسهم ليعنوا "نعم" بدلاً من الإيماء بالرأس كما يفعل الناس في الولايات المتحدة. وكانت هذه المعلومات قيمة عند إجرائي محادثات مع الآخرين، فلم أفترض أنهم كانوا يختلفون معي فيما كانوا في الحقيقة يوافقون.

بالإضافة إلى ذلك، ثمة جوانب عامة للثقافة، ويُعد من المفيد دراستها من قبل أي شخص. على سبيل المثال، حدد عالم النفس الاجتماعي الهولندي جيرت هوفستد عدداً من الأبعاد التي تُبرز طرق اختلاف الثقافات. مثلاً، تميل الثقافات الأميركية والأوروبية الغربية لأن تكون فردية، وهذا يعني أنها تميل إلى تقدير عمل الأفراد وحريتهم. أما ثقافات شرق آسيا فتميل إلى أن تكون جماعية بمعنى أنها تقدر احتياجات المجموعة أكثر من احتياجات الفرد. وتميل الثقافة الأميركية إلى أن تكون مسطحة إلى حد ما - ما يعني غياب التسلسل الهرمي الصارم، في حين أن الثقافة اليابانية أكثر هرمية، وبالتالي، يحدد المقام النسبي لكل شخص في الغرفة الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع بعضهم البعض.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل بنجاح عبر الدول واللغات والثقافات المختلفة؟

ربما تساعدك معرفة هذه الأبعاد على ملاحظة سلوكيات قد تكون غير مرئية لك عند العمل مع أشخاص من ثقافات أخرى. كذلك يمكنها مساعدتك على فهم أفضل لأي افتراضات تتوصل إليها حول معنى السلوكيات، فيزيد احتمال تفسيرك لتصرفات زملائك بعقل منفتح.

استمع

يُعد الدماغ محرك التوقعات، إذ يحاول باستمرار توقع مجموعة متنوعة من الجوانب المتعلقة بما سيحدث في المستقبل، بما في ذلك ردود الفعل التي ستحصل عليها من الآخرين. فعند التعامل مع أشخاص من ثقافات أخرى، انتبه بعناية إلى الإخفاقات التي تصيب توقعاتك.

وإذا كان الأشخاص الذين تعمل معهم لطفاء في العادة، لكنهم يعاملونك بشيء من البرود في بداية الاجتماع، فذلك دليل على حدوث خطأ ما. وبالمثل، إذا كنت تتوقع أن ينال اقتراح ما ترحيباً حافلاً، وكان رد الفعل أكثر ميلاً إلى الفتور، فهذا أمر عليك متابعته والتعامل معه بهدوء.

وثمة أمر يعرقل الاستماع، وهو عدم منحك الآخرين فرصة ليخالفوا توقعاتك. وهذا يعني أنك قد لا تمنح الناس فرصاً للقيام بأفعال مختلفة عن تلك التي تتوقعها، لأن ذلك يمنحك إحساساً بأن تفسيرهم لموقف ما مختلف عن تفسيرك. مثلاً، قد تسأل الحضور أن يطرحوا أسئلة، في حين أن الأشخاص الذين تتعامل معهم غير مرتاحين لطرح الأسئلة في مكان عام. في هذه الحالة، سيخيّم الصمت عليهم بسبب الاحترام، وليس لعدم وجود أسئلة لديهم. ولأنك تتحدّر من ثقافة، حيث طرح الأسئلة يُعد أمراً مناسباً، فقد تسيء فهم صمتهم. ولكن في الحقيقة، أنت لم تعطهم فرصة لفعل شيء يفاجئك.

بدلاً من ذلك، عندما تتعرف أولاً على مجموعة أشخاص من ثقافة أخرى، لا تعطهم خياراً لعدم قول أي شيء أو عدم فعل أي شيء. مثلاً، بدلاً من إنهاء التفاعل معهم بالقول "هل لديكم أي أسئلة؟"، يمكنك القول "لدى العديد من الأشخاص الجدد في مشاريع كهذه مجموعة من الأسئلة، فما هي بعض المسائل التي ترغبون في معرفتها؟"، الآن، أنت تعطي إذناً صريحاً لطرح سؤال وتوضح أن طرح الأسئلة هو القاعدة التي تتوقعها.

أخيراً، يمكن أن يصعّب إدراك حواجز اللغة أيضاً ملاحظة مخالفات التوقعات. فعند التحدث إلى شخص لغته الأم هي الإنجليزية، يمكنك الاستماع إلى التغييرات الطفيفة في نغمة الصوت أو اختيار كلمات قد تشير إلى الاستياء. أما الذين ليست الإنجليزية لغتهم الأم فقد يواجهون صعوبة أكبر في استخدام إشارات كهذه، وبالتالي سيكون عليك العمل بجدية أكبر لكشف المخالفات لتوقعاتك. ومن الأشياء التي يمكن أن تكون مفيدة هنا، هو أن تجعلهم يكتبون ملخصاً سريعاً للاجتماع بعد انتهائه ويتداولونه للتأكد من موافقة الجميع على ما تم بحثه ضمن الاجتماع. ويمكنك أيضاً إرسال ملخصات في بعض الأحيان للتداول والتأكد من توافق الجميع مع تفسيرك لحالة المشروع.

سَل

من الصعب عموماً معرفة ما يريده الشخص الآخر، حتى عندما تعرفه جيداً. وتتفاقم هذه المشكلة عندما ينظر الأشخاص الذين تعمل معهم إلى الأمور من خلال عدسة ثقافية مختلفة.

ولحسن الحظ، غالباً ما يتوفر حل بسيط لفهم كيفية تعامل الناس مع تفاعلاتهم معك. والحل هو أن تسأل. ففي بداية علاقة جديدة مع أفراد أو مجموعات من ثقافة أخرى، أخبر الجميع أنك تريد أن تسير الأمور بسلاسة وأنك تعرف أن الاختلافات الثقافية يمكن أن تسبب بعض الخلل غير المقصود. وأكد لهم أنك لن تشعر بالإهانة إذا أشاروا إلى طريقة أخرى للتعامل والمناقشة.

وبعدما تثبت أنك منفتح على التعلم، تابع الأمر في أن تكون صريحاً حول الأهداف التي ترغب بالحصول عليها من تفاعل معين. يمكنك بدء اجتماع أو محادثة بالقول "تتلخص نيتي هنا في جمع المدخلات منكم حتى أتمكن من اتخاذ القرار". حاول أن تجد حليفاً في المجموعة التي تعمل معها يمكنه أن يخبرك عندما تقول شيئاً أثار تفاعلاً مختلفاً عما تقصده.

من المؤكد إلى حد كبير أنك سترتكب بعض الأخطاء عند تحديد الاختلافات الثقافية ضمن فرق العمل. وإذا أعددت روتيناً للتواصل حول المسائل التي قد تظهر، فيمكنك تقليل ضرر الأخطاء التي قد ترتكبها.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .