كيف تتصرف كرائد أعمال في وظيفتك؟

4 دقائق
الابتكار في الشركات

ملخص: معظم المؤسسات، وخاصة الشركات الكبرى، زاخرة بالأفكار الإبداعية التي لا تنفَّذ. وريادة الأعمال هي العملية التي تحول تلك الأفكار إلى ابتكارات فعلية، وعندما تحدث في الشركات الكبيرة فإننا عادة ما نشير إليها بـ "ريادة الأعمال الداخلية" أو الابتكار في الشركات. يعني هذا في جوهره التصرف كرائد أعمال مبتكِر ولكن ضمن بيئة عمل مؤسسة أكبر حجماً وأكثر اتساماً بالطابع التقليدي. أظهر بحث أن العمل كرائد أعمال داخلي عادة ما يرفع مستويات المشاركة والإنتاجية، وأن عمليات إعادة التصميم القصيرة، وحتى إعادة الصياغة البسيطة، لدورك يمكن أن تجعل عملك أكثر اتساماً بطابع ريادة الأعمال وذا معنى أكبر أيضاً.

 

هل تحاول تعلم أشياء جديدة في العمل؟

هل تطلب من رئيسك توجيهك أو إرشادك؟

هل تضطلع في أغلب الأحيان بمهام أكثر مما يتطلبه دورك رسمياً؟

الابتكار في الشركات

إذا أجبت بـ "نعم" عن هذه الأسئلة، فأنت بذلك تعيد صياغة وظيفتك، ما يعني أن لديك القدرة على جعل وظيفتك ذات معنى أكبر من خلال مواءمتها مع اهتماماتك وقيمك. تتوافق هذه الفكرة مع أدلة علمية مثبتة حول فوائد تعيين الأشخاص في أدوار تتلاءم جيداً مع قدراتهم وشخصياتهم وقناعاتهم. وبالنظر إلى أن مستويات المشاركة والأداء عادة ما تصبح أعلى عندما يتم تعيين الأشخاص في أدوار تناسب ميولهم الفطرية أو إمكاناتهم، فمن الواضح أن مَن نصفه عادة "بالموهوب" هو في الغالب شخص يعمل في المكان المناسب.

كما قال كونفوشيوس: "اختر وظيفة تحبها، ولن تضطر إلى العمل يوماً واحداً طيلة حياتك". ويشير قدر كبير من البحوث النفسية إلى أنه من المرجح أن يستمتع الأشخاص بعملهم، لدرجة الوصول إلى حالة التدفق الذهني أو التركيز التام، مع أي تصور للوقت أو الجهد، عندما يُطلب منهم فعل شيء يستمتعون به حقاً.

دو أن هناك عنصراً عاماً تقوم عليه أكثر النُهج فاعلية في إعادة صياغة الوظائف؛ وهو القدرة على جعل وظيفتك (أو عملك) أكثر اتصافاً بطابع ريادة الأعمال. وهو أمر يتجاوز بدء مشروعك الخاص أو إطلاق شركة ناشئة؛ فما أعنيه بالمصطلح هو الميل العام لتسخير الابتكار في عملك، من خلال إيجاد طرق أفضل للقيام بالأشياء وتعزيز التقدم في مؤسستك على نحو استباقي. وكما اتضح، فإن معظم المؤسسات، وخاصة الشركات الكبرى، زاخرة بالأفكار الإبداعية التي لا تنفَّذ. ريادة الأعمال هي العملية التي تحول تلك الأفكار إلى ابتكارات فعلية، وعندما تحدث في الشركات الكبيرة فإننا عادة ما نشير إليها بـ "ريادة الأعمال الداخلية" أو الابتكار في الشركات. يعني هذا في جوهره التصرف كرائد أعمال مبتكِر ولكن ضمن بيئة عمل مؤسسة أكبر حجماً وأكثر اتساماً بالطابع التقليدي.

يُظهر هذا البحث أن العمل كرائد أعمال داخلي عادة ما يرفع مستويات المشاركة والإنتاجية، وأن عمليات إعادة التصميم القصيرة، وحتى إعادة الصياغة البسيطة، لدورك يمكن أن تجعل عملك أكثر اتساماً بطابع ريادة الأعمال وذا معنى أكبر أيضاً. وينطبق هذا بصفة خاصة إذا كنت أكثر حساسية للمكافأة بشكل عام، ما يعني أنك تصبح أكثر تحفيزاً بمطاردة الجزر (أسلوب الترغيب) من تجنُّب الضرب بالعصا (أسلوب الترهيب). في الواقع، قد ينتهي الأمر بالأشخاص الذين يتسمون بالحذر والنفور من المخاطرة إلى المعاناة إذا أصبحوا رواد أعمال داخليين.

سلوكيات لجعل وظيفتك تتسم بطابع ريادة الأعمال

إذاً، ما هي الكفاءات والسلوكيات الأساسية التي يمكنك التحلي بها لتجعل وظيفتك أكثر اتساماً بطابع ريادة الأعمال؟

الكفاءة الأولى هيالتركيز على البيع؛ إذ يتفوق رواد الأعمال الداخليون في أخذ الأفكار غير المستغلة أو المشاريع التي على لائحة الانتظار ويبثون الحيوية فيها باستخدام مهاراتهم في التأثير والمبيعات. إحدى العقبات الرئيسية التي تعترض سبيل الابتكار في الشركات الكبرى تتمثل في حقيقة أن العديد من الأفكار الجيدة، بما في ذلك الأفكار الإبداعية التي تم تنفيذها بشكل سيئ، تفتقر إلى الرعاية أو فن البيع أو لم يتم العمل عليها في الوقت المناسب. وإدراك ماهية هذه الأفكار وامتلاك الرؤية والجدية والمرونة لتقديم هذه الأفكار إلى الأشخاص المناسبين، داخلياً وخارجياً، سيحولك إلى عامل تغيير قوي. حتى الأشخاص الذين يُشاد بهم بوصفهم مبتكرين عظماء، مثل ستيف جوبز، لم يخترعوا الكثير في الواقع، ولكن كان لديهم الرؤية ومهارات التسويق اللازمة لجعل الأفكار المتاحة أكثر جاذبية ولجعل الآخرين يرغبون في شرائها.

الكفاءة الثانية الأساسية هي أن تكون مبادراً بشكل أكبر، ما يعني تحريك الأمور بدلاً من انتظار حدوثها. إذا كانت هناك سمة يحترمها القادة في موظفيهم للغاية، فهي القدرة على إنجاز الأمور، وهي شيء يتسم به المبادرون بوجه خاص، لأنهم يأخذون زمام المبادرة ويتحركون أسرع من أقرانهم. كما أنهم لا يخشون ارتكاب الأخطاء ويفضلون الاعتذار أكثر من طلب الإذن. في الثقافة غير المناسبة، سيؤدي هذا بالطبع إلى وقوعهم في مشكلات. لكنهم عادة لا ينزعجون من ذلك، لأنهم لا يهتمون بوظائفهم إلا إذا كان بإمكانهم إحداث تأثير. يعكس هذا النهج في العمل السمات الرئيسية للقادة الشموليين، وهي مزيج من حب الاستطلاع والشغف والتواضع والتفاني من أجل إحداث تغيير دون خوف. دور القائد ليس إبقاء الأمور على حالها. فجوهر القيادة هو التغيير، والمبادرة هي الوقود اللازم لإحداثه.

الكفاءة الثالثة الأساسية هي الانخراط في سلوكيات اجتماعية أو إيثارية في العمل. ومن قبيل المفارقة فإن هناك أشياء قليلة تبدو أكثر إرضاءً للذات من العطاء. في الواقع، تزداد سعادة الأطفال، في سن مبكرة جداً، عندما يكونون قادرين على التصرف بطرق تتسم بالكرم والإيثار. ويتم تقوية هذا السلوك فقط في مرحلة البلوغ؛ فقد أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن السعادة والتصرفات الاجتماعية مترابطة معاً بشكل إيجابي، وأن هناك سمات قليلة تُعد أساسية للشعور بالسعادة والرفاهية الذاتية بقدر الذكاء العاطفي (الاسم الحديث للتعاطف). تتوافق هذه الفكرة مع ما ورد في بحث حول مكان العمل؛ فقد أظهر أن الأشخاص سيشعرون أنهم أكثر ارتباطاً بالعمل وأن لديهم إحساساً أكبر بالهدف في العمل إذا أتيحت لهم الفرصة للتواصل والانسجام مع الآخرين ليشعروا بإحساس الزمالة.

باختصار، ابحث عن طريقة لتكون لطيفاً وتنفع الآخرين وحينها ستصبح وظيفتك أكثر متعة وذات معنى أكبر. وفي النهاية، جميع رواد الأعمال ورواد الأعمال الداخليين يعملون لهذا السبب بالتحديد: الرغبة في تحسين العالم ودفع عجلة التقدم، ويمكنك أن تفعل الشيء نفسه من خلال عملك اليومي.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي