تقرير خاص

كيف يعزز الإسناد من قوة الشركات في السوق؟

4 دقائق
الإسناد

تتزايد الشركات في سوق الأعمال حتى أصبحت حديث الموسم وتتولد بانتشارها الواسع في السوق المحلي والعالمي أعباء ومسؤوليات تتراكم على المؤسس تفوق طاقته. وبجانب ميزانية الشركة المحدودة وافتقار أصحاب الخبرة المهنية وضيق الوقت في المراحل الأولى الصعبة للشركات ولموافاة جميع متطلبات الشركة، يلجأ بعض مؤسسي الشركات إلى الاستعانة بمصادر خارجية أو كما يسميه البعض التعهيد أو الإسناد لمساعدتهم في تخفيف ضغوطات العمل عبر تقديم خدمات مشتركة مثل الموارد البشرية والتقنيات اللازمة والأدوات المكتبية التي يحتاجها العميل إضافة إلى خدمات أخرى.

يكون الإسناد باتفاق ما بين طرفين أو جهتين وعادةً ما يكون الاتفاق بين الجهات الحكومية والخاصة، حيث يقوم الطرف الأول باستخدام وتوظيف خدمات وكفاءات الطرف الثاني لإتمام أعمال ومهام الطرف الأول. كما يعد استراتيجية تستعين من خلالها الشركات بمصادر خارجية أو يمكن الإسناد عليها مثل الشركات التي تقدم بعض الخدمات الخارجية. على سبيل المثال، حاضنات الشركات ومسرعات الأعمال، التي يتم تزويدها بجميع المصادر البشرية والتقنيات التي تحتاجها لإنهاء مهمة واحدة أو لتولي قسم كامل لتشغيله وتطويره.

تفضل الشركات الاستعانة بالإسناد بدلاً من عبء التوظيف الداخلي لغرض توفير المال والجهد والوقت والاستفادة من معرفتهم وخبراتهم. ويكون العقد المبني بين الطرفين عقداً مؤقتاً أو دائماً. تضم الشركات خدمات مختلفة من الإسناد فهي لا تقتصر على الموارد البشرية فقط، فقد تكون خدمات التقنيات مثل توفير منصات إلكترونية وبرامج لتهيئة الشركة أو خدمات لوجستية مثل توفير مستلزمات المكاتب وخدمات النظافة.

توظيف مصادر خارجية

تميل العديد من الشركات إلى توظيف مصادر خارجية لمزاياها المختلفة، التي تتمثل فيما يلي:

أولاً، التركيز على الأعمال الأساسية: يتيح الإسناد للمؤسسين التركيز على الأعمال الأساسية، حيث إن الشركات تميل إلى التوسع بسرعة؛ ما يؤدي إلى انتكاسة للمصادر المالية والبشرية والتقنية. على سبيل المثال، بعض الشركات تبرم عقود تجارية ضخمة من شأنها زيادة أعمال الإدارة المالية بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة، فمن خلال الاستعانة بمصادر خارجية لمسؤوليات الإدارة المالية، ستتوفر طاقة الشركة للتركيز على العقد الأساسي ذاته.

ثانياً، الحفاظ على الميزانية: يحافظ الإسناد على الميزانية ويوفر المال. عادة، يكلف شراء المعدات الجديدة أو توظيف أعضاء جدد داخلياً ثروة. في ظل هذه الظروف، يكون توظيف مصادر خارجية لا يكلف مقارنة بالتوظيف داخلياً. كما أنه يقلل من التكاليف المرتبطة بتعيين موظفين داخليين على سبيل المثال، رواتبهم ونفقات الرعاية الصحية ونفقات الاحتياجات المكتبية.

ثالثاً، الوصول إلى المصادر الخبيرة: يوفر الإسناد إمكانية الوصول إلى المصادر الخبيرة والموارد البشرية ذات الاحترافية. لا يملك مؤسسو الشركة الوقت والجهد الكافيين لتعيين موظفين جدد وتدريبهم، لذا فهم يسمحون لأنفسهم بتوظيف مصادر خارجية من ذوي الخبرة لتطوير الأعمال. فإن الاستعانة بالمصادر الخارجية من ذوي الخبرة يساعد في تحسين جودة الأعمال كما يدعم نمو الأعمال في السوق المحلية.

رابعاً، استمرارية الأعمال وإدارة المخاطر: تخيل أن مدير القسم القانوني الخاص بك يستقيل من منصبه، وأن نائب المدير في إجازة مرضية لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر مقبلة، فإن الاستعانة بمصادر خارجية لمهام ومسؤوليات الإدارة القانونية سيضمن أن الوظائف والمهام القانونية تعمل كالمعتاد وتقلل من خطر تعليق العمل حتى يتوفر بديل.

خامساً، توفير الوقت على الشركات: الاستعانة بمصادر خارجية يوفر على الشركات الوقت للتركيز على المهام المهمة والعقود الضخمة. فلا بد من وجود بعض السلبيات في كل جانب. من ناحية أخرى، فإن بعض المشاكل التي يتم مواجهتها عند الاستعانة بمصادر خارجية هي فقدان الإدارة وبعض مشاكل الجودة. لكن هذا لا يؤثر في جميع عمليات الإسناد في النهاية، وبالتالي يتمتع المؤسس بكل السلطة والإدارة.

أشكال الإسناد

لا يقتصر الإسناد على دولة واحدة، فهناك بعض الشركات المحلية والعالمية التي تقدم هذه الخدمة. فعلى الصعيد العالمي، "المؤسسة الدولية للحاسبات الآلية" (International Business Machines Corporation) أو (IBM) هي شركة تقنيات أميركية. تقدم الشركة خدمات الإسناد في أكثر من 100 دولة. كما أن (IBM) تعرف عالمياً بخدماتها ومنتجاتها المتنوعة. على سبيل المثال، يقدمون البنية التحتية لتقنيات المعلومات، والخدمات الأمنية، والدعم الفني، ويقدمون برامج تدريبية لتطوير وتحسين المخرجات. تعاونت شركة (IBM) مع شركة "إيستمن كوداك" (Eastman Kodak) لتصميم وإدارة نظام البيانات لهم. بالإضافة إلى ذلك، اتفقت الشركة مع شركة (IBM) على تحمل المسؤولية الكاملة لتشغيل النظام تحت اسم (IBM). علاوة على ذلك، سيدعم نظام البيانات تخزين البيانات الفنية والتشغيلية ويضمن أمان بياناتها.

محلياً، "بياك" (BIAC) هي شركة تابعة لشركة التنمية والاستثمار التقني والتي بدورها تعد مملوكة بالكامل لـ "صندوق الاستثمارات العامة" (Public Investment Fund) أو (PIF). تُمكن "بياك" الابتكار في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية من خلال تقديم خدمات الإسناد وتشغيل الخبرات والمعرفة للشركات عبر ثلاثة منتجات رئيسية وهي: إدارة دعم الابتكار وإدارة الابتكار وإدارة خدمات شراكات الابتكار.

يعد قسم إدارة دعم الابتكار القسم المسؤول بتقديم خدمات الإسناد، حيث يقدم للشركات خدمات تقنية المعلومات وإدارة وتطوير الموارد البشرية وخدمات إدارة المشتريات وخدمات إدارة المرافق وإدارة الحسابات للشؤون المالية والخدمات القانونية والمشاريع الهندسية وأيضاً خدمات التسويق والاتصال. ويعتبر تشغيل برنامج "بادر" لحاضنات الأعمال والمسرعات التقنية أحد أكبر مشاريع شركة "بياك". حيث استعانوا بمصادر "بياك" في القوى البشرية والتقنية والخدمات الأخرى. كما يعزز برنامج "بادر" الابتكار من خلال احتضان وتسريع الشركات الناشئة التقنية، ويخلق بيئة تقنية للشركات الناشئة ما يساهم في دخولها إلى السوق وتوسيع أعمالها. ولم تقتصر مشاريع الإسناد لدى "بياك" على بادر، فقد شغلت مركز الابتكار للصناعة 4.0 الذي ساهم في تطوير وتطبيق تقنيات الجيل الرابع من الصناعة في المملكة العربية السعودية بينما يعمل مركز الابتكار على تبني التصنيع التقني على نطاق واسع بأحدث التقنيات التي تساعد في زيادة القدرة التنافسية للمصانع القائمة على الصعيد العالمي ويهدف المركز إلى توفير منصة متخصصة لقيادة الأعمال والأنشطة المختلفة المتعلقة بتطوير وتطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في المملكة.

وقد حلت في وقتنا الحاضر بدائل بدأت الشركات بتوظيفها كمصادر خارجية لتطوير وتدريب فريقها الداخلي بأدنى التكاليف، إلى جانب توفير الجهد والتكلفة، فهناك العديد من المزايا للاستعانة بمصادر خارجية مثل الوصول إلى التقنيات الحديثة والاستفادة من القوى الخبيرة. وقد تتطلب المنافسة المتزايدة بين الشركات معدلاً أعلى من الإنتاجية والإبداع لتطوير منتج يمكنه وضع بصمته في السوق. لذلك، من المهم الاستعانة بمصادر خارجية للقيام بمسؤوليات غير أساسية لشركات أخرى أو لحسابهم الخاص، فلا تتردد في توفير بعض الجهد والوقت للتركيز على ما يجب القيام به بشكل أفضل لتطوير وتنمية الشركات للتنافس مع الشركات العالمية في السوق.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي