يدرك معظمنا مخاطر تبني الكثير من الأهداف في نفس الوقت، فهذا الأمر لا يسمح لنا غالباً بإحراز تقدم ملموس في أي منها، ولكن مع إدراكنا أنه يتعين علينا تحديد الأولويات، كيف يمكننا تحديد الأهداف الصحيحة من أجل التركيز عليها؟ وكيف نتخلص من الإحباط والفشل في العمل؟ فيما يلي 4 خطوات تساعد على تحديد الهدف الذي سيكون تركيز الجهود فيه أكثر استراتيجية، ومعرفة كيفية تعظيم الفرص التي تؤتي ثمارها.
4 خطوات لتجنب إحباط تعدد الأهداف
احرص على مواءمة هدفك مع الرؤية الاستراتيجية الشاملة لشركتك.
إذا كنت موظفاً، في أي مستوى، فإن الخطوة الأولى في تحديد الأهداف هي أن تسأل مديرك في العمل مباشرة عن ملاحظاته، اسأله، على سبيل المثال، ما هو أهم هدف يمكنني العمل عليه هذا العام؟ بعد الحصول على إجابته، ستتمكن من التركز على ما هو مهم بالنسبة له على أقل تقدير، وهو أمر مفيد عندما يتعلق الأمر ببناء رأسمالك السياسي في الشركة. وإذا كان لمديرك حكماً قوياً ورؤية شاملة لعمليات الشركة، فيمكنه غالباً توجيهك للتركيز على المبادرات ذات الصلة من الناحية الاستراتيجية، التي ستجعلك تحظى باهتمام إيجابي على نطاق أوسع في الشركة.
أما إذا كنت قائد الشركة، فاستعرض استراتيجيتك التي تمتد لسنوات واعمل بطريقة عكسية. إذا كان هدفك الأساسي للسنوات الثلاث المقبلة هو زيادة مبيعاتك من خلال التعامل التجاري بين الشركات، فمن المؤكد أن هدفك لهذا العام سوف يعزز هذا الأمر بطريقة أو بأخرى، من خلال بناء علاقات مع مستهلكين محتملين أو اختبار تجريبي، على سبيل المثال، إن طرح عرض جديد من شأنه أن يجذب سوق التعامل التجاري بين الشركات.
احرص على إنشاء "جدول زمني للهدف".
إذا اخترت بالتساوي من بين عدة طرق مقنعة لتحقيق رؤيتك طويلة الأجل، فإن الخطوة التالية هي ترتيبها بحسب التسلسل الزمني لتحديد تسلسلها الأمثل. فكر في خططك طويلة الأجل، أي تلك التي تمتد من 3 إلى 5 سنوات، على سبيل المثال، واحرص على وضع قائمة بما سوف تحتاج إليه من أجل إنجازها، مثل حيازة المهارات والمعرفة والعلاقات والأصول وما إلى ذلك. لقد اتخذت قراراً في عام 2013 بأنني أريد معرفة كيفية إنشاء دورات تدريبية عبر الإنترنت، على الرغم من أن هدفي في ذلك العام لم يتمحور حول إنشاء دورة تدريبية فعلية، الأمر الذي من شأنه أن يسرع العملية، كما يفعل الكثيرون، لكنه في المقابل يؤدي إلى الحصول على نتيجة أقل نجاحاً. وأدركت أنه من أجل إطلاق دورة تدريبية بصورة فاعلة، سأحتاج أولاً إلى التالي:
- تعلم كيفية بناء دورة تدريبية وتقديمها.
- بناء جمهور من المهتمين بالتعلم من خلالي.
- تحديد موضوع الدورة التدريبية الذي رآه الجمهور أنه ذو قيمة.
- اختبار نموذج.
- أخيراً، إنشاء الدورة التدريبية والتسويق لها.
بعد وضع جدول زمني مناسب لي، بدا جدول أهدافي كالآتي:
- عام 2013: تحديد الفرص لإنشاء دورات تدريبية عبر الإنترنت لشركات أخرى من أجل التعرف على العملية من دون المخاطرة برأسمالي الخاص.
- عام 2014: إنشاء أول دورة تدريبية عبر الإنترنت لشركة أخرى وتصويرها.
- عام 2015: إنشاء قائمة من عناوين البريد الإلكتروني لبناء جمهور من الطلاب المحتملين.
- أواخر عام 2015: إجراء مسح عبر البريد الإلكتروني حول المواضيع المحتملة.
- ربيع عام 2016: إطلاق اختبار للدورة التدريبية عبر الإنترنت.
- خريف عام 2016: إطلاق دورة تدريبية كاملة عبر الإنترنت.
استغرق الأمر 3 سنوات كاملة، لكن اتباع تسلسل منطقي من الخطوات ضمن لي بناء المعرفة والمهارات التي أحتاجها بالترتيب الصحيح، لذلك لم أكن مضطرة إلى "العودة والبدء من جديد" لاحقاً. ومثال ذلك، يبني العديد من صانعي الدورات التدريبية عبر الإنترنت عروضاً عالية الجودة، ليكتشفوا لاحقاً أن لا جمهور لديهم. وينبغي عليهم هنا العودة والتركيز على بناء الجمهور، بينما تبقى موادهم التعليمية جانباً معرضة لخطر أن تصبح قديمة.
حدد هدفاً أساسياً.
غالباً ما يكون من الممكن تحديد هدف واحد، الذي إذا حرصت على إنجازه، سيجعل كل شيء آخر أسهل أو أكثر. على سبيل المثال، ستساعدك الكتابة في الصحف والمجلات المرموقة على توليد المزيد من الأعمال الاستشارية، وإتاحة المزيد من الفرص أمامك للتحدث والمساهمة في رفع مبيعات كتبك، لأن الناس سيتذكرونك ويتذكرون أفكارك بانتظام من خلال هذه الطريقة، وستحصل على برهان اجتماعي من المنضمين إلى دائرتك المهنية. وبالتالي، قد يكون هذا هدفاً أكثر فاعلية بالنسبة لي للتركيز عليه في البداية، بدلاً من مجرد التركيز على "تنمية عملي في مجال الخطابة"، لأن ذلك سيمكنني من تحقيق "أهداف فرعية" متعددة في وقت واحد.
أرغم نفسك على العمل نحو الهدف لفترة من الوقت محددة مسبقاً.
يتمثل أحد التحديات المشتركة بين عملائي في التدريب على المستوى العالي في الخوف من أنهم لا يقدمون ما يكفي أو لا يفعلون الأمور الصحيحة، ذلك جرّاء مشاهدتهم لزملاء ناجحين يتبعون استراتيجيات مختلفة، وربما يتساءلون: هل أنا بحاجة إلى اتباع استراتيجية "الظهور القصير"؟!
إذا تُرك هذا السؤال يتكرر في الذهن من دون مراقبة، فقد يؤدي إلى خلق ظاهرة "الاحتراق"، حيث لا تفعل ما يلزم لفترة كافية لإظهار النتائج، على الرغم من أن تلك النتائج قد تأتي مع إعطاء القليل من الوقت والتركيز الإضافيين، لهذا السبب من الضروري تطوير نهج "قصر النظر المتعمد" وإرغام نفسك على التركيز على هدفك لفترة زمنية محددة، وأقترح أن تكون تلك المدة 6 أشهر على الأقل.
في عالم الشركات، وفي ثقافتنا، إذا أردنا الحديث على نطاق أوسع، هناك دائماً دافع لفعل المزيد وبسرعة. ولكن من خلال الرجوع خطوة إلى الوراء من أجل تقييم أهدافك وتحديد ما هو الأكثر أهمية للتركيز عليه في الوقت الراهن، يمكنك إحراز تقدم موجه وملموس يسهل عليك تحقيق طموحاتك طويلة الأجل، وستعلم عندها كيف تتخلص من الإحباط والفشل في العمل الناجمين عن تعدد الأهداف وتشعبها.