سؤال من قارئة: أواجه أثناء العمل من المنزل تحدياً ونعمة في آن واحد هي ابني ذو الأعوام الخمسة. أغلقت مدرسته أبوابها منذ أسابيع. ويعمل زوجي من المنزل أيضاً، ونقضي كلانا أوقاتاً طويلة في الاجتماعات عبر اتصالات الفيديو في أحد أطراف منزلنا الصغير، ويقضي ابننا وقته في التنقل بيننا باحثاً عن الاهتمام والتفاعل.
سؤالي هو:
كيف يمكنني الحفاظ على المستوى المهني في اجتماعاتي عبر اتصال الفيديو مع مقاطعات ابني المستمرة وحاجته إلى قضاء وقت مع أمه؟ وكيف أستطيع الموازنة بين عملي وواجبات الأمومة؟
يجيب عن هذه الأسئلة كل من:
دان ماغّين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
تسيدال نيلي: أستاذة في كلية "هارفارد للأعمال".
تسيدال نيلي: يذكرني هذا السؤال بنفسي. ففي اليوم الثاني من العمل من المنزل، طردني ابني ذو الأعوام السبعة من العمل.
أليسون بيرد: طردك كمعلمة؟
تسيدال نيلي: نعم، فهو لا يدرك أني معلمة حاصلة على جوائز. هذا عمل صعب، فمعظمنا لم يدرّس من قبل أطفالاً صغاراً يحتاجون إلى كثير من الاهتمام، وكيف يمكن التعامل مع هذا الوضع إذا كان الزوجان كلاهما موظفين؟ هذا هو حالي أيضاً، وما تعلمته هو أن علينا وضع جدول، حيث نخصص أوقاتاً يكون أحد الزوجين مع الأطفال في حين ينجز الثاني بعض أعماله. ويجب أن يتواصل الزوجان فيما بينهما بوضوح ليتفقا على أوقات العمل وأوقات العناية بالأطفال لكل منهما. يمكننا الاستفادة من مرونة أوقات العمل في هذه الفترة، فسحر العمل عن بعد يكمن في إمكانية تقطيع الوقت في اليوم بالطريقة التي تناسبك، ويجب أن نفكر بالنتائج الأسبوعية لا اليومية. إذا تمكن الزوجان من الاتفاق على هذه الأمور بهذه الطريقة فستسير الأمور على خير ما يرام. هذا ما أفعله أنا وزوجي، واكتشفنا أنه أفضل مني بكثير في تعليم الأطفال الصغار.
أليسون بيرد: أبنائي أكبر عمراً وهم الآن في إجازة فعلياً. ولم نحصل على أي جدول حتى الآن وما زلنا نحاول التوصل لطريقة لتسيير الأمور. أتفق معك على أن التواصل بين الزوجين أساسي، والتواصل مع الأبناء أساسي أيضاً. ابن صاحبة الرسالة صغير جداً، ومع ذلك ربما كان بإمكانها التحدث إليه بأن تقول: "تحتاج أمك إلى أربع ساعات، يمكنك قضاؤها في مشاهدة فيلم ديزني، ثم اللعب بقطع الليغو لنصف ساعة وربما مشاهدة فيديو الأطفال لنصف ساعة أخرى، ويمكن أن تأخذ قيلولة لمدة ساعة تستريح فيها. وعندما أنتهي من عملي سأبقى معك وسنصنع الحلوى أو نرسم ونعمل بالأشغال اليدوية" وما إلى ذلك. أعتقد أن التواصل مع الطفل سيكون مفيداً حتى وإن كانت قدرته على فهم الأمور محدودة. كما يمكنها التواصل مع مديرها في العمل. كتب ستو فريدمان وأليسا ويسترنغ مقالة رائعة عن طريقة تأقلم الوالدين الموظفين مع كل هذا، ويقولان إنه بإمكانك التحدث بصراحة مع مديرك وزملائك وتوضيح ما ستواجهين في يومك، وعن حاجتك إلى المرونة في الوقت، وعن حاجتك إلى تأجيل تسليم التقرير إلى الصباح التالي بسبب اضطرارك للعمل على بعض الأمور الأخرى في المنزل.
تسيدال نيلي: وفي بعض الحالات، تتيح بعض المؤسسات خدمة رعاية الأطفال لموظفيها، فترسل لك جليسة أطفال إذا لم يكن لديك أي مانع في إدخالها إلى المنزل. لم نستعن بجليسة أطفال، فأنا وزوجي لا نرغب بدخول أحد إلى منزلنا في هذه الفترة على الإطلاق. لذا قررنا أن علينا القيام بكل شيء بأنفسنا حالياً. لكن ما زلنا في الأسبوع الثاني. فلنر حالنا في الأسبوع الثالث. جليسة الأطفال هي خيار جيد للمساعدة.
أليسون بيرد: كما أن لدينا التقنية التي تعمل لصالحنا. هذا لا يعني أن تتركي ابنك أمام الشاشة يشاهد مقاطع الفيديو لساعات. لكن، جربنا طريقة اللعب المشترك افتراضياً، حيث يجري ابني اجتماعات على منصة "زووم" مع أصدقائه، ويلعبون معاً. وبالنسبة للأولاد والبنات الأكبر سناً، هناك ما يسمى "حفل المنزل"، حيث يجتمع الأصدقاء عبر اتصال الفيديو ويلعبون ألعاباً جماعية. كما يجري شقيق زوجي جلسات عبر اتصال الفيديو مع زميلاته الموظفات اللواتي لديهن أطفال رضّع، يعلمهنّ فيها تمارين رياضية يمارسنها مع أطفالهنّ. إذن، هذه التقنيات تتيح لنا إحضار جليس افتراضي لأبنائنا بطريقة ما. كما يمكن الاستعانة بالجدّين أيضاً لمجالسة الطفل افتراضياً عبر الفيديو من دون إحضارهما إلى المنزل أو الذهاب إليهما فعلياً، وبهذه الطريقة تستطيع المرأة العاملة الموازنة بين واجباتها المهنية وواجباتها تجاه أطفالها.