أهم الأخطاء الشائعة عند البحث عن وظيفة وكيفية تجنبها

3 دقيقة
السير الذاتية
shutterstock.com/Bacho

يقول المثل: "إذا لم تغير طريقة عملك، فلن تتغير نتائجه"، لماذا إذاً نُصر على تكرار أفعال نعلم أنها غير فعالة؟

خذ على سبيل المثال الباحثين عن عمل الذين يرسلون عدداً كبيراً من السير الذاتية من دون تلقي أي نتيجة إيجابية. في أي سياق آخر، كان عدم النجاح ليؤدي إلى تغيير في الأسلوب، لكنهم يواصلون إرسال المزيد من السير الذاتية. في سوق العمل المليئة بالتحديات، من الضروري التوقف عن إرسال الطلبات عبر البريد الإلكتروني من دون تفكير وبدلاً من ذلك تحليل ما لا يؤدي إلى نتائج، لأن المشكلة قد تكون أبسط مما نتصور بكثير.

في العام الماضي، زارتني إحدى الباحثات عن عمل ممن كنّ يرسلن السير الذاتية باستمرار، وتُدعى شيريل، وقالت إنها أرسلت 1,000 سيرة ذاتية على مدى 10 أشهر ولكنها لم تتلق أي طلب لإجراء حتى مقابلة واحدة. كانت شيريل قد أحضرت معها نسخة من سيرتها الذاتية كي نراجعها. بعد فحصها، لاحظنا أنه كان مكتوباً في منتصف الصفحة، وبالخط العريض: "الخبرة المهنية".

كان هناك خطأ إملائي في تلك العبارة، لكنها لم تلاحظه قط، ومن المحتمل جداً أن يكون مدراء التعيينات الذين تلقوا سيرتها الذاتية قد لاحظوا ذلك.

على الرغم من اكتشاف الخطأ الإملائي المحرج هذا، اتخذت شيريل الخطوة الصحيحة. فقد أقرت بحقيقة وجود مشكلة ما، وتمكنت، بعد التحليل الدقيق وبعض المساعدة، من تحديدها بدقة. إذا كنت قلقاً من أن أسلوب البحث عن وظيفة يحتوي على بعض المشكلات غير الملحوظة، فاسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة*:

هل تتلقى 5 أو 6 طلبات لإجراء مقابلات مقابل كل 100 سيرة ذاتية ترسلها وتستهدف الأدوار الوظيفية المناسبة؟

قد تبدو هذه النسبة قاسية، ولكن سهولة تقديم السيرة الذاتية في هذا العصر الرقمي، إلى جانب المناخ الاقتصادي الحالي، أدى إلى زيادة كبيرة في عدد المتقدمين. إذا كان معدل المقابلات التي تتلقاها أقل من 6 لكل 100 سيرة ذاتية ترسلها، فمن المحتمل أن يكون هناك خطأ ما في سيرتك الذاتية أو نوع الوظائف التي تتقدم إليها. لقد ارتكبت شيريل هذين الخطأين: بالإضافة إلى الخطأ الإملائي، أرسلت سيرتها الذاتية للتقدم إلى مجموعة واسعة من الوظائف عبر مختلف القطاعات والمستويات. وحتى لو لم ترتكب شيريل الخطأ الإملائي، فإن أسلوبها في التقديم عشوائياً كان سيؤدي إلى انخفاض عدد المقابلات التي تتلقاها.

إذا لم تسفر سيرتك الذاتية عن أي نتائج إيجابية أولية، فعليك التوقف عن إرسالها على نطاق واسع. أولاً، اطلب من صديق أو زميل تثق به مراجعة سيرتك الذاتية للتحقق من وجود مشكلات محتملة. بعد ذلك، غيّر الطريقة التي تبحث من خلالها عن وظيفة: الاعتماد فقط على لوحات إعلانات العمل مثل مونستر وإنديد يمكن أن يضاعف صعوبة العثور على وظيفة، حتى في الأوقات المزدهرة. بدلاً من ذلك، فكر في البحث عن عمل من خلال شبكة أصدقائك أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً منصة لينكد إن، أو تقديم الطلبات مباشرة على مواقع الشركة، أو حتى اللجوء إلى تقديم الطلبات شخصياً. استهدف المؤسسات التي ترغب في العمل بها وتواصل معها حتى لو لم تكن لديها وظائف شاغرة حالياً. ثم تتبّع نجاح أسلوبك، وكرر ما أثبت فعاليته، وتخلى عما أثبت عدم فعاليته.

هل تتقدم إلى مقابلة واحدة ثانية مقابل كل 8 مقابلات أولية تقريباً؟

بناءً على خبرتي، لا يحدد المرشحون الذين يواجهون صعوبات في إجراء المقابلات بوضوح سبب رغبتهم في الوظيفة المحددة التي يتقدمون لها عادة، وذلك يُظهرهم مترددين، أو في أسوأ الحالات، يائسين في أثناء المقابلات. إذا لم تتجاوز المقابلة الأولى مطلقاً، فخذ لحظة وفكر ملياً في مواطن قوتك وما تبحث عنه في الوظيفة. إذا كان بمقدورك تصور ما تحبه حقاً في العمل والتعبير عنه بوضوح، فسوف يزداد حافزك تلقائياً أيضاً.

هل كنت بين المجموعة النهائية للمرشحين لأكثر من 8 أو 9 مناصب، ومع ذلك لم تحصل على وظيفة بعد؟

إذا كان الأمر كذلك، فحاول فهم الخطأ الذي حدث وتحليله. من غير المرجح أن تكتشف ما حدث بدقة، لكن قد تكون هناك أدلة يمكن أن توفر نظرة ثاقبة. على سبيل المثال، هل حصل أحد المرشحين الداخليين على الوظيفة؟ أو هل سُحب الإعلان عن الوظيفة؟ هذه الحالات خارجة عن إرادتك، لذا يمكنك تجاهلها. لذلك واصل جهود البحث عن وظيفة في حالة وجود أي من هذه الأسباب الخارجة عن سيطرتك.

من ناحية أخرى، إذا لم تكن هذه الأسباب موجودة، فمن المحتمل أن تكمن المشكلة في المراجع التي تضمّنها في سيرتك الذاتية. إذا كنت تعتقد أنك كنت على وشك الحصول على الوظيفة حتى النقطة التي اتصلت فيها الشركة بأحد مراجعك (وكانت لديك فكرة عمن قد يكون منهم قدّم تقييماً سلبياً عنك)، فسيكون من الحكمة إعادة النظر في قائمة مراجعك أو استبدالها بحسب الضرورة.

من المهم أن تدرك أن تكرار الاستراتيجيات أو الإجراءات التي استخدمتها نفسها دائماً عند البحث عن وظيفة قد لا يفي بالغرض. فكر ملياً، ثم اتخذ الإجراء اللازم. في نهاية المطاف، هذه العقلية الاستباقية والاستراتيجية هي بالضبط ما تتوقعه منك الشركة عندما تقبل الوظيفة على أي حال.

*النسب المذكورة هنا تعتمد على سوق العمل في بوسطن، التي تعتبر واحدة من أكثر الأماكن المفضلة للبحث عن عمل. قد تختلف هذه النسب، حيث قد تكون أكثر أو أقل تفضيلاً في مناطق أخرى من العالم، وأنا لا أؤكد أنها دقيقة علمياً، لكن هذا النوع من التحليل لا يزال أداة مفيدة خلال عملية البحث عن وظيفة بغض النظر عن موقعك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي