ما هي الطرق التي يستطيع من خلالها المستشارون والموظفون والمدربون وغيرهم من المستقلين أو العاملين بدوام كامل، الحفاظ على إنتاجيتهم عندما يظهر لديهم وقت فراغ جرّاء فترة الركود الاقتصادي؟
نظراً لانخفاض طلبات العملاء أو توقفها كلياً، أصبح لدى عشرات الآلاف من مستشاري الأعمال وقت فراغ على نحو مفاجئ، وسوف تستغرق العودة إلى وتيرة العمل المكثف السابقة وقتاً طويلاً. يملأ العديد من هؤلاء المهنيين أوقات فراغهم بالقراءة والاطلاع على المواد والموضوعات المتعلقة بمجال عملهم وممارسة الرياضة وقضاء الوقت مع عائلاتهم.
لا مانع من ممارسة أي من هذه الأنشطة، لكن لماذا لا نحاول استثمار معرفتنا ومهاراتنا في تلبية الاحتياجات التي ولّدتها الأزمة الاقتصادية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟
كلانا نعمل في مجال الاستشارات؛ أشغل أنا أورلان منصب شريك رئيسي في قسم العلوم الصحية وعلوم الحياة في شركة استشارات إدارية عالمية. في حين أن كين هو مؤسس مجموعة فانغارد غروب فور ليدرشيب (The Vanguard Group for Leadership) للقيادة ومديرها، ويعمل مع المدراء التنفيذيين بالإدارة العليا لبناء قدراتهم القيادية. لذلك، يستند العديد من الأفكار والتوصيات التي نطرحها هنا إلى التجربة الشخصية لكل منا.
دعم جهود الاستجابة للأزمة الاقتصادية والإسهام في التصدي لها
سواء كان الأمر يتعلق بمستشفى محلي يسعى إلى تأمين مزيد من الإمدادات، أو جمعية تحاول أن تنظم عملية توصيل الوجبات لكبار السن، فمن الممكن أن يقدم المستشارون النصائح والتوصيات حول كيفية تحسين أداء هذه المبادرات وإنجازها بطريقة أسرع. على سبيل مثال من فترة جائحة كوفيد-19، يعمل أحد المستشارين في مدينة نيويورك مع الشركات المحلية لمساعدتها على التعاون والتنسيق فيما بينها من أجل تنظيم خطة موحدة بهدف التعافي وتجاوز الأزمة. إن الخدمات اللوجستية وخدمات تحسين الفعالية التنظيمية واستراتيجيات التواصل وتوفير التدريب القيادي هي من القدرات والمهارات التي يمتلكها المستشارون، والتي يمكن أن تساعد الشركات المتضررة. يقدم الفنان الإيطالي ألبرتو كانوفا أعماله الفنية مجاناً للمؤسسات، وذلك لدعم جهودها في مجال التواصل خلال الجائحة. يستفيد كانوفا أيضاً من هذا العمل التطوعي المجاني من خلال تعزيز سيرته الذاتية وبناء مجموعة أعماله الفنية والحفاظ على نشاطه المهني واكتساب شهرة تجارية لدى العملاء المحتملين في المستقبل وبناء علاقات طيبة معهم.
مساعدة الشركات الصغيرة والمؤسسات غير الربحية
تتضرر هذه المؤسسات بشدة خلال فترات الركود، لذلك، فهي تحتاج إلى المساعدة لاجتياز هذه المحنة. يمكن أن تسهم غرف التجارة المحلية وجمعيات الأعمال التجارية في تحديد طرق عملية لمساعدة المؤسسات المحلية، مثل مساعدتها على تقديم طلبات للحصول على الدعم المالي المتاح. يمكن أن يؤدي المحاسبون القانونيون المعتمدون دوراً كبيراً في هذا السياق. على سبيل المثال، استخدمت المحاسبة القانونية المعتمدة في شركة ماكي أدفايزرز (Mackey Advisors)، التي يقع مقرها في مدينة بيلفيو (Bellevue) في ولاية كنتاكي، ماكي ماكنيل، أداة تابعة لشركتها للتنبؤ بالتدفقات النقدية، وذلك بهدف مساعدة الشركات الصغيرة المحلية على وضع الخطط اللازمة للتعامل مع الأزمات. إن هذا النوع من الخدمات مفيد للغاية بالنسبة للشركات الصغيرة، التي تفتقر إلى موارد المحاسبة الداخلية التي تتوافر في الشركات الأكبر حجماً. يمكن أن تكون المؤسسات غير الربحية التي تدعمها أنت أو شركتك بالفعل نقطة انطلاق جيدة لتقديم مزيد من الدعم والمساعدة. وبوصفنا عضوَين في مجالس إدارة مؤسسات غير ربحية ضاعفنا نشاطينا، مع التركيز على مساعدة المؤسسات على تجاوز الأزمة والتعافي منها.
مساعدة الأفراد والمؤسسات على التعامل مع آثار الأزمات على الجانب الإنساني
على سبيل المثال، لاحظت المستشارة في مجال القيادة، آني بيرين، الضغوط التي تعرض لها العاملون في الوظائف التي تقدم الدعم في مجال الرعاية الصحية خلال أزمة كوفيد-19. لذلك، عقدت جلسات ويبينار مجانية حول كيفية إدارة التوتر والقلق للعاملين بمجال تكنولوجيا المعلومات في نظام المستشفيات بولاية إنديانا. يقول المشاركون إن هذه الجلسات تُسهم في شعورهم بتحسن وتساعدهم على العمل بكفاءة أكبر.
تقديم برامج التدريب والتوجيه
تدفع الأزمات العديد من الأشخاص إلى التفكير في هدفهم بالحياة، في حين تسبب مشكلات التوتر والقلق للآخرين. تحول تركيز المستشار في مجال تحسين مهارات الكتابة الذي يقيم في مدينة نيويورك، جيم مندلسون، من عمله المعتاد، وهو تدريب مجموعة متنوعة من المهنيين والطلاب من المرحلة الإعدادية وصولاً إلى المرشحين لنيل درجة الدكتوراة، إلى مساعدة مزيد من الطلاب الذين يعانون القلق الناجم عن الأزمات؛ إذ عمل على تخفيض الرسوم إلى حد كبير، بالإضافة إلى تقديم أعمال خيرية وتطوعية مجانية في إطار هذا التحول.
تحمل هذه المشاريع الجانبية قيمة كبيرة، فهي تساعد الذين يشاركون فيها على تقديم إسهام كبير في جهود الإغاثة والاستجابة للأزمة. من خلال هذه العملية، تمكنك زيادة قدراتك المهنية وتطوير مهاراتك. يمكن أن تساعدك هذه المشاريع أيضاً على بناء علاقات جديدة قد تؤدي إلى فرص عمل جديدة عندما يبدأ الوضع بالتحسن بعد انتهاء الأزمة.