أسئلة القراء: ما الحل إذا كان صوتي يرتعش كلما دخلت في نزاع؟

6 دقائق
صوتي يرتجف
shutterstock.com/rawf8

إليك الحل لسؤال إذا كان صوتي يرتجف في أثناء النزاعات. سؤال من قارئة: أعمل في شركة ناشئة صغيرة متخصصة في التقنيات التكنولوجية. أحب الشركة ومنتجاتها، وعلاقتي بالمدير والرئيس التنفيذي على أحسن ما يكون. يتكون فريق عملي من ثمانية رجال بالإضافة إليَّ. أنا مديرة الحسابات والمرأة الوحيدة في الشركة. خلال الأشهر القليلة الماضية، وجدت نفسي أتصادم مع أحد زملائي في العمل مراراً وتكراراً. فهو يدخل معي في صراعٍ مفتوح أمام زملائنا في الفريق. وفي كل مرة أظن أنني تعاملت مع الموقف، أتخلى عن حذري، فلا يلبث أن يعاود الكرّة معي من جديد. لا أبدي ردة فعل لحظية. بل أرتبك ويرتعش صوتي في أثناء محاولتي تهدئة المواقف ولا أستطيع التغلب على ارتعاش الصوت عند النزاعات، وكان أكثرها إحباطاً آخر موقف تعرضت له، حينما كنت أحضر اجتماعات متلاحقة وأوشك على إجراء مكالمة مع عميل. وفيما كنت أُطلع فريقي على تغييرٍ أُبلغت به في اللحظات الأخيرة، إذا بزميلي هذا يثور ويغضب بداعي أنني لم أبلغه بهذه التغييرات فور علمي بها، حتى إنه قال لي إنني بحاجة إلى شخص يساعدني في أداء مهمات وظيفتي. كان بقية فريق العمل في الغرفة. أخبرته بأن الطريقة التي يتعامل بها مع ما يغضبه ليست احترافية، وأنه علينا الاتصال بعملائنا. لقد أنكرت صوتي، ووجدت صعوبة بالغة في الحفاظ على رباطة جأشي خلال المكالمة. انتظرت بضع ساعات لأهدأ، ثم تنحيت به جانباً وعالجت الموقف. أخبرته بأننا يجب أن نكون قدوة حسنة لعلاقات العمل في شركتنا. وأخبرته بأنه إذا كان بحاجة إلى مزيد من العون لكي ينجح في أداء مهمات وظيفته، فعليه أن يخبرني في المكان المناسب. أثق تمام الثقة أننا سنتصادم مرة أخرى. ولقد جعلتني هذه الأزمة أدرك مدى ضيقي بالصراعات. أخشى أنني إذا عجزت عن التعامل مع الموقف بشكل أفضل، فسيضر ذلك بسمعتي كقائدة. وقد تحدثت مع مديري بخصوص هذا الموضوع، فأخبرني بأنه لا يقل عني شعوراً بالإحباط من هذا الموظف، ولكنه لا يعمل تحت مسؤوليته. وطلب مني أن أخبره إذا استمر هذا الصراع، لكنني لا أريد أن أهرع إليه كلما واجهت مشكلة. وفي الوقت نفسه، أعلم أنني معتادة المبالغة في التفكير والتحليل بمجرد أن تهتز ثقتي بنفسي. ولهذا فسؤالي هو:

ما الذي يمكنني فعله إذا كان صوتي يرتجف وما الذي يمكنني فعله لأتخلص من عاطفيتي؟ وكيف يجب أن أرد في المستقبل؟

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

آندي مولينسكي: الأستاذ في كلية برانديز الدولية للأعمال (Brandeis International Business School)، ومؤلف كتاب "الوصول: استراتيجية جديدة لمساعدتك على الخروج من منطقة راحتك، والارتقاء إلى مستوى التحدي وبناء الثقة" (Reach: A New Strategy to Help You Step Outside Your Comfort Zone, Rise to the Challenge, and Build Confidence).

آندي مولينسكي: أول ما خطر على بالي أن هذا الرجل شديد الحمق، وأنها تعاملت مع الموقف بحكمة ورويّة. فلم تتسرع وتمهلت حتى تهدأ، ثم فكرت فيما يجب قوله. بدت لي حازمة وتعرف ما تريد. أقصد أنني أعتقد في النهاية أن هذا السؤال يتحدث عن النزاعات. وقد تكون النزاعات مفيدة للمؤسسة، خاصةً إذا كان التنازع بين الأفكار. إلا أن النزاعات قد تؤدي أيضاً إلى إصابة المؤسسات بالشلل التام، وواضح أن هذا النزاع من هذا النوع. لا أعتقد أن مسؤولياتها تُملي عليها التعامل مع هذا الأمر بشكل متكرر.

أليسون بيرد: لقد كان يتهجم عليها بصورة متكررة. يخيل لي أنه نزاع شخصي، لا علاقة له بالعمل. ولكنها تعاملت مع الأمر بحكمة. فقد كانت صارمة معه. وأرى أنه من المهم أن تبدو صارمة معه أمام الفريق أيضاً. فقد تنحت به جانباً وتحدثت معه، وقالت له إن سلوكه يفتقر إلى الاحترافية، ويجب أن نركز على المهمة التي بين أيدينا. ثم عادت إليه وأردفت: "إليك الطريقة التي أريد أن نتعامل بها من الآن فصاعداً"، لكنه يصر على التصادم معها، لذا أعتقد أن الوقت قد حان لتذهب إلى رئيسها وتخبره بأن هذا النزاع شخصي، وأن سلوكيات هذا الموظف غير مقبولة إذا كنا نريد التعاون جميعاً بالطريقة التي تريدها، لذلك أتمنى لو تتحدث معه في هذا الشأن.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أتغلب على مخاوفي في الحديث أمام الآخرين؟

آندي مولينسكي: ربما أجرت بطريقة ما محادثة صعبة مع هذا الموظف، ولكنها ناجحة، والآن ينبغي أن تجري محادثة صعبة مع رئيسها.

دان ماغين: ولكن ما زال هناك جزء قائم من المشكلة، وهو أنه على الرغم من تأكيدنا على نجاحها في التعامل مع الأمر، فإنها لا تزال غير مقتنعة بذلك. إذ تقول إن لديها عادة المبالغة في التفكير والتحليل. وتقول إن ثقتها بنفسها قد اهتزت. يبدو لي أنها تنتقد نفسها بنفسها، ويبدو كذلك أنها من هذا النوع من الأشخاص الذين يتبعون ذلك الصوت الغريب في رؤوسهم. وربما تضخم الأمر أكثر مما ينبغي.

أليسون بيرد: أعتقد أنها أدركت أيضاً أنها لا تشعر بالارتياح إلى النزاعات، لذلك، حتى لو تعاملت مع الموقف بحكمة، فلن تشعر بالارتياح إلى سلوكها. فهذا الموقف لا يجعلها تشعر بالرضا عن نفسها على الإطلاق.

آندي مولينسكي: إنني في الواقع أتساءل عن علاقاتها الأخرى بأعضاء الفريق وعلاقاتها بزملائها في هذه الشركة. فقد قالت إن فريق عملها يتكون من ثمانية رجال بالإضافة إليها هي. من الصعب أن تكون هي المرأة الوحيدة وتكون في مثل هذا الموقف؛ حيث تتعرض للهجوم أمام كل أفراد فريق عملها. فما طبيعة علاقاتها مع بقية زملائها؟ هل لديها مناصرون بين زملائها الآخرين؟ كيف يرى زملاؤها هذا الموقف، وكيف يرون سلوك ذلك الشخص؟ أشعر بالفضول لمعرفة إجابات هذه الأسئلة. ولكن فيما يتعلق بالشعور بالارتياح، يبدو هذا الوضع غير مريح للغاية. فهي بالتأكيد خارج منطقة راحتها، ولكن لسبب وجيه. وبالطبع هذا خارج منطقة راحتنا.

اقرأ أيضاً: هل يجب أن تمتلك "الكاريزما" لتكون خطيباً ناجحاً؟

أليسون بيرد: أنا سعيدة لأنك طرحت موضوع الاختلاف بين الجنسين، فصاحبة السؤال وصفت نفسها بأنها شخصية "عاطفية". وهي متخوفة من غرابة صوتها، ورغم أنني أعتقد أنني شخصية قوية وحازمة، فإنني قد أصير أكثر عاطفية في بعض الأحيان. وأعتقد أنني عندما أفعل هذا أمام الرجال، فسوف يفترضون أن هذا يعني أنني على وشك الانهيار. ولكن ذلك غير صحيح. وإنما يعني أنني أحس شعوراً قوياً تجاه شيء ما ويتفاعل جسدي معه. لذلك، أعتقد أنها إذا استطاعت التوقف عن انتقاد نفسها على ردود أفعالها، وإذا أدركت أنها لا تحتاج إلى التشبه بالرجال في مثل هذه المواقف، فلن تشعر بإحساس بالضيق الذي يخالجها، وربما يكون مفتاح المشكلة هو وجود ثمانية رجال في فريقها وهي المرأة الوحيدة بينهم. هل هناك نساء أخريات في الشركة يمكنها التحدث معهن بالطريقة التي تصفها يا آندي؟، علماً بأن هذه شركة ناشئة تعمل في مجال التقنية، وهو مجال يكاد يكون حكراً على الرجال. لذلك، هل يجب عليها تطوير تلك القشرة الصلبة، أم تحتفظ ببعض مشاعرها وردود أفعالها الطبيعية تجاه الأحداث، وتظل تتطور وتحظى بالاحترام من زملائها.

آندي مولينسكي: هذا أيضاً ينطبق عليَّ عندما قالت إنها أنكرت صوتها. يبدو لي كأنها تتمرن على هذا الصوت. فقد كانت في مرحلة أرغمتها على الخروج من منطقة راحتها وبالتالي صعوبة التصرف بحزم على نحو ما فعلت، وأرى أنها أبلت بلاءً حسناً. بحسب روايتها على الأقل، لكنها لم تواظب على هذا الصوت، ربما لأنها لم تشعر بأنها على سجيتها عندما قامت بذلك. هكذا يبدو لي الأمر. وأعتقد أنها عندما تبدأ في التعبير عن نفسها بذلك الصوت القوي ومع دعم مناصريها وزملائها، فستكون فرصتها كبيرة لاكتساب القوة.

دان ماغين: كلما قرأت السؤال، أجدها تقول إنها لا تشعر أبداً بأنها مستعدة لإبداء ردة فعل لحظية. وبدلاً من ذلك ترتبك، ويرتعش صوتها وتحاول تهدئة الموقف. إذا كان صوتها يمثل جزءاً كبيراً من المشكلة، فإنني أتساءل ما إذا كان بإمكانها الحصول على تدريب فني على مستوى التنفس، مثل التدريب على الأداء الصوتي، فقد يساعدها ذلك على التحكم في تلك الآلية أو السلوك الذي تعاني منه، بالطريقة نفسها التي يتدرب بها المغنون أو المتحدثون.

أليسون بيرد: أعتقد أن سلوكها هو ما سينهي الموقف. على سبيل المثال: قد تقول له: "أعتقد أن تصرفك ليس احترافياً، ولا أتوقع منك أن تفعل ذلك مرة أخرى"، فهذا سيساعدها على عدم الانفعال، لأنها مسألة وقتية وبسيطة. أو تقول له: "لقد حذرتك من قبل، ولن أكرر تحذيري، كف عما تفعله".

اقرأ أيضاً: دَع فريقك يُجري ذلك النقاش المحتدم

أليسون بيرد: نحن متفقون على أنها تعاملت مع الموقف بحكمة وروية. لذلك، نهنئها على هذا السلوك. فقد تعاملت مع زميلها فور وقوع المشكلة. وأخذت الوقت الكافي لتهدأ ثم عاودت الحوار معه وشرحت له أن سلوكه غير مقبول. وأعتقد أن للتمييز بين الجنسين دوراً في هذه الحالة. ولكن لا أعتقد أن عليها أن تخجل من شخصيتها العاطفية، كما ينبغي لها ألا تتصرف مثل زملائها الرجال. نعتقد أنه يجب عليها التحلي بالحزم والتصرف على طبيعتها. ولتحقيق تلك الغاية يمكنها الحصول على بعض التدريب، بل وبعض التدريب الصوتي من أجل التغلب على ارتعاش الصوت عند النزاعات، حتى تكون مستعدة للمواجهة المقبلة. وبإمكانها التدرب على بعض العبارات المحددة، القصيرة والبسيطة والمباشرة. والأهم من ذلك أن ترجع إلى رئيسها وتوضح له أن هذا الموظف دائماً يبدأ بالتصادم معها، ولا بد من تحذيره من شخص أعلى منه منصباً. وبذلك يتغير سلوكه مما سيعود بالنفع على الفريق بأكمله وليس هي فقط.

اقرأ أيضاً: 7 أمور يمكن قولها عندما تصبح المحادثة سلبية

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي