شارك
الرئيسية
5 دقائق 
ملخص: إذا أصبحت ذا قيمة كبيرة لمديرك لدرجة أنه لا يسمح لك بالرحيل، ما تسبب في عرقلة مسارك المهني، فقد حان الوقت لكي تصبح موظفاً يمكن الاستغناء عنه. ولكن كيف يمكنك أن تفعل ذلك بطريقة مهذبة؟ تقدم المؤلفة 4 طرق لمنع قيمتك بصفتك موظفاً من عرقلة نموك الوظيفي. بينما تُظهر قيمتك وخبرتك لمديرك وفريقك وتُحدث تأثيراً في دورك الحالي، ضع حدوداً واضطلع بالعمل الذي تتحمس له وكوِّن شبكة علاقات داخل مؤسستك وأعدّ الشخص الذي سيأتي بعدك لتحقيق النجاح.
قال لي موجه ذات مرة: "الخطأ الفادح الذي ارتكبتِه هو أنكِ أصبحتِ موظفة لا يمكن الاستغناء عنها. ولهذا السبب لا يمكنكِ مغادرة الفريق والانتقال إلى دورك التالي".
بعد شغل المنصب نفسه لأكثر من 4 سنوات، وجدت أن مسيرتي المهنية أصبحت متعثرة على الرغم من أنني أقوم بأكثر مما هو مذكور في وصفي الوظيفي. كان مديري يتطوع بوقتي بشكل متكرر للقادة الآخرين لتصميم قوالبهم المتعلقة بالاستراتيجية، وطلب مني الاتصال بالموردين لإقناعهم بشراء طاولات للاحتفالات السنوية لمجلس إدارة المؤسسة غير الربحية التي كان يعمل فيها. وكان يجعلني أيضاً أكتب خطاباته التي سيلقيها في الفعاليات الخارجية. كما طلب مني المساعدة في إدارة ملفه الشخصي على منصة لينكد إن، وسرعان ما جاءني قادة آخرون بطلبات مماثلة. وأخيراً، طلب مني مساعدة الرئيس التنفيذي والمسؤولين التنفيذيين الآخرين في التحضير للمقابلات، لأنني كنت بارعة في صياغة الإحاطات الإعلامية.
كانت الملاحظة التي قدمها موجهي تنبيهاً قاسياً. لأنني كنت أوافق على أداء كل مهمة، على أمل أن يساعدني ذلك في الانتقال إلى فرصتي التالية، فقد أصبحت شخصاً لا يمكن الاستغناء عنه، ولن يسمح لي مديري بالرحيل، ما أدى إلى عرقلة مسيرتي المهنية مؤقتاً.
بينما يمكن النظر إلى الأشخاص الذين لا يستقرون في وظيفة واحدة لفترة طويلة على أنهم غير جديرين بالثقة أو يفتقرون إلى الالتزام، يمكن أن يُنظر إلى الأشخاص الذين بقوا لفترة طويلة في وظيفة ما على أنهم لا يتطورون وكسالى للغاية وغير مبتكرين. والبقاء في الوظيفة نفسها لفترة طويلة يمكن أن يؤثر أيضاً على ثقتك بنفسك ونظرتك إلى قدراتك. ويمكن في نهاية المطاف أن يعرقل نموك وتقدمك الوظيفي. فيما يلي 4 طرق لتصبح موظفاً يمكن الاستغناء عنه لضمان ألا يتعرقل تقدمك المهني.
لا تكن متاحاً طوال الوقت
يُقال لنا إن مهمتنا هي تسهيل قيام مدرائنا بمهماتهم، إلا أن هذا لا يعني أننا يجب أن نكون متاحين على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. يمكن أن يجبرنا اقتصاد جذب الانتباه على أن نكون متاحين دائماً للقيام بكل ما يلزم. فقد كنت أرد عادة على الرسائل النصية في الساعة السادسة والنصف صباحاً وعلى المكالمات الهاتفية في الحادية عشرة مساءً في مساء السبت. وكنت أترك كل شيء أعمل عليه عندما يتصل بي مديري، بل حتى أقوم بالمهمات التي يكلفني بها في أثناء الإجازات التي أقضيها مع عائلتي.
أخبرتني كريستي ديسانتس، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية للثقة في شركة فيدوشا كوتشينغ (Fiducia Coaching): "إذا رددتِ بشكل متكرر على الرسائل النصية في الساعة السادسة والنصف صباحاً، سيتوقع مديرك أنكِ تكونين متاحة في ذلك الوقت دائماً، لأنكِ لم تضعي حدوداً. نحتاج جميعاً إلى تدريب مدرائنا على التواصل معنا خلال الأوقات التي نكون متاحين فيها فقط. لذا، كوني متاحة وحاضرة في الأوقات المهمة لمسيرتك المهنية. وتذكري أن المدراء لا يحتاجون أو يتوقعون دوماً الحصول على رد على الفور، لذا توقفي عن الرد بصورة فورية".
بالإضافة إلى اتباع نصيحة كريستي، ركز على أن تكون حازماً وأن تُحدث تأثيراً خلال أوقات العمل العادية. بالطبع ستكون هناك حاجة إلى التعامل مع مواقف غير متوقعة وإنجاز مهمات عاجلة من حين لآخر، لكن عرِّف مديرك مجدداً بالأوقات التي تكون متاحاً فيها بشكل عام مع الاستمرار في إظهار قيمتك وخبراتك.
ارفض ثم اقبل
ليس من الضروري أن يضر الرفض بمسيرتك المهنية. على سبيل المثال، إذا كان يُطلب منك في كل ربع سنة قيادة الفريق خارج موقع العمل، فقد حان الوقت لرفض ذلك. ارفض، ثم صغ هذا الرفض على أنه فرصة لشخص آخر للقيادة والتعلم. رشّح أشخاصاً آخرين يمكن أن يستفيدوا من تولي هذه المهمة. وإذا أصرَّ مديرك على استمرارك في أداء المهمة، فكن صريحاً بشأن المبادرات أو المشاريع الأخرى التي سيتعين عليك التوقف عن العمل عليها لتوفير وقت لهذه المهمة. وأوضِح أنك ملتزم بتسليم أعمال مهمة ولا ترغب في العمل على مهمات عديدة في وقت واحد.
بعد الرفض فكر في مهمة أخرى ستكون مرتاحاً ومتحمساً تجاه الموافقة على القيام بها. أعطِ الأولوية للمشاريع المهمة والحسنة التوقيت وأيضاً التي ستتيح لك العمل على نطاق المؤسسة بأسرها. وقبل أن يكلفك مديرك بالعمل، كن مبادراً وأعلِن استعدادك للعمل على المشاريع التي يمكن أن تزيد من ظهورك داخل الشركة. إذا أصبحت موظفاً لا يمكن لمديرك الاستغناء عنه، فإن الموافقة على المهمات التي ستتيح لك الوصول إلى قادة آخرين ستساعدك على الانتقال إلى فرصتك التالية.
كن واضحاً بشأن خطوتك المهنية التالية
عندما بدأت العمل مع مديري، قال إنني سأكون في الفريق لمدة عام فقط، لكن العام أصبح عاماً ونصف ثم عامين. طلب مني ألا أقلق وأخبرني أنه سيساعدني في العثور على فرصتي التالية. ولكن مرت 4 سنوات وما زال يرفض السماح لي بالرحيل؛ فقد أصبحت ذا قيمة كبيرة بالنسبة إليه. وقد ارتكبت خطأ فادحاً بربط مسيرتي المهنية بفرد واحد.
أخبرتني لولا باكاري، مالكة شركة بي/كو (be/co) ومدربة تنفيذية في مجال التسويق: "إذا لم يكن مديرك يدعم الخطوة التالية في حياتك المهنية، فكوني واضحة وصريحة مع أكبر عدد ممكن من القادة في مؤسستك إزاء رؤيتك لمسارك المهني. وسيكون من المفيد أيضاً أن تربطي بين جميع الطرق التي ألهمك بها العمل مع مديرك الحالي طوال فترة عملك".
وأضافت قائلة: "إذا أيّد عدد من القادة انتقالك إلى دورك التالي، فسيكون من الصعب على مديرك التمسك بكِ. فلا أحد يريد أن يوصف بأنه مكتنز للمواهب، كما أن اعترافك علناً بدوره في نجاحك قد يحوله إلى مؤيد أيضاً".
بالإضافة إلى العمل بنصيحة باكاري، تواصل مع قسم الموارد البشرية بشأن رؤيتك لمسارك المهني. ففي العديد من المؤسسات يكون لقسم الموارد البشرية دور رئيسي في التخطيط للمواهب، كما أنه يكون على عِلم بالأدوار التي ستكون متاحة على المديين القصير والطويل. ويمكنه أيضاً أن يدافع عنك خلف الأبواب المغلقة لمساعدتك على الانتقال إلى فرصتك التالية.
ساعد في البحث عن خليفتك
إذا كان مديرك مقتنعاً أنك الشخص الوحيد الذي يمكنه أداء وظيفتك، فقد حان الوقت لجعله يغيّر رأيه. ساعده في العثور على خليفتك من بين الأشخاص في فريقك والأشخاص الذين قابلتهم في أجزاء أخرى من المؤسسة. فكر أيضاً في الأشخاص ضمن شبكات علاقاتك الذين قد يكونون مهتمين بالانضمام إلى شركتك. واعرض أن تعرّف مديرك على المواهب الرئيسية.
إذا كنت تفكر في خلفية معين من داخل الشركة، فاطلب منه مساعدتك في مشروع ما. إذ سيمنحه ذلك الفرصة لمعرفة إذا ما كان يحب العمل، وسيمنح مديرك الفرصة لمعرفة مدى براعته. بينما تخطط لشغل دور آخر داخل الشركة، ساعد في الانتقال إليه بسلاسة من خلال دعم خليفتك وتهيئته للنجاح في دوره الجديد من خلال تعريفه بأصحاب المصلحة الرئيسيين والمشاريع وتدريبه على كيفية العمل مع مديره الجديد. فإعداد خليفتك للنجاح يعني أنه لن تتم إعادتك إلى دورك القديم وسيكون بإمكانك الانتقال إلى المرحلة التالية من حياتك المهنية.
إذا أصبحت ذا قيمة كبيرة لمديرك لدرجة أن ذلك يتسبب في عرقلة مسارك المهني، فقد حان الوقت لكي تصبح موظفاً يمكن الاستغناء عنه. بينما تُظهر قيمتك وخبرتك لمديرك وفريقك وتُحدث تأثيراً في دورك الحالي، ضع حدوداً واضطلع بالعمل الذي تتحمس له وكوِّن شبكة علاقات داخل مؤسستك وأعدّ الشخص الذي سيأتي بعدك لتحقيق النجاح.