لماذا يجب على القادة إظهار أفضل ما في شخصيتهم في العمل؟

8 دقيقة
القادة في المناصب العليا
الرسم التوضيحي: أنتوني زينونوس

تمثل فكرة إظهار جوانب الشخصية جميعها في العمل أحد أكثر الشعارات المؤسسية انتشاراً، ولكنها أثبتت عدم جدواها مع مرور الوقت. استخدمت هذه العبارة في البداية لتعزيز الشعور بالأمان النفسي والشمولية، لكنها تحولت لاحقاً إلى دعوة للشفافية المطلقة والتعبير غير المقيد عن الذات. وعلى الرغم من أن هذه النصيحة تحمل غالباً نوايا حسنة، فمن الممكن أن تصبح مضللة وخطيرة عند تطبيقها على القادة في المناصب العليا.

بالنسبة لموظفي الخطوط الأمامية، قد يكون إظهار قدر من الأصالة والعفوية المطلقة أمراً مقبولاً بل مرغوباً فيه في بعض الأحيان. ففي نهاية المطاف، من الأفضل أن يشعر الموظف بالارتباط بشخصيته المهنية بدلاً من الشعور بالاغتراب الذي وصفه الفيلسوف كارل ماركس.

لكن يجب ألا يتصرف القادة في المناصب التنفيذية العليا كما لو كانوا في جلسة علاج نفسي جماعي أو في بث مباشر على تطبيق تيك توك. فكلما ارتقيت في السلم الوظيفي داخل المؤسسة، ازداد أثر أهوائك وتحيزاتك ونقاط ضعفك الشخصية في المؤسسة بأكملها وازدادت ضرورة الحفاظ على حدود واضحة بين متطلبات منصبك وشخصيتك الحقيقية (التي قد تكون معقدة وصعبة الفهم حتى بعد سنوات طويلة من تلقي العلاج النفسي).

السلطة تغير سلوك الأفراد وتجعلهم يتصرفون دون ضوابط أو قيود

كما أوضح في كتابي الجديد "لا تكن على طبيعتك: لماذا نبالغ في تقدير الأصالة (وماذا نفعل بدلاً من ذلك)؟" (Don’t Be Yourself: Why Authenticity Is Overrated (and What to Do Instead))، تشير الأبحاث النفسية إلى أن السلطة تقلل الضوابط الداخلية وتضعف التعاطف وتخفض مستوى التحكم بالنفس والشعور بالمسؤولية والالتزام تجاه الآخرين، كما تعزز الصفات السامة والسلبية التي يمتلكها القادة بالفعل. تشير مفارقة السلطة التي طرحها أستاذ علم النفس، داكر كيلتنر، إلى أن من يصل إلى المناصب القيادية بفضل سلوكياته الاجتماعية الإيجابية يتخلى عنها غالباً بمجرد توليه السلطة. عندما تترافق المناصب القيادية العليا مع الاهتمام المبالغ فيه بالأصالة والعفوية في العصر الحديث، تتحول غرفة اجتماعات مجلس الإدارة إلى ما يشبه عروض تلفزيون الواقع.

يتعامل كثير من القادة المعاصرين مع فكرة الأصالة كما لو كانت عطوراً فاخرة؛ إذ يبالغون في استخدامها ويستعرضونها أمام الجميع، ولكنها في كثير من الأحيان لا تعكس العمق الفكري أو القيادي الحقيقي. حول بعض المسؤولين التنفيذيين الصراحة المطلقة والتحدث بعفوية إلى أسلوب قيادي، فقد أصبحوا يعبرون عن أفكارهم العفوية والارتجالية حول قضايا مثل السياسة الاقتصادية وثقافة مكان العمل، كما لو كانت القرارات المصيرية والحاسمة مجرد خواطر عابرة أو أفكاراً تأتي فجأة في أثناء الاستحمام. وقد اتبع قادة آخرون أسلوب قيادة يتمحور حول تضخيم صورتهم الشخصية بدلاً من التركيز على العمل نفسه، فأصبحوا يجمعون بين المصطلحات الروحانية والمصطلحات المؤسسية أو الإدارية في خطاباتهم ويحرصون على إلغاء المظاهر الرسمية في لباسهم عندما يحضرون الاجتماعات ويطرحون مشاريع للعيش المشترك، بحيث يقيم الموظفون ويعملون في المكان نفسه، ما يؤدي إلى إزالة الحدود الفاصلة بين الحياة المهنية والحياة الشخصية. توحي هذه البيئات المثالية التي تشمل تصاميم جمالية مختارة بعناية ومطابخ مشتركة واقتباسات تحفيزية تغطي الجدران بوجود تواصل بين الموظفين، ولكنها في الواقع تنشئ عزلة مخططاً لها بعناية تحت ستار الترابط الاجتماعي.

حتى القادة الأكثر انضباطاً الذين يمتلكون مهارات تواصل قوية ويتمتعون بالمهنية ليسوا بمأمن من هذه المشكلات. يتحدث بعض الرؤساء التنفيذيين عن فلسفاتهم حول الرأسمالية والمناخ وقيم الشركة بطريقة شبه روحانية لجذب الاهتمام أو إظهار الحكمة، ولكنهم في الوقت نفسه يمارسون الإدارة التفصيلية على فرقهم بحرص وحزم زائدين. ويخلط البعض الآخر بين أفكارهم ومعتقداتهم الشخصية وهوية العلامة التجارية، فيجمعون السياسة والتسويق والطموح الشخصي في قالب واحد ولا يفصلون بينها وبين صورة المؤسسة، ما يؤدي إلى القيادة الاستعراضية. لا تعكس هذه التصرفات شخصيات القادة الجذابة، بل هي دليل على ظاهرة أكبر؛ فعندما تطغى العلامة التجارية الشخصية للقائد على الانضباط المهني، تتحول المؤسسات إلى جمهور مجبر على متابعة أفكار هذا القائد الداخلية. وفي كثير من الأحيان، لا يكون أمام بقية الموظفين خيار آخر سوى الإصغاء.

أهمية الحدود الفاصلة بين الهويتين الشخصية والمهنية للقادة

لا تشير العفوية وعدم التصنع إلى فعالية القائد بالضرورة؛ فالعلوم النفسية تشير حقيقة إلى أن القادة الأكثر فعالية يحرصون على ضبط تصرفاتهم ولا يعبرون عن أفكارهم بعفوية مطلقة. وفيما يلي 4 أسباب رئيسية تستند إلى الأدلة حول أهمية الحدود الفاصلة بين الهويتين الشخصية والمهنية في المناصب التنفيذية العليا:

1. الإفراط في مشاركة المعلومات والتفاصيل الشخصية يضعف النفوذ والسلطة.

لا تتمثل مهمة القادة في التعبير عن مشاعرهم الشخصية أمام الآخرين، بل في إظهار الوضوح والكفاءة والثقة، ولا سيما عند مواجهة الضغوط والأزمات. يمكن أن تؤدي مشاركة المشاعر وإظهار الجوانب العاطفية بطريقة معتدلة ومدروسة إلى إضفاء الطابع الإنساني، ولكن الإفراط في مشاركة التفاصيل باستمرار يسبب الارتباك والفوضى ويؤدي إلى تقليل المصداقية والثقة وقد يهدد استقرار المؤسسة. من الطبيعي ألا يكتسب القائد ثقة مرؤوسيه واحترامهم إذا كان يشارك باستمرار تفاصيل غير ملائمة عن حياته الشخصية، ولا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي.

كشف تحليل ميتا (التجميعي) المهم الذي أجراه عالم النفس تيم جادج أن الموظفين ينظرون إلى القادة الذين يظهرون المشاعر السلبية باستمرار على أنهم أقل كفاءة واتزاناً. بالإضافة إلى ذلك، توصلت هذه الدراسة إلى أن القادة الأكثر فعالية هم الذين يتسمون باللطف والتهذيب والاحترام، بالإضافة إلى الوعي والقدرة على التحكم بالنفس والفضول وحب الاستطلاع وإظهار الاهتمام الحقيقي بالآخرين بدلاً من التعامل معهم على أنهم مجرد جمهور. على الرغم من أن التعبير عن بعض المشاعر قد يعزز العلاقات، فإن الشفافية الزائدة قد تؤدي إلى طمس الحدود بين القائد والزملاء، ما يقلل المسافة المهنية التي تعزز الثقة والاحترام بطريقة عقلانية ومنطقية.

باختصار، إذا كنت تشعر بالإرهاق، فتواصل مع معالجك النفسي بدلاً من عقد اجتماع شامل للموظفين.

2. القيم الشخصية قد تؤدي إلى الانقسامات داخل المؤسسة.

من المتوقع اليوم أن يتخذ المسؤول التنفيذي مواقف علنية حول القضايا المختلفة، مثل الأزمات الجيوسياسية والقضايا الثقافية المثيرة للجدل، ولكن تشير الأستاذة في جامعة نيويورك، أليسون تايلور، في كتابها الرائع "الرقِي: كيف تعيد الشركات صياغة دورها في عالم مضطرب" (Higher GroundHigher Ground: How Business Can Do the Right Thing in a Turbulent World)، إلى أن هذا الاستعراض الأخلاقي يؤدي غالباً إلى نتائج عكسية ويسبب الانقسام بدلاً من تعزيز الوحدة.

فالقيم بطبيعتها تثير الانقسامات، وعلى الرغم من الاعتقاد بضرورة أن يمثل القادة مرجعاً أخلاقياً، فالواقع العملي مختلف لأن مكان العمل ليس مكاناً دينياً لتقديم المواعظ والموظفين ليسوا جماعة دينية يجب توجيههم أخلاقياً. عندما يعبر الرئيس التنفيذي عن آرائه في قضايا مثيرة للجدل، فمن الممكن أن يكسب تأييد فئة معينة، ولكنه في المقابل يثير استياء فئة أخرى. يمثل هذا الأمر تحدياً حقيقياً في المؤسسات العالمية، حيث يكون تنوع الأفكار والآراء أمراً طبيعياً ومتوقعاً.

يتمثل النهج الأكثر فعالية في اتباع أسلوب قيادي يعتمد على القيم التي يمكن تطبيقها عالمياً في السياق المهني، مثل الإنصاف أو الشفافية أو الاحترام، بدلاً من استعراض المعتقدات الشخصية حول كل خبر أو حدث. من الممكن أن تكون قدوة حسنة وتقود بطريقة فاضلة وأخلاقية دون الحاجة إلى نشر قيمك والتفاخر بفضائلك على وسائل التواصل الاجتماعي.

3. الذكاء العاطفي هو شكل من أشكال إدارة الانطباع الذي نتركه عند الآخرين.

في كثير من الأحيان، يخلط الناس بين الأصالة والصدق، ولكن العنصر الأهم في القيادة هو الذكاء العاطفي، وهو القدرة على إدارة عواطفك والتأثير في عواطف الآخرين. ومن المفارقات أن الذكاء العاطفي يتطلب قدراً كبيراً من التظاهر أو الرقابة على النفس، ولا سيما إذا كانت الأصالة تعني التعبير عن الذات بعفوية ودون قيود.

تؤكد الدراسات القائمة على تحليلات ميتا التجميعية وجود صلة وثيقة بين الذكاء العاطفي وإدارة الانطباعات من الناحيتين النظرية والعملية. في الواقع، أفضل القادة هم من يتقنون أدوارهم؛ إذ يعدلون أسلوبهم وسلوكهم وأهدافهم بما يتناسب مع الموقف؛ هذا ليس تلاعباً أو خداعاً بل هو سلوك مهني.

قد تبدو فكرة أن تكون صادقاً وعفوياً أمراً رائعاً، إلا إذا كانت شخصيتك الحقيقية تتسم بسرعة الغضب أو الغرور أو الاندفاع والتهور، لأن زملاءك ليسوا مضطرين لتحمل تقلباتك المزاجية بغض النظر عن صدق مشاعرك. تتطلب القيادة أداءً مدروساً ومتقناً، فالمخاطر كبيرة جداً بحيث لا يمكن للقائد أن يتصرف بطريقة ارتجالية أو عفوية.

4. لكل فرد جوانب مظلمة في شخصيته، ومن الأفضل التحكم بها وعدم إظهارها.

تمتلك كل شخصية جانباً سلبياً يسمى في علم النفس التنظيمي باسم "الجانب المظلم"، ويتضمن سمات مثل النرجسية أو الارتياب أو العدوانية التي قد تظهر عند التعرض للضغط والتوتر. يمكن أن تكون هذه السمات مفيدة وقابلة للتكيف عند توظيفها بطريقة معتدلة وفي حدود معينة، ولكنها تصبح خطيرة إذا تجاوزت الحد الطبيعي.

للأسف، يكشف تولي السلطة هذه الجوانب السلبية من شخصية القائد؛ فكلما ارتقيت في منصبك، زادت فرصة تصرفك وفقاً لأهوائك وغرائزك السلبية، ما لم تبذل جهداً حقيقياً للتحكم بها. تشير الدراسات إلى أن العديد من المسؤولين التنفيذيين يظهرون سمات الجانب المظلم، مثل الجرأة المفرطة (وهو تعبير ملطف عن السيكوباتية أو الاعتلال النفسي) أو المبالغة في تقدير الذات إلى حد النرجسية. لا يعني ذلك أنهم سيئون، ولكنه يشير إلى ضرورة التحكم الصارم في دوافعهم وغرائزهم الطبيعية. في الواقع، يمتلك نحو 40% من القادة سمة أو اثنتين من سمات الجانب المظلم بمعدل مرتفع، ما يعرض مسيرتهم ومسيرة مرؤوسيهم المهنية للخطر.

عندما تحاول أن تكون على طبيعتك في العمل وتظهر جوانب شخصيتك كافة، فأنت لا تظهر الجوانب الإيجابية فقط، بل نقاط ضعفك كلها، مثل تحيزاتك ورغبتك في إثبات نفسك أو كسب النقاشات التي تخوضها حتى في المواقف غير الرسمية، بالإضافة إلى اهتمامك بالأمور السطحية الصغيرة. إذا كنت محظوظاً، فمن الممكن أن يتحمل أفراد أسرتك أو من حولك سلوكك السلبي في المنزل، ولكن ذلك لن يكون سهلاً عليهم. أما في بيئة العمل، فهذه التصرفات تشكل أزمة حقيقية من منظور الموارد البشرية. لا يعني وضع حدود بين الحياة الشخصية والحياة المهنية القمع أو التقييد، بل يعني ممارسة القيادة بمسؤولية واحترام.

طرق عملية لوضع الحدود والحفاظ عليها في مكان العمل

ماذا يجب أن يفعل القائد؟ لا يتمثل الهدف في تحول القائد إلى آلة وإلغاء عواطفه أو أن يكون متصنعاً أو مخادعاً أو مزيفاً (علماً أن القدرة على ضبط الانفعالات وإدارة المشاعر غالباً ما تكون دليلاً على كفاءة القيادة، على عكس الاعتقاد الشائع)، بل عليه أن يتحلى بالحكمة والوعي في تحديد المعلومات والتفاصيل الشخصية التي يشاركها مع الآخرين واختيار التوقيت المناسب لفعل ذلك. تشير الأبحاث إلى أن الأصالة، ولا سيما في مجال القيادة، ليست سمة ثابتة أو شيئاً يمكن تحديده وقياسه بطريقة موضوعية، بل هي انطباع يكونه الآخرون بناءً على سلوك القائد. يرى الناس القادة على أنهم صادقون ويتمتعون بالأصالة عندما يظهرون الثبات والقدرة على التنبؤ والتعاطف، وهي صفات تشير إلى الاتساق بين الأقوال والأفعال والقيم التي يمثلونها.

تكمن المفارقة في أن هذا التصور لا ينتج غالباً عن التعبير العفوي وغير المقيد عن الذات، بل عن الضبط الذاتي المدروس. عادة ما يكون القادة الذين ينظر إليهم على أنهم الأكثر أصالة هم الذين يبذلون جهداً كبيراً في إدارة الانطباعات والتحكم في إظهار مشاعرهم وكبح دوافعهم وتصرفاتهم غير المرغوب فيها. وفقاً لهذا المنظور، تتحول الأصالة إلى نوع من التمثيل المدروس والمتقن؛ أي أنها تمثل أداءً يتطور ويتحسن بمرور الوقت لتجسيد صورة عن شخصية الفرد، بحيث يرى الآخرون أنه يتمتع بالمصداقية وجدير بالثقة. فيما يلي 5 ممارسات يمكن أن تساعدك على تحقيق ذلك:

1. انتقاء الجوانب المناسبة من الشخصية لإظهارها أمام الآخرين بدلاً من إخفائها بالكامل.

لا يسعى القادة الناجحون إلى إخفاء هويتهم؛ بل يختارون إظهار الجوانب التي تدعم أهدافهم، فمشاركة قصة شخصية تدعم قيمة من قيم الشركة هو تصرف ذكي، أما التحدث عن المشكلات الشخصية -مثل التعبير عن مشاعر الإحباط بسبب الطلاق مثلاً- في اجتماع عام فهو فكرة غير مناسبة.

2. التحكم بالمشاعر والانفعالات قبل التواصل مع الآخرين.

يمثل الوعي الذاتي والقدرة على ضبط النفس شرطين أساسيين لتحقيق كفاءة القيادة. تمهل قبل أن تتفاعل مع أي موقف، وفكر ملياً قبل أن تتحدث، ففي المواقف الحساسة والمصيرية، يعكس الهدوء قوتك وثقتك.

3. تجسيد القيم بدلاً من التظاهر بها.

تجنب المنشورات الاستعراضية على منصة لينكد إن. قد تحصل على العديد من الإعجابات والمشاركات عبر إظهار التزامك بالقيم والفضائل عبر الإنترنت، ولكن هذه الاستراتيجية غير مجدية لتحسين أداء الشركة وقد تؤدي إلى نتائج عكسية إذا لم تدعمها بالأفعال الحقيقية والحقائق الملموسة. بدلاً من ذلك، دع الآخرين يستنتجون قيمك من خلال سلوكك؛ فالسجل الحافل بالقرارات الأخلاقية يعبر عن قيمك أكثر من عشرات المنشورات والتغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي.

4. الحفاظ على خصوصية الحياة الشخصية.

ليس من الضروري أن يكون المسؤولون التنفيذيون متاحين على مدار الساعة. خصص وقتاً لنفسك بعيداً عن العمل وتجنب الإفراط في مشاركة تفاصيل حياتك الشخصية عبر الإنترنت وقدم نموذجاً لوضع حدود بين العمل والحياة الشخصية ليقتدي الآخرون بك.

5. التركيز على التعاطف بدلاً من الأنانية والغرور.

القادة المتميزون يجعلون موظفيهم يشعرون بأنهم محط اهتمام، وذلك من خلال الاستماع إليهم بدلاً من التحدث، وطرح الأسئلة بدلاً من فرض الآراء وتوجيه التعليمات، وإفساح المجال لوجهات النظر المختلفة. يتوافق هذا مع ما أثبتته الأبحاث حول أهمية الاستماع في مكان العمل، ولا سيما بالنسبة للقادة.

يتطلب العمل أن تكون قادراً على تقديم الفائدة لا أن تعكس ذاتك وتظهر شخصيتك الحقيقية.

القيادة مسؤولية وليست امتيازاً، فهي تتطلب انضباطاً ونظرة استشرافية وتواضعاً حتى تدرك أن مشاعرك الشخصية لا تمثل مرجعاً أخلاقياً للمؤسسة. في عصر يمجد العفوية والأصالة العشوائية، يكون القائد الذي يتمتع بأعلى درجات المسؤولية هو الذي يبذل جهداً كبيراً واهتماماً حقيقياً لبناء سمعة مهنية إيجابية تعكس أفضل ما في شخصيته بدلاً من محاولة إظهار جوانبها بكل تفاصيلها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي