تقرير خاص

5 أولويات على الرؤساء التنفيذيين الانتباه لها في الوضع الطبيعي المقبل

4 دقائق
أولويات القادة لما هو قادم
shutterstock.com/ Andrii Yalanskyi

كيف بوسع القادة التكيّف مع مستقبل مختلف تماماً؟ وما هي أولويات القادة لما هو قادم؟ هناك خمس أولويات للقادة من أجل التعامل مع ما هو قادم لكن تتفاوت الطريقة التي تُطبَّقُ بها هذه الأولويات من شركة إلى أخرى.

خلال فترة جائحة كورونا، نجحت الشركات غالباً، وإلى حد كبير، في التأقلم مع طرق العمل الجديدة. كما أنها تبنّت التحول الرقمي وأعادت تنظيم سلاسل توريدها. وقد كانت هذه الخطوات كلها ضرورية، لكنها لن تكون كافية. فإذا ما أراد القادة تحضير أنفسهم لمرحلة ما بعد "كوفيد-19"، فإنهم بحاجة إلى عدم الاكتفاء بإدخال تعديلات طفيفة هنا وهناك على مهامهم اليومية، بل يجب عليهم تجهيز أنفسهم والاستعداد إلى إعادة النظر في طريقة عملهم، بل وحتى في سبب وجودهم أيضاً. بعبارة أخرى، يحتاج القادة إلى العودة خطوة إلى الوراء، وأخذ نفس عميق، وتبنّي منظور أوسع للأمور.

أولويات القادة لما هو قادم

لقد كشفت الجائحة النقاب عن عدد من الاتجاهات التي ستؤدي دوراً مهماً في تحديد شكل الاقتصاد العالمي، وهي أسهمت في تسريع حدوث هذه الاتجاهات أصلاً. وخلال حديثنا مع التنفيذيين العالميين، كشف هؤلاء عن 5 أولويات تهمّهم. ويجب على الشركات أن تتبنّى هذه الأولويات الخمس كمرجعية أساسية لها في مَعْرِض تعاملها مع الاتجاهات التي ترسم معالم المستقبل.

لنأخذ أولاً الاستدامة، وهي المبدأ الذي ينص على إنتاج السلع والخدمات مع إحداث أقل ضرر ممكن للبيئة. فقد اتخذت شركات عديدة خطوات جادة في هذا المجال لأنها أرادت ذلك. أما في المستقبل القريب، فإن فعل هذا الشيء سيكون أمراً جوهرياً بالنسبة لممارسة أنشطة الأعمال ولن يقل أهمية عن وضع الميزانية العمومية، فالمستهلكون والجهات الناظمة سيصرّون عليه. وفي هذا السياق، لا بد من التعامل مع الاستدامة بطريقة منهجية تماماً كما يتم التعامل مع التحول الرقمي أو وضع الاستراتيجية لأنها ستكون مصدراً هاماً للميزة التنافسية على المدى البعيد.

أو خذوا مثلاً موضوع الحوسبة السحابية. فلطالما كان هناك إقرار بالقدرات الكامنة للحوسبة السحابية. أما الآن، فقد بدأت تحقق نتائج حقيقية في مجالي الابتكار والإنتاجية. وبناءً عليه، فإن الأولوية الثانية بالنسبة للشركات هي استعمال الحوسبة السحابية لخدمة الغاية المناسبة. وإذا ما أرادت الشركات أن تنجح في إنجاز هذه المهمة، فإن موظفيها يجب أن يكونوا ملمّين بشؤون الحوسبة السحابية وأن يكونوا مدركين لقدراتها.

وكما كان الحال دائماً، فإن العنصر البشري هو الذي يُحدِث الفَرْق. لذلك فإن تطوير أصحاب المواهب هو أولوية أخرى. فمؤسسة المستقبل لن تشبه المؤسسة التي كانت قائمة حتى وقت قريب وتحديداً حتى عام 2019، أو على الأقل لا يجب أن تشبهها. بل يجب أن تتمتع بقدر أكبر من المرونة، وأن تكون أقل اعتماداً على التراتبية، وأكثر تنوعاً.

و يجب أن تكون أسرع، فوتيرة التغيير تتصاعد، وبيئة ممارسة الأعمال باتت أكثر ضبابية من أي وقت مضى. لذلك فإن الحاجة إلى السرعة – وهي الأولوية الرابعة – أصبحت ماسّة. لكن هذه السرعة يجب أن تكون مستدامة. وكانت الشركات قد فعلت أشياء مذهلة في الأشهر الأولى للجائحة، مدعومة بالأدرنالين والإحساس بالإلحاح والعجلة. وفي المستقبل، يجب أن تكون السرعة جزءاً لا يتجزأ من فلسفة عمل أي شركة. بعبارة أخرى، السرعة لا تعني مجرّد إحماء المحرك بشكل أسرع، وإنما تصميمه بطريقة تجعله يعمل بقدر أكبر من الكفاءة والذكاء.

أخيراً، يجب على القادة أن يدركوا أن موظفيهم يريدون لحياتهم وعملهم أن يكونا هادفين ومفعمين بالمغزى. وكانت أبحاث سابقة قد كشفت أن الشركات التي لديها إحساس قوي بغاية سامية تتفوق على الشركات التي ليس لديها هكذا إحساس. والأشخاص الذين يقولون إنهم يسعون إلى عيش غايتهم السامية حتى في العمل هم ببساطة موظفون أفضل، وهم أكثر ولاءً، وأكثر ميلاً إلى تقديم أكثر مما هو مطلوب منهم، وأقل ميلاً إلى ترك الشركة. وبالتالي فإن وجود غاية سامية يساعد الشركات على الانتباه إلى الفرص الناشئة وتحسين الصلة مع زبائنها. وهذا أيضاً من الأمور التي يجب أن يُنظر إليها على أنها أولوية ومصدر للميزة التنافسية.

ستتفاوت الطريقة التي تُطبَّقُ بها هذه الأولويات الخمس من شركة إلى أخرى؛ فبعضها سيكون أكثر أهمية اعتماداً على السوق التي تنشط فيها كل شركة. لكننا نؤمن نحن والتنفيذيين الذين عملنا معهم في أنحاء العالم أن تنفيذ هذه الأولويات ببراعة سيزيد من احتمالات النجاح زيادة كبيرة.

1- تركيز الاستراتيجية على الاستدامة

بوسع الشركات أن تتصرف بطريقة تسمح لها بضمان أن تكون الاستدامة أكثر من مجرد تقليعة. وتتمثل إحدى الإمكانيات في دراسة فكرة الاستثمار في التكنولوجيات التي تسهم في امتصاص الكربون من الجو. ولكن إياكم وارتكاب أي خطأ في قراءة المشهد، فنظراً للالتزامات الحالية والمستقبلية، فإن أهمية المناخ ستتزايد كطريقة لكسب ميزة تنافسية.

2- استعمال الحوسبة السحابية لإدخال التحولات

لطالما كانت الحوسبة السحابية تتمتع بقدرات كامنة كبيرة وواضحة في تحقيق القيمة، لكن هذه القدرات باتت الآن مترسخة في الواقع. فالحوسبة السحابية تساعد في تسريع العمل والتوسع على نطاق أكبر وبالتالي فإنها عنصر أساسي للابتكار. وبحلول عام 2030، قد يكون هناك ترليون دولار تنتظر من يقطفها، وسيكون المتبنّون الأوائل للحوسبة السحابية هم من سينال حصة الأسد.

3- تعزيز مهارات أصحاب المواهب

يُعتبرُ أصحاب المواهب أهم مورد طبيعي، وتوفّر الشركات الرائدة مثالاً يُحتذى به حول كيفية تطويرهم. فهي تقدّم الإرشاد والتوجيه للفِرَق الصغيرة وتمكّنها وتقويها؛ وهي توزّع أصحاب المهارات بحسب مواهبهم، وليس وفقاً للتراتبية المؤسسية؛ كما أنها تملأ الفجوات من خلال التدريب والتطوير. والمبدأ الأساسي هنا هو: تجربة الموظف الأفضل تقود إلى تحقيق نتائج أفضل.

4- التركيز على الحاجة إلى السرعة

أجبرت الجائحة العديد من المؤسسات على التحرك بسرعة. أما الآن، فإن الأولوية هي للمحافظة على تلك السرعة من خلال إدماجها ضمن آلية عمل أي مؤسسة. أنظروا إلى السرعة بوصفها عضلة تحتاج إلى تطوير. استثمروا في التكنولوجيات الجديدة التي تساعد على التعاون. توقعوا التحولات في الطلب. وركزوا على المحصلات.

5- العمل بموجب غاية سامية

العمل بموجب غاية واضحة. يرغب الموظفون في العمل في أماكن لديها غاية سامية واضحة، وسوف يغادرون الشركة إذا لم يجدوها. والشركات التي تعمل بموجب غاية سامية سوف تكون أقدر على تحقيق القيمة على المدى البعيد. كما أن الموظفين يتوقعون من الشركة ألا تكتفي بالتركيز على جني الأرباح لصالح المساهمين، وإن كان ذلك ضرورياً أيضاً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي