تقرير خاص

كيف نجحت مجموعة أولكم في خلق حلقة متكاملة لخدمات التجارة الإلكترونية؟

4 دقائق
أولكم

تأسست شركة أولكم بناءً على دراسة شاملة وموضوعية وعميقة لمتطلبات التجارة الإلكترونية في دول الخليج، والسوق السعودي تحديداً، حيث يخلق المستقبل العديد من الفرص والإمكانات لازدهار الاقتصاد بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وتكمُن رسالة أولكم في توفير حلول متكاملة ومترابطة مستمدة من فهم عميق لمتطلبات التجارة الإلكترونية، حيث استثمرت خلال السنوات العشر الماضية في القطاعات الخادمة للتجارة الإلكترونية، بدءاً من استيراد المنتجات والعلامات التجارية وتوريدها، مروراً بالتخزين والخدمات اللوجستية، وصولاً إلى التسويق وحلول التقنية الحديثة.

واهتمت أولكم بإحكام حلقة الخدمات انطلاقاً من مجموعة قيم أساسية توجّه أعمال الشركة وتشكّل ثقافتها حتى تصبح الشركة الرائدة وأكبر مُمكِن للتجارة الإلكترونية في دول الخليج والسعودية، وساعدها على تحقيق ذلك، الشراكات الاستراتيجية مع الشركات وتمكينها من بناء حضور قوي في السوق الرقمي.

وفي مقابلة أجرتها هارفارد بزنس ريفيو العربية مع الرئيس التنفيذي لمجموعة أولكم، خالد العضاض، تحدث فيها عن الخدمات والمزايا التي تقدمها المجموعة ودورها في تحقيق رؤية 2030.

1. تَصف أولكم التجارة الإلكترونية بأنها رحلة متكاملة؛ تبدأ بفكرة وتستمر بخدمة أو منتج يصل إلى العميل مباشرةً، فكيف بدأت رحلتكم في هذا المجال؟

بدأنا العمل في التجارة الإلكترونية عام 2009 حيث كان الاقتصاد الأميركي يمر بانخفاض قوي على عكس اقتصاد الخليج؛ فكانت فرصة كبيرة لنا لبيع منتجات بعض العلامات التجارية الأمريكية في دول الخليج.

استمرينا في العمل، وفي عام 2010 أنشأنا أول موقعاً متخصصاً لبيع الحقائب النسائية من مختلف الماركات العالمية وعملنا على توسعته لاحقاً. ومن خلال هذه التجربة اتضحت لنا العوامل الرئيسية التي تُبنى عليها التجارة الإلكترونية، والتي كانت تعد صناعة حديثة في المنطقة يرافقها العديد من التحديات. على سبيل المثال، لم يكن هنالك شركات تقدم خدمات متخصصة باحتياجات الشركات العاملة في مجال التجارة الإلكترونية باستثناء شركة واحدة، الأمر الذي أثر سلباً على السعر وجودة الخدمات. فأطلقنا شركة أي مكان لتكون أول شركة سعودية متخصصة في الخدمات اللوجستية للمتاجر الإلكترونية.

اتجه تركيز المجموعة بعدها إلى تمكين عمليات التجارة الإلكترونية وإدخال العلامات التجارية الناجحة عالمياً إلى السعودية والخليج، فأنشأنا شركة ريتكوم عام 2017، بهدف تنويع المنتجات التي تخدم الاحتياجات اليومية للعملاء؛ حيث يتجاوز عدد الأصناف التي تديرها الشركة اليوم 20,000 صنف، وتستهدف الوصول إلى 50,000 صنف بنهاية 2023، وأكثر من 400,000 صنف نهاية 2026.

وفي عام 2019، أطلقنا شركة سمارتكوم المتخصصة بالتسويق الإلكتروني لتخدم قطاع التجزئة.

2. ما طبيعة الخدمات التي تقدمها أولكم في سوق التجارة الإلكترونية السعودي؟ وعلى أي قطاع تركز أكثر؟

تمثل أولكم الحل الشامل للتجارة الإلكترونية، إذ تقدم شركة أي مكان خدمات لوجستية متخصصة بالمتاجر الإلكترونية، حيث تقوم العديد من الشركات المشابهة بتقديم خدمات مختلفة وعلى عدة أصعدة لكن دون تخصص واضح، فتنوُع العملاء يتطلب شركات تقدم خدمات متخصصة لتلبية حاجاتهم. أغلب المتسوقين عبر الإنترنت مثلاً يرغبون باستلام المنتجات في منازلهم، وعادةً لا يكونوا حاضرين في منازلهم في الفترة الصباحية، فنقوم في أي مكان بعمليات التوصيل خلال الفترة المسائية لنحقق نسب نجاح توصيل أعلى.

ويعد التسويق من ركائز التجارة الإلكترونية، إذ لا يمكن الوصول إلى العملاء المستهدفين من دون إعلانات وحملات تسويقية، وهذا ما دفعنا إلى تأسيس شركة سمارتكوم المتخصصة في الحملات التسويقية والتي تعمل على تحليل مؤشرات الأداء التي تسعى المتاجر الإلكترونية لتحقيقها.

أيضاً، لا بد من توافر التقنية المناسبة التي تُسهل عملية إنشاء المتجر الإلكتروني، ففكرنا في إيجاد حل يلبي احتياجنا واحتياجات العملاء الآخرين الراغبين بالحصول على منصة بيع قادرة على التكيف مع طبيعة المنتجات؛ وهي شركة أول تك.

3. ما الفرص والمزايا التي تقدمها أولكم لعملائها سواء كانوا روّاد أعمال أو شركات أو أفراد؟

تهتم مجموعة أولكم بتقديم خدمات شاملة لعملائها لتلبية احتياجاتهم المتنوعة، إذ تمكّن عملائها الدوليين من الوصول إلى أسواق جديدة، كما تخلق لعملائها المحليين منافذ بيع جديدة تساعد على زيادة مبيعاتهم وتعزيز مكانتهم في السوق.

أما العملاء الأفراد، فتقدم لهم أولكم خيارات أوسع من المنتجات المحلية والعالمية وتوفر لهم خدمات متخصصة لتلبية احتياجاتهم على أكمل وجه، بما يضمن لهم تجربة تسوق إلكترونية مميزة.

4. سلوك المستهلكين يتغير باستمرار، فكيف تعملون على مواكبة الحاجات المتغيرة للعملاء وخلق تجربة تميزّكم عن المنافسين؟

تتسم مجموعة أولكم بالمرونة والقابلية للتطور وفقاً لاحتياجات السوق والعملاء. على سبيل المثال، عند تأسيس شركة أي مكان في عام 2013، كان لديها سيارة واحدة لتقديم خدمة واحدة وهي توصيل الميل الأخير، فيما تضم اليوم أكثر من 18 نقطة توزيع حول المملكة لتتمكن من الوصول إلى أكثر من 90% من السكان خلال 24 ساعة أو أقل. وعملت أيضاً على تطوير منتجات أخرى تحت مظلة توصيل الميل الأخير مثل أي مكان (Click) التي تقدم خدمة التخزين، ومركز التنفيذ (Fulfillment Center).

أيضاً، عند تأسيس ريتكوم بدأت بعلامة تجارية واحدة ومنتج واحد تستهدف خدمة شريحة الأطفال. فيما توفر اليوم منتجات من قطاع الأزياء والإلكترونيات بأكثر من 10,000 منتج وأكثر من 10 منصات بيع مباشرة وغير مباشرة.

كما حرصت أولكم في عمليات تأسيسها على بناء أنظمة تقنية خاصة بها لتتمكن من تطويرها عند الحاجة لمواكبة تغيُراحيتاجات العملاء والحرص على استدامة الميزة التنافسية.

5. تستهدف رؤية المملكة 2030 رفع مساهمة التجارة الإلكترونية إلى 80% في قطاع التجزئة، فما الجهود التي تبذلها أولكم في هذا الإطار؟

ساعدت رؤية المملكة 2030 الكثير من الشركات، ومن ضمنها مجموعة أولكم، على أن يكون لها إطلاع أكثر على ماذا سيحدث بالمستقبل، ما دفع أولكم لتكون الخيار الأول للتجارة الإلكترونية في المملكة والخليج عبر تقديم خدمات متكاملة ابتداءً من اختيار المنتج ومروراً بالخدمات التقنية واللوجستية والتسويقية، وانتهاءً بوصول المنتج إلى العميل.

6. من منطلق خبرتك التي تزيد عن 15 عاماً في هذا المجال، ما أبرز تحديات سوق التجارة الإلكترونية في المملكة؟ وكيف يمكن مواجهتها؟

تواجه سوق التجارة الإلكترونية تحديات عدة، بعضها مرتبط بضعف البنية التحتية الرقمية ونقص الكفاءات والكوادر المهنية والتشغيلية، والبعض الآخر يتعلق بارتفاع تكلفة امتلاك متجر إلكتروني، وضعف استراتيجيات التسويق والتنفيذ، والعمليات اللوجستية.

واعتمدنا في أولكم على مجموعة من القيم الأساسية التي توجه أعمالنا و تشكل ثقافتنا، فنسعى دائماً نحو احتضان التطورات التقنية وتعزيز ثقافة الابتكار من خلال التركيز على الكفاءة والنزاهة في العمل والتمسك بأعلى المعايير الأخلاقية، وتعزيز الثقة والشفافية في جميع علاقاتنا، بالإضافة إلى التعاون وتشجيع العمل الجماعي والتنوع والتمسك بالمسؤولية.

7. هل تنوون إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي (على غرار شات جي بي تي) في عملياتكم اليومية؟

كان للمجموعة تجارب سابقة بتوظيف الذكاء الاصطناعي، وهي تعمل على تطويره إلى اليوم. على سبيل المثال، طوّرت شركة سمارتكوم منتج (D-Flow) الذي يعمل على قراءة البيانات الخاصة بسوق المؤثرين في الخليج، ما جعلها قادرة على وضع حملات تسويقية أفضل لعملائها.

لم تعد التجارة الإلكترونية خياراً استراتيجياً بل ضرورة لا بد منها للنمو، لذلك نجحت أولكم كشركة سعودية متميزة، في ترسيخ وجودها كجزء متكامل من الاقتصاد الرقمي، عبر تنفيذ استراتيجيات مبتكرة وتقديم خدمات تُمكّن العلامات التجارية الرائدة من النمو رقمياً وبما يواكب مستهدفات رؤية 2030.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي