بدأ آندريه أغاسي حياته المهنية في لعبة كرة المضرب (التنس) عندما كان لا يزال طفلاً يحبو، وأنهى مسيرته تلك في سن السادسة والثلاثين، بعد فوزه بثمانية ألقاب في البطولات الأربع الكبرى العالمية في هذه الرياضة. يشرف أغاسي -المتزوج من زميلته البطلة الرياضية شتيفي غراف، والتي أنجب منها طفلين- على مؤسسة ومدرسة مدعومة من الحكومة في لاس فيغاس، حيث يرفع شعاراً أساسياً هو تحمل المسؤولية. ولكن ليس هناك ملاعب تنس في هذه المدرسة. "الفكرة القائلة إن فوزي يتحقق بهلاكك لا تتناسب مع ثقافتنا"، يشرح أغاسي.
هارفارد بزنس ريفيو: في سيرتك الذاتية التي ترويها بنفسك، تعترف بأنك تمقت كرة المضرب. فلماذا لعبت طوال تلك الفترة؟
أغاسي: في بادئ الأمر، كان السبب غياب البدائل الأخرى. عندما كنت طفلاً، كنت أعرف بأن النجاح هو الشيء الوحيد المقبول. أو بالأحرى، لو لم أنجح، فإن ذلك كان سيترك تبعات سلبية على عائلتنا. لذلك استسلمت وبذلت قصارى جهدي. بعد ذلك، وبما أنني أُرسلت إلى أكاديمية في سن الثالثة عشرة، كان المخرج الوحيد بالنسبة لي هو النجاح. لم يكن أمامي أي شيء آخر أعرف كيف أفعله، والخوف يشكل عنصراً محفزاً للغاية. بعد ذلك، تحول الأمر ليصبح جزءاً من حياتي، وأحرزت بعض النجاح، وأخبرني الناس أنني يجب أن أكون في حالة من السعادة الغامرة. لذلك مضيت قدماً في هذا الطريق، وواصلت متابعة رحلتي فيه. كنت أظن أن وصولي إلى المركز الأول سيكون اللحظة التي أدرك فيه المعنى من حياتي. لكن تلك اللحظات تركتني في حالة من الفراغ نوعاً ما، وعلقت في الدوامة الهابطة على أمل أن يأتي وقت يتغير فيه كل شيء.
بعد ذلك حققت عودة أسطورية.
لم يكن الأمر بمثابة تقاعد سعيد. لقد كان هجراناً مأساوياً. كنت في لحظة حرجة إذ اتخذت فيها خطوة خاطئة إضافية، فلن تطأ قدماي أرض الملعب مجدداً، والصعود إلى الأعلى من جديد كان بالتأكيد مستحيلاً. لذلك اتخذت قراراً التزمت فيه بتولي زمام حياتي. وبدأت أتواصل مع عدد أكبر من الناس، ثم واصلت رحلتي إلى الأمام من خلال السعي لتحقيق أهداف يومية ملموسة. لم يكن الأمر مسألة سير إلى وجهة معينة. لقد كنت مقتنعاً تماماً بأن العودة إلى المرتبة الأولى هي شيء لن أستطيع تحقيقه. لكن تلك الرحلة من القاع إلى القمة للمرة الثانية كانت إنجازاً عظيماً بالنسبة لي. لو لم يحصل ذلك، فلا أعرف ما إذا كنت سأؤمن بنفسي بالطريقة التي أؤمن بها عندما أواجه التحديات الأخرى الآن.
كانت المباراة التي سجلت عودتك مباراة أسطورية أيضاً. فكيف تمتعت بكل تلك المرونة؟
يتعلق الأمر بإدراك الحقيقة التالية: بغض النظر عن النتيجة، فإن النقطة الأهم هي التركيز على النقطة التالية في المباراة. إذا تمكنت من إقناع نفسك بتبني تلك الحالة الذهنية، فستكون على سجيتك وستكون شخصاً حقيقياً. فالناس يقدرون عودتك من جديد أكثر من تقديرهم لك إذا ما هزمت شخصاً معيناً، لكن كلا الأمرين يحتاجان إلى مجموعة المهارات ذاتها، فبعد الانتصار الساحق، لا أحد يقول: "يا إلهي ما أقواك وما أدقّ تركيزك". لكنك في الحقيقة قوي وشديد التركيز.
كيف تعلمت التعامل مع عواطفك أثناء اللعب؟
لا أعرف إذا كنت قد تعلمت فعلاً التعامل مع عواطفي أثناء اللعب. لقد رأيت بعض الناس يستعملون عواطفهم، الإيجابية أو السلبية، كأداة، وهي تعطيهم النتيجة المرجوة. ولكن في العادة كلما تمكنت من استبعاد عاطفتك، زادت كفاءتك. قد تكون على بعد سنتيمترات قليلة من الفوز، ولكن هذه المسافة ستكون أميالاً إذا سمحت للعواطف بالتدخل في الخطوة الأخيرة. لذلك يجب عليك أن تتقبل العوامل التالية: الطقس والحرارة والمطر والاستراحات ومعاودة اللعب وكل ما يعطيك إياه خصمك، بغض النظر عما تعانيه من تعب أو إصابة. هناك أيضاً الكثير من الأشياء التي يمكن أن تشتت انتباهك عن التركيز على ما هو مطلوب. الشيء الوحيد الذي يمكنك السيطرة عليه هو مدى تفاعلك.
كيف ساعدك منافسوك أو كيف آذوك؟
المنافس العظيم مثل المرآة. يجب أن تنظر إلى نفسك، وتعترف بنقاط ضعفك، وتجري التعديلات المطلوبة، وتعزز المجالات التي تتفوق فيها. في بعض الأوقات، ربما ساعدني المنافسون في الفوز بأشياء لم أكن لأظفر بها لولاهم؛ كما جعلني بعضهم أفقد ألقاباً.