إليك هذا المقال عن كيفية إدارة فيروس كورونا حتى اليوم 24 مارس/ آذار من عام 2020، سُجلت 382,642 حالة إصابة بفيروس كورونا بينما بلغت حصيلة الوفيات 16,574. وقد ضرب فيروس كورونا "كوفيد-19" 168 بلداً ومنطقة حول العالم، وحتى الآن لم يظهر أي لقاح للوقاية من هذا الفيروس بفاعلية.
استعراض سيناريوهات العمل في الوقت الراهن للتأقلم مع كيفية إدارة فيروس كورونا
طلبت شركة "جوجل" من موظفيها في فرع "دبلن" العمل من المنزل كإجراء احترازي. كما اتبعت شركتا "كوينبيس" (Coinbase) و"تويتر" سياسات مماثلة وحثتا الموظفين الذين تنتابهم أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا على ملازمة منازلهم.
ومع تفشي فيروس كورونا، بادرت شركات عديدة إلى الاعتماد على سياسة العمل عن بعد لمواصلة عملياتها اليومية. وقد أصبحت الأجواء فوضوية، في ظل تخبط كثير من الشركات حول كيفية التأكد من تحقيق جلسات العمل عن بعد الإنتاجية المطلوبة. إنه سيناريو مشوب بالتحديات، يُنتظر فيه من الشركات أن تتنافس وتضاعف إنتاجيتها على الرغم من ضيق الوقت وقلة الموارد.
11 عادة ضرورية في مكان العمل لتفادي الإصابة بفيروس كورونا للشركات التي ما زال بعض موظفيها يعملون من مقر الشركة
لمعرفة كيفية إدارة فيروس كورونا بنجاح، من الضروري أن يتبع الموظفون عادات أساسية معينة لتجنب الإصابة بالفيروس. ويتعين على الإدارة العليا أن تحثهم على اتباع الممارسات التالية:
- ينتشر فيروس كورونا بصفة أساسية من خلال قطرات المخاط واللعاب التي تنتج عن السعال أو العطس. لهذا لا بد أن تُلزِم المؤسسات موظفيها بارتداء كمامة على الوجه.
- ومع ذلك، حين لا يتسنى لك غسل يديك، تُعد معقمات الأيدي بديلاً ممتازاً. ولهذا ينبغي أن يحمل الموظفون معقماً للأيدي طوال الوقت. ويمكن أن تضع المؤسسات هذه المعقمات أمام الأبواب لتشجيع الموظفين على الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية. علاوة على ذلك، يمكن أن تتولى أقسام الموارد البشرية توزيع معقمات مجانية على جميع الموظفين.
- ينبغي أن يحرص الموظفون على تعقيم مكاتبهم وتطهيرها قبل جلوسهم.
- في حالة إذا ما لمس أحد الموظفين أي سطح (مثل مقبض الباب أو الملفات أو المكتب، إلخ)، فإنه يتعين عليه استخدام معقم الأيدي فوراً.
- ينبغي أن يتجنب زملاء العمل القرب الشديد خلال التواصل. ويعتبر الحفاظ على مسافة متر بين بعضهم البعض عادة صحية، وإن لم تثبت فاعليتها علمياً.
- يجب أن تقلل أماكن العمل من مخلفاتها الكربونية عن طريق اللجوء إلى التخزين الإلكتروني والحد من استخدام الورق والأدوات المكتبية.
- يجب على الموظفين إحضار مياههم وطعامهم الخاص من المنزل لتجنب لمس أي أدوات أخرى لا تخصهم.
- يُنصح بتجنب الاجتماعات الخارجية أو دعوة أعضاء خارجيين إلى الشركة. وعلى المؤسسات أن تبدأ تدريجياً في إجراء الاجتماعات عن بُعد.
تتمحور العادات التالية حول تقليل استخدام اليدين في لمس العديد من الأدوات (التي قد تكون ملوثة):
- يجب حث الموظفين على استخدام القدم بدلاً من اليد في فتح الأبواب.
- يُنصح باستخدام الأجهزة المعتمدة على تمرير البطاقات أو غيرها من الإجراءات الأمنية غير اللمسية بدلاً من استخدام بصمة الإصبع.
- تجنب المصافحة بالأيدي.
جوهر التطور التقني المعتاد
لمساعدة المؤسسات في معرفة كيفية إدارة فيروس كورونا والحفاظ على أعلى مستويات الإنتاجية والأداء، يتعاون معهد الإدارة البيئية والاستدامة مع شركة "منفرد" التي أرأسها، وباعتباري باحثة المستقبليات في مجال الرعاية الصحية وباحثة في مجال الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط، من أجل توفير منصة عمل غامرة "عن بُعد" مخصصة لحالات الطوارئ مثل الكوارث الطبيعية وتفشي الأوبئة وما إلى ذلك. تهدف هذه المنصة إلى تعزيز تطبيق تجربة افتراضية موحّدة وتفاعلية بشكل كبير، ما يتيح العمل عن بُعد بفاعلية.
الوصفة المثالية لابتكار منصة ناجحة للعمل عن بعد
تكون المنصة سهلة الاستخدام ولا تتطلب سوى أقل قدر من التدريب الذي يسهّل على الموظفين استعمالها بسلاسة ودون انقطاع. علاوة على ذلك، يُعد وجود الحد الأقصى من الضوابط إلى جانب القدرة على التشغيل عبر مختلف المنصات (مثل الكمبيوتر والهواتف الذكية) من العوامل الأخرى الجديرة بالملاحظة في منصة العمل عن بعد.
كما أنها توفر مهمات عمل جماعية وتعاونية لتشجيع روح الفريق والمثابرة في أرجاء المؤسسة.
طرح تقنية الجيل الخامس الرائعة
مع اقتراب ثورة الجيل الخامس للاتصالات، بدأ مزودو الشبكات يستعدون سريعاً لنشر شبكات الجيل الخامس. وتُعتبر السرعات الفائقة للبيانات والعمل عن بعد بسرعات هائلة والقدرة على الاتصال الذكي، بعضاً من الفوائد العديدة التي ستوفرها شبكات الجيل الخامس المتطورة.
ويعتقد فيصل مالك، الرئيس التنفيذي للقسم التقني بشركة "هواوي" الشرق الأوسط، اعتقاداً راسخاً أننا نعيش في عصر يتسم بالزعزعة وأن التقنيات المبتكرة مثل شبكات الجيل الخامس سوف تغير العالم. ما يسترعي الانتباه أن هذه الشبكات تخدم قضية فيروس كورونا. فقد قامت شركة "هواوي" بنشر شبكات الجيل الخامس في المستشفى الذي شُيّد حديثاً في مدينة "ووهان" الصينية، وكانت النتيجة تطويراً وانتشاراً سلساً، ما مكّن مقدمي الرعاية الصحية من استخدام الإنترنت فائق السرعة بسهولة.
من ناحية أخرى، تسعى المؤسسات الحكومية باهتمام إلى استخدام خيارات العمل عن بعد للحفاظ على التوازن العام للأنظمة والعمليات. فمن وجهة نظر حكومية، من الضروري اتخاذ تدابير وقائية لمواجهة الفيروس، وهذا ما يجعل منصات العمل الغامرة هي التقنية المناسبة لهذا الغرض.
"تلجأ المؤسسات إلى معهد الإدارة البيئية والاستدامة من أجل تقييم الأساليب المبتكرة للتعامل مع الحالات الطارئة. وتشترك جميع هذه المؤسسات في هدف واحد، ألا وهو التركيز على استخدام عملية مبسطة لمواصلة العمل مع الحفاظ في الوقت نفسه على سلامة الموظفين وإنتاجيتهم. عندئذ يظهر الأثر الإيجابي للتقنيات المزعزعة دون أن يؤدي إلى زعزعة الشركة نفسها".
اكتشاف فوائد أماكن العمل البديلة
فلنأخذ المكاتب العقارية التقليدية مثالاً. فإيجار المكان وفواتير الكهرباء وغيرها من النفقات أمر طبيعي تماماً فيها. هذا إلى جانب عملية الترحيب بالعملاء في المكتب والخروج معهم في جولات المعاينة.
تقدم أماكن العمل البديلة ممارسات وبيئات عمل غير تقليدية تهدف إلى تحسين الأداء في العمل مع تقليل النفقات العامة في الوقت نفسه.
في هذه الحالة يبدأ الوكيل العقاري في استخدام مكان عمل بديل يعتمد على الإنترنت، حيث تساعد المنصات الإلكترونية المستخدمين في تضييق نطاق خياراتهم فيما يتعلق بنوع العقار ومنطقته وسعره، ما يعزز سهولة الاستخدام. كما أن وجود منصة افتراضية عبر الإنترنت يتيح للوكيل العقاري فرصاً مالية عديدة.
وبذلك تقل النفقات العامة، علاوة على تبسيط عملية استقطاب العملاء برمتها. كما يوفر العمل عن بعد مساحات عمل غامرة تحاكي المكاتب الواقعية إلى حد كبير. وكنتيجة لذلك، تنتهي الحاجة إلى مساحات العمل ذات الوجود المادي. كما أنه بدلاً من تحديد أوقات معينة لمقابلة العملاء المحتملين شخصياً، تتم عمليات التواصل جميعها عبر الإنترنت أو عبر بيئات افتراضية.
أما بالنسبة إلى المشتري، فإن عملية البحث وتضييق نطاق الخيارات المفضلة تصبح أمراً في منتهى البساطة. فالأطراف المهتمة لم تعد مضطرة للذهاب عدة مرات إلى المكتب العقاري ثم إلى مواقع العقارات قبل اتخاذهم القرار. باختصار: تصبح تجربة الشراء برمتها تجربة افتراضية وتنال رضا العملاء الكامل.
ونظراً إلى أن تفشي فيروس كورونا حالياً يثير حالة من الفزع في كل مكان، فإن هذه التقنية المبتكرة للعمل الغامر عن بعد تضمن سلامة الموظفين دون أن تؤثر سلباً في جودة العمل. علاوة على ذلك، بما أن العمل عن بعد سرعان ما يصيب الموظفين بالملل والوحدة، فإن هذه الأدوات تساعد في تحقيق التواصل الفاعل والتعاون مع الآخرين، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الترفيهية أيضاً مثل السياحة.
إحصائية لا تُصدق حول الذكاء الاصطناعي
كانت هناك مؤسسات كثيرة حول العالم تخشى أن يؤدي ظهور الذكاء الاصطناعي إلى انخفاض حاد في نسبة العمالة المطلوبة. إلا أن هذا التقرير يتوقع أن يوفر الذكاء الاصطناعي نحو 58 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2022!
ما يعني أن الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص عمل أكثر من تلك التي سيقضي عليها، وهذا سيؤثر على الاقتصاد بشكل إيجابي، وفي الوقت ذاته سيقدم أدوات فعالة من شأنها أن تساعد في نشر الوعي حول الأمراض بصورة أسرع من انتشار الأوبئة نفسها.
الآثار الإيجابية الهائلة للتعليم الغامر عن بعد
تقدم قاعات الدراسة المعتمدة على تقنية الواقع الافتراضي بيئة تعليمية غامرة جداً، ينغمس فيها الطلاب مع زملائهم وأساتذتهم. ويؤدي استخدام الطلاب صوراً رمزية افتراضية بالحجم الطبيعي إلى تعزيز إحساسهم بوجودهم معاً في المكان نفسه. كما أن هناك سمة أخرى رائعة للتعليم الغامر تتمثل في التدريب القائم على المحاكاة الذي يعزز فهمهم وتطبيقهم للمفاهيم النظرية في العالم الواقعي.
ولعل أحد التأثيرات الرئيسية الناتجة عن التعليم الغامر هو التعليم عن بعد، الذي يمكّن الخبراء في شتى أنحاء العالم من التواصل (على الرغم من انتمائهم إلى مناطق زمنية مختلفة). وبالتالي، تتسنى للطلاب أيضاً الذين يعيشون بعيداً عن الجامعات فرصة الحصول على التعليم الشامل.
وفي مؤتمر "توسيع العقول في عالم الواقع الافتراضي" الذي اختُتم مؤخراً، ذكر ألفين وانغ رئيس شركة "آتش تي سي" والمسؤول عن أنظمة "فايف" (Vive) أن هناك 200 مليون طالب صيني يدرسون عبر الإنترنت لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.
وعلى ذكر المنصات الغامرة، تعتزم شركة "منفرد" طرح منصة تدريب غامرة تهدف إلى تمكين المعلمين، حيث يستطيع المعلمون باستخدام هذه المنصة استضافة العروض التقديمية والقاعات الدراسية للطلاب من شتى أنحاء العالم. كما ستكون ميزة التسجيل التي لا غنى عنها متاحة أيضاً، ما يتيح للطلاب عدم تفويت أي فصول مرة أخرى. علاوة على ذلك، يمكن تعديل تجربة التعليم الغامر برمتها حسب الاحتياجات الفردية، وذلك من خلال مجموعة شاملة من الأماكن والأدوات والتأثيرات الافتراضية التي يمكن الاختيار من بينها.
واستضافت المنصة أيضاً مؤتمر بيئات العمل الافتراضية العاملة بنظام "فايف"، وهو أكبر مؤتمر عن مجال الواقع الافتراضي وبيئات العمل برعاية "آتش تي سي فايف"، حيث حقق هذا المؤتمر نجاحاً باهراً دون أي سفر أو تنقل، وبمشاركة خبراء وحضور من جميع أنحاء العالم.
من المتوقع أن يتحول التعليم الغامر إلى صناعة تُقدّر قيمتها بـ 700 مليون دولار بحلول عام 2025. كما أن 93% من المعلمين متحمسون لاستخدام تقنية الواقع المختلط في التدريس. هذا، وتشمل الأمثلة العديدة للتعليم المبني على الواقع المختلط: التعليم القائم على الألعاب والرحلات الميدانية الافتراضية والتدريب على المهارات، والآن التعليم عن بعد، هذا على سبيل المثال لا الحصر.
وقد استضافت القمة الدولية لمعلمي الواقع الافتراضي لعام 2020 التي اختتمت فعالياتها مؤخراً أكثر من 170 متحدثاً في أكثر من 150 فعالية عبر 5 منصات غامرة بالكامل، حيث ناقش المتحدثون موضوعات عديدة بما في ذلك قابلية تعميم هذه التقنية والأخلاقيات المرتبطة بها وكيفية مراقبتها والتحكم فيها بالإضافة إلى إدارة بنيتها التحتية لمساعدة الجماهير في جميع أرجاء العالم.
"تغمر تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي الدارسين بوجهات نظر جديدة تتخطى حدود الوقت والمكان بل وحتى اللغة. علاوة على ذلك، يكتسب الطلاب فهماً عملياً وشاملاً للمفاهيم المعقدة من خلال جلسات تدريب عملية افتراضية. فبداية من إجراء مقابلات العمل مروراً بالتدريب وصولاً حتى إلى تشريح فيروس كورونا "كوفيد-19"، صرنا نستخدم التقنيات الافتراضية للارتقاء بالعالم باستمرار في شتى النواحي".
الخطوة التالية
"يساعدنا الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط في نشر الوعي بصورة أسرع من انتشار المرض نفسه".
استلهاماً من كلمات الراحل العظيم ستيف جوبز، فإننا إذا سعينا بكل جهدنا للحفاظ على العقلية الابتكارية، وواصلنا البحث عن الفرص المناسبة خلال مواجهتنا كل تحدّ نقابله، فسيكون المستقبل مشرقاً.
وبالتالي، حتى أوبئة مثل فيروس كورونا لن تعوقنا عن التقدم وإضافة قيمة مفيدة كل يوم ويمكننا كيفية إدارة فيروس كورونا والمضي قدماً بنجاح.
اقرأ أيضاً: