3 أسئلة يريد مدراء التوظيف منك الإجابة عنها

5 دقائق
أسئلة المقابلة الشخصية

تمتلك أسئلة المقابلة الشخصية أثراً كبيراً في إمكانية حصولك على الوظيفة التي ترغب فيها. وعلى الرغم من أن المعلومات الواردة في طلب العمل الخاص بك تعبر عن خبرتك مدى الحياة فإن ساعات قليلة من التواصل مع فريق التوظيف غالباً ما تصبح العامل الحاسم في إمكانية حصولك على الوظيفة. لذا من الواضح أن عليك أن تكون مميزاً.

أسئلة المقابلة الشخصية

يساعدك في ذلك أن تفكر فيما يحاول كل من فريق التوظيف ومدراء التوظيف تحقيقه من أسئلة المقابلة الشخصية، وأن تستعد وفقاً لذلك. وفيما يلي 3 أسئلة يريدون منك الإجابة عنها، ونصائح حول كيفية التعامل مع كل سؤال منها.

"كيف ستكون طبيعة العمل معك؟"

لا يستطيع الأشخاص معرفة ما ستبدو عليه الحال عندما تعمل لديهم، بمجرد النظر إلى سيرتك الذاتية أو خطاب التقدم للوظيفة الخاص بك. تريد أن تثبت لجهة التوظيف المحتملة أنك ستكون زميلاً مؤهّلاً وشخصاً سيستمتعون بالتعامل معه. وهذا يعني أن الكثير مما سيحدد نجاح المقابلة الشخصية هي أمور اجتماعية. نعم، عليك أن تكون ذا خبرة في مجالك، ولكن عليك أيضاً أن تساعد الموظفين في أن يعتبروك عضواً من الفريق.

ويخطئ الباحثون عن عمل عندما يتعاملون مع المقابلات الشخصية كاختبارات يأملون التفوق فيها أو على الأقل عدم الفشل فيها. والمشكلة مع هذا التصوّر هي أنه يفترض أن الجهة التي تعقد المقابلة الشخصية تُجري التقييم وتبحث عن إجابة صحيحة، ما يؤدي إلى انزلاق الأشخاص عن غير وعي إلى اتخاذ موقف عدائي جداً أو بذل قصارى جهدهم للإجابة بما يعتقدون أن الجانب الآخر يريد سماعه.

ولو فكرت بدلاً من ذلك في الذين يُجرون المقابلات الشخصية على أنهم أشخاص يبحثون عن إيجاد زملاء محتملين، ورأيت المحادثة كفرصة للجميع للتعرف بعضهم على بعض، فإن العلاقة ستتغير. أنت والموظف المعني بالتوظيف أو مدير التوظيف تتشاركان الهدف نفسه، ويصبح اجتماعكما بمثابة جهد مشترك لحل مشكلة ما: أتريد أن نعمل معاً؟ من المحتمل أن تعرض خبرتك أثناء الحديث، ولكنك أيضاً ستظهر قدرتك على تكوين علاقة.

وتتمثل فائدة أخرى لهذا النهج في تشجيعه على إيجاد انسجام أكبر بين عقليكما، أنت والذي يُجري المقابلة معك. ويحدث هذا الشيء في معظم المحادثات. يتحدث الموظفون بسرعة لنقل المعلومات في وقت مناسب، ولكي يفهم عقلك ما يقولونه لك بشكل أفضل، فهو يتوقع الكلمات والصياغة اللغوية ونبرة الصوت التي سيستخدمونها. وفي محادثة إيجابية تحث على المشاركة الفاعلة، تطبق عناصر الكلام هذه عليهم، والعكس صحيح. وتلخص دراسة رائعة أعدّها مارتن بيكرنغ وسيمون غارود كيفية حدوث هذا.

إذا تعاملت مع الشخص الذي يُجري معك المقابلة الشخصية بالطريقة التي ستعامل بها زميلاً موثوقاً فيه، بابتسامة وإصغاء جيد وحديث بطريقة ودية ونشاط وحماس، ومع الحرص على الاتصال البصري، فإنه يتعين على هذا الشخص البدء في استخدام الأساليب اللغوية نفسها التي يستخدمها مع الأشخاص المفضلين لديه في مكان العمل، والبدء في رؤيتك كشخص ينتمي إلى المؤسسة أيضاً.

"هل يمكنك التعلم؟"

ربما تمتلك مجموعة المهارات الأساسية المطلوبة لأداء العمل الذي تتقدم له، ولكنك ستحتاج إلى التعلم خلال مسيرتك المهنية. (وإذا كان استعدادك لهذا المنصب كاملاً، فمن الأرجح أنك تخفض من سقف توقعاتك كثيراً). كيف يمكنك أن تثبت أنك مستعد وقادر على التعلم؟

على الأرجح يوجد سؤال واحد على الأقل خلال المقابلة الشخصية لستَ متأكداً تماماً من كيفية الإجابة عنه. ربما صِيغ هذا السؤال بطريقة محيرة، لذا أنت غير متأكد مما سُئلت عنه. وربما يستخدم هذا السؤال عبارات غير مألوفة. أو ربما تفهم السؤال بالكامل ولكنك لا تدري ماذا تقول. لا تحاول الخداع للهروب من الإجابة. يستطيع الذين يُجرون المقابلة الشخصية من المميَّزين، اكتشاف الرد المزيّف. (من المرجح أنهم يسمعون الكثير من هذه الردود).

وبدلاً من ذلك، عليك الاعتراف بأن ثمة شيئاً لا تعرفه أو لا تفهمه. وجد عدد من الباحثين في مجال السلوك التنظيمي أن الناس لا يحبون الاعتراف بالجهل لأنهم يشعرون بالقلق إزاء أن ذلك سيظهرهم بمظهر الضعفاء. ولكن الذين يُجرون المقابلة الشخصية يريدون رؤية أن الموظفين المحتملين سيطرحون أسئلة، ويبحثون عن معلومات إضافية، ويعطون إجابات تعتمد على مزيد من الخبرة، ويظهرون شعور المبادرة إزاء تطوير أنفسهم. وكما أظهرت الدراسات، لا يمكنك أن تطلب المساعدة إلا إذا سمحت للآخرين أولاً بمعرفة ما تعرفه وما لا تعرفه.

عندما تحار في سؤال ما، اطلب توضيحاً. أعد صياغة السؤال أو اقترح عدداً من التفسيرات المحتملة. وإذا كنت لا تزال غير متأكد من كيفية الاستمرار بعد ردهم عليك، اشرح لهم أنك لم تواجه هذه المشكلة من قبل.

وإذا استوقفك سؤال ما يتضمن كيفية التعامل مع موقف معين في مكان العمل، فاسأل من يُجرون المقابلة معك فيما إذا كان يتعين عليك التفكير في الإجابة علانية حتى يتمكنوا من رؤية كيفية تصديك للمشاكل الجديدة، أو إذا كانوا يفضلون الحديث معك حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة عادة داخل المؤسسة (أو كلا الأمرين معاً). يتمثل هدفك هنا في أن توضح لمن يُجري المقابلة كيفية تعاملك مع التحديات في حين تثبت أن لديك القابلية للتعلم.

وثمة طريقة أخرى لإظهار رغبتك في الاستمرار في توسيع دائرة مهاراتك ومعارفك تكمن في أن تسأل حول فرص التعليم المستمر. هل تقدم الشركة دورات أو ندوات داخلية عادة؟ وهل توفر دعماً في النفقات أو ميزات أخرى تمكّنك من الالتحاق بالدورات أو البرامج التي تمنحك شهادات؟ الاستفسار عن هذه الموارد يوضح أنك مهتم بالمزيد من التطور.

"هل تأخذ زمام المبادرة؟"

يريد الذين يُجرون المقابلة من الذين يعتمدون على أنفسهم أن يأخذوا زمام المبادرة (لدرجة تصبح فيها المبادرة أمراً بديهياً لديهم). وأفضل طريقة لإظهار جهودك والتزامك تكون بالوصول إلى المقابلة وأنت على أتم الاستعداد. يتعين عليك امتلاك فكرة واضحة جداً حول ما تريده الشركة، وتاريخها، ومواطن قوتها، ومواطن ضعفها. إذا كنت تعرف أشخاصاً يعملون في الشركة (أو عملوا هناك في السابق)، فاسألهم عن معلومات من داخل الشركة.

ثم استعد للمقابلة الشخصية من خلال التدرب على إجاباتك عن أسئلة المقابلات الشخصية المعروفة. ثمة خطر كبير يكمن فيما يُطلق عليه ليونيد روزبيلت وفرانك كايل "وهم العمق التفسيري"، أو ميلنا إلى الاعتقاد بأننا نفهم العالم بشكل أفضل مما هي عليه الحال. وجد هذان الباحثان من خلال الدراسات أن الناس امتلكوا أدوات تفسير للصعوبات وعادات اعتقدوا فيها أنهم يمتلكون الخبرة. لذا عند خضوعنا لمقابلة شخصية ما، قد يفترض معظمنا أن باستطاعتنا أن نصف بفاعلية العناصر الرئيسة لعملنا وكيفية ارتباطها بجهات التوظيف المحتملة. وعلى أي حال، لا يمكننا فعل ذلك في لحظتها.

لهذا فإن الممارسة مهمة جداً. تساعدك ملاحظة الفجوات في معرفتك أثناء امتلاكك لفرصة لسد هذه الفجوات وللاعتراف بالمواضع التي تتخبط فيها، لذا يمكنك قول ذلك بطريقة صحيحة عندما يجيء الوقت المناسب.

أحد الأسباب التي تدفع الأشخاص لعدم التدرب على أسئلة المقابلة الشخصية يتمثل في قلقهم من أن الإفراط في الاستعداد سيجعلهم يبدون متمرنين بدلاً من أن يكونوا عفويين. ولكنك من المحتمل أن تصادف الكثير من الأسئلة غير المتوقعة، لذا ستكون هناك فرصة كبيرة لاستعراض مهاراتك الارتجالية. وبالإضافة إلى ذلك، سيُلاحَظ استعدادك للمقابلة، وسيعتبر ذلك في صالحك إلى حد كبير. لذا لا تهمل الاستعداد.

فبغضّ النظر عن مدى كفاءتك للمنصب أو مدى استعدادك للمقابلة، ما زال من الممكن ألا تحصل على الوظيفة. إذا شعرت أنك كوّنت صلة جيدة مع من يُجري المقابلة، فتواصل معه واطلب آراء تقويمية. عندما تؤسس هذه العلاقة، ركّز المحادثة على ما يمكنك فعله لتحسين أدائك في المقابلة. لا تطلب من الشركة تبرير سبب عدم حصولك على الوظيفة.

وأخيراً، أفضل طريقة لتكون مميَّزاً في الإجابة عن أسئلة المقابلة الشخصية تكون في التفكير بعناية في شأن ما تريد جهات التوظيف المحتملة أن تعرفه عنك حقاً قبل توظيفك. ومن تلك النقطة، ستكون قادراً على التعامل مع دواعي القلق حتى قبل أن تظهر لديهم.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي