يقدّر الموظفون فرص صقل المهارات وتشجيع المحادثات الصريحة في مكان العمل، لكن نحو ثلثهم يفكّر في الانتقال إلى وظائف جديدة خلال عام 2022. على الرغم من التقلّبات التي ألقت بثقلها على أصحاب العمل والموظفين على مدار العامين الماضيين، لا سيما التحوّل الثوري إلى العمل عن بُعد والعمل الهجين، فإنه من المشجّع أن تكون نسبة كبيرة من المشاركين في دولة الإمارات العربية المتحدة في استطلاع آمال ومخاوف الموظفين لعام 2022 راضية جداً من الناحية المهنية – 37% مقارنة بنسبة 28% عالمياً و38% في منطقة الشرق الأوسط.
ما السبب وراء هذا الشعور؟ تظهر الردود التي تلقّيناها على الاستطلاع أن أصحاب العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة يستمعون ويستجيبون لاحتياجات موظفيهم – على سبيل المثال، يعمل 63% من المشاركين في الاستطلاع حالياً بنظام مرن على الأقل نصف الوقت، مقارنة بنسبة 54% عالمياً. كما تتّخذ الشركات الإماراتية خطوات عملية لمعالجة النقص في المهارات – يعمل 44% منها على صقل المهارات، ويزيد 38% منها الأجور، ويقدّم 34% منها الدعم نحو الرفاه الجسدي والنفسي، بينما يعمل 31% منها على تحسين استخدام التكنولوجيا.
وكذلك أظهر استطلاعنا العالمي أن الموظفين في جميع أنحاء العالم يشعرون بأنه من المهم أن يتمكّنوا من إجراء محادثات مع زملائهم في العمل حول القضايا المعقّدة التي تؤثر في العالم اليوم. فقد ناقش نحو 30% من العاملين في دولة الإمارات قضايا اجتماعية مع زملائهم خلال العام الماضي، بما يتماشى مع النسبة العالمية البالغة 29%. ويبدو أن الشركات الإماراتية تستبق هذا التوجّه في تشجيع الانفتاح، حيث قال 42% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يحظون بالدعم والموارد اللازمة للعمل بفعالية مع زملاء ذوي وجهات نظر مختلفة، مقارنة بنسبة 30% عالمياً.
ومع كل هذه المؤشرات الإيجابية، من المحتمل أن يوصي نحو 18% من 522 مشاركاً في دولة الإمارات (من أصل 52,000 مشارك في الاستطلاع العالمي) بأصحاب العمل الذين يعملون لديهم كمكان مناسب للعمل، مقارنة بـ 13% عالمياً. ومع ذلك، في ظل ضيق سوق العمل، لا يستطيع أصحاب العمل التقاعس إذ يعتزم 32% من موظفي دولة الإمارات بشكل أكيد أو مرجح للغاية البحث عن وظيفة جديدة خلال العام المقبل، مقارنة بـ 30% في منطقة الشرق الأوسط و19% عالمياً. وظهر هذا التوجّه بشكل خاص بين المشاركين من الجيل زد وجيل الألفية الذين شكّلوا غالبية المجموعة التي شملها الاستطلاع.
البحث عن هدف – وترقية
يكمن سببان وراء البحث عن وظيفة جديدة – أولاً، الحصول على مقابل مالي عادل، بحسب 42% من المشاركين (حيث من المرجح للغاية أن يطلب 25% من موظفي دولة الإمارات زيادة في الأجر هذا العام، وهي نسبة تتجاوز المتوسط العالمي البالغ 13%)، وثانياً، العثور على وظيفة مرضية، بحسب 42% من المشاركين. أما أحد الأسباب الأخرى، فهو الرغبة في "أن أتصرّف على طبيعتي في العمل"، وقد حدّده 40% من المشاركين.
وكما أظهر الاستطلاع الذي أجريناه عام 2021، ثمة رغبة قوية لدى القوى العاملة الشابة في منطقتنا في اكتساب المهارات التي تحتاج إليها مع تسارع التحوّل الرقمي للاقتصاد. يشعر نحو 41% من المشاركين في دولة الإمارات بالقلق إزاء إمكانية استبدال وظائفهم بالتكنولوجيا، وهي نسبة تتجاوز المتوسط العالمي البالغ 30%. وفي مؤشر يثير القلق، قال 51% إنهم حصلوا على فرص محدودة للتعلّم من الزملاء ذوي المهارات التقنية أو الرقمية المتقدّمة.
يتّخذ أصحاب العمل في دولة الإمارات إجراءات لمعالجة النقص في المهارات من خلال الاستثمار في صقل المهارات. ومع ذلك، ثمة فرصة واضحة لبذل جهود أكبر من أجل مواجهة تحدّيات العثور على أفضل المواهب، بالإضافة إلى تلبية رغبات القوى العاملة الحالية في زيادة مهاراتهم وتعزيز شعورهم بالرضا الوظيفي.
على الرغم من أن نسبة الأشخاص الذين يعملون بنظام مرن في دولة الإمارات تبلغ أعلى من المتوسط، فإنه لا تزال هناك فجوة بين توقعات الموظفين وأصحاب العمل. على سبيل المثال، من المتوقع أن 48% من أصحاب العمل يفضّلون أن يتواجد موظفوهم في مكان العمل شخصياً بدوام كامل أو أغلب الوقت بعد سنة من الآن، في حين أن 37% فقط من الموظفين يفضّلون هذه الخيارات. بل يفضّل 39% منهم العمل عن بُعد بدوام كامل أو أغلب الوقت.
وتُعد معالجة هذه الفجوة في التوقعات، وإدارة الموظفين ومنحهم التقدير العادل في عالم يزداد فيه العمل الهجين، إحدى أكثر القضايا إلحاحاً في مواجهة أصحاب العمل اليوم.
بناء الثقة والشفافية
إن بناء الثقة هو السبيل للاستجابة إلى هذه التحديات، أي إشراك الموظفين في عملية التحوّل الرقمي، على سبيل المثال، من خلال توضيح ما سيحدث وما هو متوقع منهم، وتدريبهم على المهارات التي يحتاجون إليها لتلبية توقعات مكان العمل في المستقبل.
لحسن الحظ، عندما يتعلق الأمر بالثقة، يتفوّق أصحاب العمل في دولة الإمارات على المتوسط العالمي، حيث يُعد 29% من المشاركين واثقين للغاية بأن صاحب العمل يتميّز بالشفافية بشأن صحة العمال وسلامتهم (21% عالمياً)، في حين أن 25% واثقون للغاية بأن الشركة التي يعملون لديها تتميّز بالشفافية بشأن أثرها على البيئة (16% عالمياً)، ويعتقد 25% أن الشركة تعالج مسألة التنوع والشمول في أماكن العمل (17% عالمياً).
يتعيّن على أصحاب العمل المبادرة إلى التعامل مع آمال موظفيهم ومخاوفهم والاستمرار في البناء على هذا الأساس المتين، وتمكين الموظفين لتنمية مهاراتهم الرقمية وتعزيز الشعور بالهدف الذي يسعون إليه، وإدارة الوتيرة السريعة للتغيير والاضطراب التي تواجهنا يومياً. من خلال إصغاء أصحاب العمل إلى القوى العاملة، التي تشكّل الأصول الأكثر قيمة لديهم، باستطاعتهم خلق ثقافة من الانفتاح والفرص والقدرة على التكيّف، حيث يمكن للموظف وصاحب العمل على حد سواء تحقيق إمكانات النمو الكاملة.
للحصول على المزيد من المعلومات، بما في ذلك الخطوات العملية التالية التي يجب اتخاذها، يرجى الاطلاع على استطلاع بي دبليو سي الشرق الأوسط بشأن آمال ومخاوف الموظفين لعام 2022.