$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7063 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(8917)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(13) "44.203.58.132"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7070 (44) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(151) "/%D9%87%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%B0%D9%84%D9%83-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%81%D8%A7%D9%8B-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%9F/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(13) "44.203.58.132"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86b8ec2a28c3208a-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(13) "44.203.58.132"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.4" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(14) "162.158.86.115" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "55096" ["REDIRECT_URL"]=> string(55) "/هل-كان-ذلك-تصرفاً-غير-أخلاقي؟/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711642564.260756) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711642564) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(16) "paid_subscribers" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7071 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7072 (2) { ["content_id"]=> int(8917) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

دراسة حالة: هل كان ذلك تصرفاً غير أخلاقي؟

13 دقيقة
معايير التصرفات غير الأخلاقية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio
مندوبة مبيعات تتساءل كيف بوسعها أن ترد على نكتة زميل لها، وتتساءل عن معايير التصرفات غير الأخلاقية.

جاكسون وموضوع معايير التصرفات غير الأخلاقية في العمل.

لو كان جاكسون بيرس صادقاً مع نفسه، لما كان واثقاً من نجاحه في الوصول إلى برنامج القيادة. لقد كان بالتأكيد من الأشخاص ذوي الأداء الرفيع لأنه يعلم معايير التصرفات غير الأخلاقية في العمل، لكن بما أن مندوبي المبيعات كانوا غالباً ما يخضعون للتقويم بناءً على الأرقام، فقد كان واضحاً للجميع أنه لم يكن في مصاف الأوائل. مع ذلك، فقد شعر بسعادة عارمة عندما أخبره مديره أنه جزء من مجموعة الأشخاص ذوي الإمكانيات العالية لعام 2019، والذين كان منتظراً منهم أن يقطعوا شوطاً بعيداً في شركة الأغذية العالمية “كولترا” (Coltra).

عندما وصل جاكسون إلى غرفة الاجتماعات، حيث كان يُفترض بالمجموعة أن تشارك في مكالمة هاتفية جماعية افتتاحية مع الرئيس التنفيذي، كان سعيداً بروية راينر ولفسون حاضراً. كان راينر بارعاً في كل ما يفعله – سواء تعلّق الأمر بأقل خطوط إنتاج عصائر شعبية في الشركة أو مجرد إشعار الناس أنهم مُرحّبٌ بهم. كان قد انتقل إلى مكتب هيوستن قادماً من مكتب كولترا في ميونخ قبل ثلاث سنوات.

“كنت آمل أن أراك هنا”، قال راينر.

ضغط جاكسون على زر “حجب الصوت” على مكبرة صوت الهاتف وبدأ بممازحة زملائه. “كيف سنتدبّر أمر هذا البرنامج إضافة إلى كل الأشياء التي نعمل عليها؟” قال جاكسون مضيفاً: “أنا بالكاد قادر على الرد على رسائلي الإلكترونية هذه الأيام”.

“سوف نتمكّن من تدبر أمره، ألا تعتقد ذلك؟” قال راينر ونبرة الصدق بادية عليه. “تبدو هذه الفرصة رائعة”.

اقرأ أيضاً: ست خصال تتكهن بالسلوك الأخلاقي للأشخاص في العمل

“بالطبع هي فرصة رائعة. لكن يبدو أنه كلما كان المرء أفضل، منحوه عملاً أكثر. هل تعلم كيف وقع الاختيار على الموظفين للانضمام إلى هذا البرنامج على أي حال؟” كان ما يقارب 50 مندوب مبيعات قد اختيروا من مكاتب مختلفة من أنحاء العالم ليشاركوا في هذا البرنامج، ورغم أن المعايير لم تكن واضحة،1 إلا أن جاكسون افترض أن أرقام المبيعات تشكّل عاملاً كبيراً. “من المنطقي أن تكون أنت هنا، لكن الكثير منا لم يحققوا أهداف مبيعاتهم خلال الربع الماضي”.

“لكن هذه الأهداف كانت فظيعة”، قال راينر مُطمئناً. “لا أعلم كيف يحددونها، لكن بالكاد هناك من حققها”.

“أنت حققتها”.

ابتسم راينر وهو يشعر بشيء من عدم الارتياح.

“وينغ أيضاً حققتها”، قال جاكسون. “لم يسبق لها أن فشلت في تحقيقها قط – ولا حتى لربع سنة واحدة”.

هز راينر رأسه موافقاً. “هي شاركت في هذا البرنامج العام الماضي”.

“من ننتظر أيضاً؟”

“تيايرا”، قال راينر.

“نعم – لقد حطمت هي الأخرى أرقامها مؤخراً”، قال جاكسون بشيء من التأسف. فأرقامه لم تكن جيدة مثل أرقامها.

“لعلهم يريدون إدخالك إلى برنامج القيادة لأنك لا تجيد المبيعات”، قال راينر، وهو ينكزه بود في كتفه.

ضحك جاكسون. “إذا كان كلامك صحيحاً، لماذا اختاروك إذن؟ سيكون من الأفضل لهم أن يبقوك في المبيعات إلى الأبد”.

“لا أعتقد أن الأمر يعود إلى حُسني وجمالي”، قال راينر.

“هذا صحيح”. في تلك اللحظة بالذات، دخلت تيايرا وهي تنظر إلى الساعة. كانت المكالمة على وشك أن تبدأ في أي لحظة.

“مرحباً”، قال راينر هو يقترب من جهاز الهاتف ليلغي زر “حجب الصوت”.

“أعتقد أنك موجودة هنا بسبب حُسنك وجمالك أيضاً يا تيايرا”. قال جاكسون هذه الجملة ممازحاً، لكن زميليه الآخرين لم يبتسما.2

راينر

شعر راينر على الفور بوخزة في معدته. كان بوسعه أن يرى التعبير الذي ارتسم على وجه تيايرا، التي لم تكن سعيدة. لعل نظرتها كانت أقرب إلى الارتباك من أي شيء آخر، لكن ربما لم تكن كذلك أيضاً. فتحت فمها كما لو أنها كانت على وشك أن تقول شيئاً ثم أمسكت نفسها. جلس ثلاثتهم في مقاعدهم مع بدء بيتر ماكينزي الرئيس التنفيذي،3 بمقدمته.

كان راينر يحب كولترا. وكما هو حال العديدين في فريق المبيعات، كان قد انضم إلى الشركة بعد تخرجه في الجامعة مباشرة وقد بقي فيها منذ ذلك الوقت، باستثناء إجازة قصيرة أخذها ليحصل على الماجستير في إدارة الأعمال من كلية (ESMT) في برلين. كان يؤمن بمنتجات الشركة المصنّعة من الفاكهة والمياه الغازية ويحب الثقافة السائدة فيها. لا شك أنه كان قد تذمر من بعض القرارات التي اتخذها كبار القادة، لكنه كان يعلم في نهاية المطاف أنه لم يكن راغباً في العمل في أي مكان آخر. لقد كانت الشركة تعامله معاملة حسنة، وتمنحه الفرصة للعيش في الخارج لبضع سنوات. لم تكن هيوستن خياره الأول بالضرورة، لكنها كانت تضم أقوى فريق للمبيعات بين مكاتب الولايات المتحدة الأميركية، لذلك كان انتقاله إليها بديهياً.

اقرأ أيضاً: تعرف على الأسباب النفسية للسلوك غير الأخلاقي

في غرفة الاجتماعات، كان يجد صعوبة في الإصغاء. ظل ينقل نظره بين تيايرا وجاكسون، محاولاً أن يحدد ما الذي حصل بالضبط. لكن الكلمات ظلت تقفز في رأسه: “تحرّش”. “أنا أيضا”، وهي الحملة التي أطلق عليها (MeToo)، “متفرج”.

تعرض دراسات الحالة التي تصيغها هارفارد بزنس ريفيو على هيئة قصص خيالية لمشاكل يواجهها القادة في الشركات الحقيقية وتقدم الحلول التي يراها الخبراء.

هل كان هذا هو بالضبط ما حصل هنا؟ تساءل بينه وبين نفسه. هل كان هذا تحرّشاً؟

أعاده صوت بيتر المنبعث من جهاز الهاتف إلى اجتماع شامل لجميع الموظفين عُقِدَ قبل عام، عندما أعلن الرئيس التنفيذي عن سياسة تقوم على عدم التسامح المطلق مع سوء السلوك غير الأخلاقي، وأوكل إلى الجميع مهمة جعل كولترا مكاناً آمناً للعمل.4 خضع جميع الموظفين للتدريب على كيفية التعامل مع التحرش. كان الكثير من الموظفين قد تذمروا منه، لكن راينر كان قد أخذ الموضوع على محمل الجد. في الحقيقة، أسهم هذا التدريب في فتح عينيه على ما يمكن للمرأة أن تشعر به في كولترا، أو أي بيئة عمل أخرى. كان قد قرأ بعناية مجموعة من الدراسات التي أعطاهم إياها المدربون حول الأسباب التي كانت تمنع النساء من الحصول على الترقيات ضمن الشركات الكبرى.5 ومع ذلك، فإن المساواة بين الجنسين كانت على ما يُرام في معظم أرجاء الشركة. ولعدة سنوات على التوالي، كان مندوب المبيعات الأفضل سيدة، وتحديداً ينغ. من المؤكد أن تيايرا تشعر بالارتياح هنا، حتى لو كان هناك ذكور مثل جاكسون يتفوهون أحياناً بأقوال غبية، دون أن يعوا ذلك.

نظر راينر نظرة سريعة إلى تيايرا بنظرة ورآها تنظر إلى أسفل المائدة، وجبينها مقطب. هل كانت مزعوجة؟ ربما كان تعليق جاكسون هو بالضبط من الأشياء التي ستجعل امرأة تشعر أن هناك ما يقوضها كما لو أنها لم تكن منتمية إلى الشركة. إرباكه تحول إلى غضب. لماذا وضعه جاكسون في هذا الموقف؟

كان يُفترض بالمكالمة أن تنتهي عند العاشرة صباحاً، لكنها لم تنتهِ حتى الساعة العاشرة والربع. انسحب جاكسون من الغرفة قائلاً إنه كان متأخراً عن حضور اجتماع آخر. أما راينر فقد تبع تيايرا وسألها إذا ما كانت على ما يُرام. افترض أنها تعلم ما الذي كان يُلمح إليه، لكنها لم تقل إلا الجملة التالية: “أشعر بفرح غامر. فهذا برنامج عظيم، لكنه ينطوي على الكثير من العمل الإضافي”.

حاول راينر أن يطمئنها قائلاً: “أعتقد أن البرنامج سيعطي ثماره على المدى البعيد وسيفيدنا في حياتنا المهنية”.

افترّ ثغر تيايرا عن ابتسامة باهتة.

كان يؤمن بما قاله قبل لحظات. لكن هل كان الأمر يصح أيضاً بالنسبة لتيايرا؟

سوزان

فوجئت سوزان بيب عندما رأت اسم راينر ولفسون يظهر على شاشة هاتفها. كان واحداً من هؤلاء الموظفين الذين نادراً ما طلبوا أي شيء خاص وهو لم يتسبب بأي متاعب – كان يحصل على نصيبه من الترقيات وزيادات الأجور وشهادات الثناء فحسب. أخبرته أن يمر بمكتبها في أي وقت يشاء، وقد جاء إليها بعد ظهر ذلك اليوم. كان واضحاً تماماً أن راينر كان منزعجاً.

استهلّ راينر الحديث قائلاً: “كنت أنوي ألا أقول شيئاً أبداً، لكنني اتصلت بصديقة لي في برلين، وشجعتني على رفع تقرير إلى قسم الموارد البشرية”.

“تقرير؟” سألت سوزان.

روى راينر لها ما حصل بين جاكسون وتيايرا، وقال إنه على الرغم من أنه يعلم أن جاكسون كان يمزح، وكان راينر أصلاً هو من بدأ بجو المرح وكان جاكسون يتابع على خطاه، إلا أنه لم يكن يرغب في الوقوف مكتوف الأيدي إذا ما كانت تيايرا قد تعرضت للإهانة نوعاً ما.

اقرأ أيضاً: هل يجعلك القيام بالعمل نفسه مراراً وتكراراً أقل مراعاة للأخلاقيات؟

لم يكن بوسع سوزان القول إنها فوجئت. فقد سبق لها أن سمعت تعليقات عن زلات لسان جاكسون ومداعبته لزملائه بطريقة خاطئة. لكن الوضع هذه المرة كان مختلفاً. فالتلميح إلى أن امرأة كانت قد اختيرت ضمن برنامج للقيادة بسبب شكلها عوضاً عن إنجازاتها كان يندرج ضمن ما تسميه الشركة “أمراً مهيناً للغاية” على مقياس سوء السلوك غير الأخلاقي. ورغم أنه لم يكن “سوء سلوك واضحاً”، أو حتى “فاضحاً”، إلا أنها كانت تعلم إنها يجب أن تأخذه على محمل الجد.

سألت راينر بضعة أسئلة للاستيضاح وشكرته على قدومه. فسألها: “ما الذي سيحصل الآن؟”

شرحت سوزان الآلية المتبعة في الشركة للتعامل مع مثل هذه الاتهامات. فقسم الموارد البشرية كان قد سجل زيادة في هذه الأنواع من الشكاوى بعد اندلاع حملة “#أنا_أيضاً” (#MeToo)،6 لذلك كانت ضليعة تماماً بالبروتوكول المتبع في مثل هذه الحالات. كانت هي وفريقها قد أمضوا وقتاً طويلاً في شرحه وإعادة تفسيره، والعديد من الأشياء التي لُفِتَ انتباههم إليها لم تكن إهانات تستوجب اتخاذ إجراءات محددة. ومع ذلك، كانت دائماً تقول لنفسها إن ذلك أفضل من التزام الموظفين الصمت.

أخبرت راينر أنها ستفاتح تيايرا في الأمر ثم ستطرحه مع جاكسون، ولا بد من إبلاغ مديريهما.

سألها راينر: “هل ستخبرين الجميع أنني من أبلغك بالأمر؟”

“عادة ما نترك الخيار للموظف الذي يتقدم بالشكوى أن يقرر ما إذا كان يريد الإفصاح عن علاقته بالأمر من عدمها، لكن بما أنك كنت الشخص الوحيد الحاضر معهما، فسيكون واضحاً لتيايرا أنك أنت من أبلغ”.

“حسناً. في بادئ الأمر قلت إن ذلك لا يعدو أن يكون تعليقاً صغيراً وإن جاكسون ربما لم يكن يتعمد الإيذاء. ولكن عندما شرحت الأمر لزميلتي، بدا الأمر أسوأ. كل ما أريده هو ألا يكون هناك تضخيم للمسألة”.7

قالت سوزان: “لا أحد منا يريد ذلك”. لكنها كانت قلقة من أن ذلك بالضبط هو ما قد يحصل.

تيايرا

عندما أصغت تيايرا إلى الرسالة الصوتية، كانت الفكرة الأولى التي خطرت في بالها هي: “عندما يتصل بك قسم الموارد البشرية، فإن ذلك ليس بالأمر الجيد أبداً. فزيادات الأجور، والترقيات، والتكليفات الجديدة وكل هذه الأمور تأتي عادة عن طريق مديرك المباشر. لكن الأخبار السيئة ترد عن طريق قسم الموارد البشرية، ولاسيما عبر الهاتف”.

سبق لها أن رأت اسم سوزان بيب في الرسائل الإلكترونية الجماعية، لكن لم يسبق لها أن تحدثت إليها شخصياً من قبل. دخلت سوزان في صلب الموضوع مباشرة: “كانت هناك شكوى”. وشرحت أنها قد علمت بأمر التعليق الصادر عن جاكسون قبل يوم.

خطر لتيايرا فوراً أن راينر هو من أبلغ سوزان بالأمر. كانت منزعجة. لماذا لم يدعها تحارب معاركها بنفسها؟ لماذا لم يفاتحها بالأمر من قبل؟ ثم تذكرت نظرة القلق التي بدت على وجهه أثناء خروجهما من غرفة المؤتمرات.

“لم تكن بالمصيبة الكبيرة” قالت تيايرا بطريقتها الفطرية، رغم أنها وبعد أن تحدثت مباشرة، شككت في صحة الأمر. لقد كان جاكسون ينافسها منذ يومه الأول في الوظيفة. لم يكن الأمر مختلفاً جداً عما خبرته من قبل، سواء في الكلية، أو برنامج الماجستير في إدارة الأعمال، أو في المكتب، لكنه كان يقاطعها في الاجتماعات، وكان أحياناً ينسب الفضل لنفسه عن بعض أفكارها. وكانت هي تعزو الأمر إلى السلوك الذكوري المعتاد والمفرط في التنافسية، لكنها لم تكن تستطع القول إنها تثق بجاكسون.

ومع ذلك، كان تجاهل الأمر والتقليل من شأنه أمراً سهلاً بالنسبة لها. لقد رأت جاكسون في وقت لاحق من ذلك اليوم، وحاول أن يشرح لها تعليقه بطريقة غريبة قائلاً إنها كانت نكتة بلا معنى، وأنها كانت قد دخلت في منتصف الحديث الدائر، وأن النكتة كانت ستبدو منطقية أكثر لو أنها كانت قد سمعت الحديث الذي دار بينه وبين راينر قبل ذلك. كان الأمر بمثابة دفاع أكثر منه اعتذاراً، لكنها كانت في طريقها إلى اجتماع آخر، لذلك تركت الأمر يمر.

“ربما يجب أن أبدأ بالتحدث إلى جاكسون لأرى إذا كان بمقدورنا تسوية هذه المسألة؟” قالت تيايرا.

فأجابتها سوزان: “الأمر يعود لك. لكننا نأخذ الشكاوى التي من هذا القبيل على محمل الجد.8 وأنا أحثك على فعل الشيء ذاته. أي تعليق بخصوص مظهر موظف يجعل موظفاً آخر يشعر بعدم الارتياح هو شيء إشكالي”.

“وماذا لم مضيت قدماً بهذه الشكوى؟” سألت تيايرا سوزان. “هل سيُطرد جاكسون من وظيفته؟”

“ما لم نجمع المزيد من المعلومات، لا أستطيع أن أحدد العواقب. فكما تعلمين، نحن نتبع سياسة عدم التسامح المطلق مع هكذا أمور.9 أعتقد أن هناك من سيطالب بطرده، ولاسيما إذا أضفت اسمك إلى الشكوى. لكن هناك تبعات أخرى أقل قسوة للسلوك غير الاحترافي”.

عندما كان بيتر قد أعلن عن السياسة، كانت تيايرا فخورة بالموقف الذي تبنته شركتها. لكنها الآن كانت تتساءل ما إذا كان هذا الموقف المتشدد أمراً جيداً فعلياً. من الطبيعي أن يرتكب الناس الأخطاء، ومن المؤكد أن تعليق جاكسون، ورغم أنه صادر عن نية غير سليمة، لم يكن بالجرم الذي يستحق مرتكبه الطرد. أم أنه يستحق الطرد؟

بعد أن عادت تيايرا إلى مكتبها، كان منسوب الإحباط قد تزايد. فكرت في قلة عدد النساء اللواتي كن يشغلن مناصب الإدارة العليا في كولترا. كان نادي كبار المدراء في الشركة مؤلفاً بالكامل من الرجال باستثناء مديرة الموارد البشرية. لم تكن هناك إلا امرأة واحدة تشغل عضوية مجلس الإدارة. هل كانت التعليقات الشبيهة بتعليق جاكسون جزءاً من المشكلة؟ لقد شعرت أنها قادرة على تحمل هذا النوع من النكات، لكن ربما بعض قريناتها لم يكن كذلك. وربما كان قصد جاكسون – سواء في لاوعيه أم لا – هو الحط من شأنها.

ثمّ تذكرت إصبع راينر على زر “حجب الصوت” على جهاز الهاتف. هل من الممكن أن يكون الآخرون قد سمعوا ما قاله جاكسون؟ وإذا كان ذلك هو الحال، لماذا لم يرفع أي شخص صوته؟ هل كان واجبها يحتم عليها نقد هذا النوع من السلوك، ولاسيما إذا كان الآخرون قد علموا به؟

رأي الخبراء بموضوع معايير التصرفات غير الأخلاقية

هل يجب على تيايرا أن تمضي قدماً بالشكوى ضد جاكسون؟

ماريا غاليندو: استشارية تسويق مستقلة.

لا يجب على تيايرا تجاهل التعليق وعليها الانتباه إلى موضوع معايير التصرفات غير الأخلاقية في العمل.

ربما لم يقصد جاكسون إيقاع أي أذى، لكنه تسبب بوقوعه، وثقافتنا لن تتغير إذا لم يشكك الناس في الأقوال والأفعال المدفوعة بالصور النمطية والتصورات الخاطئة عن النوع الاجتماعي.

يقع تعليق جاكسون في منطقة رمادية. فمعاناة راينر في كيفية التجاوب توضح مدى صعوبة تحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول. قلة من الشركات فقط عرفت كيف توضح هذه الخطوط الفاصلة. لكن حقيقة أن تعليق جاكسون لم يكن نابعاً من نية سيئة صريحة لا تعني أنه كان بريئاً. إذا حركت ذراعك بقوة وكسرت أنفي، فإنك ستكون مسؤولاً حتى لو لم تكن تنوي إيذائي. يحتاج جاكسون إلى إظهار الاحترام لزملائه في العمل، قولاً وفعلاً.

بحسب تجربتي، نادراً ما يكون التحرش فعلاً ظاهراً بوسعك أن تشير إليه وتقول: “هذا خطأ”. غالباً ما تكون الضحية والمراقبون غير واثقين مما حصل. فبما أننا نتاج لمجتمعنا، فإننا ربما نتصرف بدافع من الصور النمطية دون أن ندرك ذلك. هل كان جاكسون قد تعلّم أنه لكي يستميل امرأة إلى جانبه، فهو بحاجة إلى تملقها؟ هل تعلمت تيايرا التجاوب بإيجابية مع أمثال هذه التعليقات خشية أن يُنظر إليها على أنها شخص مفرط في الجدية أو يفتقر إلى الود، الأمر الذي قد يؤذي مسيرتها المهنية؟

لسوء الحظ، كنت شخصياً قد تعرضت لموقف مشابه ولكن أكثر حدة، واحتجت إلى وقت طويل لألاحظ ذلك. لقد عملت لدى شركة أحبها، ورقيت فيها ثلاث مرات وشعرت أنني أحظى بالدعم. بعد مرور خمسة أعوام على مسيرتي المهنية فيها، عُين تنفيذي شاب يتمتع بالكاريزما في منصب على مستوى نائب الرئيس. وسرعان ما طلب التعاون معي في مناسبات كنت أديرها. كان يُطري على عملي ويصغي إلى أفكاري. قال إن كبار الموظفين في قسمي كانوا يعتقدون أنني لست جاهزة للانتقال إلى المستوى التالي واقترح عليّ الانضمام إلى مجموعته والعمل معها. بدأنا نحضر المناسبات معاً، ورغم أنه كان يلمس ذراعي بين الفينة والأخرى، أو يسألني عن حياتي الشخصية، إلا أنني لم أعر الأمر بالاً، لأنني كنت قد نشأت وترعرعت في ثقافة منفتحة وسط الأميركيين من أصل إسباني. في إحدى الليالي، وفي أعقاب مناسبة خاصة بالزبائن، طلب مني أن نراجع كيف سار العمل أثناء تناول طعام العشاء، وحدثني عن حياته الخاصة، وسألني عن زواجي، وأخبرني عن أسماء الزميلات اللواتي يرغب في خطب ودهن. كنت أعلم أن هذا الطلب لم يكن سليماً، لكنني قلت لنفسي أن ذلك غير مهم لأنني لم أكن أشعر بعدم الأمان أبداً. في اليوم التالي، أدركت فجأة أنني تعرضت إلى الإغواء. وشعرت بالغثيان لأنني لم أكن قد رأيت سلوكه على حقيقته. أخبرت مديري المباشر بكل ما حصل، وسرعان ما تواصل مع القسم القانوني وقسم الموارد البشرية. وقد طرد زميلي من عمله في غضون أسبوع.

لا أعتقد أن جاكسون يجب أن يُطرد بالضرورة بسبب معايير التصرفات غير الأخلاقية في العمل، لكنه يجب أن يتعلم كيف يتكلّم ويتصرف بطريقة أكثر تأنياً. أنا قلقة من تبعات الأمر على المسيرة المهنية لتيايرا، تماماً كما أظل أشعر بالقلق بخصوص مسيرتي المهنية عندما أروي قصتي. لكن هذا هو بالضبط السبب الذي يجب أن يدفعنا إلى أن نرفع صوتنا: فلا أحد يجب أن يعاني لأنه يقوم بالشيء الصائب، ولا يجب على المرتكبين أن يضروا بنزاهتنا أكثر مما أضروا بها حتى الآن. جميعنا يجب أن نعيد النظر في كيفية تفاعلنا مع بعضنا البعض في مكان العمل.

سارة بيلي: استشارية أولى لدى مؤسسة خيرية.

لسوء الحظ، وبسبب سياسة عدم التسامح المطلق في كولترا، فإن تيايرا أمام خيارين سيئين حول موضوع معايير التصرفات غير الأخلاقية في العمل.

التخلي عن الشكوى قد يؤدي إلى بقاء قضية هامة دون معالجة. والمضي بها قدماً قد يقود إلى عقوبة غير متناسبة مع حجم الفعل لجاكسون وإلى تضرر علاقات تيايرا. وما لم تكن تعلم ماذا تريد – وتفهم خياراتها بالكامل – لا يجب عليها تقديم شكوى رسمية.

من غير الواضح ما الذي تريده تيايرا. هل تريد لجاكسون أن يتعلم كيف يكون أكثر مسؤولية في تصرفاته؟ هل تريد لكولترا أن تعمل بجد أكبر لإيجاد ثقافة أكثر شمولاً للجميع، عوضاً عن التركيز على السياسات؟ هل تريد ألا تتعرض زميلها لرد فعل غير عادل إلا في حدوده الدنيا؟

رغم أن راينر كان يحاول فعل الشيء الصائب، إلا أنه كان يجب أن يعطي تيايرا إشارة مسبقة وأن يناقشها في هذه القضايا أولاً. كان يجب أن يقول إنه يشعر أنه مضطر إلى الإبلاغ عن الحادثة (إذا كانت الشركة تتبع سياسة تفرض الإبلاغ). من حيث لا يدري هو صادر حقها في القرار والخيار وتركها في حالة صدمة مباغتة.

نظراً لمكانة تيايرا وأدائها في كولترا، بوسعها اغتنام هذه الفرصة لممارسة الضغط على شركتها للحصول على المزيد من التدريب. تدخّل المتفرّج في هذه الحالة ورأيه قد يكونان نقطة بداية جيدة، لكنها يجب أن تكون واضحة بخصوص العواقب المحتملة أولاً.

رغم أن سياسات عدم التسامح المطلق قد تبدو داعمة، لكنها في الحقيقة إشكالية. فالناس وخشية من تعرض زملائهم لعقوبات مفرطة في قسوتها أقل ميلاً إلى الإبلاغ عن التعديات البسيطة أو الإشارات التحذيرية – وهو مؤشر هام على التحديات الثقافية والفجوات المعرفية. كما أن هذه السياسات تضع الناس الذين يتعرضون للتحرش على المحك، وتحصرهم في خانة الحلول الموحدة لجميع الحالات بغض النظر عن التفاصيل، وهذا بدوره يتجاهل العقبات المالية والاجتماعية والمهنية الحقيقية جداً التي تمنع الإبلاغ.

في إحدى المرات، وفي مأدبة عشاء، قال لي متبرع ثري ما يلي: “لو كنت أصغر بعشرين عاماً، أو لو كنتِ أنتِ أكبر بعشرين عاماً لكنت قد حاولت مطاردتك في هذه اللحظة حول المائدة”. ضحكنا جميعاً، ورددت عليه بشيء من قبيل: “أنت تحلم”. لم أشعر بعدم الأمان في تلك اللحظة، وتماماً مثل تيايرا شعرت أنني قادرة على التعامل مع الوضع بنفسي.

أتفهم بشكل أفضل اليوم أن أمثال هذه التعليقات تسهم في تغذية ثقافة تجعل الناس في وضع هش وتسمح للمتحرّش أن ينفد بفعلته حتى لو كان سلوكه أسوأ. ومع ذلك، فإنني لم أكن أرغب أن يتدخل قسم الموارد البشرية كضابط شرطة. هذا الأمر كان سيشعرني وكأنني طفلة، لا بل أسوأ من ذلك، كان ربما سيصعب عليّ ممارستي لعملي.

كل ما كنت أرغب به هو أن يتعرض للانتقاد من أحد أقرانه الأثرياء بحيث لا أكون مضطرة إلى أن أفعل ذلك بنفسي. أو أن تتاح الفرصة لفريقي لكي يعقد ورشة عمل حول الموضوع لكي نصبح جميعاً أفضل في التعامل مع النكات غير اللائقة. ثمة منطقة وسطى شاسعة بين توقع تصدي الناس للتحرش بأنفسهم والاتصال بالشرطة رداً على نكتة. ليس السلوك إلا بمثابة طيف عريض، وهكذا يجب أن تكون أنظمة الانضباط والمساءلة لدينا.

ملاحظات على دراسة الحالة حول موضوع معايير التصرفات غير الأخلاقية

  1. يمكن أن تقود المعايير الغامضة إلى الانحياز في القرارات بخصوص الترقيات، والتوظيف، وفرص التطوير.
  2. ما الذي يجعل ملاحظة معينة غير لائقة؟ هل هي نية المتحدث؟ أم الكيفية التي يسمعها بها الشخص المعني؟
  3. تراجع عدد شركات قائمة فورتشن 500 (Fortune 500) التي تقودها النساء بواقع 25% في 2018. و4.8% من الرؤساء التنفيذيين فقط كن من النساء.
  4. تُظهر التجارب أن المواقف المعلنة للقادة يمكن أن تزيد من مخاوف الموظفين بشأن التحرش أو أن تقلل من هذه المخاوف.
  5. أظهرت دراسة حديثة أن الفرق في معدلات الترقية بين الرجال والنساء لم يكن ناجماً عن سلوكهم، وإنما بسبب الطريقة التي عوملوا بها.
  6. في 2018، أشار تقرير للهيئة الأميركية للمساواة في فرص التوظيف إلى حصول زيادة حادة في معدل الشكاوى من التحرش بعد ست سنوات من التراجع المضطرد.
  7. كيف يمكن للمرء أن يحل مشكلة الالتزامات الأخلاقية المتضاربة؟ يشعر راينر أنه مضطر إلى رفع تقرير بالحادثة، لكنه يخشى أن يقود التحرك إلى نتائج غير منطقية.
  8. أظهر الباحثون أن زعماً واحداً بوجود تحرش قادر على أن يتسبب بتراجع كبير في التصورات الخاصة بالعدالة في التوظيف والترقية في تلك المؤسسة.
  9. بموجب هذه السياسة التي تخص معايير التصرفات غير الأخلاقية في العمل، ستقود الشكاوى المدعمة بوجود تحرش إلى طرد مرتكب الخطأ. يعتقد البعض أن هذه العقوبة شديدة القسوة وستثني الموظفين عن الإبلاغ.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!