$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7061 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(9863)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(10) "52.91.0.68"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7068 (44) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(186) "/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AC%D8%A8-%D8%A5%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D9%87%D8%A7/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(10) "52.91.0.68"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86b6b481b8bc3b29-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(10) "52.91.0.68"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.4" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(13) "162.158.86.66" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "46884" ["REDIRECT_URL"]=> string(66) "/نظرية-ابتكار-المهام-الواجب-إنجازها/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711619312.982227) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711619312) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7069 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7070 (2) { ["content_id"]=> int(9863) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

نظرية ابتكار “المهام الواجب إنجازها”

11 دقيقة
freepik.com
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio
ملاحظة: نشر المقال لأول مرة في مجلة هارفارد بزنس ريفيو عام 2016.

أجرت هارفارد بزنس ريفيو مقابلة صوتية (بودكاست) مع كلايتون كريستنسن، الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال.

ويرتكز كريستنسن على نظرية الابتكار المزعزع التي يشتهر بها. ويتحدث عن كتابه الجديد الذي يبحث فيه في أساليب معرفة الشركات الناجحة لطرق النمو.

سارة غرين كارمايكل: مرحباً بكم في برنامج “إتش بي آر آيديا كاست” من هارفارد بزنس ريفيو. أنا سارة غرين كارمايكل. شرح الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال، كلايتون كريستنسن، نظرية الزعزعة في كتابه الذي صدر عام 1997 بعنوان “معضلة المبتكر”(The Innovator’s Dilemma)، حيث كتب عن الفرق بين تقنيات الاستدامة والتقنيات المزعزِعة. وكانت يهدف إلى تفسير إخفاق بعض أكبر شركات التقنية الرائدة حينئذ في مواكبة الموجة التالية من الابتكار في قطاعاتها، وتوقفها عن العمل.

والآن، أصدر كريستنسن كتاباً جديداً ينظر إلى الابتكار من الجانب الآخر، ولكنه لا يتناول فشل الشركات الكبرى، وإنما أساليب معرفة الشركات الناجحة لطرق النمو. أطلق كريستنسن على الكتاب عنوان “منافسة الحظ” (Competing Against Luck)، وتحدث عنه للجمهور في لندن مؤخراً، حيث استضافته إيمي بيرنستين، محررة هارفارد بزنس ريفيو، في مقابلة شخصية. واستهل كريستنسن حديثه عن نظريته عن المهمات التي يجب تنفيذها، وضرب مثلاً عن سلسلة مطاعم شهيرة للوجبات السريعة.

كلايتون كريستنسن: منذ عدة أعوام مضت، عندما كانت فكرة “مهمات يجب تنفيذها” ناشئة وليدة، قررت سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” أنها بحاجة إلى زيادة مبيعات الحليب المخفوق لديها. ويعلم القاصي والداني أن شركة “ماكدونالدز” بارعة جداً في التسويق، ولديها كمية مهولة من البيانات عن أي شيء نحتاج إليه.

وكانت لديهم صورة ديموغرافية عن الزبون المثالي للحليب المخفوق. وفي الحقيقة، تنطبق هذه الصورة عليّ تماماً.

ولذلك، دعوا أشخاصاً مثلي إلى مكاتبهم، وشرحوا لهم عن محاولتهم الارتقاء بمنتج الحليب المخفوق كي يُقبل الناس على شرائه أكثر، وطلبوا منهم بعض الإرشادات. قدم الزبائن لهم إرشادات واضحة وضوح الشمس. فأجروا تحسينات على الحليب المخفوق، دون أن يكون لذلك تأثير يذكر على المبيعات أو الأرباح..

ولذلك ومع ولادة فكرة “مهمات يجب تنفيذها” في أذهاننا، أقنعناهم بأن يسمحوا لنا باستخدامها من أجل فهم الحليب المخفوق. المسألة هي أن هناك أشخاص يتوجب عليهم تنفيذ مهمة ما بين الحين والآخر، ومن أجل تنفيذ هذه المهمة يضطرون لشراء الحليب المخفوق.

كان علينا أن نفهم هذه المهمة. ولذلك، في أحد الأيام، قضى أحد زملائي 18 ساعة في أحد مطاعم “ماكدونالدز” من أجل تدوين ملاحظات في غاية الدقة: في أي ساعة اشترى الزبائن الحليب المخفوق؟ وماذا كانوا يرتدون؟ هل كان كل زبون وحده؟ وهل اشتروا أي نوع آخر من الأطعمة؟ وهل تناولوا الحليب المخفوق في المطعم، أم أخذوه واستقلوا سياراتهم ومضوا؟

اتضح أن نحو نصف أكواب الحليب المخفوق تم بيعه قبل الساعة الثامنة والنصف صباحاً، واشترى جميع الزبائن الحليب المخفوق فقط دون أي منتج آخر، وكانوا وحدهم بلا مرافقين، وأخذوه واستقلوا سياراتهم ومضوا. وكي نتوصل إلى طبيعة المهمة، جئنا في صباح اليوم التالي، ووقفنا خارج المطعم كي نتمكن من مواجهة هؤلاء الزبائن وهم يخرجون وهم يحملون أكواب الحليب المخفوق في أيديهم، قلنا لهم: “تواجهنا مشكلة حقيقية فيما يتعلق بسلوككم هذا، فما هي المهمة التي تحاولون تنفيذها وتدعوكم إلى القدوم إلى ماكدونالدز وشراء الحليب المخفوق في السادسة والنصف صباحاً؟”

كانوا يجدون صعوبة في الإجابة عن سؤالنا، فنقول: “نعتذر عن هذا السؤال الصعب، لم لا تجربوا الآتي: فكروا في آخر مرة كنتم فيها في الموقف ذاته، وكنتم بحاجة إلى تنفيذ المهمة نفسها، لكنكم لم تشتروا الحليب المخفوق من ماكدونالدز. ما الذي استعنتم به عوضاً عنه؟”

واتضح أنهم كانوا جميعاً لديهم المهمة ذاتها، ألا وهي الرحلة الطويلة المملة إلى العمل. وببساطة، كانوا بحاجة إلى شيء بين أيديهم أثناء قيادتهم ليبقوا منشغلين بالحياة ولا يغلبهم النعاس. فلنفرض أني أمسك عجلة القيادة بيد، ولكن، يا للهول! ثمة يد أخرى ليس فيها ما يشغلها، وأنا بحاجة إلى ما أنشغل به أثناء القيادة.

لم أشعر بالجوع بعد، لكنني أعرف أن الجوع سيداهمني بحلول الساعة العاشرة. ولذلك، فأنا بحاجة إلى ما يملأ معدتي ويظل فيها طوال فترة الصباح. فما الذي أستعين به لتنفيذ هذه المهمة عندما لا أستعين بالحليب المخفوق؟ قال أحدهم: “لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة من قبل، لكني استعنت الجمعة الماضية بثمرة موز لتنفيذ هذه المهمة. خذها نصيحة مني: لا تستعن بثمار الموز أبداً، فهي تُهضم في أقل من دقيقة، وستشعر بالجوع بحلول السابعة والنصف. كما أني كثيراً ما أستعين بالكعك المحلى (الدونات)، ولا أكتفي بواحدة فقط، ولكن يسبب ذلك مشكلات خاصة به.

كما أتناول كعك البيغل أحياناً، غير أنه جاف وعديم المذاق، فاضطر دائماً إلى توجيه السيارة بركبتي بينما أدهن الجبن الطري عليها. وإذا رن جرس الهاتف، أجد نفسي أمام ثلاث مشكلات ويدين اثنتين فقط”.

وقال رجل آخر: “استعنت مرة بلوح من شوكولاتة سنيكرز، لكني شعرت بتأنيب ضمير شديد ولم أعد الكرة قط. لكن، عندما آتي إلى ماكدونالدز، وأشتري الحليب المخفوق، أجده سميكاً للغاية، وأحتاج إلى 23 دقيقة كي أشربه كله بواسطة قصبة الشرب الصغيرة هذه. لا تهمني مكوناته، كل ما يهمني هو ألا أشعر بالجوع عند الساعة العاشرة. وفي الحقيقة، يتناسب الكوب مع حامل الأكواب الموجود في سيارتي تماماً”.

اتضح أن الحليب المخفوق هذا يؤدي الغرض المنشود على نحو أفضل من منافسيه، وهم لا ينحصرون في الحليب المخفوق لدى “برجر كنغ” فقط، وإنما في رأي الزبائن، ينافس الحليب المخفوق الموز والدونات والبيغل والقهوة وشوكولاتة سنيكرز، وربما بعض المنتجات الأخرى أيضاً.

إذن كانت هذه مهمة نحو نصف الكمية المباعة. ولاحقاً أثناء اليوم، استعان الزبائن بالحليب المخفوق لتنفيذ مهمة مختلفة كلياً، وهي مهمة تتعلق في جوهرها بالعلاقة بين الأبوين والأولاد. يريد الأب أن يجد طريقة ليخبر ابنه أنه يصغي إليه، ولا يحتاج سوى إلى طريقة لتجمعهما معاً، يريد أن يعرف ماذا يحصل في حياة ابنه. فيقول لسان حاله للحليب المخفوق: “هلا أخبرته كم يهمني أمره؟” وهذه مهمة مختلفة كل الاختلاف، ويضعك فهم طبيعتها في مسار مختلف تماماً.

كيف إذن تستطيع الارتقاء بمنتج الحليب المخفوق للمساعدة في تنفيذ المهمة الصباحية؟ تبين أن السبب في عدم تأثر مبيعات الشركة أو أرباحها بجهودها المضنية للحصول على المعلومات من الزبائن، هو أنها تعمل على تحسين شراب الحليب المخفوق ضمن أبعاد تتعلق بالأداء ولا تمت بصلة للمهمة التي يجب تنفيذها.

إذن، كيف نحسن المنتج نظراً لعلمنا أننا نفهم طبيعة المهمة؟ أنا عن نفسي، كنت سأنقل الحليب المخفوق إلى مقدمة طاولة البيع بدلاً من مكانه الحالي وراءها، وأقدم للزبائن بطاقات ممغنطة مسبقة الدفع، كي يتمكن الزبون من الدخول إلى المطعم وأخذ كوب الحليب المخفوق والخروج بسرعة من دون الاضطرار للوقوف في الطابور خصوصاً إذا كان متأخراً عن العمل. ومن الممكن أن نزيد سماكة الحليب المخفوق كي يستغرق شربه وقتاً أطول، إلخ.

السؤال الأخير: ما هو حجم سوق الحليب المخفوق؟ هذا سؤال جاد. بالطبع، لن نعرف الإجابة عنه. ولكن تبين أن حجم السوق أكبر بكثير من مجموع ما يبيعه كل من “ماكدونالدز” و”برجر كنغ” و”وينديز”. ومن وجهة نظر الزبائن، ذلك لأن هذا الشراب ينافس الموز والدونات وما إلى ذلك.

وفي الجزء الذي طبق هذه الفكرة من السوق، ازدادت مبيعات الحليب المخفوق بمعدل سبعة أضعاف عندما تم تطويره من نواحِ مسّت الزبائن بحق، لأن التنافس مع الموز مهمة غاية في السهولة.

من حسن الحظ أن بيتر دراكر توصل إلى هذه الفكرة قبلنا، إذ قال إنه من النادر أن يشتري الزبون المنتج الذي تعتقد الشركة أنها تبيعه. واكتشفنا أن فهمنا للمهمة التي يجب تنفيذها يساعدنا بحق على جعل توقع الابتكار ممكناً. لأن المهمة موجودة، وإذا صنعنا المنتج كي ينفذ المهمة على نحو أفضل، فسنتمكن من توقع شراء الزبائن له.

لِم لا ننظم العمل وفقاً للمهمة التي يجب تنفيذها؟ ما يحدث هو أن المهمة الأصلية التي يتوجب تنفيذها كانت الأساس الذي بنيت عليه شركة جديدة، وغالباً ما ينصب تركيز الشركات الناجحة على المهمة التي يجب تنفيذها في البداية فقط، وبعد ذلك، يسيطر المنطق على الأمور، والمنطق هو أننا لدينا هؤلاء الزبائن، وهم يستخدموننا لتنفيذ مهمة ما، وزبائننا لديهم مهام أخرى. ولذلك، ربما يجب علينا تقديم منتجات أخرى لهم كي يتمكنوا من إنجاز تلك المهام أيضاً.

كانت المهمة التي نظمت صحيفة “نيويورك تايمز” حولها وتأسست بهدف تنفيذها هي نشر أي شيء قابل للنشر. لكن، ها قد أقمنا هذه العلاقة مع زبائننا، ويجب علينا تقديم المزيد لهم بالتأكيد. فبرزت إحدى المهام التي تتمثل في قضاء 45 دقيقة في مترو الأنفاق كل صباح. لا أريد أن أهدر وقتي، هل يمكنني الاستعانة بشيء يساعدني على استثمار هذا الوقت؟ لفترة من الزمن، كانت هناك صحيفة “نيويورك تايمز” لنطالعها، لكنها كانت معقدة جداً.

ولذلك نشأت شركة تسمى “مترو” (Metro)، قدمت منتجاً بسيطاً يمكننا تصفحه من البداية حتى النهاية في 25 دقيقة تقريباً. واليوم، أصبح لدينا الهواتف الذكية. ولكننا نستعين بهذه الأشياء من أجل تنفيذ مهامنا. إذا أردت التخلص من بعض الخردوات أو شراء بعضها مثلاً، تقدم صحيفة نيويورك تايمز خدمة الإعلانات الشخصية، كما يمكنك اليوم الاستعانة بخدمة “كريغزليست”.

ربما تحتاج إلى شراء سيارة، أو قد ترغب في بيع سيارة، تقدم صحيفة نيويورك تايمز خدمة الإعلانات من أجل تنفيذ هذه المهمة، أيضاً. أبحث عن وظيفة أو عن موظف ليعمل في وظيفة لدي مثلاً، لدى الصحيفة خدمة الإعلانات لتقوم بهذه المهمة على نحو جيد. أريد شراء منزل أو بيع منزل، إلخ.

وبذلك، أضافت صحيفة نيويورك تايمز جميع هذه الأشياء إلى منتجها، معتقدة أنها ستحسن أداءها بذلك. ولكنها تعرضت للعرقلة بسبب الشركات المنافسة التي ركزت عملها على أداء مهمة واحدة، وتقوم بعملها على نحو أفضل من أي أحد آخر.

وبدأت معظم الصحف بالتساقط واحدة تلو الأخرى لأن تركيزها مشتت. يبدأ الابتكار المتعلق بمهمة يجب تنفيذها بفهم أن هناك مهمة تتعلق بالظرف الذي أجد نفسي فيه، وينطوي تنفيذ كل مهمة على بعد تشغيلي، إضافة إلى البعدين العاطفي والاجتماعي. وعندما نفهم ذلك، نتمكن من الإجابة على السؤال الثاني، وهو: “بناء على هذا، ما هي تجارب الشراء والاستخدام التي يجب أن نقدمها من أجل تنفيذ المهمة على النحو الأمثل؟” وعندما أتمكن من تقديم هذه التجارب لتنفيذ المهمة، سأتمكن من طرح السؤال التالي: إذا كان علينا تقديم هذه التجارب للزبائن، فما الذي يجب علينا دمجه فيها؟ وما هي طريقة الدمج التي يجب أن نتبعها لتحقيق هذا التكامل؟

عندما نتمكن من المضي وفق هذا السياق بطريقة ثابتة ومدروسة، سنتمكن من جعل منتجنا مميزاً بين منتجات المنافسين. ليس الأمر عبارة عن جعل منتجنا أفضل من منتجات المنافسين فقط لأن ذلك أمر سهل للغاية، بل هو تنفيذ التجارب التي يحتاج إليها الزبون، وهذا ما يجعل المنتج مميزاً. وهذا ما يجعل الزبون يقرر شراء منتجي لا منتجك.

عندما أدرك أن عليّ تنفيذ مهمة ما، أدرك أن عليّ شراء شيء ما من أجل تنفيذها، ما الذي يمكنني الاستعانة به لتنفيذ هذه المهمة؟ فأنظر حولي، وإذا لم أجد منتجاً يساعدني على تنفيذ مهمتي، سأضطر للتسوق والتجربة، فآخذ منتجاً إلى المنزل وأجربه وأعيده وأحضر شيئاً وأضيفه إلى شيء آخر. كل ذلك بسبب عدم قيام أحد بتطوير منتج واحد يفي بالغرض بصورة كاملة.

يمكن أن يكون البحث عن شيء يساعدنا على تنفيذ المهمة أمراً مكلفاً جداً من ناحية المال والوقت. وإذا كان هناك اسم تجاري يتبادر إلى أذهان الناس عندما يدركون أن عليهم تنفيذ مهمة ما ويتساءلون عما يمكنهم الاستعانة به، فسيسعدون لدفع سعر زائد مقابل تنفيذ هذه المهمة. لأن دفع ثمن منتج لا يؤدي العمل المطلوب هو أمر مكلف للغاية.

خذ مثلاً ابني الثالث، مايكل. عندما ذهب إلى جامعة ستانفورد من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه، اتصل بنا بعد أسبوع وقال إنه وجد شقة مناسبة له، وإنه يريد شراء الأثاث لها في اليوم التالي. إذن، وجد مايكل نفسه أمام مهمة يجب عليه تنفيذها، وهي شراء الأثاث لشقته في اليوم التالي.

عندما أجد نفسي أمام مهمة يجب تنفيذها، وهي في هذه الحالة شراء الأثاث للشقة في اليوم التالي، هل هناك علامة تجارية ما تتبادر إلى ذهني على الفور؟ نشرت شركة “إيكيا” (IKEA) نموذج عملها في جميع أنحاء العالم على مدى 15 عاماً، وليس لها أي منافس. لماذا؟ ليس ذلك بسر، إنها شركة غنية، ومالكها ثالث أغنى رجل في العالم، وجمع ثروته من بيع أثاث ذي جودة متدنية للشريحة الدنيا من المجتمع، وهي طلاب الجامعات.

ولماذا يقبلون بدفع سعر أعلى؟ لأن هذه المفروشات تفي بالغرض تماماً. وإذا لم يستعينوا بما يفي بالغرض تماماً، سيضطرون للذهاب إلى متجر ما وشراء قطعة أثاث، ثم الذهاب إلى متجر آخر وشراء قطعة أثاث أخرى ورمي الأولى. والاستعانة بمنتج لا يفي بالغرض هو أمر مكلف لدرجة تجعلهم يدفعون سعراً أعلى بكل سرور.

إيمي بيرنستين: كلايتون، بما أنك تحدثت عن الدمج والتكامل فيما يتعلق بمهمة ما، وذكرت مثالاً عن صحيفة نيويورك تايمز، ما رأيك في عرض اندماج شركتي “أيه تي آند تي” (AT&T) و”تايم وورنر” (Time Warner)؟

كلايتون كريستنسن: ألا ينفطر قلبك لهذا الخبر؟ فهما شركتان بارعتان، أليس كذلك؟ وبالتالي، لا معنى لاندماجهما مطلقاً. ولقد شهدنا هذه الظاهرة من قبل.

إيمي بيرنستين: صحيح.

كلايتون كريستنسن: في مجال التمويل، ومنذ بضعة أعوام فقط، مرّ مصرف “سيتي بانك” بنفس الموقف، وكان ذلك مخيفاً، فالجميع يملكون بطاقات ائتمانية، والزبون الذي يملك حساباً جارياً يستثمر مدخراته في نفس الوقت، ولذلك فهو بحاجة إلى مساعدة مالية من المصرف، وهي تتمثل في الاستثمار، لأنه بصدد شراء منزل مثلاً، وبالتالي، يحتاج بعض الزبائن إلى رهن عقاري.

هناك أمور كثيرة مماثلة تظهر في حياة الزبائن، ولذلك، اشترى مصرف “سيتي بانك” تلك الشركات لأن الزبائن يحتاجون إلى جميع هذه الأشياء. والمشكلة فيما فعله المصرف هي أن المهمة التي تضطرني لاستخدام بطاقتي الائتمانية تظهر في مرحلة من حياتي تختلف عن التي أحتاج فيها إلى الاستعانة بالتأمين على الحياة مثلاً، ولكن المصرف جمع تلك الأمور كلها معاً.

ولأن هذه المهام تنشأ في مراحل مختلفة من الزمان والمكان، فدمج كل هذه الأمور حول الزبون ليس منطقياً ببساطة. ولذلك، أعتقد أن الشركات التي ذكرتِها بحاجة إلى كثير من الدعاء.

إيمي بيرنستين: ربما دعت لهم الجهات التنظيمية.

كلايتون كريستنسن: أجل. هذا صحيح.

إيمي بيرنستين: ولذلك، أعتقد أن الشركات التي ذكرتِها بحاجة إلى كثير من الدعاء.

كلايتون كريستنسن: بالنسبة لي، تساعدني هذه النظرية على الانتقال إلى المستوى الثاني. ببساطة، إذا كنت أعمل على تقديم منتج ما، فسأنجح إذا كان منتجي أفضل من منتج المنافسين من الناحية التشغيلية، وإذا تأخرت عن المنافسين فسأخسر. ولا تقدم لي هذه النظرية أي توجيه فيما يتعلق بشأن مكان تميز منتجي وطريقته كي يكون الزبون مستعداً لدفع سعر أعلى لقاء منتج عادي.

يجب أن نفهم كل تلك التجارب، فأنا لن أتمكن من تقديم تجربة ما إلا إذا فهمت المهمة الأساسية فيها. لذلك بالنسبة لي، تساعدني النظرية على أن أكون مبتكراً أفضل. هي أشبه بدليل نجم الشمال. يمكن للمبتكرين في شركتي القيام بكل هذه الأمور بعيداً عن أنظار المسؤولين التنفيذيين أحياناً، ولكن، عندما نتبع دليلاً، وهو المهمة التي يجب تنفيذها، سيتمكن الجميع من تحقيق نجاح أكبر في الابتكار. هل يمكنني قول شيء آخر يا إيمي؟

إيمي بيرنستين: بالطبع.

كلايتون كريستنسن: ساعدني هذا السؤال كثيراً في فهم ما حدث لشركة “كوداك”، وهي شركة ناجحة على نطاق واسع. ونفترض أن التصوير الرقمي هو ما أدى إلى عرقلتها، ولكن، لو قام قادتها الحمقى بالاستثمار المناسب لتمكنت من البقاء. ساعدتني نظرية المهمات التي يجب تنفيذها على وضع قصتها في إطار مختلف تماماً.

تنبأت شركة “كوداك” بظهور التصوير الرقمي. ومنذ أوائل التسعينيات، استثمرت الشركة 8 مليارات دولاراً كي تتقن التصوير الرقمي بالفعل، أي أنها استثمرت بحق. وعينت الشركة أشخاصاً وافدين من “مختبرات بل” (Bell Labs)، لكنهم لم ينجزوا المهمة كما يجب، ولم ينجز أي منا المهمة على النحو المطلوب.

كنا نظن أن المهمة التي يستعين المرء بآلة التصوير التقليدية لأجل تنفيذها هي الاحتفاظ بالذكريات لأجل الأجيال القادمة. ولكن، تبين أن 98% من جميع الصور التي التُقطت لم يُنظر إليها سوى مرة واحدة فقط. لنفكر في الأمر، ما نفعله هو أننا نحصل على الصور المطبوعة ونقلّبها، وبعدها، ماذا نفعل؟ نضعها في مظروف ونضعه في صندوق داخل درج، ولا ننظر إليها بعد ذلك على الإطلاق. ولذلك، لم يكن هناك أي مهمة نحاول تنفيذها. كل ما في الأمر أن الشركة افترضت وجود هذه المهمة، لكن لم ينفذها المستخدمون.

وعندما استرجعنا الأمر، أدركت فجأة أن شركة “كوداك” وموزعيها قدموا عرضاً مختلفاً، وهو أنك عندما تحضرين فيلم الكاميرا للمعالجة واستخراج الصور ستحصلين على نسختين من الصور المطبوعة بدلاً من نسخة واحدة. وكان أمراً لطيفاً حينئذ، فعندما نجد صورة جميلة جداً، نجد نسخة عنها يمكننا إرسالها إلى شخص ما، الوالدة مثلاً، وتلك مهمة أخرى من المهمات التي يجب تنفيذها.

“أنا أحبك يا أمي. لكنني مشغول اليوم، ولا أستطيع أن أراسلكِ. ولكن، انظري إلى هذه الصورة”. والمهمة التي يجب تنفيذها من خلال هذه الصورة هو التواصل، وفي الحقيقة، يمكنك قول الكثير بواسطة صورة واحدة. وشيئاً فشيئاً تشكلت في عقولنا فكرة مفادها أنه بإمكاننا استخدام الصور بدلاً من الكتابة في التواصل مع أشخاص ليسوا معنا في نفس المكان والزمان.

ثم ظهرت تقنية جديدة تختلف عما طورته شركة كوداك، وهي عبارة عن عدسة صغيرة وبطاقة ذاكرة إلكترونية يمكن وضعها في هاتف ذكي، وأصبح بإمكاني إرسال 20 صورة في ثوان، ويمكنك تلقيها ومعرفة ما يجري في حياة عائلتك. وبالتالي، أصبح الجيل الجديد غير مضطر لكتابة الرسائل على الإطلاق.

وبذلك توضحت المهمة الذي يجب تنفيذها في أذهاننا شيئاً فشيئاً، وأعتقد أن لموقع فيسبوك دوراً في ذلك، فنحن نستخدم هذه الأشياء من أجل التواصل فيما بيننا. كما أن هناك مهمة مختلفة تماماً، وهي أني لا أريد الانخراط في محادثة فعلاً، قد أكون شخصاً انطوائياً، أو لدي موعد تسليم نهائي يجب أن ألتزم به، ولا أرغب في التواصل مع البشر إطلاقاً.

وهذه مهمة مختلفة كل الاختلاف.

سارة غرين كارمايكل: كان معكم كلايتون كريستنسن، الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال، حدثنا من لندن عن نظريته المتعلقة بالمهام الواجب تنفيذها. كريستنسن هو مؤلف الكتاب الجديد “منافسة الحظ: قصة الابتكار واختيار العملاء” (Competing Against Luck– The Story of Innovation and Customer Choice). وأجرت مقابلته الشخصية إيمي بيرنستين، محررة هارفارد بزنس ريفيو.

شكراً لاستماعكم إلى برنامج “إتش بي آر آيديا كاست” المقدم من هارفارد بزنس ريفيو. يمكنكم متابعة هارفارد بزنس ريفيو على الحساب التالي على “تويتر” @HarvardBiz، ولكم مطلق الحرية في التواصل معنا على موقعي “فيسبوك” و”لينكد إن” أيضاً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!