ما هو نسخ التداول وهل هو طريقة آمنة للاستثمار وكيف تأخذ أولى خطواتك به؟

shutterstock.com/22 TREE HOUSE

تقرير خاص بالتعاون مع

في أي ماركتس

شارك

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

في عالم مليء بالتغيّرات الاقتصادية المتسارعة، وعدم اليقين بشأن المستقبل، والأزمات المتتالية التي تؤثر في دخول الأفراد ومدخراتهم، يلجأ الكثيرون إلى النصيحة الأبرز في عالم الاستثمار وهي “تنويع سلة الاستثمارات”. ومع انتشار منصات التداول عبر الإنترنت، وتنوع خيارات التداول لتناسب كل المهتمين بطريقة الاستثمار هذه سواء كان مبتدئاً أو خبيراً، صار التداول مقصداً لمن يبحث عن تنويع سلته. يتلقى المبتدئون، خصوصاً، توصيات بالاتجاه إلى طريقة التداول بنسخ الصفقات أو نسخ التداول (Copy trading) بصفتها إحدى أكثر الطرائق المضمونة التي تناسب المتداولين الأقل خبرة، فما هو نسخ التداول؟ وهل هو حقاً طريقة مضمونة لتحقيق الربح، ومن هم الفئة الأكثر استفادة من هذه الطريقة، وكيف يمكن للمتداول اتخاذ أولى خطواته في هذا المسار؟

يجيبنا عن هذه الأسئلة الخبير بالتداول، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة في أي ماركتس (VI Markets)، طلال العجمي، الذي حاز لقب “أفضل رئيس تنفيذي ناشئ للتداول لعام 2022” من قبل غلوبال بزنس أوتلوك (Global Business Outlook)، واختير ضمن قائمة فوربس لـ “أقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط 2022”.

ما هو نسخ التداول؟

إذا أردت دخول مجال جديد، فقد تبحث عن شخص ناجح في هذا المجال، وتقرر أن تتبع خطواته، أو تبحث عن الاستراتيجيات التي يطبقها هو أو غيره لتختار منها ما يناسبك. هذا هو الأمر بالضبط بالنسبة لنسخ التداول.

نسخ التداول هو شكل من أشكال إدارة المحافظ الاستثمارية، والهدف منه العثور على مستثمرين آخرين لديهم سجل صفقات ناجحة، ينسخها المستثمر ويحاول الاستفادة منها، وتتيح عملية نسخ التداول مراقبة استراتيجيات المتداولين الناجحين والأكثر خبرة، والاستفادة من خبراتهم وقراراتهم التجارية.

وتحظى تلك الطريقة بشعبية خاصة لدى المتداولين الأقل خبرة الذين لا يعرفون بعد كيف يمكنهم الاستثمار أو الذين يريدون الاستفادة من معرفة المتداول الناجح ومهاراته، غير أن هذا لا يعني أن نسخ التداول يقتصر فقط على الأقل خبرة، وإنما يمكن أن يستفيد منه مستثمر خبير يود الاستفادة من خبرات غيره، أو آخر لا يملك الوقت لمراقبة الأسواق أو اتخاذ القرار، فيقرر السير على خطى أشخاص يثق بهم.

يفضل بعض المتداولين هذه الطريقة أيضاً، حتى وإن كانوا خبراء بدورهم، لتسهيل عملية التداول وتوفير الإجراءات المتبعة، فبمجرد ربط حسابك بحساب متداول آخر، فإن جميع اختياراته المتعلقة بحجم الصفقة وإغلاقها وأوامر وقف الخسارة سيتم تعيينها في حسابك أيضاً تلقائياً، أي أنه يتم ضبط كل شيء نيابة عنك.

أشكال التداول

هناك استراتيجيات مختلفة لنسخ التداول، فظهرت في البداية في شكل التداول بالمحاكاة (Mirror Trading)، وهو أول شكل مستخدم من أشكال تداول النسخ. إذ يستطيع المتداول استعراض خصائص الاستراتيجيات المختلفة التي يتبعها المتداولون الآخرون، وحينها يجب أن يمتلك رؤية حول أهدافه المتعلقة بالأرباح، وأسلوب التداول، ومستوى تحمل رأس المال والمخاطرة به، ومن ثم اختيار المتداول الذي يتبع استراتيجية قريبة من أهدافه ليربط حسابه به. وهنا يتم نسخ الاستراتيجية بالكامل مع جميع الصفقات تلقائياً من حساب المتداول المُختار وتعيينها على حسابه. وتلائم هذه الطريقة المستثمرين الذين يسعون إلى استثمار مبالغ كبيرة، كما يجب أن يكون المستثمر على استعداد لرؤية تقلبات مالية كبيرة في حساباتهم نتيجة لذلك.

وهناك طريقة أكثر بساطة تلائم صغار المستثمرين وهي نسخ التداول (Copy Trading)، وحينها يتم ربط حساب المتداول مباشرةً بحساب المتداول الذي يريد نسخ صفقاته. ويمكنه تعيين المقياس الذي يريد الاحتفاظ به لأنشطة تداول النسخ الخاصة به وتعيين تداولات المستخدم المحدد تلقائياً على حسابه. ومع هذه الطريقة، يمكن للمتداول تحديد مقدار رأس المال الذي سيستخدمه، ومستويات وقف الخسارة والخروج. كما تمنح هذه الطريقة المتداول خياراً لتعطيل وظائف نسخ التداول وتولي إدارة الصفقات بنفسه.

ويستطيع المستثمر اختيار حجم التطابق في الصفقات بين حسابه وحساب المتداول الذي يتابعه، فيمكنه مثلاً تحديد نسخ الصفقة كاملة، بمعنى أنه يمكنه نسخ الصفقة كاملة، فإذا فتح المتداول 10 عقود في حسابه فسيفتح تلقائياً المستثمر 10 عقود، ويمكنه نسخ حجم ثابت محدد مسبقاً لكل صفقة في إعدادات النسخ، أو تحديد نسخ نسبة مئوية محددة لكل صفقة.

كما يتيح تداول النسخ للمتداولين تنويع محفظتهم الاستثمارية من خلال استخدام استراتيجيات مختلفة وعدم وضع كل رؤوس أموالهم في مركز واحد أو استراتيجية واحدة، إذ يمكنهم استخدام استراتيجيات تداول متعددة تناسب كل سوق.

هل نسخ التداول آمن دائماً؟

قد تكون المزايا السابقة مغرية للبدء مباشرة في العمل بهذه الطريقة، غير أن المستثمر لا يمكن أن يكون تابعاً أعمى أو مقلداً دون تفكير، بل يجب أن يحدد أهدافه طويلة الأجل والاستراتيجيات التي يعتقد أنها ناجحة، ومن ثم يبحث عن شريك موثوق لتتبعه، وهذه ميزة تمنحها منصات التداول الموثوق بها، إذ تجمع لديها مجموعة من حسابات الخبراء بالتداول الموثوق بهم.

هناك أمر آخر يجب أن يعيه المستثمر، وهو أن امتلاك المتداول خبرة أكبر منه لا يجعله محصناً ضد الخسارة، وهنا يمكنه الاستفادة من النقاشات ومساحات التواصل التي تتيحها منصات التداول أحياناً لتدله على الطريق الأقل مجازفة.

كيف يبدأ المبتدئون نسخ الصفقات؟

يمكن للمستثمر البدء بمفرده في تتبع المتداولين واختيار أحدهم لنسخ صفقاته، أو البدء عبر منصة تداول وهي الطريقة التي ينصح بها العديد من الخبراء، إذ ترشح المنصة مجموعة من أصحاب السجلات التداولية الرابحة للاختيار من بينهم.

وهناك العديد من منصات التداول العربية، وأبرزها في أي ماركتس، المنصة المتخصصة في أعمال الوساطة العالمية والممثل الرسمي لشركة ون فايننشال ماركتس (Financial Markets) المتخصصة بالأسواق العالمية والتداول الإلكتروني في الكويت والشرق الأوسط.

إذا أردت البدء، فإن الخطوة الأولى هي إنشاء حساب على منصة التداول التي ترغب بها، والضغط على خيار نسخ التداول، ليظهر لك قائمة بجميع المتداولين وصفقاتهم، وما عليك إلا اختيار أحدهم وفقاً لمعاييرك الخاصة، فعلى سبيل المثال، قد ترغب في متابعة متداول لديه المزيد من الأرباح، أو لديه نمط تداول ثابت. ويُمكّنك التطبيق من الاطلاع على كافة التفاصيل الخاصة بالمتداول مثل صفقاته والنتائج الشهرية لها، وأعلى مخاطرة وصل إليها، والصفقات المفتوحة والصفقات الخاسرة وهكذا.

الخطوة الثانية هي تحديد المبلغ الذي ترغب في استثماره والاستعداد المالي للمخاطرة به، فيمكنك الاختيار بين حجم عقد ثابت يفعّل على جميع الصفقات المنسوخة، أو محاكاة حجم الصفقة الرئيسي بحيث تُدخل حجم عقد بنفس حجم العقد الحساب المنسوخ منه دون مراعاة حجم المخاطرة، أو تحديد نسبة مئوية للخسارة بحيث يتم وقف النسخ تلقائياً في حالة وصلت الخسائر إلى النسبة المئوية التي حددتها.

ويختتم العجمي هنا أجابته بالإشارة إلى أهمية عدم وضع كل البيض في سلة واحدة، بمعنى أن تبدأ بنسبة صغيرة من الدخل المتاح، وتذكّر أن الاستثمار يأتي دائماً مع خطر عدم استرداد كل أموالك.