3 خطوات تساعد المدراء على تأسيس ثقافة مناقشة الأزمات العالمية

3 دقائق
اهتمامنا العالمي الجماعي
راؤول فاسكيز/آي إم/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: عندما يجذب حدث إخباري ما “اهتمامنا العالمي الجماعي”، فكيف يجب علينا كقادة ومدراء التعامل معه؟ قد ينتظر موظفوك منك أن تتخذ إجراء فورياً. من جهة أخرى، قد يصعب عليك أن تعرف ما يجب عليك فعله أو قوله. وفي حال كنت في حيرة من أمرك، اتبع خطوات المؤلف الثلاث البسيطة: 1) تحدث مع مرؤوسيك المباشرين، إذ يمكن لسؤال بسيط في بداية الاجتماع الفردي أن يكشف عن ارتباط غير متوقع لم يكن ليخطر على بال موظفك مشاركته مع أحد، مثل: “هل تابعت آخر الأخبار؟ هل يوجد من معارفك مَن تأثر بالوضع؟”. 2) أتح الفرصة للحديث عن الخبر خلال الاجتماع، فعندما تصبح المشكلة الكبيرة التي يتجاهلها الجميع معروفة لدى كل الحاضرين في قاعة الاجتماع، ستخف حدة توتر الموظفين ويزداد تركيزهم على عملهم. وبالتالي، ينطوي هدفك على إبداء التعاطف والتفهّم. 3) امنح موظفيك فرصة اتخاذ إجراء ما. وابحث عن طرق للمساعدة تتوافق مع قيم مؤسستك، ووفر مصادر موثوقة للموظفين من أجل المشاركة.

 

كيف ندير فرقنا عندما تؤثر أزمة عالمية وجيوسياسية بشدة على أذهاننا؟ تحدث الفظائع في جميع أنحاء العالم كل يوم تقريباً. ولا نبدأ اجتماع الفريق الصباحي عادة بلحظة صمت ما لم يؤثر علينا أو على أحد أعضاء فريقنا حدث ما. لكن عندما يجذب حدث ما اهتمامنا العالمي الجماعي، فكيف يجب علينا التعامل معه بصفتنا قادة ومدراء؟

شارك زميلي جون هابر، وهو محاضر مساعد في كلية “هارفارد كينيدي” ورئيس شركة “كاسكيد ستراتيجي” (Cascade Strategy)، مؤخراً فكرة أعجبتني بشدة قائلاً: “عندما تتواصل مع فريقك كقائد، سيلقى حديثك معهم صدى؛ فكلماتنا عبارة عن أفعال”.

بمعنى آخر، عندما تكون في موقع سلطة، سيكون لكلماتك وزن خاص ويمكنك بالتالي استغلالها إما لتعزيز القلق أو خلق ثقافة داعمة. من جهة أخرى، قد يصعب عليك أن تعرف ما يجب عليك فعله أو قوله. وفي حال كنت في حيرة من أمرك، اتبع هذه الخطوات الثلاث البسيطة:

1. تحدث مع موظفيك بشكل منفرد.

لا يمكننا وضع افتراضات حول ماهية مشاعر الموظفين أو هوية الأشخاص المتأثرين في شبكاتهم. لذلك، تحدث إلى مرؤوسيك المباشرين بشكل فردي لتحدد هوية الأشخاص المتأثرين. واسألهم إن كانوا بحاجة إلى أي شيء أو الطريقة التي يمكنك دعمهم بها.

إذ يمكن لسؤال بسيط في بداية الاجتماع الفردي أن يكشف عن ارتباط غير متوقع لم يكن ليخطر على بال موظفك مشاركته مع أحد، مثل:  “هل تابعت آخر الأخبار؟ هل يوجد من معارفك مَن تأثر بالوضع؟”.

وتقدم مقالة “هارفارد بزنس ريفيو” الجديدة هذه التي كتبتها سارة نول ويلسون نصائح مفيدة حول كيفية التعامل مع المحادثات العاطفية، إذ تقول: “لا يعرف الناس أحياناً ما يحتاجون إليه، وقد يخشون الطلب أحياناً أخرى، أو يكونون غير متأكدين من الخيارات المتاحة أمامهم. ويمكنك في تلك الحالات أن تسألهم: هل تعتقد أن هذا الحل مفيد لك؟ فتقديم طريقة معينة لدعمهم قد يسّهل عليهم قبول المساعدة”.

2. أتح الفرصة للحديث عن الخبر خلال الاجتماع.

أتذكر تدريس ورشة لمجموعة من مدراء المدارس العامة بعد ساعات قليلة من تلقيهم قراراً بتخفيض ميزانياتهم السنوية بدلاً من زيادتها في العام المقبل. ولا أعتقد أن كلمة مشتتي الانتباه كانت كافية لوصف حالهم.

وبالتالي، سيكون اجتماعك مع الموظفين غير فاعل إن لم تعالج المشكلة التي تؤرق مضجعهم. يمكنك البدء بالإقرار بصحة الأخبار ومن ثم إتاحة الفرصة للموظفين لمناقشة القضية إن رغبوا في ذلك. فعندما تصبح المشكلة الكبيرة التي يتجاهلها الجميع معروفة لدى كل الحاضرين في قاعة الاجتماع، ستخف حدة توتر الموظفين ويزداد تركيزهم على عملهم.

ويجب أن ينطوي هدفك على أن تكون شخصاً عطوفاً ومتفهماً، وألا تخوض في السياسة أو تحرج الآخرين أو تجبر أحداً ما على التحدث. يمكنك أن تبدأ اجتماعاتكم الأسبوعية بأن تقول، “أود أن أقتطع دقيقة من وقتكم لفهم ما يجري تماماً، فقد كنت مشتتاً وقلقاً جداً طوال الفترة الماضية. من منكم تنتابه المشاعر ذاتها؟”.

3. امنح موظفيك فرصة اتخاذ إجراء ما.

يشعر الكثير منا بالعجز في مواجهة الأزمات، لكن توجد طرق يمكننا فيها كأفراد أن نحدث فارقاً بشكل جماعي. وابحث عن طرق للمساعدة تتوافق مع قيم مؤسستك، ووفر مصادر موثوقة للموظفين من أجل المشاركة. واسألهم عن المؤسسات التي يدعمونها واسمح لهم باستخدام جزء من ساعات عملهم للأنشطة التطوعية. فمؤسسات كثيرة تنفذ برنامج مطابقة التبرعات بالفعل وترسل قيمة تبرعات موظفيها ومثلها إلى مؤسسات إغاثة معينة، لتدعم بذلك موظفيها وتدعم جهود الإغاثة أيضاً.

وعلى الرغم من ميل معظمنا إلى الشعور بالإرهاق أو الشلل نتيجة خياراتنا، يمكننا البدء بخطوة صغيرة ومن ثم المضي نحو خطوات أكبر. ويتمثّل أحد الاقتباسات المفضلة لدي فيما قاله الكاتب فرنسيس أسيزي: “ابدأ بفعل ما هو ضروري، ثم ما هو ممكن، وستجد نفسك تفعل المستحيل”.

وباختصار، التحديات الجيوسياسية قائمة ولن تختفي، سواء انطوت على وجود نزاع مسلح أو اضطراب اجتماعي أو كارثة طبيعية. وعلى الرغم من عجزنا كقادة ومدراء التحكم في تلك التحديات أو حلها، يمكننا الاعتراف بتأثيرها على فرقنا. فعندما نؤسس ثقافة قائمة على الانفتاح والنقاش قبل وقوع أزمة ما، سيكون لدينا أساس متين لدعم أنفسنا في وجه العاصفة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .