أسئلة القراء: كيف أتصرف إذا كان عليّ مغادرة الشركة في فترة حرجة؟

6 دقائق
الاستقالة من الشركة خلال أزمة
shutterstock.com/ImYanis
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سؤال من قارئ: أنا في موقف محير متعلق بموضوع الاستقالة من الشركة خلال أزمة تمر بها. فقبل أزمة “كوفيد-19″، وافق زوجي على الانتقال إلى الجانب الآخر من البلاد من أجل العمل، لذا كنت أخطط للاستقالة من وظيفتي. لكن الجائحة عقدت الأمر أكثر، ولا يزال موعد مغادرتنا مجهولاً، لكنه سيكون في الصيف. أنا أعمل بدوام كامل في منصب إداري ولا يمكن لأحد غيري القيام بعملي هذا. لذا، كنت أتساءل عن طريقة تقديم استقالتي وموعدها كي تملك الشركة وقتاً كافياً لتعيين بديل أدربه قبل المغادرة. المشكلة هي كالتالي: بسبب فيروس كورونا، تم إيقافي عن العمل مؤقتاً، وتتوقع الشركة عودتي إلى العمل في شهر أغسطس/آب، ولكني سأكون قد غادرت حينئذ. وسؤالي هو:

متى يجب عليّ إبلاغ الشركة بمغادرتي، وكيف؟ وهل أدين لها بشيء فيما يخص تدريب البديل الذي سيستلم مكاني؟

يجيب عن هذه الأسئلة:

دان ماغين: مقدم برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

شيرلي كوبلمان: أستاذة مادة التفاوض في كلية “روس” للأعمال بجامعة ميشيغان، ومؤلفة كتاب “تفاوض بأمانة: كن على طبيعتك في العمل” (Negotiating Genuinely: Being Yourself in Business).

شيرلي كوبلمان: من المفاجئ حقاً أن يتم إيقاف صاحبة السؤال عن العمل في الوقت الذي تخطط فيه للاستقالة. فالإيقاف عن العمل صعب ومؤلم دائماً حتى وإن كان بشكل مؤقت، بالنسبة للشركة على الأقل، لأن الإدارة لا تعلم بشأن خطتها للمغادرة، وحتى إن كان ذلك بسبب عوامل خارجية.

اقرأ أيضاً: ابدأ عملك الخاص دون أن تستقيل من وظيفتك الحالية

ومن الجدير بالملاحظة أن كلا الأمرين، الاستقالة من الشركة خلال أزمة تمر بها وإيقافها عن العمل، ليسا لأسباب تتعلق بأدائها أو كفاءتها المهنية، وإنما لأسباب تتعلق بالظروف العائلية والعامة.

أليسون بيرد: إنها تعيش حالة من القلق، فهي لا تعرف ما إذا كانت وظيفة زوجها الجديدة آمنة، ولا تعرف إذا ما كانت ستعثر على وظيفة جديدة لها في المكان الذي سينتقلون إليه، ولا تعرف ما إذا كانت شركتها الحالية سترغب بعودتها في أغسطس/آب. الشيء الوحيد الذي نعرفه في هذه البيئة الجديدة هي أن الجميع قادرون على العمل من أي مكان، والجميع قادرون على العمل من المنزل. لذا، لا أرى ضرورة لاستقالتها، بل يمكنها التخطيط للبقاء مع شركتها الحالية، ويمكنها، في حال أعيدت إلى عملها في أغسطس/آب، أن تقول ببساطة إنها ترغب بالعودة ولكنها بحاجة إلى العمل عن بعد، وأن تسأل عما إذا كان ذلك مناسباً للشركة.

شيرلي كوبلمان: جاءت مصادفة إيقافها عن العمل مع تخطيطها للاستقالة لصالحها، وليس عليها أن تصارع المخاوف التقليدية لأن القرار ليس بيدها بصورة كاملة وهناك من يتخذ القرار نيابة عنها. لكن بسبب الغموض الكبير والتقلبات المستمرة، قد يكون من الضروري طرح جميع الافتراضات التقليدية التي ربما تفكر بها حالياً ومناقشتها.

أليسون بيرد: أيجب عليها التحدث إلى مديرها عن احتمال انتقالها؟ هل سيفتح لها ذلك باب البقاء في الشركة؟ هل يجب أن تبحث عن وظيفة في مكان إقامتها الجديد؟ أم يجب عليها التمهل وانتظار ما سيحدث؟

شيرلي كوبلمان: قبل التفكير بالنصيحة المناسبة لها، قد يكون من المجدي مساعدتها على إدراك مشاعرها التي قد تؤثر في قصتها الآن. يبدو أنها تشعر بشيء من الذنب حيال احتمال مغادرة الفريق وتركه من دون تأمين البديل المناسب. هي تشعر بالحزن وشيء من الخسارة بسبب المغادرة من دون إمكانية توديع زملائها، لأن عملها انتهى فجأة قبل أن تتمكن من إعلان خبر انتقالها. كما أنها تشعر بالقلق بشأن موعد إجراء محادثة مع مديرها والوقت المناسب لإعلامه بقرارها، وربما ينتابها الخوف مما سيحدث بعد انتقالها، ومن عدم توفر الفرصة لمتابعة عملها عن بعد من الجانب الآخر من البلاد. لكن قد تكون هناك مجموعة مختلفة من المشاعر التي يمكن أن تساعدها على قلب المعادلة ومعرفة الطريقة الأفضل لإجراء المحادثة التي قد تفتح لها أبواب فرص بناءة.

أليسون بيرد: ما هي المشاعر التي يجب عليها تغييرها؟

شيرلي كوبلمان: قد يكون شعورها بالذنب دليلاً على شغفها الشديد بعملها الذي تشعر فيه بأنها تحظى بالتقدير وأن مشاركتها مهمة فعلاً. يبدو أن هناك معارف فريدة من نوعها تتمتع بالأهمية في وظيفتها، وهي تشعر بأنها تحمل مسؤولية نقلها إلى من سيستلم مكانها. إذا كانت تشعر بالحزن بشأن زملائها فهو دليل على أنهم أصدقاءها وأنها تهتم بهم حقاً. لذا، لديها مجال لإعادة صياغة هذه المشاعر وترجمتها بطريقة تمهد لبعض الفرص لا المخاوف.

اقرأ أيضاً: 8 أخطاء يرتكبها القادة تُسفر عن استقالة موظفيهم

دان ماغين: هل تعتقد أنها ربما تبالغ في تقدير صعوبة استبدالها؟

شيرلي كوبلمان: إن شعور الموظف بالمسؤولية تجاه فريقه وشركته أمر إيجابي، ومن الجميل أن نرى هذا المستوى من الالتزام. لذا، يصعب معرفة ما إذا كانت تبالغ فعلاً أم لا، ولكن هذه نقطة يجدر الانتباه لها فعلاً.

أليسون بيرد: برأيي أنه إذا كان هناك ما يحير من الجانب الأخلاقي فهو ما إذا كانت تدين لشركتها بإخبارهم أنها لن تعود للعمل في المكتب في أغسطس/آب بعد أن تم إيقافها عن العمل مؤقتاً. ربما يجب عليها الانتظار إلى أن تتأكد من عودتها إلى العمل، كي لا تمنحهم حجة لإقالتها نهائياً من دون أن تتمكن من العثور على وظيفة في المكان الذي ستنتقل إليه. وربما من الأفضل أن تتحدث بصراحة مع مديرها وتخبره عن خططها وعن عدم رغبتها في التخلي عن الشركة، ورؤية ما يمكنها فعله للمساعدة. سيساعدها الحوار على استكشاف الاحتمالات المتاحة بالنظر للأمور التي تغيرت منذ اتخذت قرار الاستقالة إلى الآن.

شيرلي كوبلمان: يمكن القول إن التحدث مع المدير في أقرب وقت ممكن هو التصرف السليم. فالمرحلة الحالية تتيح المجال للتحدث معه عن خطتها وعن احتمال مغادرتها في الوقت الذي ستعود الشركة فيه للعمل، والتعاون معه لبناء حل مناسب للوضع بصورة مسبقة. هذه فرصة ذهبية لإبراز مهاراتها القيادية ربما لم تكن لتتاح لها في الظروف العادية.

دان ماغين: هناك نقطتان فيما يتعلق بقرارها حول موعد إجراء هذه المحادثة أو موعد إعلام الشركة رسمياً برغبتها بالاستقالة. أولاً، تدفع بعض الشركات أقساط التأمين الصحي لموظفيها الذين أوقفتهم عن العمل مؤقتاً، وإذا كانت صاحبة السؤال خاضعة للتأمين الصحي وعائلتها معتمدة عليه، قد يكون هذا سبب مقنع لتأجيل الاستقالة الرسمية قدر الإمكان.

وثانياً، يحصل كثير من الموظفين على إعانات البطالة، ولا أعلم كيف سيكون تأثير استقالتها بعد إيقافها المؤقت عن العمل على امتيازاتها الوظيفة وإعانات البطالة، ويبدو لي أن هذا أمر يجب عليها أخذه في حسبانها.

اقرأ أيضاً: أفضل الطرق للتنبؤ بالمقبلين على تقديم الاستقالة

أليسون بيرد: لم تذكر صاحبة السؤال فرص العمل في المكان الذي سينتقل إليه زوجها. لذا يجب أن تأخذ في حسبانها أيضاً البحث عن بديل مؤقت، فإذا كانت لا تملك عملاً في مكان إقامتها الحالي ولا في المكان الذي ستنتقل إليه، ما هي المزايا التي ستساعدها في هذه الفترة؟ وما هي الوظيفة التي قد تحصل عليها؟ أين تكمن أفضل الفرص المحتملة لها؟ هل يجب عليها البحث عن عمل في جميع الشركات التي توفر عملاً عن بعد، بما أن الكثير من الشركات تسير في هذا الاتجاه؟

شيرلي كوبلمان: ونظراً لهذا الوضع أيضاً، تتغير الأمور بصورة مفاجئة، فهل لديها فرصة للعمل عن بعد إذا انتقلت للعيش في الجانب الآخر من البلاد أثناء هذه الفترة؟ هل هناك مبادرة للعمل عن بعد يمكنها الاستفادة منها هنا الآن، في أثناء استكشاف ما ستفعله في المرحلة القادمة حيثما كانت؟ ما هي المحطة القادمة لها في العمل إذا تركت هذه الشركة؟

أليسون بيرد: السؤال الحقيقي هو: هل يجب عليها القيام بما هو أفضل للشركة الآن؟ أم يجب عليها فعل ما هو أفضل لها هي؟ ربما كان الأفضل لها الآن هو التزام الصمت، والأفضل للشركة هو التحدث مع مديرها فوراً.

دان ماغين: نشعر عادة بالذنب عندما نخفي سراً عن أصحاب العمل، والسر الذي تخفيه صاحبة السؤال عن شركتها هو أنها ستترك العمل فيها. من الضروري أن نعلم أن الشركات لا تقرر إيقاف موظفيها عن العمل بين ليلة وضحاها، بل تخطط لهذا الأمر كثيراً، وتضع قوائم لأهدافها وتتبع عملية طويلة. لذا، إذا كانت الشركة قد أوقفت صاحبة السؤال عن عملها، فلا بد أن هناك من علم بالأمر قبل أسابيع من تنفيذه. لذا لا داعي لشعورها بالذنب بشأن تأجيل إبلاغ الشركة عن قرار الاستقالة، لأن الشركة تؤجل الإفصاح عن كثير من الأمور لموظفيها.

أليسون بيرد: وتلك ليست مخادعة، لأنها وزوجها ليسا واثقين بعد من مغادرتهما. فهو ينتقل ضمن مؤسسة واحدة ويمكن أن يعود إلى مكانه الحالي في غضون عام، ولا يمكن معرفة الوضع هناك تماماً. لذا، أنصحها بالتأكد أن زوجها سينتقل بالفعل، وأنه ما زال في وظيفته ولن يتم استبعاده. فالحرص في هذه الأمور ضروري.

ستتمكن صاحبة السؤال من التقدم مع كل ما تفعله سواء في حماية نفسها أو  في تقديم أقصى ما يمكنها لشركتها، ويجب ألا تشعر بالذنب لمغادرة الشركة وهي في محنة.

شيرلي كوبلمان: لا تبدو لي صاحبة السؤال من الأشخاص الذين يغادرون شركاتهم وهي في محنة. فالفرصة متاحة لها دوماً لمساعدة البديل في البدء بالعمل. لذا، يمكنها استكشاف طريقة جديدة للتفكير واتباعها من أجل التوصل إلى الإجابات التي تحتاج إليها في فترة الاضطراب الحالية.

أليسون بيرد: نحن نشعر بمدى صعوبة هذا الوضع بالنسبة لصاحبة السؤال، وندرك أنها تشعر بكثير من الذنب والحزن والقلق والخوف. لذا، ننصحها بتغيير طريقة تفكيرها قليلاً، وأن تتحدث إلى مديرها وتوضح له أنها تود التعاون مع الشركة، وتخبره عن خطتها والتغيرات التي طرأت وتبحث معه عن الحل. ربما كان الحل هو بقاؤها في وظيفتها والعمل عن بعد، وإذا قررت الشركة تعيين بديل لها يمكنها مساعدته وتدريبه على العمل.

اقرأ أيضاً: 13 إشارة على أن شخصاً ما على وشك الاستقالة

كما ننصحها بالتفكير بالأمر من زاوية أوسع عند اتخاذ قرار الاستقالة من الشركة خلال أزمة تمر بها، وأن تفكر بعواقب استقالتها فيما يتعلق بتأمينها الصحي وإعانة البطالة وفرص العمل في مكان إقامتها الجديد. وأن تفكر فيما إذا كان زوجها سينتقل بالفعل. نرى أن توقيت المحادثة مع مديرها أمر في غاية الحساسية، لذا يجب اختيار الوقت الذي يبدو مناسباً كي تتمكن من حماية نفسها وترك أكبر عدد ممكن من الخيارات المفتوحة، مع إبداء الاحترام لحاجة الشركة إلى معرفة ما ستفعله مع مشكلة الاستقالة من الشركة خلال أزمة تمر بها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .