من الذكاء الجمالي إلى التمرد البنّاء: 6 مصطلحات حديثة من هارفارد بزنس ريفيو

4 دقائق
هارفارد بزنس ريفيو
shutterstock.com/Photofantastic
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لطالما كانت هارفارد بزنس ريفيو بمختلف اللغات التي تُنشر بها مرجعاً رئيسياً لعلوم الإدارة، وكانت على مر العقود منذ تأسيسها عام 1922 نبعاً لا ينضب من المفردات والمصطلحات المبتكرة على أيدي مجموعة من أفضل من كتب في علوم الإدارة، على غرار كلايتون كريستنسن وبيتر دراكر وغاري هامل ومايكل بورتر، أسّسوا لتشكيلة واسعة من المصطلحات يستخدمها أصحاب الاختصاص حالياً دون الحاجة إلى أي شرح، ويتلقاها المستمع أو القارئ ويفهمها بكل سهولة، مثل الابتكار المزعزع والكفاءة الأساسية ونموذج الماسة، لأنها ببساطة استُخدمت على نطاق واسع ولفترة زمنية كافية ولا يوجد لها بديل يؤدي نفس المعنى بفعالية.

اخترنا لكم فيما يلي 6 مصطلحات حديثة مع مقابلها الإنجليزي ومصادرها الرئيسة من مقالات من هارفارد بزنس ريفيو، وهي مفاهيم تغطي مجالات مختلفة تشمل تطوير الذات والشركات الناشئة والتسويق وبيئة العمل:

1. المناضل الحساس (Sensitive Striver)

مصطلح ابتكرته المدربة التنفيذية ميلودي وايلدينغ (Melody Wilding) مؤلفة كتاب “ثق بنفسك: توقف عن فرط التفكير ووجّه عواطفك صوب تحقيق النجاح في العمل” (Trust Yourself: Stop Overthinking and Channel Your Emotions for Success at Work) الصادر عام 2021، ويُقصد به الشخص الذي يحقق إنجازات مميزة ويتعامل مع مختلف القضايا التي يعالجها تعاملاً أعمق مقارنة بالأشخاص الأقل حساسية، كما أنه يتميز بمشاعر حساسة إذ تشير الدراسات إلى أن “المناضل الحساس” لديه دارات دماغية وكيماويات عصبية أكثر نشاطاً في المناطق المتعلقة بالعمليات العقلية، وهذا يعني أن دماغه لا يستوعب قدراً أكبر من المعلومات فحسب، ولكنه أيضاً يتعامل مع هذه المعلومات بطريقة أكثر تعقيداً.

غالباً ما يتم الثناء على المناضلين الحساسين نظراً للطريقة التي يستكشفون بها جوانب المشكلات والتغييرات الطفيفة التي يلتقطونها في بيئتهم، وبسبب بذلهم 100٪ مما لديهم في أي مهمة يؤدونها، لكنهم في الوقت نفسه أكثر عرضة للتوتر والإرهاق.

اقرأ المقال كاملاً: كيف تتوقف عن التفكير المفرط في كل شيء؟

2. الشركات الناشئة بعقلية الجِمال (Startup Camels)

على عكس الشركات أحادية القرن، فهذا النوع من الشركات الناشئة يصمد في وجه الأزمات ويستمر وينمو في أحلك الظروف، لذلك يُشبه بالجِمال التي تستطيع الصمود لفترات طويلة من دون ماء ولا طعام، وتتحمل حرارة الصحراء الملتهبة وتتكيف مع التغيرات الكبيرة التي تطرأ على المناخ، وتعيش وتتكاثر في المناطق التي تشهد أقسى الظروف على وجه الأرض.

تنجح هذه الشركات الناشئة في مبتغاها باتباع استراتيجية قائمة على ثلاثة محاور هي: تحقيق نمو متوازن، واتباع خطة طويلة الأجل، وترسيخ التنويع الاستثماري في نموذج العمل.

لا تهتم شركات “الجمل” بما يسمى “التوسع الخاطف” الذي يتمثل في بناء الشركة بسرعة كبيرة وتفضيل السرعة على الكفاءة في السعي إلى تحقيق حجم هائل، بل تطمح لنمو معتدل وتتبع أسلوباً أكثر توازناً لتحقيقه، وهذا النهج المتوازن يتألف من ثلاثة عناصر رئيسية هي: التسعير المناسب منذ البداية، وإدارة التكاليف على مدى دورة حياة الشركة، تغيير المسار الاستثماري كلما تطلب الأمر ذلك.

اقرأ المقال كاملاً: آن الأوان لتفكر الشركات الناشئة بعقلية الجمل بدلاً من أحادي القرن

3. التمرد البناء (Constructive Non-conformity)

مصطلح صاغته فرانشيسكا جينو أستاذة كلية هارفارد للأعمال، ويُقصد به تصرف الموظف بتلقائية، واستثمار مواطن قوته الفريدة، وتحدي الوضع السائد، ما يؤدي إلى خلق بيئة عمل أكثر ابداعاً وإنتاجية يشعر فيها الموظفون بالحماس تجاه عملهم، ويسهمون فيه بكامل طاقتهم.

يحفز التمرد البناء الابتكار ويحسن الأداء ويعزز مكانة الموظف أكثر من مبدأنفذ. من مظاهر التمرد البناء في الشركات عدم وجود ألقاب وظيفية، وتعيين الموظفين الجدد على أساس معايير مبتكرة مثل الفضول والرؤية والمشاركة والإصرار، بالإضافة إلى اختيار الموظفين لمهامهم بأنفسهم، ويعمل قادة هذا النوع من الشركات على تشجيع الموظفين على أن يكونوا أنفسهم عن طريق حثهم على تجنب التقليد واستغلال مواطن قوتهم. من المظاهر أيضاً نجد حرية كبيرة في اتخاذ القرارات وتنفيذ التعديلات التي يرونها مناسبة بحرية ودون الحاجة لانتظار قرارات المسؤولين.

اقرأ المقال كاملاً: دع موظفيك يتمردون

4. الذكاء الجمالي (Aesthetic Intelligence)

مصطلح يعود للباحثة بولين براون (Pauline Brown) مؤلفة كتاب “الذكاء الجمالي: كيفية تعزيزه واستخدامه في مجال الأعمال وما سواه من المجالات”، ويُقصد به معرفة ماهية الذوق الرفيع والعمل على تحديد الكيفية التي تحفز بها منتجاتك وخدماتك الحواس الخمس للمشترين بهدف إسعادهم، ويشمل الشعور بالسعادة رؤية تصميم جميل، أو ملمس قماش ناعم كالكشمير، أو تناول وجبة شهية، أو شم رائحة زكية؛ لذلك لا تعمل الشركات التي تستخدم الذكاء الجمالي على إقناع المشترين لاقتناء منتجاتها فحسب، بل تتواصل معهم على مستوى التجربة البشرية التي سيعيشونها عند استخدام منتجاتهم.

من أمثلة الذكاء الجمالي إعادة تصميم كوب قهوة عادي بحيث يكون جذاباً ويساهم في تجربة فريدة عند اقتنائه من ستاربكس، وهو ما مكّن هذه الشركة من رفع أسعار القهوة العادية مقارنة بمنافسيها، وأيضاً ما قام به ستيف جوبز حين أضاف الجانب الجمالي لصناعة الكمبيوتر التي كان همها الوحيد قوة المعالج والخصائص التكنولوجية.

اقرأ المقال كاملاً: إن أردت إسعاد زبائنك حقاً، فعليك بالذكاء الجمالي

5. وهم انخفاض القدرة على الإبداع (the Creative Cliff Illusion)

مصطلح ابتكره الباحثان “براين لوكاس” و”لوران نوردغرين” في مقال لهما نُشر عام 2021، ويُقصد به افتراض أنّ القدرة على الإبداع، لا سيما خلال جلسات توليد الأفكار، تنخفض مع الوقت، على الرغم من حقيقة أن مستوى الإبداع إما يزيد وإما يكون ثابتاً في معظم الأحيان.

لا يشعر الأفراد بالقدر ذاته من “وهم انخفاض القدرة على الإبداع”، ففي دراسة أجراها نفس الباحثان، طلبا فيها من المشاركين الإفادة بعدد مرات مشاركتهم في الأعمال أو المهام الإبداعية في حياتهم اليومية، وجدا أن الأشخاص الذين أفادوا بأنهم يشاركون في أعمال إبداعية بشكل أكثر تواتراً كانوا أقل ميلاً إلى افتراض أن قدرتهم على الإبداع ستنخفض بمرور الوقت، ما يشير إلى أن التجارب الشخصية مع العمل الإبداعي يمكن أن تساعد الأشخاص في التغلب على افتراضاتهم الخاطئة حول العملية الإبداعية.

اقرأ المقال كاملاً: غالباً ما تكون أفضل أفكارك هي التي توصلت إليها في النهاية

6. اقتصاد تطلعات العملاء الحديثة (Modern Aspiration Economy)

مصطلح يصف النموذج الاقتصادي القائم على تحقيق تطلعات العملاء الحديثة، وهو مصطلح حديث ورد في مقال منشور بمنصة هارفارد بزنس ريفيو للمؤلفة آنا أنجيليك صاحبة كتاب “الأعمال التجارية القائمة على تطلعات العملاء” (The Business of Aspirations).

يُعدّ “الانتماء” حجر الزاوية الذي يقوم عليه هذا النموذج الاقتصادي، إذ يتطلع العملاء دائماً للتمتع بعضوية في مجتمع العملاء المميزين والأوفياء تحقق لهم مزايا مثل الوصول الحصري لبعض المنتجات، واكتساب المعرفة حول اتجاهات الموضة الحديثة، وتحقيق الذات وإقامة روابط اجتماعية مع أفراد من ذوي الاهتمامات المشتركة، فهم يطمحون لتعزيز رأس مالهم الاجتماعي والثقافي وحتى البيئي؛ لذلك تبني الشركات التي تتبع هذا النموذج علاماتها التجارية بحيث تبدو جذابة اجتماعياً، وذلك على عكس المقاربة (أو النموذج) “التقليدية” القائمة على الجاذبية الاقتصادية التي تقدم برامج الولاء فيه عضوية تحقق مكاسب اقتصادية متواضعة ونادرة. يعدّ نادي أديداس كرياتورز كلوب” (Adidas Creators Club) برنامجاً للعضوية يتيح لنخبة منتقاة من العملاء الحصول على “أفضل منتجات أديداس”، مثل قسائم الشراء والخصومات والشحن المجاني.

 اقرأ المقال كاملاً: اقتصاد تطلعات العملاء الحديثة: السر الكامن وراء تعزيز الولاء للعلامة التجارية

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .