$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7012 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(8387)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(12) "18.232.35.62"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7065 (44) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(57) "/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%B7%D9%85%D9%88%D8%AD/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(12) "18.232.35.62"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86be0d6d8c6f5b28-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(12) "18.232.35.62"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.5" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(14) "162.158.87.234" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "59488" ["REDIRECT_URL"]=> string(21) "/مشروع-طموح/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711696355.51395) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711696355) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7069 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7070 (2) { ["content_id"]=> int(8387) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

كيف انتقل مهندس مصري في شركة جوجل من مأساته إلى إطلاق مشروع شبه مستحيل؟

14 دقيقة
محمد جودت و "جوجل"
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أجرت هارفارد بزنس ريفيو مقابلة في أحد برامجها الصوتية (بودكاست) مع محمد جودت مؤسس شركة وان بليون هابي، وننقل لكم مقتطفاً من هذه المقابلة:

محمد جودت وشركة “جوجل”

كيرت نيكيش: مرحباً بكم في برنامج “آيديا كاست” المقدم من هارفارد بزنس ريفيو، معكم كيرت نيكيش.

لسنوات، كان محمد “مو” جودت ناجحاً، لكنه لم يكن سعيداً دائماً. تلقى محمد تدريبه في مجال الهندسة، وبدأ مشواره في شركة “آي بي إم” مصر، ولاحقاً التحق بشركة مايكروسوفت، ومنها انتقل إلى قسم الأسواق الناشئة في شركة جوجل. وفي عام 2013، أمسى الرئيس التنفيذي للأعمال لمشروع جوجل إكس. وهو “مصنع المشاريع الأشبه بالمستحيلة” (Moonshots) الشهير، حيث ما زالت المشروعات التي تغير وجه العالم والتي تكاد تبدو مستحيلة، تتلقى التمويل. وبعد ذلك، ألمّت بجودت مأساة شخصية جعلته يبدل مسار خبرته وطاقاته نحو شيء آخر: ألا وهو السعادة.

في العام الماضي، ترك محمد جودت شركة جوجل ليؤسس مشروعاً جديداً طموحاً تمثل في شركة ناشئة غايتها مساعدة مليار نسمة على العثور على السعادة. ووضع أيضاً كتاباً عنها بعنوان “حل للسعادة: ارسم طريقك إلى السعادة” (Solve for Happy: Engineer Your Path to Joy). تحدثت معه بشكل مباشر أمام الجمهور في مؤتمر إنباوند (INBOUND) الذي يجمع شمل خبراء المبيعات والتسويق.

أريد أن أتحدث إليك عن المشروعات المشاريع الأشبه بالمستحيلة التي تسميها شركة جوجل (Moonshots) وتفعيل هذه المشروعات، حيث يبدو وكأن هناك تعارض في المصطلحات بين اسمها وبين إمكانية تنفيذها على أرض الواقع. وأنت الشخص المثالي لنتحدث إليه في هذا الصدد، لأنك كنت الرئيس التنفيذي للأعمال في مختبر جوجل إكس المعروف حالياً اختصاراً باسم “إكس”. لقد أسّست أيضاً شركتك الناشئة الخاصة ونصب عينيك غاية جريئة جداً من النوع الخيالي نفسه. وبالتالي، فالهجوم المحض على فكرة المشروعات الأشبه بالمستحيلة هذه من شركة كبرى ومن شركة ناشئة أمر مثير للغاية. وأشكرك جزيلاً لتناولك هذا الموضوع. دعنا نتحدث بدايةً عن شركة جوجل.

محمد جودت: إن فكرة المشروع الأقرب للمستحيل نابعة بحق من قلب شركة جوجل. وهذا هو سبب عشقي للشركة والتحاقي بها. وفكرة المشروع  الأقرب للمستحيل تتطلب منك المراهنة على مشكلة ما، وأن تُحدّث نفسك بأن هناك مشكلة جسيمة تؤثر على البشرية وبحاجة إلى حل. ومن ثم، إذا لم تُحل إلى الآن، فالأرجح أن السبب يرجع إلى أن جميع الحلول القديمة ليست وافية بالقدر الكافي لحلها. وبالتالي، عليك أن تنأى بنفسك عن الابتكار التراكمي، وتختار شكلاً متطرفاً من أشكال الابتكار الذي يبدو أحياناً أشبه بالخيال العلمي. ولذلك، أعتقد أن جوجل إكس أصبح ما هو عليه الآن لأننا لم نرضَ بنسبة تحسن 10% أو 20% أو 100% في جانب من الجوانب، بل طمحنا إلى التحسن بأضعاف مضاعفة بنسبة 1000%.

كيرت نيكيش: إنه حقاً أمرٌ مبهر، لأنه يبدو وكأنك في عالم مختلف نوعاً ما. إذا كنت الرئيس التنفيذي للأعمال في مختبر جوجل إكس، فكيف يختلف عملك عن الرئيس التنفيذي للأعمال في أي مكان آخر؟ إنها الوظيفة نفسها، لكن هل تتخذ القرارات بشكل مختلف؟ أم أنك تضطلع بالعمل فعلياً بشكل مختلف؟

محمد جودت: إنها ليست وظيفة على الإطلاق.

كيرت نيكيش: ليست وظيفة على الإطلاق! تبدو هذه وظيفة رائعة.

محمد جودت: ما أقصده، عندما تستيقظ في الصباح، ويراودك شعور أن بوسعك تغيير العالم من حولك، وتعمل مع أذكى البشر على وجه الأرض، وتستطيع في واقع الأمر أن ترى كيف يمكنك إحداث فارق في العالم حولك، عندئذ لا تُعد هذه وظيفة مطلقاً. وحقيقة الأمر، أعتقد حتى يومنا هذا أنه من بين المئات، وربما الآلاف، من الأشخاص اللامعين الذين عملت معهم في ذاك المكان ممن غيروا عالمنا الذي نعرفه – حتى لو لم تكن تعرف أسمائهم قط – لأنهم اخترعوا شيئاً بسيطاً جداً في البحث الذي يغير حياتك إلى الأبد، من بين هؤلاء جميعاً لم يعمل أحدهم طمعاً في الوظيفة. وإنما كانوا كلهم شغف لأن ينجزوا شيئاً مذهلاً.

وبوسعي أن أقول للجميع إنه إذا لم تكن تحقق أمراً مشابهاً في عملك، فالأفضل لك أن تستقيل. وأعني ما أقول من صميم قلبي. ولكن، لا تستقيل غداً؛ فهذا ضرب من الغباء. بل ضع خطة لـ 6 أشهر أو لـ 11 شهراً أو لـ 16 شهراً حتى لو اقتضى الأمر منك أن تتعلم مهارات جديدة. ولكن، لا تقضي حياتك في القيام بعمل يثير حنقك كل يوم. فما من طائل من وراء ذلك. لا تمض حياتك في صناعة تطبيق آخر لمشاركة الصور. فنحن لسنا بحاجة إلى تطبيق آخر مثيل. وبالتالي، كانت فكرة مختبر جوجل إكس تتمحور حول حل المعضلات الكبيرة التي تؤثر على حياة مليارات البشر. فكنا نتلقى مئات ومئات من تلك المعضلات لنحلها. إن عالمنا حافل بالمشكلات.

كيرت نيكيش: لقد تفقدت القائمة، ووجدتها مذهلة. فهي تحوي أشياء كمشروع وايمو الذي تفرع في نهاية المطاف وانفصل عن شركة جوجل، ومشروع توليد الكهرباء للبيوت باستخدام الأملاح المنصهرة، وغيرها من التقنيات الجنونية الرائعة، وصولاً إلى أشياء متناهية الصغر. لقد كانت قائمة مذهلة نوعاً ما. كيف تُقيم إذاً، لو كنت الرئيس المالي لمختبر جوجل إكس، المخاطر المالية والتقييم المالي وغير ذلك من الأمور كلها التي ليست تقليدية بالمرة؟

محمد جودت: تُبادر بتقييمها في الوقت المناسب. وبالتالي، فالمشكلة التي تعيب الرأسمالية هي أننا نبدأ بخطة العمل. لكن مختبر جوجل إكس يبدأ بالمشكلة. فإذا كانت هناك مشكلة بحاجة إلى حل، فلا بد أن هناك وسيلة لجني المال لا محالة. إذا كنت تعلم أن هناك تكلفة تلوح في الأفق، فستكون هذه التكلفة ضئيلة في البداية مقارنة بحجم شركة جوجل. فتكليف مهندسين بمشكلة واحدة لأربعة أسابيع لن يؤثر سلبياً على شركة جوجل، وتكليف ستة أشخاص من المجلس التنفيذي بمراجعة خطة العمل 16 مرة للمصادقة على قيام مهندسين بتلك المشكلة لأربعة أسابيع أمر ساذج، والفكرة تتلخص في السؤال التالي: هل يمكنك أن تدرك ذلك بحق؟ هل بوسعك المبادرة وحسب، وتوفير الاحتياجات المطلوبة؟ على أمل أنه لو كان الأمر يستحق المجهود المبذول، فإننا نضاعف جهودنا. وإن لم يستحق المجهود، فإننا نجهضه.

كيرت نيكيش: كيف كنت تقرر إن كان أحد الأمور لا يستحق أن تبذلوا عليه أي مجهود؟

محمد جودت: عادة ما تتخذ فرق العمل هذا القرار. ويتم ذلك، بإعطاء الناس الثقة في أنفسهم. فنحن نخبرهم أنهم ليسوا بحاجة لأن يعملوا على مشروع والادعاء أنه ناجح لأن هذا جزء من عملهم، بل نخبرهم أن بوسعهم الاستمتاع بتحدٍ آخر على الفور إذا صرحوا لنا بأن هذه الفكرة ليست مجدية. فكانوا يأتون إلينا ويقولون: “كنا نأمل أن تفلح هذه الفكرة. هذه التقنية المبتكرة ليست جاهزة بعد. وقد يستغرق الأمر فترة أطول كي تصل إلى مرحلة النضج”. وبالتالي، كنا نرد: “ما هو المشروع التالي الذي تودون العمل عليه؟”.

كيرت نيكيش: عندما يبوء شيء بالفشل، كيف تتعامل مع مشاعر الموظفين؟

محمد جودت: كان أسترو تيلر، رئيسنا التنفيذي، يقيم احتفالات يشارك فيها الموظفون بنهاية مشروع ما في اجتماعنا نصف الشهري على مرأى ومسمع من الجميع. ويُعتبر تصرفه هذا خطوة جريئة للإقرار بأن شيئاً ما لم يفلح، لا لأننا لم ننجز عملنا على الوجه الأكمل، وإنما لأن الفيزياء أحياناً ما تعاندنا. الأمر أشبه، باستحالة الإبقاء على شيء ما محلقاً في الجو لفترة زمنية أطول دون وقود بداخله، أو أيما كان. إنّ الأمر في جوهره حرفياً ثقافي، فإذا كانت الثقافة تشي بأنني بحاجة إلى التظاهر بأن كل شيء على ما يرام طوال الوقت، وهي ظاهرة أميركية بامتياز إذا جاز لي القول، فستتصرف وفقاً لادعائك هذا ولن يكون هناك شيء على ما يُرام قط. أما إذا كانت ثقافة الشركة مفادها “مهلاً، هذه الفكرة فاشلة. أيمكنك أن تمد يد المساعدة؟ ما من أحد يمكنه المساعدة؟” فهذا يقتضي إجهاض الفكرة من أساسها.

كيرت نيكيش: كيف كنت تلك الاحتفالات؟

محمد جودت: كان الموظفون ينالون علاوات، وكنا نفتح زجاجات العصير.

كيرت نيكيش: يبدو هذا رائعاً.

محمد جودت: لا شيء يعيب الفشل. أليس هذا ما طالما قرأناه في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو؟ وأعتقد أنك لو نقلت هذه الفلسفة إلى حياتك الشخصية، فإنك ستأخذ الأمور إلى منحى مثير بالفعل.

كيرت نيكيش: كيف ذلك؟

محمد جودت: أقول بصراحة إننا نعيش حياتنا الحديثة مثقلين بشدة بأوهام ليست صحيحة. ومن بين أكبر تلك الأوهام، وهو ما أصرح به دائماً على الملأ في حواراتي المتعلقة بالسعادة، هي أن ثاني أبرز سبب للتعاسة في عالمنا الحديث اليوم هو الغرور. إنها تلك المحاولة المستمرة للتظاهر بأنك على غير حقيقتك؛ أي كأن تفهم أن نظرية الألعاب ستبوء بالفشل بغض النظر عن الطريقة التي تلعب بها. لأنه إذا وافق الناس على غرورك، فإنهم يوافقون على شيء يخالف طبيعتك وذاتك، وإذا رفضوا غرورك، فستدور في حلقات مفرغة لا نهاية لها كي تثبت شيئاً مخالفاً لواقعك. وهذا مجهود مضن وخيبة أمل كبيرة. وبالتالي، يكفيك أن تستوعب ذاتك دون غرور ودون الأقنعة التي ترتديها. قد تعتقد أحياناً أنه في سياق أسلوب إداري محدد، على الموظفين الحضور في الساعة التاسعة بالضبط، وإنجاز أعمالهم بطريقة محددة، وإنهاء أعمالهم في السابعة مساء، وأنّ هذه هي الطريقة المثلى لمزاولة الأعمال. أتعلم؟ يمكن أن تكون هذه الطريقة بشعة إذا كنت تعمل في شركة متخصصة في التصميم. إننا نميل إلى تصنيف أشياء على أنها صالحة وأخرى على أنها طالحة. ولكن، هذه هي عقلية القطيع. فلا وجود لمبدأ إما صالح أو طالح. هناك تواؤم بين شخصك وشيء ما، وإذا تخليت عن غرورك وركزت على جوهرك الحقيقي وما بوسعك إنجازه بشخصيتك كما هي على طبيعتها، فسيكون هناك شيء مذهل يمكنك إنجازه بشكل متفرد ولا يقدر غيرك على إنجازه. أتعلم؟ لن يكلل العمل بالنجاح وحسب، بل سيكون المرء أسعد حالاً وهو يقوم به أيضاً.

كيرت نيكيش: متى تعلمت التخلي عن غرورك؟

محمد جودت: ما زلت أتعلم في كل يوم من أيام حياتي. فأكبر مشروعاتي اليوم وطوال الأربع سنوات ونصف الماضية على الإطلاق كان أن أقهر أوجه غروري واحداً تلو الآخر.

كيرت نيكيش: لكنه ليس المشروع الطموح الحالم.

محمد جودت: إنه مشروع طموح عملاق. وهو أكبر مشروع يتعين عليك القيام به على الإطلاق. وبالتالي، كما ترى، دائماً ما أرتدي قمصاناً قصيرة الأكمام رائعة. وقد تعتقد أنّ هذا المظهر لا ينبئ بالغرور. وتحدث نفسك قائلاً: “إنه إنسان بسيط جداً”. لا، هذا لون من ألوان الغرور. إنني أوحي إليك غروراً مني أنني بسيط. وهناك فرق شاسع بين أن تُحدث نفسك قائلاً: “مهلاً، أنا إنسان بسيط. فإنّ مظهري يتماشى مع وادي السيليكون”. إنّ هذا ضرب من الغرور. إنه كذلك حقاً. والواقع أنّ الغرور بألوانه سيظل عالقاً بنا. وبيت القصيد هو: أيمكن أن أنفك عنه؟ أيمكن أن أسيطر على غروري ولا أسمح له بأن يتملكني؟ أيمكن ألا أؤمن به؟ عندما نفعل ذلك، فإننا نرتقي بحق إلى حالة يُطلق عليها المتصوفة اسم “الموت قبل الموت”. إذا تعمقت بحق في معنى الموت، فستجد أن الموت يعني أن تترك كل ما هو مادي وراء ظهرك، وأن تتخلى عن العالم المادي وكل أوهامه. وهل هناك وسيلة تستطيع من خلالها أن تنتزعه من قلبك أولاً قبل أن تُرغم على أن يُنزع منك عندما تلقى حتفك؟ وهذا تمرين على التأمل في الذات والاستبطان سيستغرق منك وقتاً طويلاً كي ترى جوانب غرورك، ثم تتخلى عنها الواحدة تلو الأخرى، والقناع تلو الآخر.

كيرت نيكيش: كانت هناك حالة وفاة في حياتك دفعتك، إلى إطلاق مشروعك الطموح الحالم الشخصي. أيمكنك أن تطلعنا على تفاصيل هذه المرحلة من حياتك؟

محمد جودت: مع الأسف فقدت ابني علي، لكنني لا آسف على إطلاقي للمشروع الطموح الحالم. فهذان وجهان مختلفان تماماً للعملة نفسها. جاء تشخيص حالة ابني التهاب بسيط في الزائدة الدودية استلزم استئصالها، وهي أبسط عملية جراحية يعرفها البشر، غير أنّ خمسة إجراءات متعاقبة باءت بالفشل فخسرناه. وحتى اليوم، بعد وفاته بأربع سنوات ونصف، ما زال الألم مبرحاً. ولا يسعني حتى أن أصف حجم الألم.

كيرت نيكيش: أنا آسف. كلنا آسفون!

محمد جودت: لا تأسفوا. علي في مكان رائع الآن، وأنا على يقين من أنني سأموت أنا الآخر. ومن ثم، فأنا بخير حال. وهناك طريقة مثيرة جداً كي نبدأ جميعاً في رؤية الحقيقة. وعندما ترى الحقيقة، تتساءل فجأة: “علام كل هذه الجلبة؟”. أعني أنني يمكن أن أعيش لعشرين سنة أخرى أو يمكن أن ألقى حتفي الليلة، ولا يوجد ما يضمن قط أنني سأبقى على قيد الحياة حتى الغد. سأذهب إلى المكان الذي أمسى علي فيه. إن مشكلة فقدان طفل تتعلق بك أنت، لا بطفلك. المشكلة تختص بقلبك الذي ينفطر بسبب افتقادك له. المشكلة تتعلق بقلبك الذي ينفطر من فرط شعورك بأنك كان ينبغي أن تحميه بشكل أو بآخر، وهذا وهم محض. على أي حال، رحل علي عن عالمنا. وبالتالي، بدلاً من أنّ أغلق عليّ بابي وأجهش بالبكاء طوال الـ 27 عاماً المقبلة، قررت أن أفعل أكثر شيء مستبعد على الإطلاق. وعليه، عملنا على نموذج للسعادة طوال 12 عاماً، وهو كما تعلم رؤية مهندس للسعادة المسترشدة برجل نبيل كانت السعادة مكوناً فطرياً في شخصيته. وبالتالي، دونت النموذج على الورق بهدف محدد، على غرار رجال الأعمال. وحدثت نفسي بأن هدفي هو إدخال السعادة على 10 ملايين شخص. إذا نسج 10 ملايين إنسان نموذج علي للسعادة، فسأكون قد كرمت ذكراه، وبطريقة ما آمل أن ينتابني شعور أفضل بعض الشيء بأنه لم يرحل هباء.

كيرت نيكيش: إنني أشعر بالفضول وحسب، كما تعلم، بأن الأمر كان مختلفاً عن الكشف عن حاجة ما ومن ثم كتابة خطة عمل أو ابتكار تقنية ما لسد تلك الحاجة. إنّ الأمر أشبه بمزيج من تجربتك الشخصية وحنكتك المهنية التي اكتسبتها على مدار فترة طويلة في أماكن رائعة. كيف كنت تفكر في ذاك الأمر آنذاك؟

محمد جودت: هناك طريقة ووسيلة تستطيع أن تتبعها للتأمل وتجد السلام الداخلي بحق. في الديانة البوذية، يشبه الأمر 17 عاماً من التأمل. وبعدها، تزيد 3 سنوات أخرى في ممارسة أخرى لا أعلمها. ما من أحد منا لديه الوقت اللازم لذلك. وعليه، فهناك طريقة ملفتة لأن نتساءل في عالمنا الحديث الذي نحيا فيه قائلين: “أهناك وسيلة مختلفة أستطيع بها أن أعثر على السعادة عبر المهارات التي اكتسبتها في العالم الحديث؟”. والواقع أنّ ثلاثة من بين أربعة أشخاص ستلتقي بهم في الولايات المتحدة تعلموا إعلاء المنطق والتفكير التحليلي كأولويتين على ذكائهم العاطفي. ومن ثم، فإنّ منهجي نشأ نتيجة 12 عاماً من البحث عن ذاتي كشخص تعلم أن يُعلي من ذكائه كأولوية، وتواصل أساساً بلغة تناسب العالم الحديث. وبالتالي، بدلاً من الترويج للتأمل، أتحدث عن كيف تكون موجوداً روحاً وجسداً في غرف اجتماعاتك، وكيف تكون موجوداً روحاً وجسداً مع أطفالك. وأتحدث عن كيف يمكنك أن تنجز هذا وتفعل ذاك بطريقة أظن أنها ربما تسمح لي بأن أمارس التأمل 16 ساعة يومياً بدلاً من 10 دقائق في الصباح. أليس كذلك؟

وعندما تبدأ في تبني هذا النهج؛ فتقول إنك ستستخدم هذه الأداة المختلفة وتلك التقنية المختلفة، فإنّ هذا النهج سيفلح  بالتأكيد. إن السعادة يمكن التنبؤ بها جداً. في كتابي “حل للسعادة”، أستعين بمعادلة لأصف لكم تحديداً آلية عمل المخ لإضفاء شعور بالسعادة ولإضفاء شعور بالتعاسة. إذا كانت السعادة يمكن التنبؤ بها، فربما كانت هنالك طريقة يمكنك بها فهم أسباب فقدان المعادلة لتوازنها، وإزالة تلك الأسباب المؤدية إلى اختلال شكلنا المادي الذي يفضي بنا إلى التعاسة. غير أنّ الأمر يتطلب استثماراً لوقتك. بالضبط كما يتردد كثير منا، على صالة الألعاب الرياضية أربع مرات في الأسبوع ليحافظوا على لياقتهم. كم منا يكرس ساعة كل يوم ولثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً في مشاهدة مقطع فيديو عن السعادة، أو في مناقشة الموضوع أو يخصص وقتاً ليلتقي بالسعداء بشكل واضح للتعلم منهم؟ إننا لا نستثمر في ذلك، ومع ذلك فإننا نتوقع أنّ العالم سيتكفل بنا بطريقة سحرية ما، وأننا سنعثر على السعادة. لكن، هذه ليست الطريقة التي تجري بها الأمور.

كيرت نيكيش: إذاً، أهذا هو ما تعتبره مشروعك الشخصي الطموح الحالم؟

محمد جودت: مشروعي الشخصي الطموح الحالم هو إرشاد مليار نسمة إلى هذا الدرب وهذا المسار. أعرف أن بعضاً منكم قد يحسبني مجنوناً. فالمليار ليس بالرقم الجنوني مطلقاً في عالم اليوم. جرى العرف على أن نتندر في مرحلة ما، ونزعم أن الأمر استغرق من المسيح 2000 سنة للوصول إلى مليار نسمة، بينما استغرق الأمر من لاري بيج 15 سنة فقط لا غير، أليس كذلك؟ إنّ شبكة الإنترنت تُمكّن الناس فعلاً. حيث إنه بطريقة ما، أصبح لدي الآن ما يربو على 200 مليون مشاهدة، وبالتالي، فالسر هو أنّ هناك ثلاث خطوات نحو إسعاد مليار نسمة، وتلك الخطوات ليست معقدة البتة في واقع الأمر. إنني أحاول أن أقول للناس إن السعادة هي حق طبيعي لهم. فقد وُلدتم سعداء. والسعادة من الممكن التنبؤ بها لدرجة أنها يمكن أن تكون عنصراً من عناصر معادلة رياضية. وإذا استثمرت فيها، فإنك ستصل إليها. والخطوة الثانية هي أنني أطلب من الناس الاستثمار في السعادة فعلياً. وبعدها، ستكتشف أن هذا هو المفتاح بحق. يكاد يكون هذا هو شق رجل الأعمال في شخصيتي. إننا بحاجة إلى أن نعمر قلوبنا بالتعاطف، ونريد للآخرين أن ينعموا بالسعادة لأن عالمنا لن ينجح بخلاف ذلك. إننا بحاجة لأن نشعر في قرارة أنفسنا أنّ الأمر لا يقتصر على شعوري أنا بالسعادة، بل يتعلق بجوهره باطلاع أختي وأعز أصدقائي على شعوري بالسعادة. وإذا أخبر كل واحد منا شخصين أخبرا بدورهما شخصين آخرين، فلك أن تتخيل المحصلة الحسابية. وهذا هو التعريف المطلق للوظيفة الأسيّة. فهي تضاعف، وفي تقديراتي الحسابية للوضع الذي نحن عليه الآن، سيستغرقنا الأمر خمس سنوات للوصول إلى مليار شخص.

كيرت نيكيش: وكيف تضع ذلك موضع التنفيذ؟ أهذه مجرد شركة ناشئة؟ كيف لك أن تقيس الأشياء والبيانات وكل هذه الأمور؟ أليس هذا عمل باعث على الضجر وحسب؟

محمد جودت: هذه ليست بالشركة الناشئة، بل مؤسسة غير ربحية، إذا وصلت إلى مليار نسمة بنهاية هذا المشروع وأفلست تماماً، فظني أن هذا سيكون استثماراً عظيماً جداً لحياتي. وأقول أيضاً في حقيقة الأمر إن النجاح يكمن في وصولنا إلى مليار نسمة، وأن يطويني النسيان بالكامل. كيف إذاً أضع ذلك موضع التنفيذ؟ هناك ما يتجاوز الكتب بكثير فيما يتعلق بالطريقة التي يمكنك بها بث المعلومات في العالم اليوم. وبالتالي، فقد رحلت عن شركة جوجل في مارس/آذار 2018، لكن حتى ذاك التاريخ كنت أحاول إنتاج أكبر كم ممكن من المحتوى المرئي ومحتوى النشرات الصوتية، وهي سبل أكثر فعالية بكثير لنشر المعرفة اليوم. وبينما نتحدث الآن، أعكف حالياً على تناول عدد كبير جداً من زوايا موضوع السعادة تمتد من التطبيقات والتقنية وحتى محتوى المعلمين القابل للبحث ومحتوى المعلمين الروحانيين حول العالم وصولاً إلى وسيلة لتقدير قيمة السعادة على سلسلة الكتل (بلوك تشين). وبالتالي، إذا تطلعنا إلى هذه المعطيات مجتمعة، سنكتشف أنّ المفهوم السائد هو: أيمكنني أن أعطيك الشعلة كي يستقر رأيك فعلاً على تفضيل سعادتك، ثم أعطيك الأدوات الضرورية بلغتك المحلية كي تمسك بزمام الأمور؟ أنا لن أمسك بيدك لأن المهمة هي إسعاد مليار نسمة، لا 6 مليارات نسمة، ولا 7 مليارات. وعليه، فبحكم تعريف عملي، فأنا أبحث عن الذين سيعلون من أولوية سعادتهم والإمساك بزمام حياتهم، وهم أقرب إلى رواد أعمال السعادة، وعندما يمسكون بزمام حياتهم، سيتمكنون من أن يصبحوا سفراء يروجون لهذه الفكرة، فلا يصبح باستطاعتهم الإمساك بزمام أمورهم وحسب، بل سيتسنى لهم أيضاً حيازة نصيبهم في مخطط بونزي، وأعني مخطط بونزي الإيجابي، والتأثير بسعادتهم في مليون نسمة.

كيرت نيكيش: عندما تزاول هذا العمل الذي لا تعتبره عملاً، إلى أي حد يُذكرك بعملك في مختبر جوجل إكس؟

محمد جودت: إنني أستغل كل ما تعلمته في شركة جوجل ومختبر جوجل إكس هنا. وبالتالي، فإن فكرة فهم الويب برمتها واستيعاب طبيعة عمله لن تدخل عقلك بأحسن من إلمامك بها عندما تكون داخل شركة جوجل. لكن، هناك أيضاً فكرة أن هذا العمل، لا يتعلق في جوهره بالمال. وبالتالي، فجزء مما أزاوله من عمل الآن هو أنني أحاول بناء قيمة اقتصادية إضافية بحيث يستطيع بعض الناس التعامل مع السعادة انطلاقاً من كونها مصدراً اقتصادياً للدخل. إنني أحاول أن أحث الناس على فهم أنه بقدر ما كانت المعرفة مهمة جداً لنا حتى أن جوجل أمست جزءاً من حياتنا بشكل يومي، فإن السعادة مهمة جداً لنا هي الأخرى. فهذه هي طبيعة عملنا الافتراضية. وهي أن يكون المرء صحيحاً معافى، وهي بنّاءة أكثر بنسبة 12% من التعاسة وما شابهها من مشاعر.

وبالتالي، عندما نفهم ذلك، سندرك أنني أريد للناس أن يتبنوا السعادة لا كجزء من يومهم، بل كأولوية قصوى في حياتهم. سيتساءل أغلب المسيّرين – من خريجي هارفارد أو رواد الأعمال أو المهنيين – بقولهم: “عم تتكلم؟ إن هذا لأمر باعث على الخمول والتبلد”. لا، ليس كذلك. فأنا لا أزعم أنّ السعادة تعني أن ينطلق المرء لركوب الأمواج كل صباح. وإنما أقول إنّ السعادة أشبه بإيجاد السلام بداخلك متى كان كل ما تقوم به يومياً هو الشيء الذي من المفترض أن تضطلع به بحيث يجعلك سعيداً، وإذا اتخذنا هذا القرار، أي إذا وقع رأينا على هذا الخيار على اعتبار أننا أفراد جميعاً، فإنّ الأمر أشبه أساساً بإعلائنا للمعرفة عندما استخدمنا جوجل. إننا نعلي من أولوية السعادة عندما نبحث عن وظيفتنا التالية، ونعلي من أولويتها عندما نكرس وقتاً لعائلاتنا، إلخ. فكر في أثر ذلك، وهذا ليس بالأمر التافه مطلقاً. إذا جعلت المال أولويتك لوظيفتك التالية، فإنك ستخضع لمقابلة شخصية لقاء 100 دولار أكثر من مرة. أما لو جعلت السعادة أولويتك في بحثك عن وظيفتك التالية، فستفعل شيئاً مختلفاً كلياً. والآن، قليلون جداً منا، على الرغم مما نتحلى به من ذكاء، لا يقدمون قط على هذا الخيار. إننا دائماً وأبداً نُعلي من أولوية أشياء أخرى بسبب الوعد الذي قطعه لنا آباؤنا إذ قالوا: “ارتادوا المدرسة وكدوا في دراستكم واحصلوا على أعلى الدرجات والتحقوا بجامعة هارفارد ونالوا درجة ماجستير إدارة الأعمال، وافعلوا هذا وافعلوا ذاك، ثم كدوا في عملكم ثم افعلوا ذلك. وبعد 15 عاماً، ربما تكون جهودكم قد كللت بالنجاح، وعندما تصيبون نجاحاً ستشعرون بالسعادة لا محالة”. ماذا؟ كم عدد الناجحين البائسين من حولك؟ إن نظرية أن الكد في العمل يفضي إلى النجاح صحيحة، غير أن نظرية أن النجاح يفضي إلى السعادة هي نظرية كاذبة. إنّ أنجح الناس في العالم اليوم هم أناس يعشقون قطعاً ما يقومون به من عمل. وإذا بلغت هذا المبلغ، فسوف تصيب نجاحاً، وبالإضافة إلى ذلك ستكون سعيداً بما تقوم به من عمل، فلا تنتظر السعادة عندما تبلغ وجهتك.

كيرت نيكيش: أشكرك شكراً جزيلاً يا محمد على هذا الحوارك مع برنامج “آيديا كاست” المقدم من هارفارد بزنس ريفيو. لقد كان حواراً شيقاً بحق تحدثنا فيه عن قصة محمد جودت و “جوجل”.

محمد جودت: شكراً لك.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!