هل ينبغي أن تخبر مديرك الجديد بأن رعاية بعض أقاربك تقع على عاتقك؟

4 دقائق
مسؤوليات تقديم الرعاية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: قد يكون تولّي مسؤوليات تقديم الرعاية غير المتوقعة مهمة صعبة عندما تعمل في وظيفة تحبها، لكن ماذا لو كنت على وشك تغيير وظيفتك؟ يُعتبر اتخاذ قرار بشأن الإفصاح عن مسؤوليات تقديم الرعاية أو إخفائها في أثناء البحث عن عمل قراراً شخصياً ينطوي على مخاطر لكلا الطرفين. ابدأ عملية اتخاذ القرار بمراعاة احتياجاتك الحالية. أيٌ من مسؤولياتك ثابتة وأيها مرنة وأيها غير معروفة؟ وهل حالة الشخص الذي تقدّم له الرعاية دائمة أم أنها آخذة في التطور أم تسوء بين الفينة والأخرى؟ وبمجرد أن تعرف احتياجاتك، قارنها بالأوصاف الوظيفية للمناصب التي تتقدّم إليها. وعندما تجد تطابقاً محتملاً، ثقّف نفسك حول ثقافة الشركة، كأن تفهم ماهية الامتيازات الرسمية، والأمور غير الملموسة، مثل مدى أهمية وقت المقابلة المباشرة أو مدى دعم الشركة لاحتياجات الأسرة. أخيراً، يجب أن تكون واضحاً بشأن توقعات مديرك، إذ سيكون لمديرك المباشر التأثير الأكبر على تجربة عملك.

 

التقطت هاتفي ورأيت إشعاراً نصياً من صديق عزيز كتب فيه: “والدتي في حالة سيئة، لم يعد من الممكن أن تبقى بمفردها. أنا أجهز غرفة نومها في الطابق السفلي لتنتقل إليها. لكنني قطعت شوطاً طويلاً في مقابلات العمل، ماذا عساي أن أخبرهم، أم أتكتم على الموضوع؟ الأمر محيّر وأشعر بالقلق”.

ولا تُعتبر حالة صديقي نادرة، بل يتولى ما يقرب من 3 من كل 4 موظفين مسؤوليات تقديم الرعاية، وذلك وفقاً لبحث أجراه جوزيف فولر ومانجاري رامان، ويشعر معظمهم حتى أن المسؤوليات تلك تعرقل تطلعاتهم المهنية.

فمعظمنا يهرع إلى قبول عرض الانتقال الوظيفي المثالي، ويسعى إلى التأقلم بسرعة وتحقيق النتائج، ويحاول بناء الثقة وسمعة مهنية راسخة.

لكن قد تكون مسؤوليات تقديم الرعاية غير متوقعة. وقد لا تعرف ماهية المسؤوليات التي ستترتب عليك تجاه أحد أفراد أسرتك أو وقتها، وهو ما يصعّب عليك توقّع تأثيرها المحتمل على عملك، لا سيّما عندما تكون سعيداً في وظيفتك، وقد يزداد الأمر صعوبة حتى عندما تتطلع إلى الانتقال إلى وظيفة جديدة.

هل عليك الإفصاح عن مسؤوليات تقديم الرعاية لصاحب عمل مرتقب إذاً؟ ومتى؟ ليس هناك إجابة صحيحة وأخرى خاطئة، بل عليك اتخاذ القرار الأفضل لك استناداً إلى تفاصيل موقفك. وأنصح بناءً على تجربتي كمسؤولة تنفيذية للموارد البشرية، ومديرة توظيف، وأم عاملة، بالبدء بجمع بعض المعلومات:

1. حدّد احتياجاتك الحالية

حدد مسؤوليات تقديم الرعاية المطلوبة منك وصنّفها إلى مسؤوليات ثابتة أو مرنة أو غير معروفة. على سبيل المثال، قد تضطر إلى حضور مواعيد طبية أسبوعية ثابتة أيام الاثنين عند الساعة الثالثة مساءً، لكنك قد تتمتع بقدر أكبر من المرونة في تحديد مواعيد أخرى بشأن احتياجات العمل الإلزامية.

قد تضطر أيضاً إلى التفكير في الموقف الحالي، هل الحالة الطبية للشخص الذي تتولى رعايته دائمة أم أنها آخذة في التطور أم أنها تسوء بين الفينة والأخرى؟ ما هو التشخيص الطبي والإطار الزمني؟ هناك نقطة مهمة يجب مراعاتها إذا كنت تؤمن بضرورة حصولك على إجازة لتلبّي واجبات تقديم الرعاية، فبموجب قانون الإجازات العائلية والطبية (FMLA)، يجب أن تعمل لدى المدير مدة 12 شهراً على الأقل قبل طلب الإجازة.

وبمجرد أن تكتب احتياجاتك، يمكنك مقارنة مسؤولياتك بالمتطلبات الأساسية للوظائف التي تتقدّم إليها لتقيّم مدى التوافق الوظيفي. على سبيل المثال، قد لا تكون وظيفة البيع بالتجزئة التي تلتقي بها الزبائن وتنطوي على ساعات عمل ثابتة أو تتطلب سفراً متكرراً مناسبة لاحتياجاتك.

2. ثقّف نفسك حول ثقافة الشركة

يمكنك جمع كثير من المعلومات عن الثقافة من خلال قراءة وصف الشركة لنفسها وقيمها والتعرف على حزمة امتيازاتها. اطلب هذه الوثائق وراجعها بعناية. واستفسر عما إذا كانت الشركة تقدّم خدمة رعاية المسنين أو الأطفال في مكان العمل، مثل برامج الإحالة، وخطط رعاية الأطفال البديلة أو الاحتياطية المخفّضة، والإجازة المدفوعة الأجر، أو مجموعات دعم الموظفين.

يمكنك أيضاً الاستفادة من شبكتك للتحدث مع شخص عمل في الشركة لفترة من الوقت. يمكنهم إخبارك عن مقدار وقت المقابلة المباشرة، ومقدار الدعم الذي تقدّمه الشركة فيما يتعلق بقضايا الأسرة والنزاع بين متطلبات العمل والحياة الشخصية، وماهية التوقعات بشأن العمل من المكتب.

وستكون أي معلومات تجمعها بشأن هذه القضايا مفيدة للغاية في تحديد نهجك. ويُعد الظهور ووقت المقابلة المباشرة عاملان مهمان في ثقافات معينة، وقد تولّد الاستياء أو تواجه مشكلة تحيز التقارب إن لم تكن حاضراً في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. ولا بدّ لك بالتالي من تحديد هذه العوامل المهمة وأخذها في الاعتبار عند إجرائك بحثاً عن الشركة.

3. افهم توقعات مديرك

على الرغم من أن ثقافة الشركة مهمة، سيحدد مديرك المباشر في النهاية خبرتك الأساسية في العمل، بما في ذلك مقدار التعويضات وفرص التقدم. وقد يكون طرح هذه الأسئلة في أثناء مقابلتك مفيداً في توجيه قرارك.

  • ما هي متطلبات وظيفتي الأساسية؟
  • كيف تقيس النجاح؟ (قد ترغب في النظر في المقاييس المستندة إلى النتائج بدلاً من المعايير الغامضة أو الذاتية).
  • هل سيكون العمل عن بُعد أم هجيناً أم في المكتب؟ هل هناك أي تغييرات مستقبلية متوقعة على تلك الخطة؟
  • هل ساعات العمل ثابتة أم أنها مرنة؟ هل يعمل بعض أعضاء الفريق وفق جداول عمل مرنة؟ (استفسر عن التفاصيل).
  • هل هناك اجتماعات إلزامية للموظفين أو الشركة في أوقات محددة؟ إذا فاتني حضور اجتماع ما، فهل يمكنني الاستماع إلى التسجيل، أم أن هناك طريقة أخرى لتعويض ما فاتني من معلومات؟
  • هل أتمتع بالاستقلالية في عملي، أم أن مهامي تتطلب الاعتماد على فرق وزملاء متعددي التخصصات؟
  • ما هي الطريقة المفضلة لتلقي تحديثات عن حالة العمل (المراسلة أم البريد الإلكتروني أم الاجتماعات)؟

يُعتبر اتخاذ قرار بشأن الإفصاح عن مسؤوليات تقديم الرعاية أو إخفائها في أثناء البحث عن عمل قراراً شخصياً، لكنه قرار ينطوي على مخاطر لكلا الطرفين. وقد يخشى بعض مقدمي الرعاية أن يعتبرهم مدراؤهم أقل اجتهاداً أو كفاءة في حال أفصحوا عن مسؤوليات الرعاية المتطلبة منهم. من ناحية أخرى، إذا قررت عدم الإفصاح عن تلك المسؤوليات، فقد تشعر بالتوتر والقلق بشأن مصداقيتك عندما تضطر إلى رفض دعوات الاجتماع بانتظام بعد قبول الوظيفة.

إذا بدا مديرك الجديد ودوداً، ويشجع على الاستقلالية في العمل، وكان موجّهاً بالنتائج من حيث توقعات الأداء، فيمكنك حينها الإفصاح عن مسؤولياتك وإجراء مناقشة صريحة معه حول كيفية وضع جدولك الزمني. وأوصي بالإفصاح عن تلك المسؤوليات بعد تلقي العرض.

وإذا اخترت ذلك الحل بالفعل، فتوصي المستشارة واستشارية التوظيف إيريكا فرانك في كاليفورنيا بتوخي أكبر قدر ممكن من الدقة في محادثتك. اطرح سيناريوهات افتراضية، مثل: “تخيّل أنك اتصلت بي عند الساعة الحادية عشرة صباحاً وكنتُ في مكتب الطبيب، ماذا سيكون رد فعلك؟” يمكنك أيضاً مشاركة خططك حول كيفية تحقيق التوازن بين وظيفتك ومسؤوليات تقديم الرعاية.

لا ينبغي لأحد أن يتخذ قراراً بين مسؤوليات تقديم الرعاية والوظيفة، لكن لا بدّ من التوصل إلى حل يناسب الجميع. فالحقيقة تتطلب الثقة، والثقة تتطلب الحقيقة. هل تتوقع أن يصدّق المدير وعدك بإتمام كامل مهامك عندما تضطر إلى تولي مسؤوليات أخرى؟ عادة ما تكون متطلبات تقديم الرعاية ثابتة، لكنها قد تزداد وتقلّ خلال حياتنا. وسيكسب المدير العديد من المزايا عندما يفكر في المستقبل، ويتحلى بالمرونة في التعامل مع احتياجات الحياة الدورية، ويكسب ولاء الموظف على المدى الطويل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .