ماذا لو قرر إيلون ماسك أن يصوم شهر رمضان؟

3 دقيقة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

صيام رمضان هو أحد أركان الإسلام، وهو واجب على أكثر من 1.9 مليار مسلم. ويرتبط صيام رمضان مع مجموعة من الشعائر التي يقوم بها المسلمون، ومنها قضاء الوقت في العبادة وعمل الخير، بالإضافة إلى تجنب أفعال السوء والتحلي بالتواضع. تخيلوا أن نستيقظ على تغريدة لإيلون ماسك، يقول فيها: “قررت أن أتبع نظام رمضان لمدة شهر، وأن أحقق الاستفادة التي يعود بها هذا البرنامج، وأدعوكم إلى تجربته، فهو حتماً يستحق التجربة”.

لو حصل هذا السيناريو التخيلي، فسيكون هذا أول تموضع لرمضان كبرنامج عالمي؛ عندها لن يقتصر مفهوم رمضان على كونه واجباً دينياً بل يتحول أيضاًِ إلى علامة تجارية عالمية ليست خاصة بالمسلمين فقط. فكيف يمكن لإيلون ماسك أو غيره من المؤثرين أن يتكلموا عن رمضان وهم غير مسلمين؟ وكيف يمكنهم أن يروجوا فوائد البرنامج ليقنعوا الناس بتطبيقه دون أن يكون واجباً دينياً مفروضاً؟

دعونا نتابع في هذا الحالة الافتراضية، سنجد إيلون ماسك يكتب هذا المنشور التخيلي على إحدى الشبكات الاجتماعية:

قررت أن أتبع نظام رمضان لمدة شهر، وأن أحقق الاستفادة التي يعود بها هذا البرنامج، وأدعوكم إلى تجربته، فهو حتماً يستحق التجربة.

سأبدأ مع قواعد البرنامج. قم بتحديد يوم تبدأ به رمضان، وعليك الاستمرار في البرنامج لمدة 30 يوماً. هذه هي قواعد البرنامج التي ينبغي أن تلتزم بها خلال الثلاثين يوماً تلك:

  • يجب أن تطبق الصيام المتقطع يومياً لمدة ثلاثين يوماً: ابدأ الصيام عن الأكل والشرب مع شروق الشمس، وتناول أول وجباتك عند غروب الشمس. أثبتت الدراسات أهمية الصيام المتقطع في تخفيض ضغط الدم، تحسين مستوى السكر في الجسم، تعزيز الذاكرة، وتحسين صحة القلب. إن صيام ثلاثين يوماً في السنة سيكون له أثر إيجابي جداً على الجسم. ويمكن للصيام مساعدتك في التخلص من بعض الوزن الزائد الذي تراكم خلال العام. كما أن الامتناع عن الطعام يومياً يساعد على تعزيز القدرة الذهنية وقوة الإرادة.
    ملاحظة هامة: عندما تبدأ الأكل عند الغروب، ستكون جائعاً، لذا ابدأ بقطعة صغيرة من السكر، لتعيد توازن مستوى السكر في جسمك بهدوء، مما يجنبك الأكل بنهم. أضف إليها كأساً من الماء كي تروي عطشك وتملأ معدتك.
  • تواصل مع ذاتك الداخلية: ومارس التأمل وفن اليقظة الذهنية خلال هذه الفترة. استغل فترة الثلاثين يوماً للحصول على الطمأنينة النفسية والسكينة، ومارس العبادة إذا شئت. تساهم اليقظة الذهنية في تعزيز التركيز والإبداع والذكاء العاطفي، إضافة إلى زيادة المرونة وتحسين العلاقات مع الآخرين.
  • دعّم راحتك النفسية بالعطاء: قم بمساعدة المحتاجين، أو تبرع للجمعيات الخيرية التي تعرفها، أو حتى قم بمشاركة جزء من طعامك مع الأصدقاء أو الجيران. العطاء فعال جداً في تعزيز حبك لذاتك ومحاربة الاكتئاب وتقليل التوتر، فهو يحفز المسار الوسيط في الدماغ (مركز المكافأة) وإطلاق الإندورفين، مما ينتج عنه ما يسمى “نشوة المساعد”.

لمحة تاريخية:

صيام رمضان فرض ديني على المسلمين، وهم يمارسون هذه الشعيرة منذ 14 قرناً. أنا لست مسلماً، ولكني قررت أن أقوم ببرنامج رمضان.

دعوة إلى الشركات:

إني أدعو الشركات لدعم الموظفين الذين ينفذون برنامج رمضان. لقد أصبح العمل من المنزل أمراً مقبولاً بالنسبة للشركات، وباتت تسمح بساعات عمل مرنة، أو إجازات ترتبط بمختلف الأحداث على المستوى الشخصي. فماذا لو أتاحت للموظف 44 ساعة إضافية إذا كان سينفذ برنامج رمضان؟ كل ما نريده أن تسمحوا للموظف الذي قرر اتباع برنامج رمضان بساعتين حرٌتين يومياً يفعل بهما ما يشاء؛ فيرتاح أو يستلقي أو ينام أو يقوم ببعض الأنشطة التأملية، لكي لا يشعر بالإرهاق. إن برنامج رمضان” سيعود على الموظف بالفائدة من ناحية الصحة النفسية، ما سينعكس على إنتاجية الشركة. يمكنكم السماح للموظف بالتقدم للبرنامج مرة واحدة سنوياً.

دعوة إلى رواد الأعمال:

برنامج الثلاثين يوماً سيتيح للعديد من الأشخاص الاستفادة منه في تحقيق دخل وبناء نموذج تجاري حول رمضان:

  • “مدرب رمضان”: سيساعد الأشخاص في فهم برنامج رمضان وكيفية تحقيق أقصى استفادة منه. يمكن للمدرب أن يدرب مدربين آخرين ويصبح هناك شهادات مهنية متخصصة في “برنامج رمضان”.
  • المراكز الطبية والغذائية: تأسيس مفهوم عيادة رمضان ونشره وتوسيعه ليتضمن العلاج بالصيام والتغذية الصحية، وتعزيز قوة الإرادة والسيطرة على النفس والحياة، خاصة في ظل تحكم الأجهزة الإلكترونية وطغيان مغريات الحياة الاستهلاكية.
  • المؤسسات المالية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية: طرح منتجات تسهّل على الناس تقديم دعمهم الخيري في رمضان.
  • “مجتمعات رمضان”: يمكن للعديد من المدونين ورواد أعمال المحتوى، العمل على إنشاء تطبيقات ومنتديات تجمع منفذي “برنامج رمضان” ليتبادلوا الخبرات والأفكار والتجارب حول آلية التنفيذ.

 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .