كيف تجيب عن سؤال: لماذا تريد العمل في شركتنا؟

5 دقائق
لماذا تريد أن تعمل هنا
سفيتلانا سلطانيفا/غيتي إيمدجيز

ملخص: تحظى الأسئلة الأكثر وضوحاً، من بين جميع الأسئلة التي يتحضر باحثو العمل للإجابة عنها في مقابلات العمل، بأقل قدر من الاهتمام. صحيح أنك قد أتيت إلى المقابلة مستعداً للحديث عن أبرز نقاط ضعفك وقوتك وأفضل أوقاتك وخبراتك التي تعلمتها خلال حياتك، ولكن كيف تجيب عن سؤال عام ولكنه مباشر مثل “لماذا تريد أن تعمل هنا؟”. في هذه المقالة، يقدم الكاتب ثلاث استراتيجيات للإجابة عن سؤال المقابلات الشائع هذا ويقدم إجابات نموذجية لتستخدمها كمرجع.

 

قد تكون أصعب أسئلة مقابلات العمل أحياناً هي أبسط الأسئلة وأكثرها مباشرةً. أحدها يجب أن تتوقع أن يُطرح عليك، ويجب أن تكون مستعداً للإجابة عنه دائماً:

“لماذا تريد أن تعمل هنا؟”.

يتطلب منك سؤال المقابلة الإشكالي هذا، على غرار سؤال “حدثني عن نفسك“، التركيز على إجابة محددة دون أي أدلة أو سياق أو توجيه من المحاور. إنه سؤال مفتوح، ولكن هذا لا يعني أنه يمكنك الارتجال والإجابة عنه بأي شيء.

كيف تجيب عن سؤال المقابلة: لماذا تريد العمل في شركتنا؟

استناداً إلى خبرتي التي تمتد إلى 16 عاماً كمدرب تواصل، وباعتباري شخصاً أجرى مقابلات مع طالبي العمل ومقابلات للبحث عن عمل أيضاً، أوصي بثلاث مقاربات أساسية:

  1. عبّر عن شغفك الشخصي بمنتج الشركة أو الخدمة التي تقدمها أو رسالتها.
  2. اشرح لماذا ستكون سعيداً بالمسؤوليات التي يمثلها دورك في الوظيفة.
  3. صف كيف تتخيل أنه يمكنك النجاح في هذه الوظيفة بالمهارات والخبرات التي تتمتع بها.

يمكنك استخدام أي مزيج من هذه المقاربات الثلاث بشرط أن تكون إجابتك موجزة. إليك كيفية التعامل مع كل نهج بفعالية إلى جانب نماذج من الإجابات لاستخدامها كمرجعية.

1. عبر عن شغفك الشخصي بمنتج الشركة أو الخدمة التي تقدمها أو رسالتها.

يريد أصحاب العمل معرفة أنك متحمس لما تقدمه شركتهم، سواء كان ذلك منتجاً أو خدمة أو رسالة أو علامة تجارية. يمكنك أيضاً ربط شغفك بالقيَم الأساسية للشركة، والتي يمكنك الاطلاع عليها على موقع الشركة الإلكتروني غالباً. من المهم إظهار شغفك خصوصاً إذا كنت تتقدم لشغل وظيفة في مؤسسة غير ربحية تتماشى رسالتها مع قِيمك الشخصية.

ولكن كيف تُظهر هذا الشغف؟ تقدم مستشارة الرؤساء التنفيذيين سابينا نواز في هذا الصدد نصائح مفيدة في مقالها في هارفارد بزنس ريفيو، “كيف تظهر شغفك أثناء مقابلة العمل“. تقول نواز في المقال: “عندما تكون مشغوفاً بشيء ما، فإنه يظهر في جوانب عديدة في حياتك “. حدد هذه الجوانب في حياتك الخاصة وتحدث عنها في أثناء المقابلة. تقول نواز موضحةً: “لا يتعلق الأمر بإظهار ذلك النوع من السلوكيات الصاخبة والمثيرة للإعجاب التي تميل الشركات إلى الخلط بينها وبين الشغف، بل بإظهار الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لك “.

وتذكّر أن تشرح بوضوح سبب شغفك، وليس إظهار أنك مشغوف فقط. لقد تعلمنا جميعاً من سيمون سينك أهمية سؤال “لماذا”، والذي لا تقل أهميته في مقابلات العمل عن أهميته في مكالمات المبيعات أو في خطابات الرئيس التنفيذي الرئيسية.

أمثلة على الإجابات

فيما يلي أمثلة عن الإجابات التي تربط بشكل فعال بين العاطفة ورسالة الشركة.

  • “طوال حياتي كشخص بالغ، كنت أؤيد بشدة “كذا” لأني أعتقد أن “كذا”…”.
  • “كذا” مهم جداً بالنسبة لحياتي المهنية والشخصية لأنني أؤمن بشدة أن …”.
  • “أنا متحمس جداً لـ “كذا” ويسعدني العمل في مؤسسة أشترك معها بنفس القيم الأساسية…”.

2. اشرح لماذا ستكون سعيداً بالمسؤوليات التي يمثلها دورك في الوظيفة.

من المعروف أننا نعمل بجد أكثر ولفترة أطول عندما نستمتع بالعمل، وأي مدير يريد بالتأكيد هذا التفاني من موظفيه. لكن يقع على عاتقك إظهار هذا الارتباط بين العمل والمتعة بوضوح. يمكن التعبير عن هذا الارتباط ببساطة كقول: “كذا” هو شيء أستمتع به”، ولكن التعبير عن كيف ولماذا تستمتع به يجعل هذه النقطة أكثر قيمة وتترك انطباعاً أقوى.

أمثلة على الإجابات

فيما يلي أمثلة عن الإجابات التي تربط الوظيفة بالمتعة.

  • “سُعدت دائماً بمساعدة الآخرين على التعلم -خلال عملي كمعلم في المدرسة وخبرات التدريب التي اكتسبتها من وظيفتي السابقة- ولهذا أشعر بالرضا الشديد عن عملي في مجال التعليم والتطوير”.
  • “لقد أحببت دائماً الكتابة والتحرير، منذ الأيام التي عملت فيها في مجلة الكلية وموقع الويب الذي تدربت فيه على إدارة المحتوى، لذلك أنا متحمس لأن الكتابة جزء أساسي من هذه الوظيفة”.
  • “لقد كان تحليل البيانات متعة بالنسبة لي -ذلك التحدي المتمثل في التلاعب بالأرقام لاستخراج معلومات وأفكار مهمة منها- وأتطلع بفارغ الصبر إلى رؤية الطريقة التي سنعمل بها على البيانات في هذا الفريق”.

3. صِف كيف تتخيل أنه يمكنك النجاح في هذه الوظيفة بالمهارات والخبرات التي تتمتع بها.

لن يقوم المحاور بتوظيفك بناءً على من أنت وما يمكنك القيام به الآن فحسب، ولكن أيضاً ما يمكنك تحقيقه في المستقبل. فهو في نهاية المطاف لا يوظفك فقط، بل ينظر إليك باعتبارك استثماراً أيضاً.

عبّر عن ثقتك في قدرتك على النجاح وتطوير نفسك في الدور الذي تطمح إليه. استخدم عبارات مثل “بالنظر إلى خبرتي في “كذا”، أتخيل أنني أستطيع النجاح في …”، “أتطلع إلى استخدام مهاراتي لتطوير …” و”أعتقد أنني سأسهم بـ …”، من المهم أن تصف كيف أن تجربتك السابقة ستساعدك على البدء على الفور.

أمثلة على الإجابات

فيما يلي أمثلة على الإجابات التي تعطي لمحة عما يمكنك تحقيقه في المستقبل.

  • “أتخيل أني قادر على النجاح في هذه الوظيفة لأنني قمت بعمل مماثل في السابق وأعلم ما يحتاجه الأمر لجذب هؤلاء العملاء بالذات”.
  • “لقد وجدت أنني أعمل بشكل أفضل في بيئة تعاونية، لذلك أتطلع إلى العمل مع مختلف الإدارات لمواءمة أهدافنا وتحقيقها”.
  • “بعد أن تعلمت المزيد عن هذه الوظيفة، أثق بقدرتي على مساعدتكم في إدارة المشاريع بكفاءة وفعالية أكبر”.

كيفية الجمع بين الأساليب الثلاثة: أمثلة على الإجابات

إليك عيّنة من الإجابات بفرض أنك تتقدم إلى وظيفة تتعلق بالتسويق في شركة رعاية صحية، حيث الكتابة والإبداع والتعاون من الأولويات الرئيسية:

بالإضافة إلى وجود أطباء في عائلتي، أرغب بالعمل هنا لأنني مهتم بمساعدة الناس على التعامل مع مشكلاتهم الصحية واتخاذ خيارات ذكية بشأن أجسادهم وحياتهم. أحب أيضاً كتابة الإعلانات والتعمق في استراتيجية التحرير – خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي- وأستمتع بالعصف الذهني مع زملاء العمل للوصول إلى أفضل الأفكار الإبداعية. عندما أفكر في متطلبات هذه الوظيفة وصدق رسالة الشركة، أشعر بالإلهام إلى حد كبير وأتخيل أن بإمكاني إحداث فرق كبير.

نصيحة مهمة: كن محدداً

عند صياغة إجابتك، عليك أن تدرك أنك كلما كنت محدداً أكثر، كان صدى إجابتك عند المحاور أكبر. بالمقابل، كلما كنت أكثر غموضاً، بدت إجابتك عامة أكثر.

في المثال أعلاه، يلمح الكاتب إلى المهنيين الطبيين في عائلته، ويركز على الكتابة واستراتيجية التحرير -وليس الكتابة فقط- ويشير إلى العصف الذهني الذي يُعتبر شكلاً أكثر تحديداً من أشكال التعاون. جميع هذه الأمثلة محددة، وتضفي على الإجابة المزيد من الشخصية والفرادة.

ما هي الأشياء التي يجب تجنب قولها

من الواضح ما هي الأشياء التي يجب عدم قولها عند الإجابة على سؤال “لماذا قد ترغب بهذه الوظيفة”، ولكن الأمر يستحق الإشارة إليه مجدداً. لا تقل إنك تريد الوظيفة للأسباب التالية:

  • يعجبني الراتب.
  • تعجبني الامتيازات أو الفوائد.
  • أحب المنصب.
  • أريد العمل عن بعد أو في مكان معين.
  • لم تتمكن من الحصول على وظيفة أخرى كنت ترغب بشدة بالعمل بها.

قبل المقابلة التالية، تدرب على إجابتك عن السؤال “لماذا تريد أن تعمل هنا؟” بصوت عالٍ وليس في ذهنك فقط. ولا تنسَ أن الإجابة الأفضل هي التي تتحدث فيها أقل ما يمكن عن سبب رغبتك في العمل لديهم، وتسهب فيها أكثر عن الأسباب التي تدعوهم إلى اختيارك. إذا كنت محدداً ودقيقاً في نقل شغفك وحماستك وتفاؤلك إليهم، فستحقق الصفات التي يبحث عنها محاورك وستدفعه للقول “لهذا السبب نريد أن تعمل معنا هنا”.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .