أستاذة في هارفارد تتحدث عن كيفية الاعتناء بأنفسنا عبر إدارة وقتنا بذكاء

25 دقيقة
الاعتناء بأنفسنا
shutterstock.com/ LovArt
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إليك هذه المقابلة عن كيفية الاعتناء بأنفسنا تحديداً. أجرت هارفارد بزنس ريفيو مقابلة صوتية (بودكاست) مع آشلي ويلانز (أيه في)، أستاذ مساعد في “كلية هارفارد للأعمال”، ومؤلفة الكتاب المرتقب “الذكاء في التعامل مع الوقت: كيف تستعيد وقتك وتعيش حياة أكثر سعادة”(Time Smart: How to Reclaim Your Time and Live a Happier Life).

من المدونة الصوتية “النساء في العمل” (Women at Work)

رغم كل ما نراه على تطبيق “إنستغرام”، فإن الاعتناء بأنفسنا لا يقتصر فقط على عمل أقنعة الوجه والحصول على جلسات التدليك (على الرغم من روعة هذه الخيارات)، بل يقصد به قضاء وقتك، حتى في عملك اليومي، بأسلوب يعطي الأولوية للأشياء التي تهمك وللأشخاص الذين يهمونك. وقد أثبتت الدراسات أن هذا النوع من أشكال الاعتناء بأنفسنا يمدنا بالسعادة والقدرة على التركيز في العمل.

لكن قد نجد صعوبة في الاعتناء بأنفسنا حين يدهمنا موعد نهائي، أو إذا كنا كثيري السفر، أو نعمل تحت إمرة مدير لا يتورع عن مراسلتنا بالبريد الإلكتروني في أي وقت من اليوم. ويسرنا أن نتحدث اليوم مع الباحثة آشلي ويلانز عن المدراء وكيف يجعلون من أنفسهم قدوة حسنة في تمثيل العادات الإيجابية، وعن الموظفين وكيف يخصصون الوقت اللازم لممارسة هذه العادات، حيث تطلعنا آشلي على تجربة شخصية تعبر عما يحدث حينما لا نجعل من الاعتناء بأنفسنا أولوية لنا، فيما تتعلم “إيمي غالو” درساً مباشراً في أحد المطارات.

وإليكم مقتطفات من هذه المقابلة الصوتية المتعلقة بكيفية الاعتناء بأنفسنا تحديداً:

النص:

إيمي غالو: إيمي بيرنستين، إلى أي مدى تمارسين الاعتناء بالنفس في الوقت الحالي؟

إيمي بيرنستين: حسناً، يمكنني القول إنني أعتني بنفسي الآن بصورة أفضل مما كنت أفعل قبل أسبوع مضى، حيث أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، وأمارس اليوغا، ولا أفرط في تناول الطعام والشراب بفعل الشعور بالتوتر، وأخصص وقتاً محدداً للرد على رسائل البريد الإلكتروني، وغدوت أكثر وعياً بالحدود التي يجب عليَّ وضعها. ماذا عنكِ نيكول؟

نيكول توريس: إنني أعتني بنفسي جيداً، وإن كنت أعتقد أن الكثيرين سيختلفون معي في هذا الرأي. لا أدري إن كان زملائي في العمل سيقولون الشيء نفسه، ولا أعلم إن كان أبواي وشريك حياتي سيقولون إنني أعتني بنفسي جيداً.

إيمي بيرنستين: حسناً، ماذا عنكِ، إيمي غالو؟

إيمي غالو: الأمر يسير بصورة متقطعة. وأنا الآن في وضع جيدٍ أيضاً، حيث أمارس المزيد من التمارين الرياضية، وحصلت على بضع جلسات تدليك في الشهر الماضي. ووضعت لنفسي حدوداً بشأن استخدامي للهاتف، ولكن قد تسوء الأمور في بعض الأحيان، بل قد يستمر الحال على هذا المنوال لأيام.

إيمي بيرنستين: وبمجرد أن تفقدي عامل الانضباط في الاعتناء بالنفس، يصعب استرجاعه.

إيمي غالو: أجل، يبدو الأمر كما لو كنتِ تفتحين على نفسك أبواباً لا تسد. أجل.

إيمي بيرنستين: تفتحينها على مصاريعها.

إيمي غالو: أجل، تشعرين كما لو أنكِ في دوامة، وعليكِ أن تفرضي القواعد للعودة إلى المسار السليم.
أقصد أنه من السهل للغاية ألا تعتني بنفسك. أعني أنه عدم الاعتناء بنفسك سهل جداً. ومن المذهل أن أحداً منا يفعل ذلك.

نيكول توريس: يبدو الأمر كرفاهية في بعض الأحيان، يبدو الاعتناء بأنفسنا كمصطلح يدل على الرفاهية المحضة.

إيمي بيرنستين: ولكن لماذا يعتبر البعض عدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني في منتصف الليل ضرباً من الانغماس في الملذات؟

إيمي غالو: أو الذهاب لممارسة صف يوغا، أقصد _____

إيمي بيرنستين: أو الذهاب إلى صف اليوغا.

إيمي غالو: أجل، أعتقد أن المشكلة تكمن في تسميته بعملية الاعتناء بأنفسنا تحديداً. إنه كل فعل نقوم به لنكون على ما يُرام.

إيمي بيرنستين: أنتم تستمعون إلى المدونة الصوتية “النساء في العمل”، من هارفارد بزنس ريفيو. معكم إيمي بيرنستين.

إيمي غالو: وإيمي غالو.

نيكول توريس: ونيكول توريس. لا تنتظروا التقاط الصور للكثير من الحديث الذي سيدور هنا عن الاعتناء بالنفس، ونشرها على “إنستغرام”. فهو يختلف عن تلك المشاهد المألوفة للعارضات اللاتي يتناولن العصائر في صف تدريبات رياضية على الشاطئ محاطات بكل أصدقائهن، أو غيره من المفاهيم المثالية التي تجعلنا نشعر بالذنب تجاه عدم اعتنائنا بأنفسنا.

إيمي بيرنستين: كلا، بل سنتحرى في هذه المحادثة الأساليب الأكثر واقعية للاعتناء بأنفسنا، خاصة في أثناء العمل، فالاعتناء بالنفس يقوم على الانتباه لما يعوزنا لكي نؤدي وظائفنا على أكمل وجه، فهو يعني تخصيص ما يلزم من الوقت لتحديد الأولويات، وطلب المساعدة، والتخلي عن التوقعات غير الواقعية لمن يجب أن نكون عليه كموظفين، وبالطبع يعني الاهتمام بحياتنا وعلاقاتنا خارج إطار العمل أيضاً. ونأمل أن نتخفف من الشعور بالذنب تجاه وضع صحتنا الجسدية والنفسية على رأس أولوياتنا في حياتنا المهنية.

إيمي غالو: وقد ساعدتنا ضيفتنا الخبيرة في تقدير هذا الشكل الأبسط والألطف من الاعتناء بأنفسنا تحديداً. ويسعدنا مشاركة أفكارها ونصائحها معكم. آشلي ويلانز، مدرس مساعد بكلية هارفارد للأعمال، تحاول من خلال أبحاثها فهم الأساليب المثلى لقضاء أوقاتنا وإنفاق أموالنا إذا أردنا أن نكون في أسعد حال.

نيكول توريس: سعدنا بحضور آشلي إلى الاستوديو لإجراء هذا اللقاء معي ومع إيمي بيرنستين، وبدأنا بسؤالها عن معنى الاعتناء بأنفسنا من وجهة نظرها.

آشلي ويلانز: أعمل باحثة في مجال الرفاه الذاتي، وأدرس السعادة. وحينما أفكر في الاعتناء بأنفسنا تحديداً، فإن مؤشرات السعادة هي أول ما يخطر على بالي. هل لديّ ما يكفي من الوقت لأقضيه مع الأشخاص الذين يهمني أمرهم؟ ما مدى جودة علاقاتي الاجتماعية؟ هل أقضي معظم الوقت أتحدث في الهاتف؟ هل أنتقل مسرعة من النقطة أ إلى النقطة ب، من هذا الاجتماع إلى ذاك الاجتماع، ومن موعد المنتجع الصحي إلى موعد الغداء، فلا أستمد أي إحساس بالرضا من علاقاتي الاجتماعية؟ هل لديّ عمل ذو معنى ويشعرني بأن هناك هدفاً يمكن تحقيقه؟ ما نوعية الأعمال التي أضطلع بها في العمل؟ هل أشعر بأنني أمتلك زمام السيطرة على وقتي، وعلى جدول أعمالي، وعلى المهمات التي أنجزها؟ وهل أنا متفائلة بالاتجاه الذي تسلكه حياتي؟ لذا حين أفكر في الاعتناء بالنفس، فإنني أنظر إلى نتائجه، وهي الرفاهة وامتلاك معنى في الحياة، ثم أعود من تلك النقطة للتعرف على بعض مؤشرات السعادة.

نيكول توريس: أعتقد أن هذه نظرة مفيدة للغاية لموضوع الاعتناء بأنفسنا باعتباره مفهوماً جامعاً يمتد ليشمل العمل وعلاقاتنا مع الآخرين، فهو ليس بمجرد مفهوم تسويقي، ولا يقتصر على أقنعة الوجه وجلسات التدليك، فالاعتناء بالنفس مفهوم أكبر من ذلك بكثير، والنظر إليه من هذه الزاوية يساعدني على الإجابة عن الأسئلة التالية: كيف أجعل الاعتناء بالنفس جزءاً من حياتي؟ وما سبب أهميته في الأساس؟ دائماً ما كنت أنظر إلى العمل وموضوع الاعتناء بأنفسنا على أنهما شيئان منفصلان، والآن أعتقد أن هذه نظرة خاطئة. كنت أتساءل، ألا يُعد وضع مسيرتي المهنية على رأس أولوياتي وقضاء الكثير من الوقت في العمل ومحاولة إحراز تقدم فيه، بمثابة اعتناء بذاتي المستقبلية؟

آشلي ويلانز: أجل، إذن، أنتِ تفكرين في حقيقة أننا جميعاً لدينا أهداف واحتياجات وحوافز متعددة في الحياة. ولكني أنظر إلى الاعتناء بالنفس، بصفتي باحثة في مجال الاستفادة من الوقت، من منظور بنية أيامنا بالكامل وكيفية قضائنا لأوقاتنا، هل تدمج الأشياء التي نهتم لأمرها؟ كلما كانت طريقة قضائنا لكل يوم في حياتنا تدمج كل تلك الأشياء التي تتحدثين عنها –وهي عيش حياة مهنية ناجحة وحافلة بالإنجازات، والشعور بأنك تحققين تقدماً فيها، وتكوين علاقات اجتماعية بنّاءة، والاستمتاع بوقتك الشخصي– فسوف تصب كلها في بوتقات أو فئات مختلفة، تمثل مختلف الأشياء التي تهتمين لأمرها، والقيم التي تملكينها، والأهداف التي تسعين لتحقيقها. وأرى أن مدى توحد أو اتساق كيفية قضائك لأوقاتك في سبيل تحقيق أهدافك وقيمك وتطلعاتك هو ما يخلق لديكِ ذلك الإحساس بموضوع الاعتناء بأنفسنا بصفة عامة، ذلك الإحساس العام بالرفاهة وبوجود نوع من اللُحمة بين مختلف المكونات، ومن ثم فليس من الضروري أن يتعارض عملك مع حياتك الشخصية، وإنما هو جزء من كلٍّ. وبتحقيق ما تتطلعين إليه في أحد أوجه حياتك، وبتمتعك بمجموعة متنوعة من الدوافع، ستصيرين أكثر سعادة وصحة كشخص متكامل.

نيكول توريس: أنتِ تتحدثين عني حقاً.

آشلي ويلانز: هناك ما يكفي من البيانات لدعم ما أقول، أيضاً.

نيكول توريس: هل يتفق هذا الطرح ونظرتك لموضوع الاعتناء بأنفسنا تحديداً، إيمي؟

إيمي بيرنستين: بالطبع، إن ما تقولينه يا آشلي يلقى صداه في نفسي، وقد تعلمت أنني في حاجة لأن أعرف ما يساعدني على عيش حياتي بسعادة، وإذا كانت السعادة تعني الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية وسط يوم العمل من التاسعة إلى الخامسة –وأنا أعقف أصابعي، وأنا أقول من التاسعة إلى الخامسة على سبيل الطرفة– فلا بأس بذلك، هذا ما أنا في حاجة إلى فعله، وهذا هو الوقت المناسب لذلك الفعل، فهذا يعني أنني سأتمتع بصحة أكبر وسيكون عقلي فاعلاً بشكل أكبر، وسأكون قادرة على أداء المهمات على نحو أفضل. وأظن أنني كمديرة في حاجة أيضاً لأن أتواصل بشأن هذه المسألة مع الآخرين، وخصوصاً السيدات في مكان عملي، لأن هذا يعطيهن الضوء الأخضر أيضاً ليعتنين بأنفسهن.

إيمي بيرنستين: أجل، أجل، هذا هو الوقت الذي تقولون فيه أيها المدراء لمختلف الفئات –مثل الموظفين الأحدث عهداً بالعمل، وخاصة النساء منهم– إننا في حاجة إلى فتح قنوات التواصل وامتلاك دليل إرشادي واضح لكيفية طلب المزيد من الوقت في مكان العمل، فكيف يبدو ذلك؟ كيف تطلبين المزيد من الوقت الشخصي؟ لقد وجدنا في بعض البيانات التي جمعتها أن طلب المزيد من الوقت في العمل بخصوص المواعيد النهائية القابلة للتعديل، وجدنا أن من يفعلون ذلك من الموظفين يكونون أقل عرضة للشعور بالإرهاق الوظيفي وأكثر سعادة ويقدمون أداء أفضل، لأنهم طلبوا المزيد من الوقت، وقدموا عملاً عالي الجودة. ولكن تكمن المشكلة في أن الموظفين الأحدث عهداً بالعمل والسيدات، وهم الفئة الأكثر استفادة من الوقت الإضافي – فالسيدات في العادة يتولين المزيد من المهمات في المنزل، لذا يمكنهن تقليل الوقت الذي ينبغي عليهن قضاؤه في العمل– هم الأقل عرضة لأن يطلبوا المزيد من الوقت الشخصي لأنهم أكثر من يتوقعون تلقي العقاب جراء ذلك الطلب. ورغم أننا لا نُظهر في بياناتي العقوبات المختلفة بناءً على النوع أو وضع الموظف من حيث الحداثة أو القدم، لذا أعتقد أن هذا التواصل، وهذه الهياكل التنظيمية الواضحة لكيفية طلب المزيد من الوقت، وكيفية الاعتناء بأنفسنا دون أن نُصدر الأحكام سراً على الشخص الذي يطلب المزيد من الوقت– وهو الأمر الذي يدور في خُلد كل شخص متمثلاً في الخوف من التقييم. فإذا أخذت تلك الإجازة، وإذا كنت ذلك الشخص الذي يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية في منتصف يوم العمل، فسأكون سعيداً، ولكن لا يزال هناك شك يساورني أن ذلك الموظف الجالس في المكتب عند الزاوية والذي يعمل طوال الوقت هو من سيحصل على الترقية المرتقبة. هذه هي المسألة، نحن نعلم ما علينا فعله لنعتني بأنفسنا، ولكن كيف نطبقه على أرض الواقع؟

إيمي بيرنستين: صحيح. ولكني أعتقد أن ثمة مشكلة أخرى يجب علينا طرحها للنقاش الآن، وهي فكرة الموظف المثالي. أعتقد أن جزءاً من هذا يتوقف على إعادة تحديد توقعاتنا، وتحديد أهداف سهلة المنال بالنسبة للجميع، بدءاً من ذلك الموظف الذي يجلس عند الزاوية.

آشلي ويلانز: وينبغي أن يبدأ تطبيق هذا المبدأ من أعلى درجات السلم الوظيفي نزولاً إلى أدناها.

إيمي بيرنستين: بكل تأكيد.

آشلي ويلانز: وهناك أبحاث تثبت أن انفصال المدراء عن أعمالهم في أثناء العطلات يشجع الموظفين على الاقتداء بهم.

إيمي بيرنستين: لهذا لا ترسلين رسائل البريد الإلكتروني بعد ساعة معينة، وهي أقرب إلى 6:00 مساءً منها إلى 11:00 مساءً، ولهذا أيضاً لا ترسلين البريد الإلكتروني في عطلات نهاية الأسبوع.

آشلي ويلانز: وهذا يبعث على الحزن، فتشجيع الموظفين على الاستفادة من هذا النوع من المزايا في ثقافة العمل الأميركية، وحضهم على الانفصال عن العمل بحق، يستوجب إصدار لوائح تنظيمية تلزم الموظفين بأخذ إجازة إذا لم يطلبوها من تلقاء أنفسهم، لأن فكرة الموظف المثالي لا تزال راسخة في أذهانهم، بحيث تقول هذه اللوائح شيئاً على غرار: “من المؤسف أن أُرغمك على ذلك، ولكن إذا فتحت تطبيق “سلاك”، أو تصفحت بريدك الإلكتروني، فسيتم خصم جزء من راتبك”. يجب أن نحدد معياراً ثقافياً بعدم قبول مثل هذه التصرفات، وتنافي هذه السلوكيات مع صورة الموظف المثالي، فالموظف المثالي في الواقع هو من يعمل بكد في مكان عمله، ثم يعود إلى منزله في موعد معقول، ويتمتع بحياة رائعة حافلة بالاعتناء بالنفس خارج مقر عمله، لأن الإنسان الذي يعيش حياة متكاملة الجوانب، ولا تتمحور حول العمل فقط، يقدم أداءً أفضل.

إيمي بيرنستين: إذن، هل هناك آليات أو رسائل أخرى يمكن للمدير اتباعها للحيلولة دون الوصول إلى مرحلة “سأخصم جزءاً من راتبك إن لم تأخذ إجازة لمدة أسبوع”.

آشلي ويلانز: أجل، في بعض البيانات التي بحوزتنا وبعض الأبحاث الجاري تنفيذها، نقوم بأشياء بسيطة، مثل إعطاء الموظفين –بدايةً من أعلى درجات السلم الوظيفي وحتى أدناه– ساعتين من الوقت يمكن استغلالهما من جانب كلٍّ منهم في التخطيط لأسبوعه دون أن يقاطعه أحد، فقد حظرنا عقد أي اجتماعات خلال هاتين الساعتين، وفيهما يمكنك أن تفكر فيما هو عاجل في مقابل ما هو مهم، سواءً فيما يتعلق بالعمل أو غيره، وسنحافظ على عدم وجود مهمات في ذلك الجزء من وقتك. ويُعد هذا تدخلاً بسيطاً إلى حد ما، ونجد أن الموظفين الذين يأخذون الضوء الأخضر من المدير لتخصيص وقت في كل أسبوع لتحديد أولويات عملهم وحياتهم خارج مقر العمل، يوردون تقارير ذاتية تفيد بأنهم أكثر تركيزاً على أداء المهمات في العمل بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 40%، كما يكونون أكثر سعادة، وأقل شعوراً بالإجهاد، وأقل عرضة للشعور بتضارب الأهداف الذي تحدثنا عنه فيما سبق بين متطلبات العمل والحياة الشخصية.
نيكول توريس: ولكن ما دور المدير، إذن، إذا حاولتِ أن تتقمصي دور الموظفة المثالية التي يُحتذى بها في السلوك الجيد، وأرسلتِ رسائل بالبريد الإلكتروني في وقت متأخر من المساء، أو تصفحت بريدك الإلكتروني في أثناء الإجازة؟ ماذا لو كان لديكِ موظف، ولا أبرئ نفسي من ذلك، يرسل لك رسائل بالبريد في وقت متأخر من الليل، ورغم أنك تقولين له إنه يعمل أكثر مما ينبغي عليه، فلا يهتم بأمر نفسه؟ ماذا تفعلين كمديرة له؟ هل من مقتضيات وظيفتك أن تقولي له شيئاً بهذا الصدد، أم تجعلين الأمر يمر مرور الكرام؟

آشلي ويلانز: أعتقد أنكِ في حاجة لأن تُجري هذه المحادثة معه. وسبق أن حدث لي هذا مع طلاب أشعر بأنهم يعملون لساعات طويلة، فما يكون مني إلا أن أُجلسهم وأقول لهم: “اسمع، إنني أمتلك خبرة تفوق خبرتك بعدة سنوات، وإذا واصلت العمل بهذا الأسلوب، فسيكون لهذا أثر عكسي على المدى الطويل”. وهذا هو ما توضحه أفضل البيانات أيضاً، إضافة إلى الأدلة غير الموثقة.

إيمي بيرنستين: وبإمكان المدير أن يقول: “لماذا كنت مستيقظاً وتعمل حتى الساعة 11 مساءً؟” وقد يجيبه الموظف، قائلاً: “لأنني كنت مشغولاً خلال ساعات النهار في عمل شيء عاجل لي ولأسرتي”. وفي هذه الحالة، نحن راشدون، ونتخذ قرارات كهذه، تلك هي المرونة، ولكن في بعض الأحيان يتعين على المدير أن يقول شيئاً على غرار: “يجب ألا تشغل بالك إلى هذا الحد بما لم تستطع إنجازه خلال ساعات العمل الرسمية، اتفقنا؟”.

آشلي ويلانز: أجل، مساعدة الموظفين على تحديد أولوياتهم، وتوضيح أنك إذا أرسلت بريداً إلكترونياً في وقت غريب في المساء، فلا بد أن تقدم مسوغات تبرر ذلك التصرف، بما أن ذلك يقع خارج حدود المتطلبات الطبيعية للوظيفة. وما لم يطرأ شيء لا مناص من تنفيذه في التو واللحظة، فلا داع لعمل المرء بما يتخطى مقدار كذا من الوقت، أو أن يعمل كل هذه الساعات الطوال. أعتقد أن التواصل الفعال مع الموظفين مفيد في هذه الحالات.

نيكول توريس: أجل، بل هو أساسي.

إيمي بيرنستين: إن كل ما تقولينه يبدو منطقياً بالنسبة لما تقومين به من عمل، ولما نقوم به جميعاً من عمل. ولكن إذا كنت تعملين في تجارة التجزئة على سبيل المثال، وكان من المهم أن تحضري إلى مكان العمل بحلول الساعة 10:00 صباحاً وألا تغادري إلا بحلول الساعة 6:00 مساءً، فكيف ستتعاملين مع هذا الأمر؟

آشلي ويلانز: أعتقد أن الأمر يتوقف على فترات الراحة القصيرة، فلديّ تلك البيانات التي شاركها معي أحد المنسقين عن أحد مراكز خدمة العملاء الكبرى، حيث يجلس الموظف لتلقي المكالمات لمدة ثمانٍ إلى عشر ساعات يومياً.

إيمي بيرنستين: أجل، وهي وظيفة تحتوي على مقاييس كثيرة، فلكل شيء وحدة قياس.

آشلي ويلانز: وقد وجدوا أن أحد مؤشرات ارتفاع رضا العملاء وانخفاض الإرهاق الوظيفي هو أن الموظف صاحب أفضل أداء قد استغرق وقتاً أطول بقليل في المكالمة واستغرق كذلك وقتاً أطول بقليل في قسط الراحة بين كل مكالمة يتلقاها. لا أقصد هنا الكثير من الوقت، وإنما أتحدث عن 30 ثانية، إلى دقيقة، ولكن محاولة تشجيع الحصول على هذه الفترات الصغيرة -ففي ثقافة المكالمات تكون هذه الاستراحات مصغرة– حتى في تلك البيئات التي تتسم بالسرعة، وأنه لا بأس أن تتناول غداءك وأن ترجع خطوة للخلف وتمدد جسدك، إن تلك اللحظات البسيطة على الأقل في مجموعة البيانات التي لدينا تلعب دوراً مهماً للغاية في رفع معدلات رضا العملاء وتحقيق الموظفين للنجاح.

إيمي بيرنستين: وهذا شيء عليك القيام به بمفردك، ولا تنتظري الإذن من أحد.

آشلي ويلانز: بالنسبة للموظفين؟

إيمي بيرنستين: أجل.

آشلي ويلانز: أقصد أنه في بعض سياقات أماكن العمل هذه، قد لا يسمح المدير بشيء من ذلك، لذا عليكِ أن تقرري بنفسك أن تقتنصي هذه اللحظات وتحصلي على تلك الاستراحات المصغرة.

إيمي بيرنستين: أم أن البيانات التي ذكرتِها لتوك تعد محفزات رائعة لفتح باب النقاش، صحيح؟ اتفقنا؟

آشلي ويلانز: يعمل زوجي طبيب طوارئ، ودائماً ما يسمعني عندما أعتلي منبري وأدعو إلى ضرورة الحصول على المزيد من وقت الفراغ، والتركيز على الوقت الذي نملكه، فأجده كأنه يقول: “أنا طبيب طوارئ وأعاني من الإجهاد الوظيفي، وهناك دوماً عددٌ من المرضى يفوق ما يمكنني التعامل معه في أي وقت، فقد يصل الأمر إلى 40 مريضاً لكل طبيب، والدراسات التي تتحدثين عنها تبدو لطيفة، ولكن كيف لي أن أحصل على قسط من الراحة؟” وهذا عين ما تتحدثين عنه، أي عدم القدرة على أخذ دقيقة أو عدة لحظات للاستراحة، أو أخذ عدة أنفاس عميقة، وتقييم الموقف، والحرص على أخذ الوقت المناسب لك للحصول على قسط بسيط من الراحة، وطلب مساعدة الآخرين وإسناد بعض المهمات إلى أشخاص آخرين إذا كنت في حاجة لأخذ استراحة.

إيمي بيرنستين: كنت أتخيل، قبل هذا الحوار، أن الاعتناء بأنفسنا يتمثل في عمل جلسات التدليك والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية والحرص على تخصيص بعض الوقت لنفسك، لكن ما فهمته منكِ الآن هو أن تفعلي ما تحتاجين إلى فعله من أجل الشعور بالارتياح الكامل، وهذا يشمل الحفاظ على علاقاتك الشخصية من خلال الاعتناء بالأشخاص الذين يهمك أمرهم، بالإضافة إلى الأشياء المهمة بالنسبة إليك، أليس كذلك؟ اتفقنا؟”

آشلي ويلانز: أجل، بلى، فموضوع الاعتناء بأنفسنا يعني قضاء دقائق ولحظات وساعات وأيام من حياتكِ بطريقة تنسجم مع الأشياء والأشخاص الذين تهتمين بأمرهم.

إيمي بيرنستين: وأحياناً قد تكون تلك الأشياء غير ممتعة في لحظتها، ولكنها ضرورية بالنسبة لك بلا شك.

آشلي ويلانز: أجل، فهناك أبحاث محكمة أثبتت هذا الأمر، ففي بعض الأحيان قد يبدو الاعتناء بأطفالنا أو الاعتناء بأشخاص مرضى نهتم بهم أمراً مرهقاً لنا في لحظته، ولكن هذه هي الأمور عينها التي تجعل لحياتنا مغزى وهدفاً وتمنحنا الشعور بالانتماء.

إيمي بيرنستين: بل إن عدم القيام بهذه الأشياء في بعض الأحيان قد يمثل لكِ مصدراً للضغوط الإضافية.

آشلي ويلانز: بالضبط، لأن تفكيرك يظل مشغولاً بعدها بحقيقة أنك لم تقومي بها.

إيمي بيرنستين: أي يساورك الشعور بالذنب، فكيف إذن يؤثر الشعور بالذنب في الاعتناء بأنفسنا تحديداً؟

آشلي ويلانز: يظهر هذا طوال الوقت في أبحاثي حول سبب عدم اعتناء الناس بأنفسهم بالدرجة الكافية، ويعزى السبب إلى شعورهم بالذنب، فعندما نفكر في دفع المقابل المادي نظير شراء الخدمات التي تساعدنا على تلبية المتطلبات الحياتية اليومية، مثل تعيين عاملة نظافة بالمنزل، أو الحصول على البقالة من خلال خدمة توصيل الطلبات للمنزل، أو الاستعانة بـ “أوبر” أحياناً بدلاً من قيادة السيارة حتى تتمكني من حضور أحد المؤتمرات، ما يمكنك من قضاء بعض الوقت مع أطفالك أو شخص ما تهتمين لأمره، فإننا لا ننخرط في مثل هذه الأنواع من التصرفات، لأننا نشعر بالذنب، فقد ترسخت في نفوسنا الرغبة في أن نكون الأم المثالية والزوجة المثالية والموظفة المثالية، فرغم أننا بصدد التوجه إلى اقتصاد السوق ومعنا أموالنا التي جنيناها بصعوبة وحلول بعض هذه المشاكل اليومية، فإننا لا نواصل المضي قدماً في الحقيقة، ونحجم عن شراء الخدمات أو نحاول فعل كل شيء بأنفسنا، لأننا نشعر بالذنب، ونشعر بأننا كسالى، ونحمل هَمَّ مَن يؤدون مهماتنا نيابة عنا، فعندما نرغب في الاستعانة بآخرين في عملنا، فإننا لا نفكر في الأمر على أنه فرصة لمساعدة شخص مبتدئ على اكتساب بعض الخبرة من خلال العمل في مشروعنا، بل نفكر في الأمر على أننا نلقي بمسؤولياتنا التي لا نريد الاضطلاع بها على كاهل الآخرين، لذلك نظل دائماً في حالة ترقب شديد وتفكير مفرط بشأن مدى قيامنا بإثقال كاهل الآخرين. وهذا الأمر يؤثر على الاعتناء بأنفسنا بالفعل، فإن لم تتمكني من خلق هذه المساحة في حياتك من خلال تفويض بعض المهمات في المنزل، وتفويض بعض المهمات في العمل، فلن تتمكني أبداً من تحقيق ذاتك، وستظلين تدورين في حلقة مفرغة أبدية من الانتقال من النقطة أ إلى النقطة ب، ومن مهمة إلى أخرى. وأكبر ما يحول بيننا وبين الوصول إلى تحقيق ذواتنا هو أننا لا نرغب في طلب المساعدة، ونخاف من أننا بهذا ربما نثقل كاهل الآخرين.

إيمي بيرنستين: أجل، فتعلم تفويض المهمات، إذن، جزء من التقدم.

آشلي ويلانز: بالضبط.

نيكول توريس: إذا كنت أشعر بأنني في حاجة إلى تخصيص مزيد من الوقت لنفسي وأنني لا أركز سوى على عملي في هذه اللحظة، وأنني لا أجد وقتاً لنفسي، فكيف يمكنني توصيل هذا الشعور إلى رئيسي في العمل؟ وكيف أطلب مزيداً من الوقت، لأركز فيه على نفسي وعلى الاعتناء بها؟

آشلي ويلانز: أظن أن هذا الأمر يتوقف على رئيسك في العمل. فلدينا بعض البيانات التي تبين أنك في حاجة إلى تقديم بعض المسوغات حول سبب احتياجك إلى مزيد من الوقت، فمجرد قولك إنك مشغولة وفي حاجة إلى مزيد من الوقت لا يمكن اعتباره استراتيجية جيدة، إذ تشير أفضل بياناتنا إلى أنك قد تتعرضين للعقوبة إذا قلت: “لا يمكنني القيام بذلك، لأنني لا أمتلك وقتاً”، فجميعنا لدينا المتسع نفسه من الوقت، ومن ثم فإن الكيفية التي نقضي بها وقتنا إشارة توضح للآخرين ما نهتم به في حياتنا، لذا لا بد من توخي بعض الحذر إذا كنا في حاجة إلى مزيد من الوقت في العمل وذلك بأن نكون واضحين تماماً بشأن السبب، وأن نكون واضحين أيضاً بشأن التوقيت الذي سننتهي فيه من إنجاز العمل المطلوب، وأن نطلب وقتاً طويلاً كافياً لإتمام ما هو مطلوب منا، فإذا طلبت مزيداً من الوقت مقدماً، فإن رئيسك –حسب بياناتي– سيرى أنك تتمتعين بمزيد من الرصانة والاهتمام والوعي، لأنك تتطلعين إلى المستقبل، وتدركين بأنك لا تستطيعين إنجاز أي عمل دون أن يكلفك شيئاً من صحتك ورفاهيتك، وأنك تتصرفين كشخص مسؤول، ومن ثم تطلبين المزيد مما تحتاجين إليه فعلاً، وسيقدر المدراء هذا الأمر حق قدره، لذا فإن الحيلة الوحيدة التي تمتلكينها هي أن تمنحي نفسك الوقت الكافي كل يوم لتعلمي أنه لن يكون لديك متسع من الوقت مستقبلاً، وهنا تتجلى الأهمية الحقيقية للتخطيط، عندما لا ينصب تركيزك سوى على رسائل البريد الإلكتروني الـ 55 العاجلة الموجودة في صندوق البريد، بل يمكنك أن تعود خطوة للوراء من أجل نفسك بلا بريد إلكتروني، ولا أي اتصال، وألا يقتصر تفكيرك على كل ما هو عاجل فقط، بل فكري في كل ما يبدو مهماً أمامك ومن شأنه أن يمنحك وقتاً إضافياً للتخطيط.

نيكول توريس: تتمثل إحدى وسائل الاعتناء بأنفسنا التي يتبعها البعض في الذهاب إلى طبيب نفسي، وبات ذلك أمراً معتاداً يحدث في الغالب خلال ساعات العمل، لأنه من الصعب للغاية تحديد موعد له بعد انتهاء مواعيد العمل، وهذا أمر مكلف مالياً ويستنزف الوقت، كما أنه يحتم عليك التواصل مع مديرك في العمل بشأنه ولا سيما إذا كنت في حاجة إلى أن تقومي بهذا الأمر في منتصف يوم العمل، فلا بد لك من الانصراف من العمل في موعد معين كل أسبوع أو كل أسبوعين، فما الطريقة التي تُقدَّم بها هذه النوعية من الطلبات؟ ولا سيما إذا كان هذا الطلب متعلقاً بأمر لا نميل إلى الحديث عنه كثيراً في أماكن العمل، فنحن لا نميل إلى التحدث بشأن صحتنا النفسية، ولا مواعيدنا مع الطبيب النفسي، فما أفضل طريقة للتعامل مع هذا الأمر في رأيك؟

آشلي ويلانز: حسناً، رغم أنني لا أمتلك بيانات مباشرة تخص هذا السؤال، ولكنني أعتقد أننا في حاجة إلى التعامل مع هذا الأمر مثلما نتعامل مع أي أمر آخر، فكل ما عليك فعله هو أن تضعيه في جدولك الزمني، وألا تسمحي لعملك بأن يضيِّع عليكِ هذا الموعد، وأن تكوني على يقين بداخلك بأن هذا الأمر تحتاجين إليه فعلاً، كما أنك لست مضطرة إلى أن تبوحي بكل التفاصيل، فإذا كانت مسألة شخصية، فلا يجوز لرئيسك في العمل أن يسألك عن تفاصيلها، وكوني واضحة للغاية مع نفسك بأن هذه مسألة لن تؤجليها، وأوضحي لمدرائك بأن هذه المسألة غير قابلة للتأجيل، فربما تكون هناك إمكانية لتأجيلها قليلاً حسب مواعيدك المتاحة، ولكن عدم تساهلك في الأمر مهم حقاً، فسيساعدك على إثبات وجودك وسيضعك في موقف ممتاز، ولست في حاجة إلى الإفصاح عن الكثير من المعلومات، بل كل ما عليه فعله هو أن تكوني في غاية الوضوح مع وضع حدود واضحة، ولكن لا تجعلي ذلك مقتصراً على مواعيد الطبيب النفسي، بل افعلي ذلك مع أي أمر مهم بالنسبة لك، فلا بد أن تدرجي أنشطة الاعتناء بالنفس الخاصة بك في جدول أعمالك بالجدية نفسها التي تخططين بها لحضور أهم الاجتماعات في حياتك، وذلك لأنها مهمة حقاً ويمكننا أن نستمر في إخبار أنفسنا بأنه سيتوفر لدينا المزيد من الوقت في المستقبل، ولكننا على يقين بأنه تخطيط زائف، لذا فإننا نحتاج إلى التعامل مع أي أمر مهم حقاً بالنسبة لنا –سواء كان ممارسة الرياضة، أو تخصيص وقت للأسرة، أو الاعتناء بالآخرين، أو الذهاب إلى الطبيب النفسي– على أنه بالأهمية نفسها التي تحظى بها أكثر الاجتماعات أهميةً بالنسبة لنا، وعلى أنه أمر واضح لا لبس فيه ولا يمكن التساهل بشأنه.

إيمي بيرنستين: كما أنني كمدير لا يهمني حقاً ما تفعلينه، فكل ما أحتاج إلى معرفته هو أنك ستنصرفين من العمل.

آشلي ويلانز: أجل.

إيمي بيرنستين: كما أنني لن أخطط لعقد اجتماع لا بد أن تكوني حاضرة فيه إذا كنت قد حددت جدول مواعيدك من قبل، وإذا كنت تفكرين في أن استئذانك للانصراف من العمل بانتظام قد يثير الشكوك حولك، فيمكنك أن تقولي لمديرك منذ البداية إن لديك موعداً دائماً، فإذا كنت تنصرفين من العمل كل يوم ثلاثاء عند الساعة 3:00 عصراً، يمكنك أن تضمني فعلياً أن مديرك سيوافق دون أن يطرح أية أسئلة، أما إذا قلت له إنه موعد طبيب، فمن المحتمل أن يقول لك: “أريد فقط أن أتأكد من أنك بخير، هل هناك أي شيء تحتاجين إليه؟”، اتفقنا؟”.

نيكول توريس: حسناً، لقد تحدثنا بشأن الأساليب التي يمكن للمدراء اتباعها لصياغة نموذج أفضل لسلوكيات الاعتناء بالنفس، وتحدثنا بشأن الأساليب التي يمكن للمدراء اتباعها لتشجيع موظفيهم على الاعتناء بأنفسهم بصورة أفضل، ولكن ماذا إذا كنت تعملين مع شخص لا يعتني بنفسه، ويتناول غداءه على مكتبه، ويظل في العمل لوقت متأخر، ويرسل لك رسائل بالبريد الإلكتروني طوال الوقت، ولا يعطي أية أولوية لمسألة الاعتناء بالنفس؟ ماذا تفعلين معه بوصفك أحد موظفيه؟ وكيف تغيرين هذا السلوك؟ وكيف تعتنين بنفسك؟

آشلي ويلانز: لا تحاولي تغيير سلوكه، ولا تحاولي إصلاح سفينة غارقة، إذ أعتقد أن الأمر صعب حقاً، أقصد أنه من الصعوبة بمكان تغيير سلوك متأصل في أحدهم، فمن الصعب للغاية أن نغير سلوكياتنا ونحن نعيش في أجسامنا على مدار الساعة، ومن الصعب أن يساعدنا إدخال بعض التعديلات الصغيرة الهامشية على الوصول لحياة ننعم فيها بسعادة أكبر وصحة أوفر، وأعتقد أن محاولة إقناعه بأنه مخطئ في كل مرة يرسل فيها رسالة بالبريد إلكتروني سيأتي بنتيجة عكسية على غير مرادك، ولكن يمكنك أن تضعي حدوداً وأن تحاولي حماية نفسك، أما إذا كان الأمر يؤثر سلباً على أدائك ورفاهيتك، فربما يتعين عليك الانتقال إلى عمل آخر، فمن الصعب فعلاً العمل مع مدير مؤذي، ومن الصعب العمل مع شخص سقف توقعاته مرتفعة طوال الوقت، فإذا كنت تأخذين أمر الاعتناء بنفسك على محمل الجد، فإن الأشخاص الأكثر سعادة هم الذين ينسحبون من المواقف التي تجعلهم يشعرون بالاستياء، وفي بعض الأحيان يتعين عليك معرفة متى تتراجعين، فلا بد لكِ من معرفة الوقت الذي يجب الانسحاب فيه من المواقف السيئة، ففقدان القدرة على وضع الحدود الشخصية الخاصة بك هي إشارة لك بضرورة البدء رويداً رويداً في البحث عن شخص آخر يمكنك العمل معه، شخص يشاركك المزيد من القيم والأهداف التي تتشابه مع تلك التي تتبنينها.

إيمي بيرنستين: حسناً آشلي، دعينا الآن نلخص كل ذلك في صورة عملية، فكيف تمارسين الاعتناء بالنفس؟ حدثينا عن تطور الأمر معكِ.

آشلي ويلانز: حسناً، لقد اعتدت المزاح مع زملائي في كلية الدراسات العليا، فكنت أداعبهم وأقول لهم: “اتبعوا ما أنصحكم به، لا ما تروني أفعله” وقد كانت رحلة طويلة بالنسبة لي، فكما تطور بحثي شيئاً فشيئاً، فإن خبرتي الشخصية بالاعتناء بالنفس تطورت شيئاً فشيئاً مع مرور الأعوام، فقد ارتكبت الأخطاء بكل تأكيد وظللت أعاني مثل الكثير منا من خلال إعطاء الأولوية للعديد من الاحتياجات المتضاربة، وسوق العمل المرهقة، والوظائف المتعبة، والاستمتاع بالحياة الشخصية، والاضطلاع بالمسؤوليات الأسرية، يبدو الأمر مستحيلاً، أليس كذلك؟ وبالنسبة لي، تقول أبحاثي إن إحداث بعض التغييرات الطفيفة الهامشية ستؤدي إلى نتائج صغيرة كل يوم، لذا لا يتعين عليك الاستمرار عندما تسوء الأمور وتزداد صعوبة، فلا بأس من التفكير في ترك عملك، كما أنني لا أفكر بشأن الفترات الطويلة، كأن أخطط إلى تأجيل كل استراحاتي من العمل لأسبوع معين، بأن أقول بعد خمسة أشهر من الآن يمكنني أن أنعم بإجازة لمدة أسبوع من كل مسؤولياتي وأن أستلقي على أريكتي بكل استرخاء، بل إنني أفكر في الكيفية التي يمكنني بها الحصول على بعض الاعتناء بالنفس كل يوم، فإذا لم تكن هناك رسائل بريد إلكتروني لأرد عليها في الصباح، فإنني قبل أن آتي إلى هنا قضيت ثلاث ساعات من العمل في الصباح أكتب الأفكار الصعبة التي لا أريد الانشغال بها في أثناء تصفح البريد الإلكتروني قبل أن يبدأ يومي، لذا أستيقظ مبكراً، وأنجز بعضاً من العمل، ثم أقضي ساعة ونصف الساعة في الاسترخاء على الأريكة مع صديقي، مع العلم بأنني لم أكن لأعمل ذلك من قبل لولا ذلك، بل كنت سأملأ ذلك الوقت بالاجتماعات والعمل والبريد الإلكتروني وكل هذه الأشياء، ولكن مع مرور الوقت حاولت أن آخذ الفكرة على محمل الجد، فإذا كنت وشريكي لا يمكننا سوى قضاء ساعة واحدة معاً بعيداً على العمل –ومن الواضح أن من الصعب علينا التنسيق بين جداول مواعيدنا– فلا بد لنا إذن من استغلال هذه الساعة، لأننا قد نفكر بأننا سنحصل على ساعة أخرى في المستقبل، أو على يوم إجازة بعد أسبوعين من الآن، ولكن الأمر في الحقيقة متعلق بهذه الساعة، وكيف يمكنك مد هذه الساعة لتضيفي إليها نصف ساعة أخرى تقضينها مع شخص تهتمين لأمره، أو ما هو أكثر من ذلك بأن تستغلي هذه الساعة في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو الذهاب في نزهة سيراً على الأقدام، أو قضاء بعض الوقت مع أصدقائك أو أسرتك، وبدأت أدرس الوقت، والمال، والسعادة، ومدى أهمية إعطاء الأولوية للوقت ولا سيما الوقت الممتع الذي تقضينه مع أشخاص يهمك أمرهم. ففي السنة الأولى من بدء العمل هنا انفصلت عن شريكي، فقد تركني بعد علاقة استمرت 10 سنوات، وأعتقد أن السبب في ذلك أنه ظن أنه لا توجد أية مساحة له في هذه الحياة الجديدة، وربما كان ذلك صحيحاً بسبب الطريقة التي كنت أعمل بها، فقد كنت أعمل طوال الوقت ولم يكن لديَّ وقت لأي شيء آخر، ففي اللحظات التي كانت تجمع بيننا، كنت أجري اتصالات هاتفية طوال الوقت، وحتى في الوقت الضئيل الذي كنت أترك فيه الهاتف، كان ذهني يبقى مشغولاً بالأمر التالي الذي كنت سأشرع في العمل عليه، فلم أكن حاضرة حقاً في تلك اللحظات لأحاول أن أعزز علاقتي بهذا الشخص، لذا عندما انتقلت للعمل هنا، لم يرغب في الانتقال معي، فقلت لنفسي: “كيف يجرؤ على رفض الانتقال معي من أجل مسيرتي المهني؟ إنها فرصة عمري”، وبعد تفكير مضنٍ أدركت أنه لم يرغب في الانتقال معي، لأنه شعر بأنه لا حياة له ولا حياة تجمعنا هنا، ولأننا لم نوفر تلك المساحة بيننا، أو لأنني لم أوفر تلك المساحة في علاقتنا، ومرةً أخرى، الأمر لا يتعلق بقضاء الإجازات الطويلة اللطيفة، فقد فعلنا هذه الأمور، لكنها لا تصلح على صعيد الصراع اليومي الدائم الذي ينشب عندما لا تبدين الاهتمام الكامل بالأشخاص الذين يهمك أمرهم في حياتك، لذا فقد توصلت من خلال أبحاثي إلى أن إحداث بعض التغييرات الصغيرة البسيطة على الهامش سيكون أجدى نفعاً، فهل يمكنك الاستعانة بمصادر خارجية في أمر ما؟ هل يمكنك إلغاء اجتماع؟ هل يمكنك تأجيل أمر ما الآن بحيث يتوافر لديك مزيد من الوقت اليوم، وليس بعد خمسة أشهر من الآن، وليس عندما تحصل على ترقيتك المقبلة؟ كيف يمكنني أن أستغل المزيد من الفرص في حياتي لأقوم بالأمور التي أهتم بها كل يوم؟ وأعتقد أن ما تعلمته حقاً من التفكير الطويل حول هذه الموضوعات هو أنني فعلاً آخذ هذه الأمور على محمل أكثر جدية الآن، وقد اعتدت قول إن أبحاثي تثبت ذلك، والآن عندما أقوم بأمر ما، أحاول أن أنفذه، فإذا كنت في حاجة إلى مزيد من الوقت، فإنني أطلبه، فقد طلبت المزيد من الوقت للعمل على المواد الترويجية للسنة الثالثة لي، واستندت إلى أبحاثي في تقديم طلبي هذا إلى رئيسة القسم الذي أعمل فيه.

إيمي بيرنستين: يا لك من متباهية!

آشلي ويلانز: وقد وافقت قائلة: “يمكنك الحصول على مزيد من الوقت، يبدو أنك نجحتي في دراستك”. كان كلامها ينطوي على شيء من الانزعاج من أنني أستشهد بنفسي، ولكنها وافقت على أية حال، ولكنني رغم مرور الوقت ظللت أشعر بشيء من هذا الذنب الذي تحدثنا عنه، وهو الشعور بالذنب من أنني لا أكرس حياتي للعمل، ولكنني تكبدت تكلفة القيام بذلك خلال فترة قصيرة من الزمن، وبالطبع لن أواصل هذا التركيز الدائم على العمل في المستقبل، إذ أعتقد أن الحياة تستحق أن نستمتع بها الآن في هذه اللحظة التي بين أيدينا، بغض النظر عن أي شيء آخر نحاول أن نفعله أو ننجزه.

نيكول توريس: آشلي، شكراً جزيلاً لك على تشريفنا بالحضور في الاستوديو اليوم، لقد كان لقاءً رائعاً.

آشلي ويلانز: وشكراً جزيلاً على استضافتكم لي.

إيمي بيرنستين: لقد كنتِ رائعة، شكراً لك.

آشلي ويلانز: شكراً لكِ.

إيمي غالو: من سوء حظي أنني لم أحضر هذا اللقاء مع آشلي، لقد كان لقاءً رائعاً، يا رفاق.

إيمي بيرنستين: وأين كنتِ؟

إيمي غالو: في تلك اللحظة بالتحديد أعتقد أنني كنت في برشلونة التي لن أتذمر بشأنها، رغم أني قضيت رحلتي تلك التي استغرقت 12 يوماً في أوروبا بقدم مكسورة.

إيمي بيرنستين: يا إلهي!

إيمي غالو: أجل.

نيكول توريس: ما الذي أدى إلى كسر قدمك؟

إيمي غالو: كثرة السفر، فلقد كسرت في المطار، حيث كنت أهرول، فبعد أن جلست لمدة ثلاث ساعات وتركيزي منصب بالكامل على هاتفي، نهضت واقفة، فوجدت أن قدمي قد نَمِلَت فالتوت تحتي، فلو أنني فكرت فيما أحتاج إلى القيام به في هذه اللحظة، لوجدت أنني كنت في حاجة إلى عدم قضاء يوم كامل من الاجتماعات قبل إقلاع الطائرة، وعدم الجلوس دون تحرك لمدة ثلاث ساعات في المطار، ولو أنني كنت قد فكرت في مصلحتي حقاً، فإنني متأكدة أنه ما كان لذلك أن يحدث، ولكن يتحتم عليَّ أن أقول رغم ذلك إن هذا الأمر دفعني إلى الاعتناء بنفسي على نحو أفضل، فمنذ أن عدت من رحلتي، وأنا أحرص على تناول طعامي بصورة أفضل، وأن أنعم بقسط أوفر من النوم، وأن أعتني بنفسي جسدياً، وأن أحاول ممارسة بعض تمارين اليوغا قدر الإمكان، وعمل بعض جلسات التدليك، لأن هذا ما أحتاج إليه للحفاظ على صحتي العقلية في هذه اللحظة ولاستعادة صحتي الجسدية.

إيمي بيرنستين: إنه أمر مثير للاهتمام، فبالنسبة لي يتعلق الاعتناء بأنفسنا بالتعامل مع التوتر والقلق والضغط وكل هذه الأمور، التي تظهر على هيئة انهيار جسدي وعدم قدرة على الاحتمال عندي، انهيار جسدي وعصبي. وعندها يتوجب عليَّ الوقوف والمشي بعيداً ومنح نفسي مساحة جسدية حتى أحصل على مساحة نفسية تفصلني عن هذه الأمور.

إيمي غالو: أجل، لقد أعجبني ما قالته آشلي في هذا الصدد، لأنني أعتقد أننا نرى الاعتناء بأنفسنا باعتباره مسألة تكمن مثلاً فيما يكتبه الناس على وسائل التواصل الاجتماعي وما تنشره النساء مثلاً عن عمليات تجميل الأظافر التي أجرينها، ولكن أعجبني ما قلته يا إيمي من أن الاعتناء بأنفسنا قد يكمن حقاً في بعض اللحظات الصغيرة، مثل الاستيقاظ والتجول بالجوار، وتذكر أخذ قسط من الراحة، وتذكر تحريك قدمك حتى لا تنمل.

إيمي بيرنستين: أجل.

إيمي غالو: أي يمكن أن تتمثل في أشياء صغيرة.

نيكول توريس: وبالنسبة لي فإن هناك أمراً لا بد أن أعطيه أولويتي وهو الحصول على قسط كافٍ من النوم في الليل، فهو أحد الأمور التي أعرف أنني في حاجة ماسة إليها لكي أتمكن من التصرف كإنسانة في اليوم التالي، فإذا نمت أقل من سبع ساعات، فمن الصعب أن أكون شخصاً جيداً وزميلة جيدة في اليوم التالي، فالحصول على ثماني ساعات من النوم أمر مهم جداً لي، ولعلي أبدو سطحية بعض الشيء، لكنه أحد الأمور الذي تمثل لي قمة الاعتناء بالنفس.

إيمي بيرنستين: وعندما تعلنين عن ذلك، تنهال عليك التعليقات السخيفة، أليس كذلك؟

إيمي غالو: أجل، مثل كم أنت سطحية؟ ولأن من المفترض لي أن أظهر على “إنستغرام” في الساعة 2:00 صباحاً لأتمكن من بناء علامتي التجارية؟ مثل ماذا؟ وما الذي نفعله في عصرنا يجعلنا عاجزين عن الاعتناء بأنفسنا بالفعل؟

إيمي بيرنستين: حسناً، نحن نعرف ما نفعله في عصرنا، ولكن ثمة شيء آخر أعرفه حق المعرفة، ولا بد لي أن أحذره حقاً، هو الحساسية المبالغ فيها، والتي قد تجعلني أتأثر بمشاعر الآخرين أكثر من اللازم، فأستغرق في آلام الجميع وشعورهم بالحاجة الملحة وأشعر بها وكأنها تخصني حقاً، بدلاً من وضع الأمور في نصابها الصحيح، لا بد أن تذكري نفسك باستمرار بمسؤولياتك وما يمكنك التحكم فيه، ولا بد أن تبعدي نفسك عن الأمور الخارجة عن نطاق سيطرتك.

نيكول توريس: أجل.

إيمي غالو: حسناً، وأعتقد أن هذا هو سبب حاجة المرأة إلى تناول الاعتناء بالنفس بمزيد من التفكير، إذ إننا نقوم بالكثير من تلك الأشياء، كما أن الصورة النمطية عن النساء هي أننا نعتني بالجميع ونحمل هم احتياجات الآخرين من حولنا.

إيمي بيرنستين: أي أننا نقع ضحية لعواطفنا.

إيمي غالو: صحيح. لذا من المهم أن ننفصل عن تلك العواطف، ونعيد شحن طاقتنا.

نيكول توريس: ولكن في الوقت نفسه، أعتقد أن الاعتناء بالنفس نوع من تلك الأمور التي يُنظر إليها على أنها نهج لإصلاح كل شيء، تماماً مثل النساء، فإذا واجهتِ يوماً سيئاً أو تعرضتِ للتوتر بشأن بعض الأمور في العمل، فكل ما تحتاجين إليه هو أن تعتني بنفسك على نحو أفضل، فأنت لا تحتاجين سوى القليل من الاعتناء بالنفس، فهناك مشكلات حقيقية في أماكن العمل، وفي هذا العالم تُجبر المرأة على مواجهة مثل هذه الظروف السيئة التي لا مفر لها من التغلب عليها، فالمرأة ليست بحاجة إلى الاهتمام بنفسها بصورة أكبر، كل ما هنالك أن ثمة جوانب معينة في عملها ومنزلها وعالمها هي التي تحتاج إلى تحسين، لذا لا يتعين على المرأة دائماً تصحيح كل الأمور المتعثرة.

إيمي غالو: صحيح.

إيمي بيرنستين: لكنني أعتقد أن الاعتناء بالنفس يمكن أن يساعدكِ على التعامل مع تلك الأمور الخطأ التي قد تعترض طريقك، والضغوط التي قد تتعرضين لها، والمخاوف التي قد تشعرين بها، أعني أن هذه هي الطريقة التي أفهم بها مسألة الاعتناء بالنفس.

إيمي غالو: صحيح، أتفق معكِ تماماً يا نيكول، وأعتقد أن هناك أمراً آخر تحتاج المرأة إلى القيام به، بالإضافة إلى الاعتناء بالنفس لكي تصبح على خير ما يُرام، وهو ينبغي ألا تُلقى علينا الأمور بوصفها مهمةً أو تكليفاً لا بد لنا من تنفيذه، فنحن لدينا مهمات أخرى أو مسؤوليات أخرى علينا أن نضطلع بها، ولكنني أعتقد أن الاعتناء بنفسك بالطريقة التي وصفتها آشلي لا يعني بالضرورة أن تذهبي إلى منتجع صحي كبير مع كل صديقاتك وتناول المشروبات معهن، بل إذا اعتنيت بنفسك بالطريقة التي شرحتها آشلي، أي بأن تخصصي بعض اللحظات لنفسك، مثل التجول في المكتب، أو أخذ قسط من الراحة، أو التحرك من مكانك، فقد يمنحك هذا الطاقة والمساحة والمرونة اللازمة للتغلب على بعض تلك المشكلات الكبرى.

إيمي بيرنستين: أتفق معك تماماً.

نيكول توريس: انتهت حلقتنا لهذا اليوم. كانت معكم نيكول توريس.

إيمي بيرنستين: معكم إيمي بيرنستين.

إيمي غالو: وإيمي غالو. بصحبة فريق الإنتاج والتحرير ببرنامجنا: أماندا كيرسي، ومورين هوك، وآدم باكولتز، وروب إيكارت، وجي أوليجارز، وماري دوي، وكوري بروزناهان.

إيمي بيرنستين: شاركونا آراءكم، يمكنكم مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان: [email protected]

نيكول توريس: شكراً لكم على حسن استماعكم.

المصادر:
اشترك لتصلك النشرة الشهرية للمدونة الصوتية “النساء في العمل”.
يمكنكم مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان: [email protected]
موسيقى برنامجنا هي مقطوعة “سيتي إن موشن” لـ مات هيل، مقدمة من شركة أوديو نتورك (Audio Network).

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .