$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7071 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(8935)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(12) "54.82.44.149"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7078 (44) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(120) "/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D9%84%D8%B9%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B7-%D9%82%D9%88%D8%AA%D9%83%D8%9F/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(12) "54.82.44.149"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86bc06b29d6c825a-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(12) "54.82.44.149"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.4" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(13) "162.158.86.63" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "44544" ["REDIRECT_URL"]=> string(44) "/كيف-تلعب-على-نقاط-قوتك؟/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711675108.319427) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711675108) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7079 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7080 (2) { ["content_id"]=> int(8935) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

كيف تلعب على نقاط قوتك؟

11 دقيقة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ينصبّ تركيز غالبية تقويمات الأداء على السلبيات. وأثناء التقييمات الرسمية للموظفين، تدور النقاشات دائماً في نطاق “فرص التحسين”، حتى لو كان التقييم الكلي يشيد بالموظف. وتستمر الآثار اللاذعة للنقد بشكل غير رسمي لفترة أطول من آثار الثناء والإشادة. فقد أثبتت دراسات كثيرة أن الناس يلتفتون بشدة للمعلومات السلبية. على سبيل المثال، عندما يُطلب إليهم استدعاء أحداث انفعالية مهمة مرت بهم، تستدعي عقولهم أربع ذكريات سلبية في مقابل ذكرى واحدة إيجابية. ولا عجب أن غالبية المسؤولين التنفيذيين يمنحون ويتلقون مراجعات الأداء كطفل في طريقه إلى طبيب الأسنان.

إن تقويم الأداء التقليدي التصحيحي له مكانته الخاصة بالطبع؛ فلا بد أن تستبعد كل مؤسسة الموظفين الفاشلين وتضمن أن أداء الجميع يرقى لمستوى الكفاءة المتوقع. ولسوء الحظ أن التقويم الذي يستكشف العيوب يمكن أن يسوق المديرين الموهوبين لولا ذاك التقويم إلى المغالاة في الاستثمار في تعزيز نقاط ضعفهم أو محاولة طمسها، أو وضع أنفسهم عنوةً في قالب لا يناسبهم. ومن قبيل المفارقة أن هذا التركيز على الجوانب الإشكالية يمنع الشركات من أن تجني الأداء الأمثل من موظفيها. فعلى أي حال، لاعب كرة القدم البارع في جميع المراكز نادر للغاية. ما الذي يدعو لاعب في مركز قلب الدفاع إلى بذل مجهود مضن لصقل مهاراته كظهير أيمن؟

لِم يتعين على لاعب في مركز قلب الدفاع بذل مجهود مضن لصقل مهاراته كظهير أيمن؟

والبديل بحسب مقترح الباحثين ماركوس بكنغهام ودونالد كليفتون من مؤسسة غالوب وغيرهما يتمثل في دعم التميز لدى لاعب في مركز قلب الدفاع بتحديد نقاط قوته الفريدة واستغلالها. إنها لمفارقة من مفارقات علم النفس البشري أنه بالرغم من تذكر الناس للنقد، فإنهم يستجيبون إلى المديح والإشادة. فالنقد يجعلهم متحفزين للدفاع عن أنفسهم، ومن ثم فمن المستبعد أن يتغيروا، بينما يرسخ فيهم المديح الثقة بالنفس والرغبة في تحسين الأداء. إن المديرين الذين يعززون نقاط قوتهم يستطيعون بلوغ أقصى إمكاناتهم. وهذا النهج الإيجابي لا يدعي تجاهل المشكلات التي تُعينها آليات التقويم التقليدية أو إنكارها، وإنما يقدم تجربة تقويمية منفصلة وفريدة تُوَازِن التعليقات السلبية. ويُسْمَح للمديرين باستغلال نقاط القوة في العمل التي ربما كانوا على دراية بها أو لم يكونوا كذلك، ومن ثم يسمح لهم بتقديم مزيد من الإسهامات إلى مؤسساتهم.

خلال السنوات القليلة الماضية، ابتكرنا أداة قوية لمساعدة الناس على فهم مواهبهم الفردية وتعزيزها. ويسمح أسلوبنا الذي أطلقنا عليه اسم تمرين انعكاس الذات الأفضل. وتتيح طريقتنا للمديرين تنمية الإحساس بـ “ذاتهم الأفضل” بغية زيادة إمكاناتهم المستقبلية. وتمرين انعكاس الذات الأفضل ما هو إلا مثال واحد على أساليب جديدة تنبع من مبحث يُعرف باسم المنح المؤسسية الإيجابية. وكما يعرف علماء النفس أن الناس يستجيبون للمدح بشكل أفضل من النقد، فإن علماء السلوك التنظيمي يكتشفون أنه عندما ينصب تركيز الشركات على سمات إيجابية كالمرونة والثقة، فإنها تستطيع أن تجني عائدات صافية مبهرة. (لمزيد من المعلومات حول هذا البحث، يرجى مطالعة الفقرة الجانبية “المؤسسة الإيجابية”). ولقد أكمل آلاف المسؤولين التنفيذيين، وكذلك قادة الغد المُنتسبين إلى كليات إدارة الأعمال حول العالم، تمرين انعكاس النفس الأفضل.

المؤسسة الإيجابية

في هذه المقالة، سنصحبك في جولة إلى تمرين انعكاس الذات الأفضل، وسنصف الرؤى المتعمقة والنتائج التي يمكن استخلاصها منه. ولكن، قبل أن نبدأ، تجدر الإشارة إلى القليل من المحاذير. أولاً، عليك أن تفهم أن هذه الأداة ليست مُصممة كي تغدق على ذاتك الثناء والمديح، وإنما غايتها مساعدتك على وضع خطة لمزيد من العمل الفعال. (فمن دون هذه الخطة، لن تتحرك من مكانك قيد أنملة). ثانياً، يمكن أن تغيب عليك الدروس المستفادة من تمرين انعكاس الذات الأفضل إذا لم تلتفت إليه بإخلاص. إذا كُنت مثقلاً بأعباء ضيق الوقت ومطالب العمل، فربما ستحفظ المعلومات في ملف وتطرحه جانباً وتنسى أمره. ولكي يكون التمرين فعالاً، فهو يتطلب التزاماً ومثابرة ومتابعة حتى النهاية. وربما كان من المفيد أن يكون لديك مدرب يجعلك لا تحيد عن مسارك. وثالثاً، من الأهمية بمكان ممارسة تمرين انعكاس الذات الأفضل في وقت من العام يختلف عن وقت استعراض الأداء التقليدي بحيث لا يتداخل تقويم الأداء السلبي المستند إلى الآليات التقليدية مع نتائج التمرين.

إذاً استُخدم تمرين انعكاس الذات الأفضل على نحو صحيح، فيمكن أن يساعدك على استغلال إمكاناتك المجهولة وغير المستكشفة. وبوسعك أن تصقل أداءك في العمل، إذ تتسلح بعملية بناءة ومنهجية لجمع البيانات المتعلقة بذاتك الأفضل وتحليلها.

الخطوة الأولى:

حدد المستجيبين والتمس آرائهم التقويمية

أول مهمة في التمرين تُعنى بجمع الآراء من مجموعة متنوعة من الأشخاص داخل بيئة عملك وخارجها. ومن خلال جمع المعلومات من مجموعة متنوعة من المصادر – أفراد العائلة وزملاء وأصدقاء وموجهين سابقين وحاليين إلخ – سوف تستطيع استيعاب ذاتك استيعاباً أوسع نطاقاً وأكثر ثراء مما يتسنى لك من تقييم قياسي للأداء.

وبينما نَصف عملية تمرين انعكاس الذات الأفضل، سنسلط الضوء على تجربة روبرت دوجان (وهذا ليس اسمه الحقيقي) الذي تُعد عملية كشفه عن الذات أنموذجاً للمديرين الذين رصدناهم. بعد أن تقاعد عن مسيرته المهنية الناجحة في الجيش عن عمر صغير نسبياً، ونال درجة الماجستير من إحدى كليات إدارة الأعمال المرموقة، حصل روبرت على منصب إداري متوسط في إحدى شركات خدمات تكنولوجيا المعلومات. وعلى الرغم من أوراق اعتماده القوية وخبرته القيادية، ظل روبرت حبيس المنصب ذاته عاماً بعد عام. كانت تقييمات أدائه عموماً جيدة، لكنها لم تكن قوية بما يكفي لتضعه على مسار ذي إمكانات عالية. ولما اكتنفه شعور بالانفصام واليأس، زاد إحساسه بالإجهاد وخيبة الأمل في شركته بشكل متزايد. وشعر تدريجياً بأن يوم عمله أشبه بإحدى حلقات برنامج القدرة والتحمل “سرفايفر”.

وسعياً منه إلى تحسين أداءه، فقد التحق ببرنامج تعليمي للمسؤولين التنفيذيين، وخاض تمرين انعكاس الذات الأفضل. وكجزء من التمرين، جمع روبرت آراء 11 شخصاً من ماضيه وحاضره ممن يعرفونه تمام المعرفة. وانتقى مجموعة متنوعة ولكن متوازنة في الوقت نفسه؛ قوامها زوجته وفردان من عائلته وصديقان له من برنامج الماجستير وزميلان من الجيش وأربعة من زملائه الحاليين.

وبعدها طلب روبرت إليهم جميعاً إمداده بمعلومات عن نقاط قوته، مصحوبة بأمثلة محددة للحظات استغل فيها روبرت نقاط القوة هذه بطرق هادفة بالنسبة لهم أو لعائلاتهم أو لفِرَقِهم أو لمؤسساتهم. إن كثيراً من الناس – وروبرت واحد منهم – يشعرون بالحرج من التماس ملاحظات إيجابية حصراً، خاصة من الزملاء. ولما اعتاد الكثير من المسؤولين التنفيذيين على الاستماع إلى نقاط قوتهم وضعفهم في آن واحد، فإنهم يتصورون أن أي ملاحظات إيجابية ستكون غير واقعية بل حتى زائفة. ويساور بعضهم القلق أيضاً من أن يفسر المستجيبون طلبهم على أنه متعجرف أو متبجح. ولكن، ما أن يقبل المديرون فكرة أن التمرين سيساعدهم على تحسين أدائهم، فإنهم يشرعون في المشاركة بكل حماس.

في غضون عشرة أيام، تلقى روبرت ردود بالبريد الإلكتروني من 11 شخصاً يروون مواقف محددة قَدّم هو فيها إسهامات عظيمة، بما في ذلك التركيز على الجودة العالية في إطار موعد نهائي ضيق، والمشاركة في التواصل مع مجموعة متنوعة، والتنقيب عن معلومات بالغة الحساسية. والأجوبة التي حصل عليها فاجأته. انطلاقاً من كونه خبيراً عسكرياً وفنياً يحمل درجة الماجستير، نادراً ما استسلم روبرت لمشاعره. ولكن، بعد أن طالع القصص الواحدة تلو الأخرى التي رواها المستجيبون له، اكتشف روبرت أنه تأثر بشدة، وبدا الأمر وكأنه يستمع إلى كلمات تقديرية في إحدى الحفلات المقامة تكريماً له. وكانت القصص أيضاً مُقْنِعَة على نحو مدهش. فقد كان يتمتع بنقاط قوة أكثر مما يظن. (لمزيد من المعلومات حول الخطوة الأولى، يرجى مراجعة القسم المعنون “جمع الآراء التقييمية”).

الخطوة الثانية:

تحديد الأنماط

في هذه الخطوة، بحث روبرت عن أفكار مشتركة بين الآراء التقييمية، مضيفاً ملاحظاته الخاصة إلى الأمثلة التي بين يديه، ومنظماً المعلومات كلها داخل جدول واحد. (لاستعراض أجزاء من جدول روبرت، يرجى مراجعة القسم المعنون “البحث عن أفكار مشتركة”). توقع روبرت، شأنه شأن كثيرين ممن يمارسون تمرين انعكاس الذات الأفضل، أنه بالنظر إلى تنوع المستجيبين، ستأتي الردود التي سيتلقاها متضاربة أو حتى مُتزاحمة. لكنه ذُهِلَ من مدى اتساقها وانتظامها. فقد كانت تعليقات زوجته وأفراد عائلته شبيه بتعليقات رفاقه في الجيش وزملاءه في العمل. ذكر الجميع شجاعة روبرت وجرأته تحت الضغوط ومعاييره الأخلاقية العالية ومثابرته وحب استطلاعه وقدرته العالية على التكيف واحترامه للتنوع ومهارات تشكيل الفِرَق التي يتحلى بها. وأدرك روبرت فجأة أن حتى سلوكياته البسيطة الغير واعية تركت انطباعاً كبيراً على الآخرين. وفي كثير من الحالات، نسي أمثلة محددة استُشهِدَ بها من قبل إلى أن طالع الآراء التقييمية، لأن سلوكه في تلك المواقف بدا بديهياً بالنسبة له.

البحث عن أفكار مشتركة

أكد تمرين انعكاس الذات الأفضل إحساس روبرت بذاته، ولكن بالنسبة للذين ليسوا على دراية بنقاط قوتهم، يمكن أن يكون هذا التمرين كاشفاً بحق. فقد كان إدوارد مثلا مسؤولاً تنفيذاً حصل مؤخراً على درجة الماجستير في إحدى شركات السيارات. وكان زملاؤه ومرؤوسوه أكبر منه سناً وأكثر خبرة، فلم يكن يرتاح لمخالفتهم ومعارضتهم. لكنه علم عن طريق تمرين انعكاس الذات الأفضل أن أقرانه يقدرون آرائه البديلة الصريحة ويحترمون الأسلوب الدبلوماسي والمحترم الذي أعرب به عن تأكيداته. ونتيجة لذلك، ازداد إدوارد جرأة في تعزيز أفكاره ودعمها بالحجج، وهو يعلم أن رئيسه في العمل وزملائه ينصتون إليه ويتعلمون منه ويقدرون رأيه.

وفي أحيان أخرى، يسلط تمرين انعكاس الذات الأفضل الضوء بشكل أدق على المهارات التي يعتبرها المرء أمراً مسلماً به. على سبيل المثال، كانت بيث محامية تتفاوض نيابة عن مؤسسة غير ربحية. وطوال حياتها، كان يقال لها إنها تُحسن الإصغاء للآخرين، غير أن المستجيبين لتمرينها ذكروا أن الطريقة التفاعلية المتعاطفة والمتبصرة التي تنصت بها للآخرين تحديداً جعلتها فعالة. وشجعتها دقة الآراء التقييمية على أن تقود المفاوضات المستقبلية التي تطلبت اتصالات حساسة ودبلوماسية.

بالنسبة للأشخاص ذوي الطبيعة التحليلية، يخدم الجزء المتعلق بالتحليل في التمرين غايتيْ دمج الآراء التقييمية وتطوير صورة أشمل لقدراتهم في آن واحد. حسبت المهندسة جانيت أن بوسعها دراسة الآراء التقييمية المُقدمة لها كما لو كانت تدرس مخططاً فنياً لجسر مُعلق. لقد رأت “انعكاس ذاتها الأفضل” شيئاً يمكن استجوابه وتُحسينه. ولكن، بينما تطالع التعليقات التي وردتها من عائلتها وأصدقائها وزملائها، نظرت إلى نفسها في سياق أوسع وأكثر إنسانيةَ. وبمرور الوقت، ساعدتها الروايات التي قرأتها عن حماسها وعشقها للتصميم على إعادة النظر في مسارها المهني بحيث تنزع إلى أدوار أكثر إدارية ربما تقود فيها الآخرين وتحمسهم وتحفزهم.

الخطوة الثالثة:

ارسم صورتك الشخصية

الخطوة التالية تتخلص في كتابة وصف لذاتك يوجز المعلومات التراكمية ويرشحها. وينبغي أن يحيك هذا الوصف الأفكار المُستخلصة من الآراء التقييمية مع ملاحظاتك الشخصية، في صورة تركيبة تمثل ذاتك في أفضل حالاتها. والصورة الذاتية ليست مُصممة كي تكون لمحة سيكولوجية وإدراكية متكاملة الأركان، وإنما ينبغي أن تكون صورة ثاقبة يمكنك استخدامها على سبيل التذكِرَة بإسهاماتك السابقة ودليل تسترشد به في أفعالك المستقبلية. ولا ينبغي أن تكون الصورة ذاتها مجموعة من النقاط، وإنما فقرة نثرية تبدأ بالعبارة التالية: “عندما أكون في أفضل حالاتي، فإنني …”. وتعزز عملية كتابة نص من فقرتيْن إلى أربع فقرات صورة ذاتك الأفضل في وعيك. ويساعدك الشكل الروائي أيضاً على استنباط علاقات بين سمات حياتك التي ربما بدت منفصمة أو غير ذات صلة في الماضي. ويستغرق رسم الصورة وقتاً، ويتطلب دراسة متأنية. ولكن بنهاية هذه العملية، من المفترض أن تخلص إلى صورة مُجددة لك. وإذ طوَّرَ روبرت صورته الذاتية، فقد استغل الكلمات الفعلية التي استخدمها الآخرون لوصفه، مُتمماً الصورة بإحساسه الشخصي بذاته في أفضل حالاته. واستبعد المهارات التي شعر أنها بعيدة عن الواقع. ولم يكن ذلك يعني أنه حذفها بالكامل، لكنه أراد أن يضمن أن الصورة الكلية تبدو أصيلة وقوية. كتب روبرت ما نصه: 

“عندما أكون في أفضل حالاتي، ألتزم بقيمي وأستطيع إقناع الآخرين بفهم السبب في الأهمية الشديدة لالتزامي هذا. وأختار الحق الأصعب على الباطل الأسهل، وأستمتع بأن أضرب مثالاً يحتذى للآخرين. وعندما أنغمس في التعلم ويغمرني الفضول والشغف حيال مشروع ما، أستطيع أن أعمل بقوة وبلا كلل. وأستمتع بالاضطلاع بأعمال ربما يهابها الآخرون أو يعتبرونها أصعب من أن تُنجز. ويمكنني أن أضع حدوداً وأن أجد بدائل إذا لم يفلح أسلوب حالي. ولا أفترض دوماً أنني على صواب أو أَعْلَم من الآخرين، مما يدفع الناس إلى احترامي. وأحاول تمكين الآخرين ونسبة الفضل إليهم. وأنا شخص متسامح ومنفتح على الاختلافات”. 

عندما طور روبرت صورته، بدأ يستوعب السبب في أنه لم يؤدِ الأداء الأمثل في عمله. فقد كان يفتقر إلى الإحساس بأهمية المهمة التي هو بصددها. في الجيش، كان يشعر بالرضا لمجرد أنه يعلم أن أمن الرجال والنساء الذين يقودهم، وكذا الشعب الذي يخدمه، يعول على جودة عمله. وكان يستمتع بحس العمل الجماعي وتنوع المشكلات التي يتعين حلها. ولكن، من واقع عمله مديراً لتكنولوجيا المعلومات ومسؤوليته عن الصيانة الروتينية لمنتجات العتاد الجديدة، خيم عليه شعور بالملل والعزلة عن الآخرين.

وساعدت عملية كتابة الصورة روبرت أيضاً على خلق إحساس نابض دقيق بما يُطلق عليه علماء النفس اسم “الذات المحتملة”؛ ولا يقتصر هذا الإحساس على طبيعته التي هو عليها أثناء وظيفته اليومية، وإنما تشمل أيضاً الشخص الذي ربما كان عليه في سياقات مختلفة بالكامل. لقد أثبت الباحثون المؤسسيون أنه عندما ينمو لدينا إحساس بذاتنا الأفضل المحتملة، نكون أقدر على إحداث تغييرات إيجابية في حياتنا.

الخطوة الرابعة:

أعد تصميم وظيفتك

بعد أن حدد روبرت نقاط قوته، انحصرت خطوته التالية في إعادة تصميم توصيفه الوظيفي الخاص للبناء على ما يبرع فيه. وبالنظر إلى حقيقة أن أعمال الصيانة الروتينية جعلته لامبالياً، كان التحدي الذي يواجه روبرت يتمثل في خلق توافق أفضل بين عمله وذاته الأفضل. وشأنه شأن غالبية المشاركين في تمرين انعكاس الذات الأفضل، اكتشف روبرت أن نقاط القوة التي حددها التمرين يمكن استغلالها في منصبه الحالي. وانطوى ذلك على إجراء تعديلات طفيفة على الطريقة التي يعمل بها وتركيبة فريقه والطريقة التي يمضي بها وقته. (تتمتع جميع الوظائف بدرجات من الحرية في هذه الجوانب الثلاث؛ والسر يكمن في العمل في إطار القيود المحددة لوظيفتك بغية إعادة تصميم العمل بشكل هامشي، بما يسمح لك باستغلال نقاط قوتك بشكل أفضل).

بدأ روبرت بجدولة اجتماعات مع مصممي ومهندسي النظم الذين أخبروه أن لديهم مشكلة فيما يتعلق بضمان تدفق المعلومات في حينه بين مجموعات عملهم وفريق الصيانة التابع لروبرت. وآمن روبرت بأنه إذا تحسن التواصل، فلن تستمر المنتجات الجديدة في التعثر بسبب مشكلات الصيانة الخطيرة والمكلفة التي شهدوها في الماضي. ونظراً لتسلحه بتاريخ موثق بعناية لمشكلات الصيانة هذه، فضلاً عن فهمه الجديد لمهاراته الفطرية في بناء فرق العمل التحليلية والإبداعية، فقد راح روبرت يلتقي المصممين والمهندسين بانتظام للتوصل إلى سبل للحيلولة دون وقوع المشكلات التي يمكن أن تعيب المنتجات الجديدة. وسدَّت الاجتماعات اثنين من أعمق احتياجات الذات الأفضل لروبرت: فقد كان يتفاعل مع عدد أكبر من الناس في عمله، ويتعرف بحماس على تصميم النظم وهندستها.

ولم تخفَ جهود روبرت عن أعين الناس. فقد علَّقَ مسؤولون كبار على مبادرته وقدرته على التعاون مع الآخرين عبر مختلف التخصصات، وكذلك على الدور المحوري الذي أداه في جعل المنتجات الجديدة أكثر موثوقية. ورأوا أيضاً كيف أنه نسب الفضل للآخرين. وفي أقل من تسعة أشهر، أثمر كد روبرت في العمل، ورُقيّ إلى منصب مدير برنامج. وعلاوة على حصوله على راتب أعلى وشهرة أوسع، استمتع روبرت بعمله أكثر. لقد اشتعلت جذوة شغفه مجدداً، وشعر بأنه ينبض بالحياة وبأنه جدير بالثقة. وكلما غامره شعور بالإحباط أو أحس بافتقاره للطاقة، كان يعيد مطالعة الآراء التقييمية الأصلية المُرسلة بالبريد الإلكتروني التي تلقاها. في المواقف الصعبة، ساعدته رسائل البريد الإلكتروني على الشعور بمزيد من المرونة.

واستطاع روبرت أن يعزز نقاط قوته ليؤدي بشكل أفضل، غير أن هناك حالات تتعارض فيها نتائج تمرين انعكاس الذات الأفضل مع وقائع وظيفة المرء. وانطبق ذلك على جيمس مسؤول المبيعات التنفيذي الذي أخبرنا أنه كان “يعيش كابوساً” بسبب وضعه في العمل. فقد عجز عن تحقيق أهداف مبيعاته الطموحة، وأصابه الملل من السفر حول العالم لمكافحة الحرائق، وحياته الأسرية على وشك الانهيار. عانى جيمس بما فيه الكفاية. وكشف تمرين انعكاس الذات الأفضل عن أن جيمس كان في أفضل حالاته كلما تولى إدارة الآخرين وقاد التغيير، غير أن هذه المهارات الطبيعية لم تُترجم ولم يكن بالإمكان أن تصبح مُجدية في وظيفته الحالية. وبعد أن مارس التمرين بفترة وجيزة، استقال من منصبه المرهق وأسس شركته الخاصة.

وفي حالات أخرى، ساعدت النتائج المديرين على استهداف مناصب لم يكونوا يحلموا بها في مؤسساتهم التي يعملون بها. شاركت سارة المديرة رفيعة المستوى في إحدى الجامعات صورتها الذاتية الأفضل مع زملائها المهمين، والتمست مساعدتهم في تحديد سبل استغلال نقاط قوتها ومواهبها بشكل أفضل. واقترحوا أنها ستكون مرشحاً مثالياً لمنصب تنفيذي جديد. في السابق، ما كانت لتفكر في التقديم قط لهذه الوظيفة، حيث كانت تظن نفسها غير مؤهلة. وفوجئت إذ اكتسحت غيرها من المرشحين للمنصب.

تجاوز القدر الكافي

على الرغم من أن الناس يتذكرون النقد، إلا أن وعيهم بالعيوب لا يُترجم بضرورة الحال إلى أداء أفضل. ووفقاً لهذا الفهم، يساعدك تمرين انعكاس الذات الأفضل على أن تتذكر نقاط قوتك وتضع خطة لتعزيزها ودعمها. ويكفل لك أيضاً فهم نقاط قوتك فهماً أفضل لتعرف كيف تتعامل مع نقاط ضعفك، كما يساعدك على كسب الثقة التي تحتاج إليها للتعاطي مع نقاط الضعف. ويسمح لك التمرين بأن تحدث نفسك قائلاً: “إنني بارع في القيادة، لكنني فاشل في التعامل مع الأرقام. وبالتالي، بدلاً من الالتحاق بفصول تقويمية في الرياضيات، سأبحث عن شريك ممول جيد”. ويسمح لك التمرين أيضاً بأن تكون أوضح فيما يتعلق بالتعامل مع نقاط ضعفك كمدير. عندما تلقى تيم المسؤول التنفيذي عن الخدمات المالية آراءً تقييميةً مفادها أنه رائع في الإنصات ومُوجِّه مثالي، أمسى أيضاً واعياً بأنه ينزع إلى إنفاق وقت أطول من اللازم في تشجيع موظفيه ووقت أقل من اللازم في مساعدتهم على التركيز على المهمة التي بين أيديهم. وعانت سوزان المسؤولة التنفيذية المرموقة في مجال الدعاية والإعلان من مشكلة معاكسة؛ فبينما أثنت الآراء التقييمية الخاصة بها على نهج إدارتها المُنصب على النتائج، فقد أرادت أن تحرص على ألا تضيع أي فرصة لتعطي موظفيها مساحة للتعلم وارتكاب الأخطاء.

في النهاية، يساعدك التوجيه المستند إلى نقاط القوة لتمرين انعكاس الذات الأفضل على تجاوز حد “الجيد بما فيه الكفاية”. وما أن تكتشف هويتك وأنت في أفضل حالاتك على الإطلاق، سوف تتمكن من استغلال نقاط قوتك لتشكيل الأدوار التي تقرر أن تؤديها بشكل أفضل سواء حالياً أو في المرحلة التالية من مسارك المهني.

اقرأ أيضاً: نقاط الضعف في الشركات

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!