هل لديك فكرة إبداعية؟ إليك الطريقة الصحيحة للإعلان عنها

5 دقائق
الأفكار الإبداعية
فريق عمل هارفارد بزنس ريفيو/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: حتى المفاهيم الأكثر ابتكاراً يُنظر إليها على أنها مملة إذا ما قُدمت بطريقة تقليدية وبديهية. يجب أن تكون طريقة تقديمك ذكية مثل المفهوم الذي تروج له إذا كنت تريد أن يقبله الناس. وفي هذا السياق، هناك بعض الحيل التي يمكنك تجربتها لترجيح الاحتمالات لصالحك وإقناع جمهورك بفكرتك.

  • ابدأ بإعداد الغرفة التي ستقدم فيها العرض. إن جلوس زملائك وراء طاولة يوحي لهم بأنهم هناك للحكم على فكرتك، وليس لتشجيعها. لذلك، تخلص من الطاولة، أو اِعقد اجتماعك في مكان لا يوجد فيه فاصل بينك وبين زملائك.
  • غيّر لغتك. أخبر الحاضرين أنه لا يمكنهم التفاعل مع أفكارك الإبداعية إلا بـ “نعم، و…”. بدلاً من إحباط الاقتراح وإحالته إلى فترة تجريبية لمدة 90 يوماً على سبيل المثال، سيضطر الفريق إلى دعمه وتنمية الفكرة القائمة عليه.
  • إذا كنت تريد أن تبدو فكرتك واقعية لجمهورك كما هي بالنسبة لك، فيجب عليك إعداد عرض تقديمي يجذب جميع أنواع الحضور. قد يفضل بعض الزملاء تمثيل المعلومات بطريقة مرئية، ويفضل البعض الآخر الاستماع أو التفاعل.
  • أسهل طريقة للقيام بذلك هي محاولة إيصال مفهومك الذي تروج له إلى الحضور بعدة طرق. عند مشاركة فكرتك بعدة طرق، فمن المرجح أن تحقق إحداها على الأقل قبولاً وصدىً جيداً.

 

هل ذهبت مرة إلى أحد الاجتماعات متحمساً لعرض فكرتك العظيمة، ولكن صُدمت لأن الحاضرين لم تعجبهم فكرتك وتم رفضها بشدة؟

لقد تابعت خلال فترة عملي في شركة ديزني عدداً لا يُحصى من العروض التقديمية يعرض فيها المبدعون بعض الأفكار المبتكرة الجديدة كل يوم. بعضها نال الإعجاب وتم تبنيه، وبعضها الآخر أُهمل سريعاً. بشكلٍ عام، لم يتمكن إلا عدد قليل منهم من تجاوز اجتماع العصف الذهني الأولي.

بمرور الوقت، لاحظت نمطاً يتكرر في هذه العروض التقديمية. يغيّر التفكير خارج الصندوق الوضع الراهن نحو الأفضل من دون شك، ولكن حتى المفاهيم الأكثر ابتكاراً يُنظر إليها على أنها مملة إذا تم تقديمها بطريقة تقليدية وبديهية، إذ لا يكفي نقلها للناس من خلال عبارات واضحة ومفهومة. يجب أن تكون طريقة تقديمك ذكية مثل المفهوم الذي تروج له إذا كنت تريد أن يقبله الناس.

في الأساس، يتعلق الأمر بطريقة إيصال الفكرة للناس.

للترويج لفكرتك بنجاح، إليك ثلاث أدوات فعالة يمكنك استخدامها لصياغة طريقة عرض مبتكرة لفكرتك:

استخدام الإشارات

عندما تترأس اجتماعاً، كما هو الحال عندما تعرض فكرتك، سينتبه الحضور إلى كل ما تفعله أو تقوله، وسيفسرونه بطريقةٍ أو بأخرى. لا تنقل طريقة كلامك وأفعالك ما تشعر به فحسب، بل تلمح أيضاً إلى الكيفية التي تريد من الآخرين أن يتصرفوا وفقاً لها خلال وجودهم معك. وفي هذا السياق، هناك بعض الحيل التي يمكنك تجربتها لترجيح الاحتمالات لصالحك وإقناع جمهورك بفكرتك.

ابدأ بإعداد الغرفة التي ستقدم فيها العرض. لا بد أنك شاهدت برنامج “أميركان آيدول”، ورأيت أن لجنة التحكيم تجلس وراء طاولة.

وبالمثل، يوحي وجود طاولة يجلس وراءها الحضور إلى أنهم هناك للحكم على فكرتك، وليس لرعايتها. لذلك، تخلص من الطاولة، أو اِعقد اجتماعك في مكان لا يوجد فيه فاصل بينك وبين زملائك.

بعد ترتيب الغرفة، يجب التفكير في طريقة تقديمك.

كان والت ديزني بارعاً في إقناع الآخرين بأفكاره الإبداعية. كيف؟ لقد كان يحول كل عرض إلى رحلة تعاونية.

فبدلاً من الوقوف بثبات أمام الجميع، كان والت يضع الأفكار على قطع كبيرة من الورق ويعلقها على الحائط لتبدو مثل لوحة عمل مصورة. وفي أثناء العرض، يطلب من الحضور النهوض من كراسيهم والسير معه من لوحة لأخرى.

أدى ذلك إلى قلب الموقف تماماً. فبدلاً من الحكم على الفكرة، كانت المجموعة تعمل معاً لمناقشة جميع الحلول الممكنة للمشكلة المعروضة عليهم. تحولت الفكرة الفردية فجأة إلى فكرة تعاونية اقترحتها المجموعة بأكملها.

دعم الفكرة ورعايتها

كلما زادت خبرة الأشخاص الحاضرين، زادت الافتراضات التي من المحتمل أن يضعوها حول سبب “عدم نجاح الفكرة”، وذلك لأنهم غالباً ما شهدوا العديد من النجاحات والإخفاقات خلال حياتهم المهنية ويريدون تجنب تكرار الأخطاء. ونتيجة لذلك، فإن إقناع هذه الفئة التي تملك التأثير الأكبر عادةً، صعب جداً.

وبالتالي، لضمان حصول عرضك الإبداعي على فرصة، عليك تحييد عامل الخبرة الذي يتمتعون به للتأثير على عرضك ورفض فكرتك حتى قبل أن تأخذ ما تستحقه من النقاش. وفي هذا الصدد، فإن إحدى أسرع الطرق لمنع زميلك الخبير من الاعتراض على فكرتك وإحباطها في مهدها هي استخدام قاعدة من عالم الارتجال تُدعى “نعم، و…” (وهي قاعدة تقترح أنه يجب على المشارك قبول ما قاله مشارك آخر (“نعم”) ثم التوسع في الفكرة، وتُستخدم في الأعمال والمؤسسات كقاعدة تساعد على تحسين فعالية عملية العصف الذهني والتواصل الفعال).

عندما يكون هدفك هو توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار الجديدة، ذكّر الجميع بأنهم هنا لدعم الأفكار وتشجيعها، وليس للموافقة عليها أو رفضها؛ أي عليك إيصال رسالة مفادها أننا ندعم الأفكار الإبداعية بدلاً من رفضها. من شأن هذا التغيير البسيط في اللغة إزالة الضغط عن الجميع وتشجيع فريقك على مشاركة أفكارهم التي ربما لم يكونوا ليتكلموا عنها. لتطبيق هذه الممارسة، أخبر الحاضرين في الاجتماع أنه لا يمكنهم التفاعل مع أفكارك الإبداعية إلا بـ “نعم، و…”.

وهكذا، وبدلاً من إحباط الاقتراح وإحالته إلى فترة تجريبية لمدة 90 يوماً على سبيل المثال، سيضطر الفريق إلى دعمه وتنمية الفكرة القائمة عليه، ولن يقول الناس عنها بعد ذلك “إنها فكرة مكلّفة”. وسيركزون على إضافة قيمة إلى الفكرة أو إيجاد حلول للمشكلات التي كانوا سيثيرونها. قد يسمح ذلك بتوليد مجموعة كاملة من الأفكار الفرعية، مثل إنشاء مسار تسويق للمتابعة مع العملاء المحتملين في نهاية الفترة التجريبية.

أخيراً، قد يكون من المفيد إطلاع الزملاء على فكرتك قبل أسبوع على الأقل مقدماً حتى يكون لديهم الوقت للتفكير فيها قبل عرض مقترحك.

الواقعية

إذا سألتك عن عدد الأيام في شهر سبتمبر/أيلول، فماذا ستفعل أولاً؟ تعرض تقويماً يظهر عدد الأيام؟ أم ستجيب على الفور أن عدد الأيام في سبتمبر/أيلول هو 30 يوماً؟ أم تعُد الأشهر على أصابعك لتقول أخيراً إنها 30 يوماً؟

في الواقع، هناك العديد من الطرق للإجابة عن هذا السؤال، وهناك العديد من الطرق لمعالجة المعلومات وتوصيلها. قد يفضل بعض الزملاء تمثيل المعلومات بطريقة مرئية، ويفضل البعض الآخر الاستماع أو التفاعل. إذا كنت تريد أن تبدو فكرتك واقعية لجمهورك كما هي بالنسبة لك، فيجب عليك إعداد عرض تقديمي يجذب جميع أنواع الحضور.

أسهل طريقة للقيام بذلك هي محاولة إيصال مفهومك الذي تروج له إلى الحضور بعدة طرق. على سبيل المثال، يمكنك تخصيص جزء من العرض للعصف الذهني للمتعلمين النشطين، وجزء مرئي للمتعلمين الذين يفضلون العرض البصري للمعلومات، وتضمين بيانات إحصائية تستهوي الجمهور التحليلي. عند مشاركة فكرتك بعدة طرق، فمن المرجح أن تحقق إحداها على الأقل قبولاً وصدىً جيداً.

هناك قصة مشهورة في تراث ديزني حول إنشاء مدينة ومنتزه “ديزني مملكة الحيوانات” (Disney’s Animal Kingdom) توضح هذا المفهوم. حاول المهندس المخضرم في قسم البحث والتطوير في شركة ديزني، جو رود، مرتين عرض فكرته عن منتزه يضم حديقة حيوانات على الرئيس التنفيذي لشركة ديزني آنذاك مايكل أيزنر. عرض رود مخططات ورسوم بيانية مفصلة، بالإضافة إلى الكثير من الإحصائيات لتوضيح سبب اعتقاده أن فكرة المنتزه ستكون ناجحة. لكن أيزنر وفريقه أحبطوا فكرة رود قائلين ببساطة إن “حدائق الحيوانات ليست من اختصاص ديزني”.

في عرضه الثالث والأخير، بدأ رود عرض مقترحه كالعادة. ولكن بعد بضع دقائق، فتح باب الغرفة الخلفي وأدخل نمراً سيبيرياً وزنه 360 كيلوغراماً ليسير بالقرب من مايكل أيزنر. بعد بضع دقائق، تم إخراج النمر من الغرفة، وحصل رود على الضوء الأخضر لإنشاء منتزه “ديزني مملكة الحيوانات”. لقد نجح رود أخيراً لأنه قام بتمثيل تجربة الحيوانات الغامرة على أرض الواقع.

في الواقع، لا تبصر الكثير من الأفكار الإبداعية العظيمة النور بسبب عدم إيصالها إلى المتلقي بطريقة صحيحة. ولكن مع بعض التعديلات البسيطة التي تستهدف العقلية المناسبة، بالإضافة إلى دفع زملائك إلى دعم أفكارك، وإضفاء المزيد من الواقعية على عرضك التقديمي، يمكن لعرضك الإبداعي التالي أن يترك صدى أكبر بكثير عند المتلقي.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .