كيف تتحرر من التزاماتك التي لم تعد من أولوياتك؟  

3 دقائق
خطوات لكي تحرر نفسك من الالتزامات غير الضرورية وإعادة ترتيب الأولويات
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مع كل ما نشهده من اضطرابات في ربيع وصيف هذا العام، ربما فاتك كثير من النشاطات واللقاءات التي كنت تعتاد القيام بها. أعلم أن الابتعاد عن مجموعات الأصدقاء والمعارف المحببة والعزيزة على نفسك يسبب لك ألماً استثنائياً، إلا أنك قد تكتشف مجموعات أخرى لن يحزنك الابتعاد عنها. ربما هذه الجائحة هي السبب في العودة إلى التفكير مع ذاتك كي تتحرر من الالتزامات غير الضرورية وإعادة ترتيب أولوياتك مرة أخرى.

قد يكون نشاطاً تطوعياً لم يعد له معنى بالنسبة لك، أو مجموعة تطوير مهني لم تعد مفيدة لك كما كانت من قبل، أو مجتمعاً لا يبدو لك العمل فيه جديراً بمنحه الأولوية في هذه المرحلة. بالنسبة لبعض النشاطات، كالاجتماعات الأسبوعية الإلزامية في الشركة، يجب أن تحضر حتى وإن لم تكن لديك الرغبة، بينما في النشاطات الاختيارية التي تملك الخيار بحضورها من عدمه، والتي قد تكون قد ابتعدت عنها بالفعل، ربما يكون الوقت للانفصال عنها تماماً قد حان.

هل تفكر بأي مجموعة تندرج تحت هذا التصنيف؟ إن كانت هناك مجموعة معينة بالفعل، فهل عبرت عن رغبتك بمغادرتها؟ إذا لم تفعل ذلك، أوصي بشدة أن تأخذ الوقت اللازم للانفصال عن هذه المجموعة بصورة ملائمة. وإليك أربع خطوات كي تحرر نفسك من التزامك بها تماماً.

1. تحدث بصورة مباشرة

بدلاً من تفادي الموضوع وعدم الحضور، تواصل مع القائد المناسب، حيث تقع مسؤولياتك. فيما يلي، أستعرض الرسالة الإلكترونية التي أرسلتها كي أبلغ المجموعة بمغادرتي لها، كمثال عما يمكنك قوله:

مرحباً (اسم قائد المجموعة)،

أتمنى أن تكون بخير. أريد أن أخبرك عن بعض الأمور.

عند تقييم أولوياتي، أدركت أن هذه المجموعة تقع ضمن مجال لا أرى إمكانية لاستمراري باستثمار وقتي فيه.

ظننت أنه سيكون بإمكاني الحضور بصورة منتظمة أكثر في الخريف الذي مضى، لكني لم أستطع، ولا أتوقع أني سأتمكن من الحضور أكثر من ذلك هذا الشتاء. أردت أن أخبرك بذلك مباشرة، كي لا تعتمد علي في العمل على تحقيق أهداف النادي.

أشكركم على الفرصة التي منحتموني إياها لأكون جزءاً من النادي، فقد كانت تجربة تعلم جيدة لي. وأنا أفتخر بكم جميعاً وبالتقدم الذي تحققونه. وسأعود في المستقبل إذا ما شعرت بضرورة بذل وقتي في المجموعة.

أتمنى لك يوماً سعيداً!

إليزابيث.

قد تكون الرسالة الإلكترونية أفضل طريقة لإيصال رغبتك. وإذا كنت تتنحى عن موقع مسؤولية أكبر، أو تنهي ارتباطك بعلاقة أقرب، من الممكن أن تجري مكالمة هاتفية أو اتصالاً عبر الفيديو أو لقاء شخصياً من أجل مناقشة الأمر. حدد طريقة التواصل الأنسب للعلاقة التي تربطك بأصحاب الشأن، ثم احرص على أن تفكر ملياً بما تود قوله كي تقوله بأسلوب لطيف وواضح.

2. احرص على إنهاء التزاماتك

كنت ملتزمة مع هذه المجموعة بنشر اجتماعاتها على موقع “ميت أب” (MeetUp.com)، وهو موقع يضم جميع أنواع الأنشطة الجماعية، ولم أكن قد نفذت ذلك بعد. وعلمي بأني سأخبر قائد المجموعة مباشرة عن مغادرتي دفعني لمنح الأولوية لإنهاء تلك المهمة. وبذلك، عندما أخبرته أني لن أستمر معهم، كنت قد أنهيت جميع التزاماتي المتأخرة. وبالتالي تمكنت من إنهاء ارتباطي بالمجموعة من دون أي مسائل عالقة، وتحررت من شعوري بأني مكلفة بأمر ما.

لذا، فكر بجميع الأعمال التي تأخرت في إنجازها لهذه المجموعة تحديداً، وحدد ما إذا كنت ستكملها، وموعد ذلك. أو إذا كنت ستعلمهم أنك لن تأخذ على عاتقك مسؤولية عمل ما بعد اليوم، فاحرص على ذكره عند إخبارهم بمغادرتك. مثلاً، كنت قد التزمت بتوجيه عضو جديد في المجموعة، لكني لم أحقق أي تقدم في هذا العمل. فأخبرتهم عما أنجزناه من عملية التوجيه وأن عليهم البحث عن شخص آخر يقوم بهذا الدور.

3. تخلص من كل شيء

ما أن أخبرت المجموعة بوضوح عن مغادرتي، شعرت أني تحررت وأصبح بإمكاني التخلص من جميع الأمور الزائدة التي كانت تسبب تشويشاً في جدول مواعيدي وقائمة مهامي وصندوق البريد الإلكتروني الوارد. حذفت مواعيد الاجتماعات المتكررة من جدول المواعيد على منصة جوجل، وحذفت جميع منبهات التذكير بشأن الأشياء التي يجب علي القيام بها لأجل المجموعة، وتخلصت من المواد التي لم أعد أحتاج إليها. حررتني عملية التنظيف هذه من الشعور الضئيل بالذنب كلما وردني تنبيه للتذكير بأمر يخص هذه المجموعة، إذ إني غادرتها وحررت ذهني من أمور نشاطاتها. سل نفسك: ما الذي يمكنني التخلص منه كي لا يبقى لدي فوضى رقمية أو مادية؟

يمكنك تحرير نفسك من منبهات التذكير أيضاً. قد يبدو الأمر وكأنه إلغاء الاشتراك في قوائم البريد الإلكتروني أو رسائل التذكير النصية، أو مغادرة مجموعات المراسلة على فيسبوك، أو أي طريقة أخرى للتذكير بالاجتماعات والتواصل.

4. استمتع بالراحة

يبدو أن اللجوء إلى الطريقة “السهلة” لمغادرة المجموعة من خلال تجاهل المسؤوليات أو تفاديها هو الطريقة الأصعب في نهاية المطاف. عندما تخبر نفسك والآخرين بصورة مباشرة أنك ستغادر، فستتحرر حقاً، وأقول من خلال تجربتي إن شعور الراحة هذا ملموس وواضح. كما اتضح لي أن الآخرين يقدرون إنهاء الارتباط بهذه الصورة المباشرة، حتى وإن بقيت أشهراً قبل أن تقوله لهم أخيراً. فهم لن يضطروا بعد الآن للاتصال بك للسؤال عن سبب عدم حضورك فعاليات محددة، ولا طلب تطوعك في التزامات ليسوا واثقين من حضورك إليها، ولا الشعور بالاستياء من عدم استجابتك.

حان دورك الآن: ما هي الالتزامات غير الضرورية التي لم تعد تتوافق مع قيمك وأولوياتك؟ متى ستخبر المعنيين بها كي تنهي ارتباطك بهم بصورة واضحة وتتخلص من ثقل تفادي مسؤولياتك؟ ليس عليك أن تبقي نفسك والآخرين في مرحلة انتقالية. بل قل لهم مباشرة إنك لن تستمر بحضور الأنشطة كي تتحرر وتمضي قدماً نفسياً وعاطفياً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .