هل تريد أن تدعم زملاءك ذوي البشرة الملونة وتتصدى للتعليقات المتحيزة ضد المرأة وتستخدم لغة شاملة لتصبح حليفاً أفضل ولكن لا تعلم من أين تبدأ؟

تعتبر أول خطوة لأن تصبح حليفاً في العمل هي استيعاب المفاهيم التي ستساعدك على دعم زملائك. ولكن إن تعلم معاني هذه المصطلحات أو كيفية استخدامها في جمل ليس كافياً، بل عليك اتخاذ الإجراءات.

إليك خمسة مصطلحات عليك معرفتها إذا أردت أن تصبح حليفاً أفضل في العمل، بالإضافة إلى كيفية التصرف بناءً عليها.

الامتياز

يعرّف الامتياز بكل ما يُمنح من حقوق أو منافع أو حماية حصراً إلى أشخاص أو مجموعات معينة من الأشخاص بناءً على عِرقهم أو نوعهم الاجتماعي أو ديانتهم أو ثروتهم أو طبقتهم الاجتماعية أو مستوى تعليمهم أو قدرتهم، بالإضافة إلى تصنيفات أخرى.

تأثير الامتياز. “يصنع الامتياز فرصاً غير متكافئة بسبب احتمالية تكدس المنافع المسبّقة بعضها على بعض، ما يُصعّب مجاراتها للغاية على الأشخاص دون الامتيازات”.

كيفية الاستفادة منه. يكتب غوريك إنغ في مقاله “كيف نستخدم امتيازنا لتحقيق تكافؤ الفرص” أن الامتياز قابل للمشاركة ولكن الشخص الوحيد القادر على مشاركته هو من يمتلكه. إذ لا يمكن للشخص أن يتشارك الامتياز إذا لم يكن يمتلكه.

لذا من المهم للغاية بالنسبة للأشخاص الذين لديهم امتياز أن يتذكروا ذلك ويستخدموا امتيازهم لفعل الخير.

وإذا كان لديك امتياز، فإليك ما عليك فعله لتحقق تكافؤ الفرص:

  1. شارك في تقديم الآخرين. بالنسبة لك، صديقك هو مجرد صديق. ولكن بالنسبة لشخص آخر، فيعتبر صديقك المفتاح إلى وظيفة جديدة أو ترقية أو فرصة أخرى. لذا في أغلب الأحيان، تُعد مقدمة بسيطة كهذه: “أود أن أعرفك إلى (اسم الشخص) بما أن كليكما مهتم بـ (الموضوع)” كل ما يتطلبه الأمر لمساعدة الآخرين في بناء علاقاتهم المهنية وانفتاحهم على فرصهم.
  2. ساعد الآخرين على أن يكونوا مرئيين ومسموعين. إذا سمعت فكرة جيدة من شخص لا يشارك عادةً أو شهدت عملاً جيداً من شخص غير مرئي عادةً، فتأكد بدقة أكبر من أن الآخرين يسمعون هذه الأفكار ويعرفون عنها، وأشِد بجهود من يستحق.
  3. شارك في المهام الروتينية. من أجل أن تمنع الموظفات النساء أو ذوي البشرة الملونة من أن تقع المهام التي لا تؤدي إلى ترقيات على عاتقهم دائماً، فكر في التناوب ما بينكم لمشاركة الحِمل. على سبيل المثال، إذا طلب مديرك من زميلك تدوين الملاحظات خلال اجتماع الفريق أو أن يتصل ليسجل طلب الغداء، ففكر في أن تقوم بتلك المهام بنفسك.

الإساءات الدقيقة

تُعرّف بالسلوكيات أو الأفعال، سواء كانت متعمّدة أو لا، التي تقلل من شأن هوية شخص ما بصورة خفية من خلال المشاركة في تعزيز الصور النمطية أو التحيزات ضد المجموعات المهمشة تاريخياً.

مثال عن الإساءات الدقيقة: “عندما تسألني عن موطني “الحقيقي” فقط لاختلاف ألوان بشرتنا، فمن الصعب ألا يُعتبر سؤالك إساءة لي”.

كيفية مواجهته: توضح مساعدة المحرر لدى مبدعي هارفارد بزنس ريفيو، راكشيتا أرني رافينشانكار، في مقالها “ما المشكلة في سؤال شخص ما “من أين أنت؟”” أن الإساءات الدقيقة تنبع من الانحياز اللاإرادي. ولهذا السبب، من المهم أن نكن يقظين حول المكان الذي نطرح فيه الأسئلة عن هوية شخص ما، بالإضافة إلى الاهتمام للتوقيت وكيفية طرحنا للأسئلة. إذا أردت تجنب ارتكاب الإساءات الدقيقة، فإليك ما يمكنك فعله:

  1. أعِد التفكير في امتيازك. عندما تدرك مكانتك في العالم وتأثيرها على من حولك، ستصبح لديك القدرة لأن تتحمل المسؤولية.
  2. أنصت بحرص أكبر على الفهم. يكمن السر في أن تنصت أكثر مما تتحدث. إذ عندما تتحدث إلى شخص ما، فعليك أن تنتبه إلى التفاصيل الصغيرة التي يشاركها معك. حاول فتح محادثة صادقة مع الطرف المقابل وكن على استعداد للتعرف عليه. سيساعدك ما سبق على تجنب وضع هوية الطرف المقابل في قالب بناءً على معتقداتك التي تستمدها من انحيازك اللاإرادي.
  3. اعتذر إذا أخطأت في حق أحد. اعلم أنك ستقع في الأخطاء. ولكن إذا قلت شيئاً ندمت عليه فوراً أو واجهك شخص ما بسببه، فقل: “أعتذر إذا تجاوزت حدي”. وإذا لم تتلقَ إجابة إيجابية على اعتذارك، فتفهم أنّ الطرف المقابل قد لا يريد التحدث في الموضوع، لذا تغاضى عن الأمر. وتجنب قول: “لا تكن حساساً” أو “كنتُ أمازحك فقط”. على العكس، احرص على أن تكون صادقاً في اعتذارك وانتقل إلى موضوع آخر.

التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة

يعرّف بالتعصب الاجتماعي والتحيز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة. إذ يَعتبر هذا النوع من التحيز واللغة التي يستخدمها أن الإعاقة عطب علينا “إصلاحه”.

مثال عن التحيز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة: تعتبر الكلمات الآتية متحيزة ضد ذوي الاحتياجات الخاصة وتتسبب في وصم المجموعات المهمشة: “أحمق” و”مجنون” و”مغفل” و”أبله”.

كيفية مواجهته: توضح راكشيتا في مقالها “لماذا علينا التوقف عن استخدام هذه الكلمات والعبارات” أن التحيز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة يتجلى في طريقة حديثنا. ولكن توجد طرق لتغيير مفرداتنا إلى الأفضل. إليك بعض النصائح لفعل ذلك:

    1. لا تتجاهل ذوي الاحتياجات الخاصة من حولك. لدى أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم نوعاً من أنواع الإعاقة، ما يقارب حوالي 15% من السكان. فكلما زاد وعينا بالإعاقات من حولنا، قلّ احتمال وصمنا لها كعطب علينا إصلاحه، بل نصبح ننظر إليها كأمر طبيعي. لذا لا تحاول إصلاح الإعاقة بل اعمل على إصلاح الاضطهاد الذي تتسبب فيه.
    2. حافظ على التعلم دائماً. يعتبر إدراك تحيزاتنا الشخصية التي نستمد العديد منها من الأشخاص الذين نقابلهم والخبرات التي مررنا بها واستهلاك وسائل التواصل الاجتماعي طوال حياتنا، الخطوة الأولى لتثقيف أنفسنا. فابحث عن الموارد التي يكتبها ذوو الاحتياجات الخاصة حول العالم. وتذكر أن المسؤولية لتثقيف نفسك تقع على عاتقك، فلا تنتظر التثقيف من الآخرين.
    3. لا تضع افتراضات حول هوية مَن حولك. إذا لم تكن متأكداً بكيفية تحديد هوية شخص ما، فاسأله بكل بساطة. على سبيل المثال، يفضل بعض الأفراد استخدام اللغة التي تضع كلمة “شخص” أو “أشخاص” بمقدمة الكلام، مثل قول “الأشخاص ذوو الإعاقة” أو أصحاب الهمم بدلاً من “المعاقين”. ويفضل البعض الآخر اللغة المباشرة التي تضع الهوية أولاً، مثل تفضيل بعض الأفراد لكلمة “أصم” بدلاً من “الأشخاص الصم” أو “الأشخاص الذين يعانون فقدان السمع”.

التحيز الجنسي الخفي

يعرّف بالمعتقدات والقيم والسلوكيات المعادية للمرأة بشكل صريح ولكن جميعها ملبّسة بلهجة إيجابية. يظهر هذا التحيز عادة عبر سلوكيات توحي بأنّ المرأة ضعيفة وتحتاج إلى حماية الرجل.

تأثير الامتياز. “يعتبر تجنب إعطاء الموظفات النساء مهمة معينة على افتراض أنها “منهكة للغاية” بالنسبة لهنّ نوع من التحيز الجنسي الخفي”.

كيفية الاستفادة منه. يوضح ديفيد ماير في مقاله “كيف لا تدافع عن المرأة في العمل” أننا قد نرى التحيز الجنسي حتى في أكثر المحادثات ودية. قد يأخذ هذا “التحيز الجنسي الخفي” الأشكال الآتية:

“لقد أدرتِ الندوة بشكل رائع! تألقتِ بشعرك ومكياجك!”.

أو “أردت التأكد من أنّ عائلتك لا تمانع أخذك لهذا المنصب الجديد”.

أو “أنا حقاً لم أرد إزعاجك بعملية المفاوضة تلك”.

تظهر الأبحاث أنّ التحيز الجنسي الخفي يقلل من فرص النساء لأن يحصلن على ملاحظات صريحة ومهام صعبة ويزيد من فرص حصولهن على عروض مساعدة غير مرغوب فيها تدمر ثقتهن بأنفسهن. كل ما سبق يقلل من كفاءة النساء ويجعل الارتقاء في العمل صعباً عليهن.

وجميع أولئك الذين يقبلون هذه السلوكيات أو يتغاضون عنها أو يحفزونها أكثر ميلاً لأن يقبلوا على النساء سوء المعاملة والتحرش في العمل. لذا فإنه من المهم مواجهة هذه السلوكيات عندما تراها تحصل أمامك.

فجوات الفرص

تعرّف بالنتيجة التاريخية والمنهجية لمئات السنوات من الإقصاء والقمع والتمييز العرقي.

مثال عن فجوات الفرص: “تاريخياً، لم يتم توعية الشباب ذوي البشرة الملونة الذين كانت لديهم نسبة تمثيل ضعيفة بالفرص الوظيفية المتاحة لهم بسبب فجوات الفرص”.

كيفية الاستفادة منه. في مقابلة شخصية مع مبدعي هارفارد بزنس ريفيو، توضح الرئيسة التنفيذية لشركة أبورتونيتي نيتورك، آيلون كو، كيف تؤثر فجوة الفرص على مجتمعات أصحاب البشرة الملونة. بالنسبة للأشخاص الذين استُبعدت عائلاتهم أو مجتمعهم تاريخياً من الفرص، قد يستمر هذا الاستبعاد لأجيال.

في سياق سوق العمل اليوم، يبدأ تفاوت الفرص في وقت مبكر للغاية من حيث الوظائف التي تتعرض لها المجتمعات المختلفة، والخيارات التي يشعر بها الشباب في تلك المجتمعات أن لديهم الوكالة التي يتعين عليهم متابعتها، بالإضافة إلى ما يعتبره الآخرون مناسباً لهم.

يمكنك المساعدة من خلال توعية الآخرين بالفرص التي تصادفك. خاصة إذا كنت من خلفية تتمتع بامتيازات خاصة وتعرف عن فرصة حصرياً من خلال أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، فاحرص على مشاركتها مع الآخرين.