$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7061 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(41267)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(13) "54.196.27.122"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7068 (45) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(199) "/%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%91%D8%B2%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%A7/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(13) "54.196.27.122"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86b8c41c7fdb5a28-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_REFERER"]=>
    string(219) "https://hbrarabic.com/%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%91%D8%B2%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%A7"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(13) "54.196.27.122"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.4" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(14) "162.158.87.184" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "34380" ["REDIRECT_URL"]=> string(71) "/علم-الأعصاب-والكتابة-المتميّزة-في-مجا/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711640923.665579) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711640923) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(16) "paid_subscribers" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7069 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7070 (2) { ["content_id"]=> int(41267) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

علم الأعصاب يكشف أسرار الكتابة المتميّزة في مجال الأعمال

10 دقائق
علم الكتابة القوية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من الضروري أن يمتلك كل مهني في مجال الأعمال مهارات الكتابة المتميزة، إذ يجب عليه التواصل بفعالية مع زملائه وموظفيه ورؤسائه والترويج لأي أفكار أو منتجات أو خدمات تقدمها شركته.

يرى كثير من المهنيين، لاسيما في عالم الشركات، أنّ الكتابة فنّ، وأن من يتقنها يتمتع بموهبة فطرية عمل على رعايتها بتجاربه وسليقته ومداومته على قراءة الكثير من المؤلفات متعددة المجالات. لكننا نتعلم كلّ يوم شيئاً جديداً عن علم الكتابة الجيدة، وبالتقدم المحرز في علم الأعصاب وعلم النفس إلى جانب البيانات والصور تمكنا من توضيح طريقة استجابة الدماغ للكلمات والعبارات والقصص بصورة دقيقة. في الحقيقة، إن معايير القيام بخيارات أفضل في الكتابة موضوعية أكثر مما تظنّ.

الكتابة الجيدة تزيد من تدفق الدوبامين إلى منطقة من الدماغ تعرف باسم “دارة المكافأة” (Reward Circuit)، والكتابة الرائعة تطلق المواد الأفيونية التي تنشط أهمّ مراكز المكافأة. تماماً كتناول الطعام اللذيذ أو أخذ حمّام مريح أو الانغمار في عناق دافئ، يمنحنا النص النثري المتقن شعوراً بالسعادة التي تولد لدينا الرغبة في متابعة القراءة.

لا تزال معظم القواعد التي تعلمناها في المدرسة سارية، مثل “استخدم الصور البلاغية لإظهار المعنى بدلاً من سرده” أو “استخدم صيغة المبني للمعلوم”، لكن أصبحت أسباب ضرورة اتباعها أكثر وضوحاً. يمكن للعلماء الذين يستخدمون أجهزة الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني رؤية مناطق المكافأة المتجمعة في الدماغ المتوسط تتوهج عندما يقرأ الشخص أنواعاً معينة من الكتابات أو يسمعها مقروءة. وتعمل كل كلمة أو عبارة أو فكرة كمحفز يدفع الدماغ للإجابة فوراً عن سلسلة أسئلة: هل يَعد ذلك بخلق القيمة؟ هل سيروق لي؟ هل يمكنني التعلم منه؟

ينوّه كينت بيريدج، عالم النفس والأعصاب الرائد في جامعة ميشيغان، إلى أن الباحثين كانوا يعتقدون أن دارة المكافأة في الدماغ تتعامل عموماً مع إشارات حسية. ويقول موضحاً: “لكن تبيّن في الأعوام الخمسين الماضية في دراسات التصوير العصبي أن جميع أنواع المكافآت الاجتماعية والثقافية تنشط هذه الدارات”.

عندما نقرأ مادة مشحونة عاطفياً نتفاعل معها تلقائياً بمشاعر الخوف أو الفرح أو الذهول أو الاشمئزاز أو غيرها، ثم يأتي المنطق بعد ذلك.

سواء كنت تكتب بياناً توضيحياً موجزاً في رسالة إلكترونية أو مناقشة معقدة في تقرير، فإن ما تكتبه قادر على تنشيط الدارات العصبية في أدمغة قرائك وجعلها تتوهج. (وهذا ينطبق على قراءة الكلمات أمام جمهور من المستمعين). يحدث السحر عندما يتميز النص النثري بواحدة أو أكثر من الخصائص التالية: بسيط أو محدد أو مفاجئ أو مؤثر أو جذاب أو ذكي أو اجتماعي أو قائم على قصة. في عملي مع رجال الأعمال كمؤلف ومدرب في مجال الكتابة لاحظت أن هذه الخصائص الثمانية هي سمات مميزة للكتابة الجيدة، وقوتها مدعومة بالأدلة العلمية.

البساطة

“التزم البساطة”. هذه النصيحة البسيطة الكلاسيكية في كتابة المقالات تقوم على أبسط أبحاث علم الأعصاب. البساطة تزيد ما يسميه العلماء “المعالجة السلسة” في الدماغ؛ فاستخدامك جملاً قصيرة وكلمات مألوفة وبنية نحوية سليمة يضمن ألا يضطر القارئ لبذل طاقة عقلية كبيرة لفهم ما تعنيه.

وبالعكس، بينت الدراسات أن الجمل التي تضم فقرات متداخلة في وسطها تستغرق قراءتها وقتاً أطول وتكون الأخطاء في فهمها أكثر. وينطبق الأمر ذاته بالنسبة لمعظم الجمل المكتوبة بصيغة المبني للمجهول. إذا كتبت “جُمعت الأرباح من قبل المستثمرين” مثلاً، بدلاً من “جمع المستثمرون الأرباح” فأنت تقلب المواقع القياسية للفعل والمفعول به المباشر، وهذا الأسلوب سيقلل فهم القارئ للجملة بنسبة 10% ويجعل قراءتها تستغرق وقتاً أطول بمقدار عُشر الثانية.

تعاون الأستاذ في جامعة طوكيو، تسويوشي أوكوهارا، مع زملائه في دراسة طلبوا فيها من 400 شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً أن يقرؤوا نصاً يتحدث عن طريقة ممارسة الرياضة من أجل التمتع بصحة أفضل. حصل نصف المشاركين على نص تقني إلى حدّ ما فيه شرح مطول، في حين حصل النصف الآخر على نسخة سهلة القراءة من نفس النص. سجلت المجموعة التي قرأت النسخة البسيطة التي احتوت على كلمات أصغر وجمل أقصر من بين أشياء أخرى درجات أعلى في الكفاءة الذاتية، وعبر المشاركون فيها عن ثقة أكبر في قدرتهم على النجاح في تطبيق ما ورد فيها.

ومن الجدير بالانتباه هو أن الإنسان يتعلم من التجارب أن التفسيرات الأبسط ليست صحيحة دائماً، لكنها صحيحة عادة. أندريه كولموغوروف هو عالم رياضيات روسي، وقد أثبت منذ عقود مضت أن الإنسان يستنتج أن النمط الأبسط يولّد توقعات وتفسيرات وقرارات أفضل. وهذا يعني أنك ستكون مقنعاً أكثر عندما تبسّط الأفكار المزخرفة على نحو مبالغ فيه وتعيدها إلى حالتها المجردة.

تتمثل إحدى الطرق لإبقاء جملك بسيطة في استبعاد الكلمات الغريبة واستخدام صيغة المبني للمعلوم، والطريقة الأخرى هي الدخول مباشرة في لبّ الموضوع وحذف التفاصيل الاستطرادية. فلنقل إنك أجريت بحثاً حول الأسواق الانتقالية وبناء عليه توجه مذكرة لكبار القادة توصي فيها ببعض الخيارات؛ بدلاً من اتباع النهج التفصيلي ومشاركة جميع المحاسن والمساوئ لجميع الأسواق يمكنك الترويج لأهم عميلين مرتقبين وتحديد الجوانب الإيجابية والسلبية الأساسية لديهما.

التحديد

الأمور المحددة تحفز عدة دارات في الدماغ. خذ مثلاً “لقلق” بدلاً من “طائر”، أو “امسح” بدلاً من “نظف”، تبين في إحدى الدراسات أن الكلمتين الأكثر تحديداً في هذين المثالين أدتا إلى تنشيط العصبونات في الأجزاء البصرية والشريط الحركي من الدماغ أكثر من الكلمتين العامتين، ما يعني أنهما دفعتا الدماغ إلى معالجة المعنى بقوة أكبر.

كان العلماء منذ عدة سنوات يعتقدون أن الدماغ يفك شفرة الكلمات على أنها رموز، أما اليوم فنحن ندرك أن العصبونات في أدمغتنا “تجسد” فعلياً ما تعنيه الكلمات؛ عندما نسمع كلمات محددة أكثر “نتذوق” أثراً من معناها الحقيقي أو “نشعر” به أو “نراه”.

والجدير بالملاحظة هو أن هذه المحاكاة قد تصل إلى عضلاتنا أيضاً؛ عندما طلب فريق بحثي بقيادة الباحث الإيطالي ماركو تيتامانتي من المشاركين في تجربته الاستماع إلى الجمل المتعلقة بالفم واليد والساق، مثل “اقضم تفاحة” و”امسك سكيناً” و”اركل الكرة” نشطت مناطق الدماغ المسؤولة عن تحريك الفكين واليدين والساقين لدى المستمعين.

وبذلك فإن استخدام لغة محسوسة وأكثر حيوية سيكافئ قراءك. في رسالة الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، جيف بيزوس، التي أرسلها مؤخراً للمساهمين، لم يقل: “نحن نواجه منافسة قوية” بل كتب بما يتوافق مع بحث تيتامانتي: “إن موردي الطرف الثالث يوجهون لنا صفعات بوصفنا الطرف الأول، وهي صفعات قوية”.

يتمثل أسلوب آخر من أساليب التحديد في تقديم عبارة موجزة لا تُنسى لمساعدتهم على تذكر رسالتك. خذ مثلاً مالكولم غلادويل الذي وضع تعبير “نقطة التحول”(Tipping point)، ورمزي الإدارة الشهيرين، دبليو تشان كيم ورينيه مابورن اللذين ابتدعا مصطلح “استراتيجية المحيط الأزرق” (Blue ocean strategy)، والكاتب نسيم نيكولاس طالب الذي ابتدع مصطلح “ظاهرة البجعة السوداء” (Black swan event).

المفاجأة

خُلقت أدمغتنا لتضع توقعات بلا توقف ومنها تخمين الكلمة التالية في كل سطر من النص الذي نقرأه. إذا وافقت كتابتك تخمين القارئ فلا بأس، لكن ذلك سيسبب له النعاس على الأرجح، في حين أن المفاجأة ستثبت رسالتك في ذهن القارئ وتساعده على تعلم المعلومة وتثبيتها في ذاكرته.

أجرى الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي والعلوم المعرفية في شركة “تيليكوم باريس”، جان لوي ديسال، تجربة توضح انجذاب الإنسان للأشياء غير المتوقعة. إذ طلب من المشاركين قراءة قصص قصيرة بلا خاتمة والتفكير بالنهايات المحتملة لكل منها. مثلاً، تقول إحدى القصص: “بعد أسبوعين من سرقة سيارتي، أبلغتني دائرة الشرطة بأن ثمة سيارة معروضة للبيع على الإنترنت ومن المحتمل أن تكون هي سيارتي نفسها…وتم التعرف على صاحب رقم الهاتف، وهو…” كانت الخيارات كالتالي: (أ) “زميلي في المكتب” أو (ب) “زميل أخي في العمل” أو (جـ) “شخص من الجوار”. في 17 من القصص الثمانية عشر فضلت الغالبية العظمى من المشاركين النهاية غير المتوقعة بأكبر درجة (في هذا المثال كان الخيار المفضل هو ’زميلي في المكتب‘)، لم يرغب المشاركون في قصة تتوافق مع توقعاتهم.

لذلك كافئ قراءك بكل جديد. لاحظ الأستاذان في كلية وارتون، جوناه برغر وكاثرين ميلكمان، تأثير المحتوى المفاجئ عندما أجريا دراسة على قرابة 7,000 مقال نشر على الإنترنت في صحيفة “نيويورك تايمز”. وتوصلا إلى أن المقالات التي صنفت على أنها مفاجئة كانت احتمالات ظهورها في قائمة المقالات التي تلقت أكبر عدد من الرسائل الإلكترونية في الصحيفة أعلى بنسبة 14%.

الأسلوب المحفز

قد تعتقد أنك ستكون مقنعاً أكثر إذا استخدمت الأسلوب المنطقي، لكن هذا ليس صحيحاً. فأدمغتنا تعالج الدلالة العاطفية للكلمة في غضون 200 ميلي ثانية من قراءتها، أي أسرع من عملية فهم معناها. لذلك عندما نقرأ مادة مشحونة عاطفياً نتفاعل معها تلقائياً بمشاعر الخوف أو الفرح أو الذهول أو الاشمئزاز أو غيرها، لأن أدمغتنا دُرّبت على هذه الاستجابة منذ عصور الإنسان البدائي الذي عاش على الصيد وجني الثمار، ثم يأتي المنطق بعد ذلك ونقوم بدمج المشاعر الفورية مع الأفكار التي تليها من أجل خلق المعنى.

ما مدى حساسيتنا تجاه العواطف؟ تبين التجارب أن الإنسان عندما يسمع قائمة من الكلمات غالباً ما يفوّت بعضها نتيجة لما يسمى “غمضة الانتباه” التي يسببها قصور قوة المعالجة في أدمغتنا. لكننا لا نفوّت الكلمات ذات الدلالة العاطفية القوية، ولا أثر لغمضات الانتباه عند ذكرها.

لذلك عندما تكتب مذكرتك التالية فكر في الإكثار من الكلمات التي تجمع المشاعر والأفكار معاً. وبدلاً من قول “واجه المنافسة” يمكن أن تقول: “تفوق بذكائك على خصومك”، وبدلاً من قول “عزز الابتكار” يمكن أن تقول: “قدّر الإبداع”. يمكن أن تكون الاستعارات المجازية ذات أثر أفضل. إذ اختبر الباحثان الكنديان أندريا بوز وألبرت كاتز عبارات لطيفة نسبياً مثل “إنها فكرة جيدة جداً!” و”كن حذراً فيما تقوله” مقابل عبارات معبرة أكثر مثل “يا لها من فكرة عبقرية!” و”احترس”، وتوصلا إلى أن القراء يتفاعلون مع الخيار الثاني بقوة أكبر.

ويمكن لإضفاء لمسة بسيطة تحفيز الدارات العصبية وتوجيهها نحو العواطف. لذلك قبل أن تبدأ بصياغة أفكارك وضّح عواطفك جيداً وضعها إلى جانب الحقائق التي تود طرحها، وستكون حماستك تجاه رسالتك واضحة؛ وإذا عبرت عن عواطفك فسيشعر القراء بها.

الجذب

يجد البشر بطبيعتهم المتعة في الترقب. بينت إحدى الدراسات الشهيرة أن سعادة الإنسان عند التخطيط للإجازة تكون غالباً أكبر من سعادته عند عودته منها. يطلق العلماء على هذه السعادة اسم “فائدة الترقب”. يمكنك توليد نفس النوع من الحماسة عند صياغة ما تكتبه. في التجارب التي استعانت بالشعر توصل الباحثون إلى أن نظام دارات المكافأة في الدماغ وصلت إلى ذروة نشاطها قبل بضع ثوان من وصول القارئ إلى نقاط الذروة في مقاطع الشعر التوكيدي وأبياته، وتُظهر صور الدماغ ارتفاعاً استباقياً للمتعة حتى لدى القراء الذين لم يبدوا اهتماماً بالشعر من قبل.

يمكنك توليد رد فعل مماثل عن طريق جذب القارئ وإثارة فضوله تجاه ما سيحدث تالياً، وهذا ما فعله ستيف جوبز في خطابه الافتتاحي الشهير “كيف تعيش قبل أن تموت” الذي ألقاه على دفعة عام 2005 في جامعة ستانفورد. فقد بدأ الكلام بقول: “لم أتخرج من أي كلية، في الحقيقة لم أقترب قطّ من التخرج أكثر من اليوم. أرغب في أن أروي لكم ثلاث قصص من حياتي. هذا كل ما في الأمر، ليس أمراً خطيراً، ثلاث قصص فقط”. هل تشعر بالتشوق لسماع القصص الثلاثة؟

ابدأ تقريرك بسؤال، واطرح مشكلة عميلك على أنها معضلة، وتحدث عن أعمال تطوير منتجك على أنها حلّ لغز غامض، وأدخل القارئ في حالة من الغموض كي تتمكن من توجيهه نحو الأفضل.

التفكير الذكي

تتمثل إحدى طرق إسعاد القارئ الأخرى في جعله يشعر أنه ذكي، ودفعه نحو “لحظة الاكتشاف”. لتوضيح كيف يؤدي تجلي الفكرة المفاجئ إلى تنشيط الدماغ، طلب الباحثون من المشاركين في التجارب أن يقرؤوا 3 كلمات (“بيت” و”نباح” و”تفاح” على سبيل المثال)، ثم أن يحددوا كلمة رابعة ترتبط بالكلمات الثلاث السابقة في الوقت الذي تعمل فيه أجهزة الرنين المغناطيسي وتخطيط كهربية الدماغ على تسجيل نشاط أدمغتهم. عندما توصل المشارك في التجربة إلى الحلّ (“شجرة”)، توهجت مناطق الدماغ المجاورة للصدغ الأيمن ومناطق دارات المكافأة في قشرة الجبهة الأمامية والدماغ المتوسط، وكانت سعادة القارئ مرئية. كما تكشف الأبحاث في علم النفس شعور الإنسان بعد هذه اللحظات؛ شعور الراحة واليقين، والأهم هو شعور السعادة.

كيف يمكنك كتابة نص يخلق لحظات الاكتشاف لقرائك؟ تتمثل إحدى الطرق في رسم علامات فارقة جديدة. اتبعت الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة “آي بي إم”، غيني روميتي، هذه الطريقة لوصف المستقبل، قالت: “لن يكون عالَماً يتنافس فيه البشر مع الآلة، بل سيكون عالَماً يتعاون فيه البشر مع الآلة”.

ثمة استراتيجية أخرى تتمثل في صياغة رسالة براغماتية على نحو يحفز حقيقة شاملة ثابتة. كان الراحل ماكس دي بري، مؤسس شركة الأثاث المكتبي “هيرمان ميلر” ورئيسها التنفيذي، بارعاً في التحدث إلى موظفيه بهذه الطريقة. في كتابه “القيادة فنّ” (Leadership Is an Art) قال: “أول مسؤوليات القائد هي تحديد الحقيقة، وآخرها هي تقديم الشكر. وفيما بينهما، يجب أن يصبح القائد خادماً ومديناً”. هذه الحكمة لا تناسب مدراء الشركات فحسب، بل والآباء والمعلمين والمدربين أيضاً، هي تناسب كلّ من يمارس دور الموجه والمرشد.

قليلة هي الأساليب التي تتفوق على القصص الجيدة. تُظهر صور الرنين المغناطيسي الوظيفية أن أدمغة المستمعين تبدأ بالتوهج وفقاً لنمط معين فور البدء بقراءة القصة.

المحتوى الاجتماعي

تتوق أدمغتنا بطبيعتها إلى التواصل مع البشر حتى فيما نقرأه. خذ مثلاً دراسة أجريت على استجابة القراء لأنواع مختلفة من المقتطفات الأدبية؛ منها ما يضم وصفاً تفصيلياً لبعض الشخصيات أو أفكارها، ومنها ما لا يركز على هذه الأمور. أدت المقاطع التي تتحدث عن الشخصيات إلى تنشيط المناطق المسؤولة عن تفسير الإشارات الاجتماعية في أدمغة القراء، ما أدى بالتالي إلى تحفيز دارات المكافأة لديهم.

لكننا لا نرغب في القراءة عن الشخصيات فحسب، بل نرغب في فهم ما تفكر فيه بأسرع ما يمكن. قاد الأستاذ فرانك فان أوفروالي، وهو عالم متخصص في علم الأعصاب الاجتماعي في جامعة فريجي بمدينة بروكسل، دراسة توصل فيها إلى أن القراء يستنبطون أهداف الشخصيات التي يقرؤون عنها في غضون أقلّ من 350 ميلي ثانية ويدركون سماتها الشخصية في غضون 650 ميلي ثانية.

إحدى الطرق لمساعدة القراء على التواصل معك ومع كتاباتك هي الكشف عن مزيد مما يدل عليك فيها، كالصوت والنظرة إلى العالم والمفردات والذكاء والنحو والإيقاع الشعري ونقاط الحساسية. خذ مثلاً الخطابات والرسائل الشعبية والفعالة التي اشتهر بها الرئيس التنفيذي لشركة “بيركشاير هاثاواي”، وارن بافيت. تشمل أقواله الرائعة: “شخص ما يجلس في الظلّ اليوم لأن شخصاً آخر زرع شجرة منذ وقت طويل”، و”عندما ينحسر المد سنعرف من كان يسبح عارياً” و”احترس من المهووسين الذين يجيدون حل المعادلات الرياضية”.

تذكر أيضاً أن تضيف وجهة النظر الإنسانية إلى أي موضوع تناقشه؛ عندما تريد توضيح نقطة حول خلل ما في سلسلة التوريد مثلاً، لا تضع المشكلة في إطار “انقطاع الاتصال بالشاحنات”، بل تحدث عن الإشارات المختلطة بين السائق والمسؤول عن حركة الشاحنات.

وثمة طريقة بسيطة أخرى لدمج القراء فيما تكتبه تتمثل في استخدام صيغة المخاطب كما فعلت في هذا المقال، ستساعدك هذه الصيغة كثيراً عندما تشرح مواد تقنية أو معقدة. مثلاً، أجرى عالم النفس ريتشارد ماير وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا بمدينة سانتا باربرا تجارب على نسختين من عرض تقديمي عبر الإنترنت حول الجهاز التنفسي، تضمنت كل نسخة 100 كلمة من النص المحكي مرفقة بصور توضيحية بسيطة. لكن استُخدمت في النسخة الأولى صيغة مجردة لا شخصية (“في أثناء الشهيق ينخفض الحجاب الحاجز ليفسح مجالاً أكبر للرئتين..”) في حين استخدمت صيغة المخاطب في النسخة الثانية (“ينخفض حجابك الحاجز” و”رئتيك”). وعندما خضع المشاركون لاختبار يقيس ما تعلموه من العرض التقديمي بنسختيه، كانت الدرجات التي أحرزها المشاركون الذين استمعوا إلى النسخة الثانية أعلى.

رواية القصص

قليلة هي الأساليب التي تتفوق على القصص الجيدة. فالقصص أو حتى أجزاء منها تأسر أجزاء كبيرة من أدمغة القراء، وأحد أسباب ذلك هو أنها تدمج الكثير من العناصر التي وصفتها آنفاً.

يكشف البحث الذي أجراه يوري حسون في جامعة برنستون الأثر العصبي للقصة الشيّقة، إذ تُظهر صور الرنين المغناطيسي الوظيفية أن أدمغة المستمعين تبدأ بالتوهج وفقاً لنمط معين فور البدء بقراءة القصة. فضلاً عن ذلك، تتطابق صور الشبكة الدماغية هذه مع الشبكة الدماغية لدى راوي القصة. تظهر أبحاث أخرى أن دارات المكافأة في مناطق الدماغ المتوسط تنشط لدى راوي القصة أيضاً في نفس الوقت.

أسفرت التجارب التي أجراها علماء السلوك في جامعة فلوريدا عن نتائج مماثلة، فقد أظهرت صور الدماغ نشاطاً متزايداً في مناطق المكافأة لدى الأشخاص الذين قرؤوا قصصاً مدتها 12 ثانية أثارت صوراً ممتعة في أذهانهم. (نموذج عن هذه القصص: “إنها الدقائق القليلة الأخيرة من المباراة الكبيرة، وقد شارفت على نهايتها. يصرخ الحشد مصدراً هديراً يصم الآذان، فتقفز مهللاً، لقد نهض فريقك وانتزع الفوز”).

عندما تدمج القصص في تواصلك مع الآخرين فستتمكن من تحقيق مكاسب كبيرة. خذ مثلاً البحث الذي أجرته ميليسا لين مورفي في جامعة تكساس وركزت فيه على حملات التمويل الجماعي التي تقوم بها الشركات، فقد توصلت من خلاله إلى أن المشاركين في الدراسة شكلوا انطباعات إيجابية أكثر عن العروض التي احتوت كلماتها الترويجية على قصص أغنى ومنحوها نقاطاً أعلى فيما يتعلق بمصداقية رواد الأعمال وشرعية الشركة، كما أعربوا عن استعداد أكبر للاستثمار في تلك المشاريع وتبادل المعلومات عنها. ومن ذلك نستنتج أنه من دون القصص لن تحقق حملات التمويل نجاحاً كبيراً.

يمكن أن تتخذ من هذه الخصائص الثمانية أسلحة سرية تساعدك في الكتابة القوية؛ فهي أدوات فعالة لدمج القراء لأنها تنشّط نفس الاستجابات العصبية التي تنشّطها المحفزات الممتعة الأخرى. وربما تدرك قيمتها بصورة غريزية لأن أدمغتنا تدربت على تمييز الصواب على مدى ملايين السنين من التطور. ما عليك سوى تنمية تلك الغرائز؛ فهي ستقودك إلى قاعدة المؤلف الذهبية: كافئ القراء كما تكافئ نفسك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!