3 طرق يستخدمها المسؤولون التنفيذيون لإدارة تحدياتهم المهنية

4 دقائق
إدارة التحديات المهنية

غالباً ما يُعتقَد أنّ نقطة الانعطاف هي أكبر زعزعة يمكن أن تواجه أي صناعة. من ذلك ما يقع على سبيل المثال عندما يصاب شاغلو الوظائف الحاليون بالانزعاج جرَّاء استخدام منافسيهم للتكنولوجيا الحديثة. عرَّف “أندرو غروف” مصطلح نقطة الانعطاف للمرة الأولى في سياق استراتيجيات الأعمال بأنه “الحدث الذي يغيِّر من طريقة تفكيرنا وعملنا”. ولكنَّ تلك اللحظات العصيبة جداً لا تحدث على مستوى الشركات والصناعات وحدها، بل على مستوى المسارات المهنية كذلك. إنها تلك اللحظات حين تتغير الظروف التي نعمل فيها أو الآمال المعقودة علينا تغيُّراً جوهرياً لأي سببٍ كان، حتى إننا إنْ لم نتكيف معها فسوف نفشل. ولهذا إليكم كيفية إدارة التحديات المهنية التي قد تحيط بكم.

عندما يصل المسؤولون التنفيذيون إلى نقاط انعطاف في مساراتهم المهنية، فمن المعتاد أن ينتابهم الشعور بعدم الكفاءة. ومن ثمّ يصبح التوصل إلى حلول مناسبة للمشكلات التي تواجههم أمراً أكثر تحدّياً. وبوصفهم قادة محنكين، فهم يستخدمون المهارات والاستراتيجيات التي حققت نتائج مبهرة في الماضي، ولكنّ تلك المهارات والاستراتيجيات لا تحلّ المشكلات الجديدة التي تظهر في الوقت الحاضر.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أتقدّم في مساري المهني؟

وللتَّكيُّف مع التغيير، يحتاج المسؤولون التنفيذيون إلى التوقف عن توظيف كل طاقتهم في الإتيان بأفضل الإجابات، بل عليهم البدء في طرح أسئلة أفضل: في أي شئ ينبغي أن أركِّز؟ ما الهدف من وراء توفير القيادة لمؤسستي؟ هل أُطبق الاستراتيجيات القديمة في المبادرات الجديدة؟ وبعبارة أخرى، لا يمكنهم التوصل إلى حلول نافعة إلا إذا حدّدوا أولاً أبعاد المشكلات الحقيقية التي تعيقهم. ولكنّ الموظفين في مواقع السلطة غالباً ما يعانون من هذا الأمر، فكلما ارتقوا في المناصب، جاءهم التشجيع من كل مكانٍ بأنْ يكونوا هم مصدر الإجابات الدقيقة، وليس من يطرح الأسئلة المحفزة.

إن البحث عن مدرّب تنفيذي قد يكون ذا نفع عظيم.

أفضل المدربين جهابذة في إلقاء الأسئلة. فعلى المستوى الأساسي، يستخدم المدربون التنفيذيون الأسئلة في جمع المعلومات، وفهم المشكلات التي تحاول معالجتها. أما على المستوى الأعمق، فهم يستخدمونها لمساعدتك على رؤية تلك المشكلات من عدة زوايا مختلفة، والاهتداء إلى أفضل السبل لحلها. وكما يفعل كبار المعالجين بالضبط، يدفعك المدربون الناجحون تجاه الإنجازات دفعاً، ليس بتزويدك بالإجابات، فهم لا يملكون جميع الحقائق في أغلب الحالات، ولكن بمساعدتك على رؤية الأوضاع من منظور جديد.

كيفية إدارة التحديات المهنية

قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان العائد من الاستثمار يستحق الإتيان بمدرب. فعلى الرغم من أنّ التدريب قد قطع شوطاً كبيراً من حيث الاحتراف، إلا إنه لا يزال غير خاضع للتنظيم القانوني في بعض جوانبه، حيث يستطيع أي إنسان أن يدّعي الخبرة فيه. ولهذا فمن المهم أن تحدّد الفوائد التي تريد الحصول عليها من معاملاتك التجارية، ثم تبحث بحثاً مدروساً عن المحاضرات التي تُلقى في هذا الشأن. ينبغي على المسؤول التنفيذي الذي يواجه نقطة انعطاف في مساره المهني أن يبحث عن مدرب يساعده في القيام بثلاثة أمور:

إبراز الأسئلة التي توجّهك في قراراتك اليومية:

أخبرني المدرب التنفيذي “توني روبينز” أنّه يستهل عمله مع العملاء الجدد بالتركيز الشديد على إبراز الأسئلة التي توجّههم وترشدهم، وإلى أي درجة يمكن لتلك الأسئلة أن تعيقهم. وكخطوة أولى، يسأل العميل: “ما هو أسوأ شيء حقّاً في حياتك؟” وهو يفعل ذلك ليُثبِت أنَّ للأسئلة قدرة على التحكم في طريقة تفكيرك. يقول “توني روبنز”: “وعلى الرغم من أنّ [عملائي]، ربما، حتى تلك اللحظة لا تزعجهم الكثير من الأمور، إلا أنّ عقولهم سوف تركّز على [السلبيات] ومن ثَمَّ تبدأ في ابتكار الحلول”. ثم يسأل عملاءه فيما بعد: “ما الذي تشعرون بالامتنان تجاهه؟” أو “ما الذي تتحمسون له؟” حينئذٍ يتحول تركيزهم إلى أمرٍ أكثر إيجابية. الدرس المستفاد كما يلخّصه “توني روبنز” هو أن تحصل على أكثر الإجابات عن السؤال الذي اعتدت أن تطرحه على نفسك، أيّاً كان هذا السؤال. فإنْ احتجت إلى عمل تحوّل ذهني، فإنَّ طرح سؤال مختلف ينجح في ذلك أسرع من أي شيء آخر.

إعادة صياغة أسئلتك من أجل إفساح المجال أمام الحلول الجديدة:

يستخدم “روجر ليمان“، المدرب التنفيذي والمعالِج والباحث الذي عرفته منذ عدة سنوات، هذه الاستراتيجية في مساعدة عملائه على تعلّم طريقة أفضل لطرح الأسئلة على أنفسهم. يقول روجر إنّ من يتعرض من الناس إلى تحوّل مفاجئ، في العمل أو الحياة، يميل إلى أن يسأل نفسه الأسئلة ذاتها مراراً وتكراراً، حتى إذا كانت مشكلاتهم تستدعي حلولاً مبتكرة. كما يقول: “ثَمَّ فائدة في طرح السؤال الخطأ. فهو يجعلنا نتحاشى المشكلة، ونتجنَّب الواقع والتحدي والمواجهة”. عادةً ما يعطينا الاتكاء على السلوكات القديمة المألوفة إحساساً بالأمان خلال التغيير. ولكنّ مهمة المدرب هي مساعدتك على الإقلاع عن هذه العادة، وإيجاد طريقة للتغلب على أي مقاومة طبيعية قد تُضطرك إلى التشكيك في الافتراضات، وقهر هذه المقاومة تماماً.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أتصرف إذا كانت مؤهلاتي العلمية لا تجدي نفعاً مع مسيرتي المهنية؟

أعرف مدرباً آخر يسأل العملاء مباشرةً:

  • هل تظن أنّ الزاوية الحالية لتصديك لهذه المشكلة تقربك أكثر من الحل؟
  • هل يصوغ شخص آخر المشكلة بشكل مختلف؟
  • ما هي الصورة الأكبر للإنجاز الذي يحتاج فريقك إلى تحقيقه؟

مرة أخرى نقول إن دور المدرب ليس أن يقدّم لك إعادة الصياغة المناسبة للأسئلة. وإنّما يكمن دوره في حثّك على البحث عن طريقة للتعامل مع التحديات التي تواجهها اليوم.

تأسيس قدراتك العقلية لكي تبدأ في طرح أفضل الأسئلة بمفردك:

إنّ المدربين العظام لا يغيّرون فقط حياة عملائهم من خلال طرح أفضل الأسئلة، ولكنهم يحوّلون عملائهم أيضاً إلى أشخاص بارعين في طرح الأسئلة. هذه الخدمة ضروريةٌ، خاصةً أنّ المسؤولين التنفيذين غالباً ما يترقّون في المناصب دون أنْ يطوِّروا بقوة قدراتهم على التساؤل. إنّ المهارات التي تكتسبها من دورات التدريب ينبغي أن تدوم معك فترة أطول من التكتيكات الأخرى حتى تتغلّب على تحديات اليوم. كما ينبغي عليك أيضاً أنْ تكتسب مهارات جديدة تساعدك على التغلب على تحديات المستقبل.

عندما تصل إلى نقطة انعطاف في إدارة التحديات المهنية التي تواجهك، اجعل هذا نَصْب عينيك. سواء أَشركت مدرباً أو لم تُشرك، فعليك أن تبحث عن بعض السبل لقضاء أوقات أطول في ظروف تجعلك تفكر بشكلٍ أساسي فيما تحتاج أن تتقنه لكي تنجح، وكيف تمضي بك الأمور في ظلّ تلك الظروف. ستحتاج إلى الإتيان بإجابات أفضل، ولن تحصل على أفضل الإجابات، بكلّ سهولة، إلا إذا استوحيتها من أفضل الأسئلة.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أتصرف إذا توليت مهاماً لا أرى أن مستقبلي المهني قائم عليها؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .