الطريقة الصحيحة لمواساة زميلك الذي سُرح من العمل

4 دقائق
زميلك الذي سُرّح من العمل
آدم غولت/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: من الطبيعي أن تشعر بعدم الارتياح إذا كنت ممن احتفظوا بوظائفهم بينما فقد زملاؤك وظائفهم. فأنت تريد أن تقدم لهم يد العون، وألا تقول أو تفعل أي شيء يمكن أن يتسبب في زيادة ألمهم. يقدم المؤلفان 3 توصيات لمساعدة زميلك الذي سُرّح من العمل ولإحداث فارق إيجابي: 1) افهم تطلعاتهم، 2) حدد نوع المساعدة التي يمكنك تقديمها، 3) انتبه إلى ما يودون الحديث عنه.

 

من المزعج والصعب بالطبع أن تتلقى إشعاراً بالتسريح من عملك. ولكن إذا نجوت من التسريح وتم التخلي عن زملائك، فسيتعين عليك البحث عن إجابة عن هذا السؤال المحير: كيف يمكنك دعمهم على أفضل وجه دون الشعور بالحرج أو الظهور كأنك تتعالى عليهم؟

إذا لم تقل شيئاً، لأنك غير متأكد مما يجب أن تقوله، فقد تظهر كشخص غير مكترث. وآخر ما يريدونه هو إمطارهم بوابل من النصائح وعبارات التشجيع. فيما يلي 3 طرق لتقديم دعم مفيد للزملاء الذين تم تسريحهم حديثاً.

افهم تطلعاتهم

يمكن أن يؤدي التسريح من العمل، كما حدث مع دوري في بداية حياتها المهنية، إلى زعزعة استقرار الشخص، ولذلك قد لا يكون زملاؤك متيقنين من خطوتهم التالية أو هدفهم التالي فور تسريحهم. ربما سيبحثون عن وظيفة مشابهة تماماً لوظيفتهم السابقة، أو قد يكون التسريح فرصة لتجربة شيء جديد، مثل تغيير مجال العمل أو إطلاق مشروع ريادي.

لهذا من المهم عدم وضع افتراضات حول ما يبحثون عنه، وينبغي ألا تتأثر بتحيزاتك (على سبيل المثال، من الجيد تعريفهم بابن عمك الذي يعمل في جوجل، ولكن فقط إذا أبدوا اهتمامهم بوظيفة هناك، وليس لأن “أي شخص سيكون محظوظاً إذا حصل على وظيفة هناك”).

بدلاً من ذلك، اسألهم مباشرة. يمكنك أن تقول: “ربما لا تزال تفكر فيما حدث، فإذا كنت سأساعدك ببحثي لك عن وظيفة، فيسعدني ذلك. هل حددت ما تود فعله في الفترة المقبلة؟ أو ما نوع الوظيفة التي ستكون مثالية لك؟”. فهذا سيتيح لهم توجيهك على نحو مناسب، وستسترشد به أيضاً عند بناء العلاقات في المستقبل.

حدد نوع المساعدة التي يمكنك تقديمها

كما هو الحال مع أي محطة أخرى مهمة في الحياة، مثل إنجاب الأطفال وحالات الوفاة، فإن عروض المساعدة العامة (مثل “أخبرني إن كان بإمكاني المساعدة في أي شيء!”) ستكون عديمة الجدوى إلى حد كبير. وهذا لأن الطرف الآخر:

  • قد لا يكون متأكداً إن كان عرضك جدياً أم أنه مجرد كلام مرسَل.
  • ربما لا يعرف حتى الآن نوع المساعدة التي سيحتاج إليها.
  • لا يعرف نوع المساعدة التي يمكنك تقديمها.

وبدلاً من ذلك، بمجرد أن تحدد شكل الوجهة المستقبلية المثالية لهم، سهِّل الأمر عليهم من خلال المبادرة بتوضيح أنواع الدعم التي يمكنك تقديمها. يمكن أن تقول: “إذا كنت تريد التحدث عن الأمر أو تبادل الأفكار بشأن خططك المستقبلية، فاعلم أنني جاهز لمساعدتك. وسيسعدني مساعدتك في تحديث ملفك الشخصي على لينكد إن أو إجراء مقابلة عمل وهمية معك”. ربما لم يفكروا في هذه الاقتراحات (فمن الصعب تصور ما يخبئه المستقبل، لا سيما بعد التسريح مباشرة)، لكن الباحثين عن عمل سيقدرونها غالباً بينما يقطعون أشواطاً في رحلة البحث عن عمل.

يمكنك أيضاً أن تعرض تعريفهم بأشخاص محددين، إن كان ذلك مناسباً. إذا كانوا يقومون ببحث دقيق، فعلى الأرجح ستتمكن من تعريفهم بالأشخاص المناسبين. يمكن أن تقول: “ذكرت أنك تبحث عن وظيفة في مكتب شركة __ في سياتل. أعرف شخصاً يعمل هناك، كان زميلي في سكن الجامعة، فهل سيفيدك أن أرتب لك اتصالاً معه؟”.

إذا كانوا لا يزالون غير متيقنين من مسارهم المستقبلي، فيمكنك تقديم عرض عام للمساعدة، على سبيل المثال “يبدو أنك تفكر في بعض الخيارات. إذا اخترت التركيز على التكنولوجيا المالية، فيرجى إبلاغي لأن هناك بعض الأشخاص الذين يمكنني توصيلك بهم في هذا المجال”.

انتبه إلى ما يودون الحديث عنه

يمكن أن تكون عملية البحث عن وظيفة طويلة ومحبِطة. وبالتالي قد ينتقلون من الشعور بالحماس والأمل (“سأجري مقابلة عمل!”) إلى انتقاد الذات والشك (“أتساءل عما إذا كنت أمتلك المهارات اللازمة”). لكي تساعدهم ينبغي أن تستمع إليهم بانتباه وأن تتأكد من أنهم يشعرون بالأمان النفسي حيال مشاركة أفكارهم ومخاوفهم. لكن هذا لا يعني تقبُّل كل ما يقولونه كما هو؛ فمن المهم الإشارة إلى أي خلل أو افتراضات خاطئة في طريقة تفكيرهم ودحضها (مثل، “لن يوظفني أحد لأنني تجاوزت الخمسين” أو “دائماً ما أُفسِد الأمر في مقابلات العمل”).

قد يكون من المفيد أيضاً تشجيعهم على التفكير فيما يحتاجون إليه في الوظيفة الجديدة لتقديم أفضل ما لديهم في العمل، ومساعدتهم على التفكير في خياراتهم بناءً على مجموعة من المعايير الموضوعية (على سبيل المثال، “ذكرت أنك تريد وظيفة تتضمن إمكانية العمل في الخارج، فهل من المرجح أن تنطوي الوظيفة التي تفكر في شغلها على هذه الإمكانية؟”).

ولكن من المهم أيضاً أن تحذر من الإسهام بشكل مبالغ فيه في بحثهم عن عمل، لدرجة أن تجعله محور التركيز في علاقتكم. فالأسئلة المستمرة (مثل “هل حصلت على عملاء جدد؟ أو كم عدد طلبات التوظيف التي قدمتها هذا الأسبوع؟”) قد لا تؤدي إلا إلى زيادة توتر زميلك أو جعله يشعر أنه غير مؤهل. بدلاً من ذلك، انتبه إلى ما يودون الحديث عنه.

إذا كانوا يريدون التحدث عن عملية البحث عن وظيفة بالتفصيل، فهذا رائع. ولكن إذا كان هذا هو ما يعيشونه كل يوم، فقد يستمتعون بفرصة إجراء محادثة “عادية” وممتعة معك حول أمور أخرى، أو التحدث عن كيفية سير الأمور مع أصدقائكم المشتركين.

قد تعتقد في بعض الأحيان أنهم يسيرون في المسار الخطأ، أو أنهم لا يبذلون جهداً كافياً في بحثهم عن عمل. لكنك لا تعرف الأمور الأخرى في حياتهم التي قد تؤثر على بحثهم عن عمل. إيجاد وظيفة جديدة هو في النهاية مسؤوليتهم. ومهمتك هي دعمهم، إذا أرادوا ذلك.

من الطبيعي أن تشعر بعدم الارتياح إذا كنت ممن احتفظوا بوظائفهم بينما فقد زملاؤك وظائفهم. فأنت تريد أن تقدم يد العون إلى زميلك الذي سُرّح من العمل، وألا تقول أو تفعل أي شيء يمكن أن يتسبب في زيادة ألمهم. باتباع هذه المبادئ الثلاثة، يمكنك أن تتفهم موقفهم وتُحدث فرقاً إيجابياً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .