3 خطوات لاستعادة نشاطك وحيويتك عندما ينخفض مستوى طاقتك

6 دقائق
توفير الوقت
طاقم هارفارد بزنس ريفيو/أنسبلاش/هوسدينيلو

ملخص: قد لا نكون قادرين دائماً على إدارة وقتنا في ظل تزايد المتطلبات المُلِحة التي تُفرَض علينا في أماكن العمل والمهمّات اللامتناهية التي يجب إنجازها. ويعدّ الوقت مورداً محدوداً غير قابل للمرونة، لكن الطاقة ليست كذلك. وهناك طرق يمكن من خلالها إعطاء نفسك دفعة من الحيوية التي تحتاجها عندما يُداخلك الشعور بالإحباط:

  • اكتب غايتك على ورقة لاصقة، والصقها على مكتبك لتكون بمثابة أداة مرئية تذكّرك دائماً بسبب قيامك بما تفعله. قد تكون هذه الغاية هدفاً مهنياً عاماً (لماذا اخترت مجال العمل الذي تعمل به؟) أو هدفاً مرحلياً (ما الذي يحفزك على بذل كل جهدك في مشروع محدَّد أو مهمة معينة؟).
  • أنشئ “جدار التشجيع”. ضع على مكتبك رسائل تشجيعية أو جوائز أو ملاحظات إيجابية أو حتى صوراً رمزية (ميمات) تبعث على الضحك، أو خزّنها في مجلد رقمي. انظر إليها كلما احتجت إلى الشعور بالحيوية أو عند الإحساس باستنزاف طاقتك.
  • تخلَّص من مثيرات الإزعاج. هل هناك مهمات تؤديها بانتظام وتستنزف كل طاقتك؟ انظر ما إذا كان من الممكن تنفيذها بطرق مؤتمتة. إذ يمكن أن يساعد التخلص من هذه الأشياء على توفير الوقت والموارد التي تحتاجها للتعامل مع الأشياء الأهم في حياتك.
  • أنشئ قائمة ممنوعات. فكّر في الأشياء التي تفعلها حالياً وتستنزف كل طاقتك. وركّز على الأشياء التي يمكنك السيطرة عليها. قد يكون هناك بعض الأشخاص الذين تقرر عدم رؤيتهم مجدداً، أو عادات معينة تريد التخلص منها، أو مشاريع لم تعد تخدم نموك في العمل.

 

كانت ظروف العمل في عام 2020 قاسية علينا جميعاً، ولكنها كانت أشد وطأة على المؤسِّسة المشارِكة لشركة آدور بيوتي (Adore Beauty)، كيت موريس. إذ لم تكن متاعبها تقتصر على إدارة واحدة من كبرى شركات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت في أستراليا خلال جائحة شديدة الفتك، بل كانت تستعد أيضاً لإدراج شركتها في البورصة الأسترالية.

وقد علّقت موريس على هذه النقطة قائلة لي: “ما زلت أتذكر الجدول الزمني الذي وضعه المصرفيون العاملون معنا. وحينما طالعته للمرة الأولى، قلت لهم مستنكرةً: ’لا بد أن هناك خطأ ما لأنكم تطلبون مني إجراء مكالمات متتالية عبر منصة زووم لمدة 12 ساعة يومياً على مدار أسابيع عدة‘”. وكانوا يكتفون بهز رؤوسهم والتذرع بأن هذا ديدن الحملات الترويجية”.

عرفت موريس حينها أن مفتاح النجاح في الحفاظ على صحتها العقلية خلال هذه الفترة يتوقّف على إدارة طاقتها، لأن الحديث عن وقتها بات قضية محسومة لا تقبل الجدل.

وقد نصحها مدربها المهني بالعودة إلى هدفها. ما الذي كانت تريد تحقيقه فعلاً من خلال طرح أسهم الشركة للاكتتاب العام الأولي في البورصة؟ وكانت الإجابة واضحة: لقد أرادت أن يكون أكبر طرح للاكتتاب العام الأولي على الإطلاق في البورصة الأسترالية بقيادة عنصر نسائي شارك في تأسيس الشركة ويشغل منصب الرئيس التنفيذي بها. كان الأمر يتعلق من وجهة نظر موريس بتحقيق إنجاز تاريخي.

وقد شجّعها مدربها على تدوين هذه الغاية في مكان تستطيع رؤيته بوضوح تام. “لقد كتبتُها على ورقة لاصقة وضعتها على شاشة جهاز الكمبيوتر التي سأحدق إليها لمدة 12 ساعة في اليوم. وكانت الغاية المكتوبة على الورقة اللاصقة تقول: إنجاز تاريخي“.

وحتى عندما كانت تقدّم العرض التقديمي نفسه للمرة التاسعة في يوم واحد، فإن رؤية هذه العبارة كانت تذكّر موريس بأسباب إقدامها على فعل ذلك. “لقد ساعدتني على تجديد طاقتي وحيويتي عند إلقاء كل عرض تقديمي، كما لو كنت ألقيه للمرة الأولى”.

وتعتبر هذه النصيحة مجرد واحدة من الكثير من النصائح المتعلقة بإدارة الطاقة التي تعلمتُها في أثناء إجراء المقابلات الشخصية على مدونتي الصوتية: وإذا كنت تشعر بأنك تعاني عقبات صعبة، فحاول العودة إلى غايتك. قد تكون هذه الغاية هدفاً مهنياً عاماً (لماذا اخترت مجال العمل الذي تعمل به؟) أو هدفاً مرحلياً (ما الذي يحفزك على بذل كل جهدك في مشروع محدَّد أو مهمة معينة؟). ولكن عليك ألا تتوقف عند هذا الحد. اكتب غايتك واحتفظ بها على سطح مكتبك لتكون بمثابة أداة مرئية تذكّرك دائماً بسبب قيامك بما تفعله، خاصة عندما يصيبك الإرهاق أو تتعرّض لضغوط شديدة تثير لديك الشعور بالقلق والتوتر.

قد تمنحك هذه العبارة دفعة تحتاجها لإكمال يومك.

وإذا كنت تريد بعض النصائح الإضافية، فإليك المزيد من النصائح التي تعلمتُها من ضيوفي لمساعدتك على استعادة نشاطك وحيويتك عندما ينخفض مستوى طاقتك.

أنشئ “جدار التشجيع”

على الرغم من مشاركتها في العديد من سباقات الماراثون وسباقات ماراثون “الرجل الحديدي” على مدار حياتها، فإن الباحثة والكاتبة ومديرة “برنامج فولبرايت”، هولي رانسوم، تقضي الكثير من الوقت جالسة على مكتبها. ولكم كان جلوسها مكتوفة الأيدي أمراً مؤلماً على امرأة مثلها اعتادت الجري عدة أميال كل أسبوع. ولكي تتمكن من إدارة طاقتها المضطربة خلال فترة الجائحة التي قضت خلالها أكثر من 250 يوماً في الحجر الصحي في ملبورن، أنشأت رانسوم جدار التشجيع.

فقد استغلت رانسوم عتبة النافذة في مكتبها المنزلي، ورصَّت عليها كافة البطاقات التي أرسلها إليها أهم الأشخاص في حياتها على مر السنين. “كانت تحتوي رسائل دعم. وربما أقرأ رسالة منها أو رسالتين عدة مرات في الأسبوع دون قصد، لكنني أفعل ذلك عن قصد في بعض الأحيان”.

تعمل هذه البطاقات على تذكير رانسوم بأسباب فعلها لما تفعله كل يوم. إذ تعيد لها الشعور بالحيوية والنشاط عندما تشعر باستنزاف طاقتها، كما تساعدها على التغلب على شيء نتعامل معه جميعاً، ألا وهو التحيز للسلبية، أي نزوعنا إلى التركيز على المعلومات السلبية أكثر من التركيز على المعلومات الإيجابية. ويعتبر البشر بصفة عامة كائنات مولعة بتوقيع العقاب على أنفسها، وعندما نواجه انتكاسات أو نتلقى آراء سلبية في العمل، فإن هذا يؤثر بقوة على مستويات طاقتنا.

فكّر في كيفية إنشاء جدار التشجيع في المكان الذي تمارس عملك منه. قد يكون جداراً حقيقياً على غرار الجدار الذي أنشأته رانسوم، أو قد يكون جداراً رقمياً، كإنشاء مجلد على سطح مكتب الكمبيوتر يحتوي على رسائل مشجعة أو جوائز أو آراء إيجابية أو حتى صوراً رمزية (ميمات) تبعث على الضحك. فقد وجد علماء الاجتماع أن خلق حالة مزاجية إيجابية له فوائد عديدة تشمل تحسين مستويات الرفاهة والسعادة العامة.

تخلَّص من مثيرات الإزعاج المتكررة

تحدّث دان هيث في كتابه الأكثر مبيعاً، المنشأ” (Upstream)، عن حالة الإزعاج التي لطالما شهدها في حياته بشكل متكرر. إذ يقضي هيث الكثير من الوقت في المقاهي لممارسة الكتابة، وتتضمن هذه الطقوس إخراج كابل الحاسوب المحمول من حقيبته وتوصيله بالكهرباء، وعندما يعود إلى مكتبه، يُخرِج الكابل مرة أخرى، ثم يوصله بالكهرباء مجدداً، وهكذا.

يقول هيث تعليقاً على هذه المسألة: “لديّ مائة كابل حول مكتبي. لذلك، دائماً ما يمثّل لي هذا الأمر مجرد مصدر إزعاج بسيط. لكنه بدا لي أحد تلك الأشياء المثيرة للإزعاج، هذا هو الوصف الحقيقي للأمر”.

وفي أثناء عكوفه على تأليف كتاب المنشأ، بدأ هيث التفكير في كيفية حل المشكلات بشكل أفضل من خلال معالجة أسبابها الجذرية. وخطر له فجأة أنه يستطيع أن يوفر على نفسه الوقت والطاقة المهدرة بمجرد شراء كابل ثانٍ لحاسوبه المحمول والاحتفاظ به في حقيبته مع الاحتفاظ بالكابل الأصلي في مكتبه.

كان الحل في غاية البساطة. فلماذا استلزم الأمر تأليف كتاب عن حلّ المشكلات للتوصُّل إلى هذه الفكرة؟

أخبرني هيث بأن السبب في ذلك يرجع إلى ظاهرة تسمى ضيق المنظور، وهو المصطلح الذي صاغه إلدار شافير وسنديل موليناثان. فعندما تكون لدينا موارد معرفية (أو قوة عقلية) محدودة بسبب ضغوط الحياة، فإننا نميل إلى تبني منظور ضيق ونهدر الفرص السانحة لتحديد المشكلات وحلها، لا سيّما عندما نتعامل مع مشكلة أو مشكلتين كبيرتين (بحجم جائحة عالمية)، فعندها تتضاءل قوة عقولنا وتنكمش قدراتنا العقلية اللازمة للتعامل مع الأشياء الأخرى.

ويمكننا في هذا السياق أن ننظر إلى مشكلة كابل الطاقة على النحو التالي: عندما نواجه العديد من المشكلات الكبيرة في حياتنا، فمن المفارقات العجيبة أننا لا نملك القدرة على حل المشكلات الصغيرة. ونميل نتيجة لذلك إلى الانخراط في التفكير التفاعلي القصير المدى.

ولتجنُّب الوقوع في مزلق ضيق المنظور، تريّث قليلاً وامنح نفسك فسحة من الوقت أو فائضاً من الموارد. على سبيل المثال، هل هناك عملية بسيطة تجد نفسك تنفذها بانتظام (مثل وضع الميزانية أو دفع الفواتير) والتي يمكن تنفيذها بطرق مؤتمتة باستخدام البرمجيات؟ وهل هناك رسائل بريد إلكتروني قياسية تجد نفسك تكتبها مراراً وتكراراً ويمكنك إنشاء نموذج لها؟

كل هذه المهمات الصغيرة تستنزف طاقتك. وسيساعدك العثور على مثيرات الإزعاج المتكررة والتخلص منها على توفير الوقت والموارد التي تحتاجها للتعامل مع الأشياء الأهم في حياتك.

أنشئ قائمة ممنوعات

راشيل بوتسمان، خبيرة مشهورة عالمياً في مجال الثقة والتكنولوجيا وباحثة في جامعة أوكسفورد. وقبل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، ظلت بوتسمان تكتب قائمة “الممنوعات” سنوياً لعدة سنوات. كان الغرض من القائمة هو التفكير في الأشياء التي تريد فعلها بشكل مختلف. لكن خلال أول حجر صحي تعرّضت له بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، التزمت بأداء هذه الطقوس شهرياً.

وتعليقاً على هذه الخطوة، قالت لي بوتسمان: “تتم برمجة الكثير من جوانب حياتنا على ’إضافة‘ المهمات والالتزامات. ولم نتعلم كيفية شطب الأشياء أو إسقاطها من قوائم مهماتنا”.

وللتغلب على الشعور بأنها تتعامل مع قائمة مهمات لا تنتهي أبداً، حدّدت بوتسمان موعداً ثابتاً في يوم الجمعة الأخير من كل شهر للانفراد بنفسها، حيث تخصص وقتها خلال هذا الموعد للتفكير فيما تريد التوقف عن فعله في عملها.

“أمنح نفسي ساعة كاملة للتفكير في الأمر وتأمُّل قائمة الشهر الماضي. ما الذي احتفظتُ به على قائمتي؟ وما الذي وجدتُه صعباً؟ ولماذا؟ وما النمط الذي يمكنني كسره؟”. تُسهم هذه العملية في جعل بوتسمان أكثر إدراكاً للجانب الذي توجّه إليه طاقتها، كما تساعدها على التركيز على العمل الأكثر أهمية.

وعند التفكير في قائمة “الممنوعات”، عليك أن تراعي الأشياء التي تفعلها حالياً وتستنزف كل طاقتك. قد يكون هناك بعض الأشخاص الذين تقرر عدم رؤيتهم مجدداً، أو عادات معينة تريد التخلص منها، أو مشاريع لم تعد تخدم نموك في العمل. وللأسف، قد يكون هناك أيضاً بعض العناصر التي تريد إسقاطها من قائمة مهماتك ولكنك لا تستطيع إسقاطها في هذه المرحلة من حياتك المهنية. ومن هذا المنطلق، لا بد من التركيز على الأشياء التي تقع تحت سيطرتك.

قد لا نكون قادرين دائماً على إدارة وقتنا في ظل تزايد المتطلبات المُلِحة التي تُفرَض علينا في أماكن العمل والمهمّات اللامتناهية التي يجب إنجازها. ويعدّ الوقت مورداً محدوداً غير قابل للمرونة، لكن الطاقة ليست كذلك. استخدم الاستراتيجيات الموضحة أعلاه لحماية رفاهتك ومنح نفسك الحيوية التي تحتاجها عندما يُداخلك الشعور بالإحباط.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .