5 طرق لتعزيز قدرتك على التحمل في العمل

7 دقائق
تعزيز قدرة الموظفين على التحمل
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ينظر ربع الموظفين اليوم إلى وظائفهم على أنها العامل الأول للتوتر في حياتهم وفقاً لـ “مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها” (Centers for Disease Control and Prevention). تصف “منظمة الصحة العالمية” التوتر أنه “الوباء العالمي في القرن الحادي والعشرين“. يعمل الكثيرون منا اليوم في ثقافة عمل متصلة باستمرار ومتاحة دائماً وشاقة جداً، وينتشر فيها التوتر ومخاطر التعرض للإنهاك الشديد. ونظراً لأنه من غير المحتمل أن يتغير إيقاع وشدة ثقافة العمل المؤقت، صار من المهم جداً بناء مهارات التحمل في العمل للانتقال بفاعلية في حياتك العملية.

خلال عملي مديراً للتعلم وتطوير المؤسسة في “جوجل” و”إيباي” (eBay) و”مورغان تشيس” (J.P. Morgan Chase) وعملي الحالي شريكاً مؤسساً لشركة حلول التعلم “ويسدوم لابز” (Wisdom Labs)، رأيت مراراً أن الأفراد والفرق الأكثر قدرة على التحمل ليسوا محصّنين من الفشل، لكنهم يفشلون ويتعلمون ويزدهرون بسبب فشلهم. فالتحدي -الصعب أحياناً- جزء مما ينشط القدرة على التحمل مثل مهارة.

كيف تُبنى القدرة على التحمل؟

تشير أبحاث أجريت على مدار أكثر من خمسة عقود إلى أن القدرة على التحمل تُبنى بالمواقف والسلوكيات والمساندات الاجتماعية التي يمكن لأي شخص تبنيها وصقلها. وتتضمن العوامل التي تؤدي إلى القدرة على التحمل التفاؤل والقدرة على الحفاظ على التوازن وإدارة الانفعالات القوية والصعبة والشعور بالأمان ونظام قوي للدعم الاجتماعي. الجانب المشرق في الأمر أن هناك مجموعة محددة من السلوكيات والمهارات المصاحبة للقدرة على التحمل يمكنك تعلمها لتكتسب هذه القدرة.

إلا أن بناء مهارات التحمل في سياق العمل المعاصر لا يحدث في الفراغ، فمن المهم فهم بعض العوامل التي تجعلنا نشعر بالارتباك والضغط في العمل وإدارتها. وتعد ثقافة العمل الحالية انعكاساًَ مباشراً للتعقيد والطلبات المتزايدة التي تواجهها الشركات على مستوى العالم، ففي دراسة أجراها “معهد آي بي إم لقيمة الأعمال” (IBM Institute for Business Value)، في أواخر 2015، أوضحت نتائج استبيان شارك فيه 5,247 مسؤولاً تنفيذياً ينتمون لـ 21 قطاع في أكثر من 70 دولة أن “نطاق وحجم وسرعة” أعمالهم تزايدت بمعدل متسارع، خاصة وقد تزعزت المنافسة بشكل متزايد بسبب التكنولوجيا ونماذج الأعمال المختلفة جذرياً. والنتيجة هي العمل بجنون في بعض الأوقات، إلا أن الاتصال المستمر وسرعة الاستجابة للعمل في أي وقت وفي كل مكان أمر شاقّ ومرهق للغاية. في استبيان عالمي أجرته “ديلويت” (Deloitte) لتوجهات رأس المال البشري، ذكر 57% من المشاركين أن مؤسساتهم “ضعيفة” عندما يتعلق الأمر بمساعدة القادة في إدارة جداول المواعيد الصعبة ومساعدة الموظفين في إدارة تدفق المعلومات، وأن هناك حاجة ملحّة لمعالجة هذا التحدي.

لا شك أن التوتر والإنهاك الشديد المرتبطين بإيقاع العمل وشدته في تزايد على مستوى العالم. وكشف استبيان شارك فيه أكثر من 100,000 موظف في آسيا وأوروبا وإفريقيا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبيةَ أن الاكتئاب والتوتر والقلق الذي يصيب الموظفين يمثل نسبة 82.6% من جميع حالات المرض النفسي في برامج مساعدة الموظفين في 2014، مقارنة بنسبة 55.2% في 2012. أجري حديثاً استبيان طولي واسع النطاق على أكثر من 1.5 مليون موظف في 4,500 شركة في 185 دولة، باعتباره جزءاً من “تحدي الشركات العالمي” (Global Corporate Challenge)، وخلص إلى أن حوالي 75% من العاملين مرّوا بمستويات تتراوح بين المتوسطة والمرتفعة من التوتر، وتحديداً، قال 36% من الموظفين إنهم يشعرون بأقصى قدر من التوتر أثناء العمل، وذكر 39% إنهم يشعرون بمستويات متوسطة من التوتر في مكان العمل. ويجب أن تكون المستويات الحالية والمتزايدة من التوتر في مكان العمل سبباً يدعو إلى القلق، نظراً لوجود علاقة مباشرة وعكسية بين التوتر السلبي والصحة والإنتاجية.

هناك تفرقة مهمة تجب ملاحظتها، وهي أن التوتر أنواع لا تتساوى، فهناك بعض الأنواع قد يكون لها أثر إيجابي على صحتنا وإنتاجيتنا. حيث يشير “التوتر الإيجابي” أو ما يُسمّى أحياناً بـ “التوتر اليودايموني” (وصف مُشتق من الكلمة اليونانية “يودايمونيا” أو الازدهار) إلى أن بعض أنواع التوتر يمكنها أن تجعلنا في صحة أفضل، وأن تحفزنا لنكون في أفضل حالاتنا وتساعدنا في تحقيق أعلى أداء لنا. يمكن التفكير في ذلك بطريقة مفيدة وهي أن التوتر موزع على منحنى يأخذ شكل جرس، متى تخطينا القمة أو أعلى أداء لنا حفّزنا التوتر للوصول إليه، نبدأ في معايشة الآثار غير الصحية للتوتر، والتي لا تؤدي إلى الإنهاك الشديد فحسب بمرور الوقت، بل تتسبب أيضاً في مرض مزمن.

التوتر الذي يتسبب لنا في معايشة صعوبات أو ضغط أو “ضيق” غير صحيّ، سبب هائل يدعو إلى القلق لأنه يؤثر مباشرة وبطريقة عكسية على النجاح الشخصي والعملي. في دراسة “تحدي الشركات العالمي” التي أجريت على 1.5 مليون موظف على مستوى العالم خلال مدة تزيد عن 12 عاماً، وجدنا، على سبيل المثال، أنه بينما سجّل 63% من الموظفين الذين يمرون بتوتر شديد إنتاجية تفوق المتوسط، ارتفع هذا الرقم بنسبة ملحوظة إلى 87% بين من ذكروا أنهم لا يشعرون بأي توتر. وفي الدراسة ذاتها، ذكر 77% من الموظفين الذين يمرون بتوتر شديد مستويات تفوق المتوسط من الإجهاد، مع ظهور علامات مبكرة تحذر من الإنهاك الشديد على المدى البعيد. وفي الواقع، يعد الإنهاك الشديد إشارة متأخرة على التوتر المزمن.

نصائح لتطوير القدرة على التحمل

فكيف نطور قدرتنا على التحمل، ونحافظ على الحماس في مواجهة تزايد التوتر السلبي المزمن والطلبات والتعقيد والتغيير باستمرار؟ إليك بعض النصائح بناءً على آخر الأبحاث في مجال علم الأعصاب والسلوكيات والمؤسسات:

تدرّب على اليقظة الذهنية. يتزايد انتباه العاملين في مجال الأعمال على التدريبات النفسية المصاحبة لليقظة الذهنية لسبب معقول. فقد اكتشفت عالمتا النفس لورا كيكين وناتالي شوك، على سبيل المثال، أن اليقظة الذهنية تتنبأ بدقة الحكم وحل المشكلات ببصيرة، ووجد بيتر مالينوفسكي وآدم مور المتخصصين في علم الأعصاب الإدراكي أن اليقظة الذهنية تعزز المرونة الإدراكية. وفي بيئات العمل الديناميكية، وجد إيريك دين وبرادلي برومل، المتخصصان في علم النفس المؤسسي أن اليقظة الذهنية تسهل أداء الوظيفة، حتى بعد اعتبار الأبعاد الثلاثة للاندماج في العمل، وهي النشاط والتفاني والانهماك فيه. وقد اكتشفت كيمبرلي أيتكن وزملاؤها الباحثون في الطب الوقائي، أن برامج اليقظة الذهنية عبر الإنترنت تبدو عملية وفعالة في تقليل توتر الموظفين، مع تحسين القدرة على التحمل والاندماج في العمل، مما يعزز صحة الموظف وأداءه المؤسسي بالكامل.

فكيف تبدأ أنت أو فريقك بإدخال اليقظة الذهنية في إيقاع وروتين عملكم اليومي؟ في “ويسدوم لابز” (Wisdom Labs)، وجدنا أن تطبيق التعلم متعدد الوسائط وحلول تطوير المهارات، التي تتضمن مزيجاً من التعلم عن بعد والتدريب العملي والمحاضرات عبر الإنترنت وشبكات التعلم من الزملاء، تعطي فرصة أكبر لليقظة الذهنية كي تصبح أحد القدرات الأساسية داخل المؤسسة. ذكر المشاركون تحسينات ذات دلالة إحصائية في قدرتهم على التحمل، حيث قالوا إن أدوات اليقظة الذهنية والمحتوى المقدم بهذه الطرق مفيد للغاية في إدارة الضغط وتحسين التعاون وتعزيز الصحة. ومن اللازم دمج اليقظة الذهنية في العمليات المتعلقة بالمواهب الأساسية، مثل إعداد الموظفين الجدد وتدريب المدراء والمحادثات حول الأداء وتطوير القيادة، إلا أن معظم المؤسسات لم تصل بعد إلى هذه المرحلة من التطبيق. وأخيراً، هناك عدد من الكتب والتطبيقات التي تقدم مناهج مهيكلة لليقظة الذهنية تتضمن كتابي “الحضور الكامل: فن اليقظة الذهنية وعلمها وممارستها” (Fully Present: The Art, Science and Practice of Mindfulness) و”اليقظة الذهنية: خطة لثمانية أسابيع للوصول إلى السلام في عالم صاخب” ( Mindfulness: An Eight Week Plan for Finding Peace in a Frantic World). وهناك تطبيقات مفيدة تشمل (على سبيل المثال لا الحصر): “هيدسبيس” (Headspace) و”سباير” (Spire) و”مينتال ورك أوت” (Mental Workout) و”كالم” (Calm) و”ويل” (Whil) و”سيمبل هابيت” (Simple Habit). ويمكنك التفكير في دمج التدريب المباشر أو التدريب الشخصي أو الافتراضي مع تطبيقات لتكوين السلوك الأمثل.

وزّع عبئك الإدراكي بتجزئته. نتلقى 11 مليون جزء من المعلومات في الثانية الواحدة، ومع ذلك، فإن مراكز التفكير التنفيذية في عقولنا يمكنها فقط معالجة 40 جزءاً من المعلومات بفاعلية، وفقاً لشاون أكور، المؤسس المشارك في “معهد الأبحاث الإيجابية التطبيقية” (Institute for Applied Positive Research)، ومؤلف كتاب “ميزة السعادة” (The Happiness Advantage). هناك طريقة عملية واحدة للتفكير في هذا، وهي على الرغم من أننا لا نستطيع تقليل كم المعلومات التي نتلقاها (في صندوق البريد الوارد لدينا على سبيل المثال)، يمكننا تجزئة المهام الإدراكية لتحسين الطريقة التي نعالج بها تلك المعلومات. فكر بحرص في تجزئة الأنواع المختلفة من أنشطة العمل، مثل المراسلة عبر البريد الإلكتروني وجلسات وضع الاستراتيجية أو العصف الذهني والاجتماعات العادية. ستفيدك تجزئة العمل عند التفكير في التبديل من نوع مهمة إلى آخر، مما يجعل من الصعب عدم الانتباه إلى المشتتات ويقلل الإنتاجية بنسبة 40%، وفقاً لآخر الأبحاث المنشورة في “جمعية علم النفس الأميركية” (American) Psychological Association)). بمعنى آخر، تجنب تحويل السياق قدر الإمكان. خصص أوقاتاً محددة في اليوم لأداء أنشطة متعلقة بالعمل دون غيرها — وهذا مفهوم أوضحته في منشور سابق ونشر في “هارفارد بزنس ريفيو” تحت عنوان “كيف تصون فريقك من الإجهاد والقلق والإنهاك؟” — واتبع في ذلك النهج نفسه الذي تتبعه عند تخصيص وقت للتمارين خلال يومك. قد يكون هذا المنهج صارماً للبعض، لكنه يخلق مجموعة من الظروف المُثلى لنا لمعالجة المعلومات بكفاءة واتخاذ قرارات ممتازة مع تقليل العبء الإدراكي والضغط.

احصل على فترات استراحة. أثناء يوم العمل، من المهم الانتباه إلى ارتفاع وهبوط معدلات الطاقة والإنتاجية التي نعايشها جميعاً، وهي ما يسميها علماء النفس الإيقاع الساعيّ (للساعة) مقابل الإيقاع اليومي (لليوم). تمتد فترات التركيز العقلي وصفاء الذهن والطاقة عادة لمدة 90-120 دقيقة. لذا من المفيد الابتعاد عن عملنا لبضع دقائق لاستعادة طاقتنا وانتباهنا. والدليل على نجاح هذا المنهج هو عمل أنديرس إيريكسون، الذي وجد أن عازفي الكمان الموهوبين يقصرون فترات التدريب إلى مدد لا تتجاوز 90 دقيقة للمدة تتخللها فترات استراحة. وتشير الأبحاث إلى أن موازنة نشاط العمل بفترة استراحة قصيرة من هذه الأنشطة بإمكانها رفع معدلات الطاقة وصفاء الذهن والإبداع والتركيز، مما ينمي في النهاية قدرتنا على التحمل على مدار يوم العمل. وتتجلى نتيجة ذلك في أننا على المدى البعيد، سنحافظ على طاقتنا ونتجنب الإنهاك الشديد على مدار الأيام والأسابيع والأشهر.

طوّر مرونة ذهنية. من الممكن دون الكثير من الجهد، أن نحوّل حرفياً الشبكات العصبية التي نعالج بها تجربتنا مع التوتر للاستجابة إلى أي أشخاص أو مواقف صعبة بدلاً من الانفعال أمامها فحسب. وتعتمد هذه المرونة الذهنية على القدرة على “تشتيت” الضغوط ذهنياً لإدارتها بكفاءة. ولا يعني “تشتيت” الضغوط تجاهل أو قمع شعورنا بالتوتر، بل يعني القدرة على التوقف والنظر إلى التجربة بحيادية ثم محاولة حلّ المشكلة. عندما نتمكن من الابتعاد خطوة عن تجربتنا إدراكياً وتسمية أفكارنا ومشاعرنا، فإننا ننقل الانتباه بفاعلية من الشبكة السردية في عقولنا إلى مناطق الرصد فيها. وتفسح المرونة الذهنية وتشتيت الضغوط لدى وقوعها المجال لمهارة التحمل الأساسية وهي “مرونة الاستجابة”، التي تصفها عالمة النفس الشهيرة ليندا غراهام بـ “القدرة على التوقف والرجوع خطوة للوراء والتأمل وتحويل المنظور وخلق خيارات والاختيار بحكمة من بينها”. عادةً ما نقول لأطفالنا المنزعجين “عبّروا عن أنفسكم بالكلام” على سبيل المثال، لكننا وجدنا أن التوقف وتسمية المشاعر له أثر في تنشيط مركز التفكير في عقولنا على خلاف مركز العاطفة، وهذه مهارة ذات قيمة عالية في أماكن العمل الشاقة التي تحتاج إلى أداء عالٍ في كل مكان.

نمِّ شعورك بالتعاطف. من بين أكثر الجوانب تجاهلاً في مجموعة مهارات التحمل القدرة على تنمية الشعور بالتعاطف، ويشمل التعاطف مع الذات والتعاطف مع الآخرين. وفقاً لأبحاث ذكرها “مركز العلوم للصالح العام” (Greater Good Science Center)، في جامعة “كاليفورنا – بيركلي”، يعزز التعاطف من العواطف الإيجابية ويخلق علاقات عمل إيجابية ويزيد من التعاون مع الآخرين. هناك برامج تدريب على التعاطف مثل البرنامج الذي يقدمه “مركز التعاطف والإيثار والأبحاث التربوية” (Center for Compassion, Altruism and Research in Education (CCARE))، التابع لـ “جامعة ستانفورد”، وقد أوضحت هذه البرامج أن ممارسات تنمية التعاطف تزيد من السعادة والصحة وتقلل التوتر. ولا يقتصر التعاطف وفاعلية العمل على بعضهما، بل يعتمد نجاح الفرد والفريق والمؤسسة على ثقافة العمل المبنية على التعاطف.

وأخيراً، يمكننا أن نستنتج أن كسب مجموعة من المهارات والسلوكيات التي تمكّن الأفراد في مكان العمل من التحمل يحقق عائداً جيداً على الاستثمار. في دراسة نشرتها “برايس ووترهاوس كوبرز” (PwC)، في 2014، حققت المبادرات والبرامج التي تبنت مكان عمل يتمتع أفراده بالقدرة على التحمل والسلامة النفسية عائداً قدره 2.30 دولاراً على كل دولار أنفقته، نظراً لانخفاض تكاليف الرعاية الصحية وزيادة الإنتاجية وانخفاض معدلات غياب الموظفين وتركهم للعمل.

القدرة على بناء قدرتك على التحمل مهارة ستخدمك بشدة في عالم العلم الذي يزداد توتراً، وتستفيد الشركات من العاملين الأكثر قدرة على التحمل، لذا، من المنطقي تجارياً بناء ثقافة مؤسسية تشجع تدريبات القدرة على التحمل وتدعمها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .