كيف تبني علاقات مهنية تساعدك في الحصول على الترقية المنشودة؟

5 دقائق
تعزيز علاقاتك المهنية
شي شين شينغ/غيتي إميدجيز

ملخص: في أغلب الأحيان، يصل الأشخاص الذين لا يزالون في بداية مسيرتهم المهنية إلى طريق مسدود عندما يتنافسون من أجل فرصة للارتقاء في شركتهم. والسبب غالباً هو التركيز الشديد على مهاراتهم بدلاً من تعزيز علاقاتهم المهنية. قد تساعد النصائح الخمس الآتية الخاصة بتعزيز العلاقات المهنية من يعانون هذه المشكلة في إقناع مسؤوليهم بأنهم أهل للترقية.

 

هل سبق وقيل لك إنك “لست مؤهلاً بعد” للحصول على ترقية، على الرغم من أنك تحقق أهداف الأداء المهني.

بالنسبة لي، أتذكر سماع هذه الكلمات في بداية مسيرتي المهنية، وكان هذا النوع من التعليقات مبهماً ومحبطاً وليس كافياً لاتخاذ إجراءات حياله.

خلال مسيرتنا المهنية، يصل معظمنا إلى مرحلة نجد فيها أن تركيزنا الشديد على تحقيق الأهداف لم يجن ثماره، ونجد أنفسنا قد تخطينا مرحلة خفية لا عودة منها، ولا نعلم أننا تخطيناها إلا عندما نواجه عواقبها.

بعد أكثر من 20 عاماً من الخبرة كمسؤولة تنفيذية في شركة فورتشن غلوبال 50 (Fortune Global 50) ومدربة لأصحاب المناصب التنفيذية العليا، أرى أن هذا التعليق غالباً ما يعني أنّك أمضيت وقتاً كثيراً في بناء مهاراتك، ولكنك لم تعر الوقت ذاته لبناء علاقاتك.

إذاً، ما الذي يجب عليك فعله لتنجح؟ إليك خمسة إجراءات يمكنك اتخاذها الآن وعلى مدى مسيرتك المهنية لتقوية علاقاتك وتمهيد طريقك إلى الترقية.

1) احرص على أن تعرف ما يميزك في عملك، ثم عرّف الآخرين بميزاتك

لكي تصبح مرشحاً للترقية، يتعين عليك أن تظهِر للإدارة العليا مدى قابليتك للعمل مع الآخرين. إذ في نهاية المطاف، لا تنجح الشركات بسبب الجهود الفردية، بل تحقق النتائج من خلال القيادة الجماعية.

من المحتمل أن لديك ما يميزك عن الآخرين في أسلوب عملك. على سبيل المثال، ربما أنك تفكر بطريقة أكثر استراتيجية عن باقي أعضاء فريقك، وبالتالي ترى توجهات العمل وتعمل على ربط المعلومات التي قد تبدو غير مترابطة، أو ربما تجيد التواصل الواضح، ما يجعلك توصل المعلومة على نحو يضمن استيعاب الجميع لها واتخاذ الإجراءات اللازمة نحوها.

لمعرفة ما يميزك عن الآخرين، اسأل نفسك: بماذا تُعرَف؟ ما نوع المشكلات التي يلجأ الأشخاص إليك لحلها دائماً؟ احرص على هذه المهارة في ذهنك وابحث عن طريقة لطيفة لتعريف الآخرين بميزاتك ومواهبك لبناء علاقات مهنية معهم وإضفاء قيمة على عمل الفريق. على سبيل المثال، إذا كنت تجيد العروض التقديمية، فاقترح على زميلك تقديم رأيك في عرضه التجريبي قبيل اجتماعه المهم المقبل، أو استضف مائدة مستديرة غير رسمية للتدريب حول أفضل الطرق لتصميم عروض تقديمية موجهة للإدارة العليا، بحيث يشارك فيها أعضاء فريقك أفضل توصياتهم.

فإذا استطعت إظهار هذه القدرة الآن، فستصبح الشخص الذي تفكر فيه الإدارة من أجل منصب بمسؤولية أكبر.

2) احرص على فهم نظرة الآخرين إليك، وحوّل منظورك من “أنا” إلى “نحن”

مع ارتقائك في مسيرتك المهنية، احرص على إيجاد فرص للحصول على ملاحظات حول نظرة الآخرين إليك. إذ سيساعدك ذلك على الانتباه إلى السلوكيات التي ربما تقلل من فاعليتك وتجنب النقاط العمياء في وعيك الذاتي التي قد تبطئ تقدّم حياتك المهنية.

لنأخذ هارون عميلي السابق كمثال. إذ قال له مديره بأنه “ليس مستعداً” للحصول على ترقية على الرغم من تجاوزه لأهدافه باستمرار.

عندما قابلت زملاءه، اكتشفت أن السبب الذي يعيق هارون عن الحصول على ترقية ترفعه درجتين في السلم الوظيفي في مؤسسته هو رئيس تنفيذي يرى أن هارون “لا يتمتع بروح الجماعة” بسبب الطريقة التي قاد فيها عملية تحول في السابق. إذ تسلّم هارون قيادة فريق قديم صاحب أداء ضعيف وأصبح مكلّفاً “بإصلاحه”؛ وأخذ يعمل بقوة كاسحة ويعيد هيكلة العمليات ويحقق الأهداف، ولكن أتى نجاحه على حساب العديد من الموظفين القدامى الذين استقالوا بعد أن شوهوا سمعة هارون في طريقهم. وبالتالي، أصبح المسؤول التنفيذي القادر على ترقية هارون يرى أنه ينتهج سلوك “الذئاب المنفردة” في تحقيقه لنجاحاته.

ولكن بعدما عملت مع هارون على كيفية تحقيقه لأهدافه، أصبح يضمّ فريقه إلى عمله في التخطيط الاستراتيجي وينصت أكثر مما يتكلم، وبدأ كبير المسؤولين التنفيذيين يلاحظ تحوّل منظوره من “أنا” إلى “نحن”.

3) احرص على إرشاد الآخرين لتطوير مهاراتك القيادية

يقول جاك ويلش وهو من خبراء الإدارة العِظام في العالم: “قبل أن تصبح قائداً، يتمحور نجاحك في تطوير ذاتك. وعندما تصبح قائداً، يتمحور نجاحك في تطوير الآخرين”.

فقد لا تدير فريقاً في الوقت الحالي، ولكن قد تتوفر أقرب فرصة للقيادة أمامك من خلال التطوع، فأفضل تعليم لنا هو تعليم الآخرين.

إليك طريقة سهلة لفعل ذلك: تواصل مع شخص خارج وحدة عملك واحرص على أن يكون مرحِّباً بمساعدتك له، ثم التزم بقضاء ساعة معه كل شهر لمدة سنة للعمل على حل مشكلة كان قد طرحها عليك. كمثال، منذ عدة سنوات، أرشدتُ فتاة عبقرية ولكنها كانت خجولة للغاية. فقد تواصلت معي لأنها رأتني محل ثقة ومن وحدة عمل مختلفة. لاحظت هذه الموظفة أن انعدام حزمها يؤثر في قدرتها على التأثير في الآخرين وإنصاتهم إليها. فمن خلال الخروج لتناول القهوة شهرياً، وضعنا خطة عمل تتضمن تغييرات سلوكية ازدادت مع مرور الوقت لتعزيز ثقتها وحضورها التنفيذي. في نهاية المطاف، حصلت على ترقية. أما عن نفسي، فأستمتع برؤية نجاحاتها المستمرة.

إضافة إلى ذلك، عندما تساعد الآخرين، ستشعر بالرضا التام، وسيشكرونك على ما قدمته لهم. بالنسبة لي، فأحبُّ تلقي رسائل من أعضاء فريقي أو زملائي السابقين عن حياتهم الآن وكيف ساعدهم عملي معهم. يعتبر هذا أحد الأسباب التي جعلتني أصبح مدربة تنفيذية.

4) تعلم كيفية العمل بشكل منتج مع الشخصيات التي يصعب عليك التعامل معها

لدى كل منا تفضيلات في أساليب العمل والتواصل، كما نواجه صعوبة أكبر في التعامل مع بعض الشخصيات دون غيرها. لذا كلما حددت مبكراً الصفات الشخصية التي يصعب عليك التعامل معها، كان لديك المزيد من الوقت لتطوير استراتيجيات للعمل معهم بشكل فعال.

تعدّ هذه الخطوة مهمة لأنّ المشكلة ستتكرر حتى تضع حداً لها؛ إذ ستعاود الملامح المزعجة الظهور في زملاء آخرين. ولكن عندما تتحمل مسؤولية التوافق مع شتى أنواع الشخصيات، ستتخلص من عنصر الاحتكاك بينكما وستجعل ترقيتك أمراً سهلاً للإدارة.

مع ذلك، تذكر أن العلاقات تتغير عبر الوقت؛ فالأشخاص ينضجون ويترقّون ويغادرون للعمل في شركات أخرى. قد تصبح مرؤوساً يوماً ما لأحد مرؤوسيك، وقد يغادر أحد مرؤوسيك الشركة ليعمل في شركة أحلامك – حينها ستتمنى أن يعرّفك على من يعمل معهم. لذا فاحرص على أن تضع في عين الاعتبار التطورات التي قد تحدث على المدى البعيد واستثمر في علاقاتك – حتى تلك التي يصعب عليك التعامل معها.

5) ضع حدوداً صارمة في علاقاتك المهنية

من السهل الاعتقاد أنّك كلما عملت ساعات إضافية، زادت فرص حصولك على الترقية، غير أن طريقك لتطوير ذاتك وتحمل مسؤوليات أكبر لا يمر بالموافقة على كل الطلبات. بل، على العكس، تحتاج إلى أن تعرف ما هي الطلبات التي يجب عليك رفضها. لذا، فاحرص على أن تكون حكيماً ودبلوماسياً وتعلم كيفية تفويض المهام.

إليك بعض الأمور التي يجب عليك الموافقة عليها: تطوّع لدى فرق العمل المتعددة التخصصات أو ابحث عن فرص مشابهة لتعزيز علاقاتك المهنية، أو تعلم مهارات جديدة خارج منطقة راحتك، وستحظى من خلالها بدعم رؤساء الأقسام المختلفة.

ولكن احرص على اختيار فرص التطوير بوعي؛ واسعَ إلى المشاريع الاستراتيجية والمدرة للدخل للمؤسسة، كالتي ستزيد من كفاءة المؤسسة ومردودها. وتجنب الفرص الاجتماعية البحتة (كحفلات العمل) أو تلك التي تفتقر إلى الرعاية اللازمة للانطلاق بقوة. وحاول بشكل مبكر صقل أسلوبك في رفض بعض المهام بلباقة. فلا يعني أنك أصغر في الأقدمية في العمل قبولك كل ما يطلب منك.

ما إن تبدأ بتحقيق نتائج جيدة بشكل متواصل، فإن قابليتك للحصول على ترقية ستصبح مرهونة بعلاقاتك المهنية. فإذا اتضح للإدارة أنك تجذب متابعين من زملائك وتحقق النتائج بالعمل مع الآخرين، فعندما يُفتح المجال للترقية، غالباً ما ستكون من نصيبك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .