كيف تتصرف مع زميلك الذي يشعر بالتوتر؟

3 دقائق
زميل العمل الذي يعاني من التَّوتُّر
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في الآونة الأخيرة، أصابني التوتر وجافاني النوم لأنني اضطررت إلى إخبار زميل ذي مرتبة رفيعة بما لم يرد سماعه، لطالما خفت غضبه ومعارضته القوية عندما يحدثني. سمع أحد معارفي بهذا فتحدث إلي بأسلوب وكلمات غيرت وجهة نظري للأمور بجعل الحديث الذي كنت مقبلاً عليه عادياً. وبدل جعل تلك المحادثة القادمة غامضة وتستنزف صحتي أدركت أنها أمور تحدث ولن يتوقف العالم عندها حتى لو كانت مزعجة فعلاً. 

لم أعرف مطلقاً في حياتي زميلاً في العمل يعاني من التوتر ويساعده اقتراح مثل: “لا يجب أن تتوتر”. إن ما يساعد في تخفيف التوتر هو تغيير نظرة الشخص للموقف العصيب. هناك في الحقيقة طرق مفيدة أكثر من غيرها، لهذا إذا أردت تقديم الدعم لزميل يشعر بالتوتر، فقد يساعدك معرفة ما لا يجب عليك قوله.

كيفية مساعدة زميل العمل الذي يعاني من التوتر

إليك هنا أشياء عليك تجنب قولها:

لا تستخدم عبارات مبتذلة أو تعليقات سطحية 

لا تُلهم العبارات المبتذلة والسطحية الأشخاص المصابين بالتوتر، بل تصيبهم بالإحباط لأنها عبارات فارغة. لا تعتقد أن الأشخاص الواقعين تحت الضغط هم بالضرورة أشخاص كسالى أو يفتقدون التحفيز. لذا لا تقل لهم مثلاً: “عند الشدائد تعرف الرجال”، أو “افعلها ولا تفكر كثيراً بالأمر”.

لا تُزايد 

إذا كانت المساعدة هي نيتك، فاعلم أنك لا تقدم المساعدة من خلال تفوهك بكلام فيه الكثير من كلمة “أنا” (الاستحواذ على الحديث للإخبار عن مناقبك) بطريقة تجعل زميلك ومخاوفه تبدو غير ذات أهمية. وفّر قصص شجاعتك لمناسبة أخرى. ولا تقل كلاماً من قبيل: “هل تعتقد أنك في وضع سيئ؟ أنا…”.

اقرأ أيضاً: كيف تحصّن نفسك من العدوى بتوترات الآخرين؟

لا تقلل من الأمور 

الإنكار ملجأ الضعيف، ولا فائدة منه، بل يجعلنا نشعر أننا صغار. ببساطة لن يساعد قولك مثلاً “لا تقلق”، “أنت تبالغ” أو “واجه الأمر”.

وفّر مواعظك 

التباهي بنفسك ليس غير ذي جدوى فقط، بل إنه أمر مزعج أيضاً. قاوم رغبتك في قول أشياء مثل “حسناً، لو أنك أدرت وقتك بشكل أفضل”.

لا تحاول الشعور بالشفقة 

ربما تخفف عن زميلك شعوره بالتوتر إذا أنت جلست معه تواسيه، لكن المواساة ليست حلاً، لأنكما بينما تجلسان معاً تندبان حظ رفيقك، فأنتما لا تقومان بخطوة تدفعكما للأمام نحو شيء مفيد.

يؤثر فينا التوتر ذهنياً وجسدياً ونفسياً وعاطفياً، ما يجعل التعامل مع كل تأثيراته صعباً. لذا لا تواجهها كلها معاً. اختر جانباً يمكنك التعامل معه ثم ساعد زميلك القلِق إلى الدرجة التي تختارها. تذكر أنك لا تعالج توتر أحد، أنت تعمل على تخفيفه في تلك اللحظة.

إليك هنا بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها:

سَل

“ما الذي يمكن أن يخفف عنك؟” إن كان الجواب “لا شيء” أو “لا أعرف”، اجلس بهدوء وابق صامتاً لمدة 15 ثانية (المدة اللازمة لغناء “سنة حلوة يا جميل” في عقلك). بعض الناس يخجلون من شعورهم بالتوتر، وبعضهم يشعرون بعقلهم لا يتوقف عن التفكير، وهناك آخرون يشعرون أن رأسهم فارغ. ستمنحهم هذه اللحظة من الهدوء فرصة للتنفس والإحساس بتنبهك الهادئ معهم وربما يبدؤون فعلاً بالتفكير فيما يخفف عنهم.

اقرأ أيضاً: كيف تتأقلم مع التوتر السلبي؟

قل 

“يمكنك تجاوز هذا، رأيت كيف أتيت بذلك العرض الذي أخرجنا من الأزمة أو كيف خرجت من تلك المفاوضات الصعبة أو كيف استوعبت فوراً تلك الأرقام في ذاك الموقف الصعب”. أنت بهذا تمنح زميلك صورة حقيقية ومفيدة عن نفسه بديلة عن تلك التي هو عالق فيها الآن. كما أنك بهذا تساعده على استذكار مقدراته في وقت يجعله التوتر فيه يقلل من قدر نفسه.

اعرض عليه صعود أو نزول السلالم معاً لبضع طوابق، أو المشي إلى منطقة مواقف السيارات. إن اخترت تهدئة التوتر عن طريق النشاط الجسدي فاختر شيئاً بسيطاً وفورياً.

قدم له مفارقة

من الناحية النفسية، يُسجن الناس في أفكار سلبية ولا يرون غيرها. لم يثبت بالدليل القوي أن هناك أي جدوى من الدخول في جدال مع صديقك الذي يعاني التوتر لإثبات أنه على خطأ، لكن ما يفيد هو تعريفه على منظور ثانٍ للموقف ومقارنته مع منظوره السلبي جنباً إلى جنب.

جرب هذا

بما أن القلق هو الواقع لدى صديقك الآن، حاول الإقرار أولاً برأيه، ثم اعرض عليه وجهة نظر أخرى، على سبيل المثال: هو يشعر بما يشعر، لكن يمكنه إكمال الصفقة، أو هو متوتر لكن يمكنه قول لا للعميل. سيستشعر تناقضاً في كلامك. أما في الواقع، يمكن للأشخاص العاديين القيام بالأمرين معاً دائماً. خذ الممثلين على سبيل المثال. من المعروف عنهم أنهم يقلقون إن لم يشعروا بالتوتر قبل تأدية مشاهدهم لأن أداءهم يصبح عادياً عندما يكونون مرتاحين. ينصح دافيد ماميت، الكاتب المسرحي الحائز على جوائز، الممثل: “ليس عليك أن تشعر أنك ستؤدي أداء جيداً، تعلم أن تؤدي جيداً بغض النظر عما تشعر به”.

اقرأ أيضاً: كيف تُحسّن استجابتك الافتراضية على التوتر؟

بالنسبة للأغلبية الساحقة منا، يصبح الشعور بالتوتر شعوراً اعتيادياً. أنت تتوقع مثلاً أن يصيبك التوتر قبل بدء عرضك التقديمي حتى لو كنت تفعل ذلك طوال اليوم. لحسن الحظ بالإمكان تغيير هذا الشعور. يمكن لنفس الأساليب التي تستخدمها لمساعدة زملائك في توترهم مساعدتك أنت أيضاً. وكما يفعل الرياضي الجيد، بإمكانك التركيز على التعامل مع نفسك جيداً في المواقف الصعبة بدل الخضوع لمشاعرك. هذا نموذج عن العقلية التي تتبع السلوك. عندما تغيّر علاقتك مع التوتر بالنظر لإدارة التوتر كمهارة وعادة، ستضعف قبضته عليك وستقل معاناتك.

اقرأ أيضاً: Tell me about yourself

في المرة التالية التي تجد نفسك فيها متوتراً، أو تقلق فيها من أنك قد تفشل، حاول إعادة التفكير في نظرتك للفشل نفسه، لتساعد زميل العمل الذي يعاني من التوتر أيضاً.

اقرأ أيضاً: 3 أمور يمكن القيام بها لتخفيف التوتر في العمل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .