إلى أي قبيلة تنتمي؟

2 دقائق
تسويق المنتجات
shutterstock.com/Nataliya Druchkova
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قبل نحو 12 عاماً، أصدر خبير التسويق العالمي سيث غودن، كتاباً بعنوان “قبائل، نريدك أن تقودنا”، وقد نشر غودن هذا الكتاب في بداية ثورة الهواتف الذكية وبدء انتشار منصات التواصل الاجتماعي، تلك اللحظة من التاريخ التي غيرت حياتنا كأفراد ومؤسسات إلى الأبد. كان من أهم ما ذكره غودن آنذاك، هو أن التسويق انتقل من فكرة تسويق المنتجات للجمهور بشكل عام إلى تسويق المنتجات إلى قبيلة محددة، ويقصد بها شريحة محددة من الناس ممن لديهم مواصفات مشتركة أو قناعات مشتركة أو يؤمنون بقضايا مشتركة وغير ذلك. ويؤكد غودن أن كلاً منا ينتمي إلى قبيلة أو قبائل متعددة سواء أدرك ذلك أم لم يدرك، فقد ننتمي إلى قبيلة النباتيين وفي نفس الوقت إلى قبيلة رواد الأعمال أو المدافعين عن البيئة والاستدامة وصولاً إلى القضايا السياسية والاجتماعية الأخرى.

وما تنبأ به الخبير العالمي، سيث غودن، في عام 2008 عندما كان التحول الرقمي في بدايته، تثبته الأبحاث اليوم في قمة نضوج التحول الرقمي على صعيد الأفراد والمؤسسات، وبعدما اكتسب التحول الرقمي هذه الدفعة الكبيرة خلال عام 2020 بسبب الانتقال الكبير إلى العمل والتعامل والبيع والشراء عبر الإنترنت مدفوعاً بضغط الحجر الذي تسببت به جائحة كورونا. وفي مقال مهم كتبته كبيرة الخبراء الاستشاريين في شركة “إرنست آند يونغ” العالمية، جانيت باليس، بعنوان “10 حقائق حول التسويق ما بعد الجائحة“، بينت الخبيرة أن أحد أهم الاستنتاجات هو تبدل الحقائق، فمثلاً: “الحقيقة القديمة: التسويق يبدأ بمعرفة عملائك. بينما الحقيقة الجديدة: التسويق يبدأ بمعرفة شريحة عملائك”. وهو ما ذكّرني بكتاب سيث غودن.

وتذكر الخبيرة التصنيف الذي وضعته شركة “إرنست آند يونغ” بعد استطلاع ضخم قامت به، فوجدت شرائح وقبائل يمكن تصنيف المستهلكين من خلالها في عصر ما بعد “كوفيد-19″، إذ تذكر أن “مؤشر إرنست آند يونغ لمستقبل الاستهلاك” (EY Future Consumer Index) أجرى 5 موجات من البحوث على 14,500 فرد في 20 دولة منذ بداية الجائحة، ووجد 5 مجموعات مختلفة من المستهلكين حسب الجوانب التي يعطون لها الأولوية، وهي ما يمكن تسميتها قبائل ما بعد الجائحة:

1- القبيلة التي تعتمد المقدرة الشرائية أولاً (32% من المستهلكين): المستهلكون الذين يعيشون في حدود إمكانياتهم وميزانياتهم، مع التركيز بقدر أقل على العلامات التجارية وبقدر أكبر على وظائف المنتَج.

2- القبيلة التي تعتمد الصحة أولاً (25%): المستهلكون الذين يركزون على حماية صحتهم وصحة أسرهم، ويختارون المنتجات التي يثقون أنها آمنة، ويقللون المخاطر التي تنطوي عليها طريقتهم في التسوق إلى أدنى حد.

3- القبيلة التي تعتمد الكوكب أولاً (16%): المستهلكون الذين يحاولون تقليل تأثيرهم في البيئة ويشترون من العلامات التجارية التي تعكس معتقداتهم.

4- القبيلة التي تعتمد المجتمع أولاً (15%): المستهلكون الذين يؤمنون بالعمل معاً من أجل الصالح العام، ويشترون من المؤسسات التي يرون أنها تتحلى بالصدق والشفافية.

5- القبيلة التي تعتمد التجربة أولاً (12%): المستهلكون الذين يستغلون كل لحظة في حياتهم، ما يجعلهم في الغالب منفتحين على المنتجات والعلامات التجارية والتجارب الجديدة.

فإلى أي قبيلة من هذه القبائل تنتمي؟

وأذكرك أيضاً بمقالي السابق، المعركة بدأت؛ حدد موقفك في صناعة عالم ما بعد كورونا، حيث ستقرر كيف ستصنع عالمك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .