ماذا يجب أن تفعل إذا منحك مديرك ترقية وهمية؟

shutterstock.com/Yellow Flower

شارك

ملخص: الترقيات في الألقاب الوظيفية فقط ليست ظاهرة جديدة. قد يعتقد بعض القادة أنهم إذا عرضوا عليك لقباً وظيفياً أفضل، فإنهم بذلك يكّرمونك نظير إسهاماتك ويُظهرون تقديرهم لك. وقد يمنح بعض القادة ترقيات في اللقب الوظيفي فقط كطريقة للاحتفاظ بالموظف عندما يبدأ شعوره بالإنهاك في الازدياد. وأحياناً، مع الضغط على الشركات لإظهار التقدم المحرز في التزاماتها بتحقيق التنوع والمساواة والشمول، تبحث بعض الشركات عن طرق مختصرة، دون القيام بأعمال مجدية. يمكن أن يكون منح ترقيات وهمية شكلاً من أشكال ما يُعرف بـ “غسل التنوع” (diversity washing)، الذي تبحث المؤسسات من خلاله عن حلول سريعة لالتزاماتها العامة بتحقيق التنوع والمساواة والشمول. توضح المؤلفة في هذه المقالة ما يجب فعله إذا كنت تعتقد أنك مُنحت “ترقية وهمية”.

وبّخني مديري أمام ضيوف قائلاً: “إنها نائبة رئيس، هي فقط لا تعتقد أنها تستحق هذا اللقب”. كان هذا بعد أن قدمت نفسي كمديرة إدارة، وكان ذلك لقبي الوظيفي الفعلي. أصر مديري لأشهر على استخدام لقب نائبة رئيس في توقيع بريدي الإلكتروني وصفحتي على موقع “لينكد إن” وعند تقديم نفسي لأطراف خارجية.

باستثناء منحي لقب نائبة رئيس، لن تكون هناك ترقية فعلية، ولا إعلان رسمي، ولا زيادة في الراتب الأساسي، ولا منح أسهم إضافية، ولا زيادة في الموارد أو ارتقاء في المستوى الوظيفي، ولا تغيير في المكافأة القائمة على تحقيق الأهداف. فقد كانت “ترقية وهمية”.

الترقيات في الألقاب الوظيفية فقط ليست ظاهرة جديدة. قد يعتقد بعض القادة أنهم إذا عرضوا عليك لقباً وظيفياً أفضل، فإنهم بذلك يكّرمونك نظير إسهاماتك ويُظهرون تقديرهم لك. وقد يمنح بعض القادة ترقيات في اللقب الوظيفي فقط كطريقة للاحتفاظ بالموظف عندما يبدأ شعوره بالإنهاك في الازدياد. وأحياناً، مع الضغط على الشركات لإظهار التقدم المحرز في التزاماتها بتحقيق التنوع والمساواة والشمول، تبحث بعض الشركات عن طرق مختصرة، دون القيام بأعمال مجدية.

منذ “نقطة التحول في التنوع” في عام 2020، تعهدت الشركات بتخصيص أكثر من 35 مليار دولار لتعزيز المساواة العِرقية. ومع تجدد الاهتمام بمشكلة نقص تمثيل المواهب من أصحاب البشرة السمراء في العديد من القطاعات، تتعرض الشركات لضغوط لجعل قواعد موظفيها تعكس التركيبة السكانية المتغيرة للولايات المتحدة. تُعد “أديداس” (Adidas) و“فيسبوك” و“سيلز فورس” (Salesforce) و“تارغت” (Target) و“نيويورك تايمز” (The New York Times) أمثلة لمؤسسات في مختلف القطاعات نشرت تعهدات بالتزامها بزيادة تمثيل المواهب من أصحاب البشرة السمراء وأصحاب البشرة الملونة على نطاق أوسع.

بالإضافة إلى ذلك، مع تأثير الجائحة المدمر على النساء، تتعرض الشركات لضغوط لتوظيف المزيد منهن وتنمية مهاراتهن. وفقاً لـ “المركز القانوني الوطني للمرأة” (National Women’s Law Center)، انخفضت بالفعل نسبة مشاركة المرأة في قوة العمل إلى 57%، وهو أدنى مستوى وصلت إليه منذ عام 1988. وتحاول حركات، مثل “مشروع مارشال من أجل الأمهات” (Marshall Plan for Moms)، الذي أسسته الناشطة ريشما سوجاني، زيادة الضغط على القطاعين العام والخاص لمساعدة النساء على العودة إلى قوة العمل والبقاء فيها.

يمكن أن يكون منح ترقيات وهمية شكلاً من أشكال ما يُعرف بـ “غسل التنوع” (diversity washing)، الذي تبحث المؤسسات من خلاله عن حلول سريعة لالتزاماتها العامة بتحقيق التنوع والمساواة والشمول. فيما يلي توضيح لما يجب فعله إذا كنت تخشى أن تكون هدفاً لـ”غسل التنوع” وأن يتم منحك ترقية وهمية.

حدد ما إذا كانت ترقية وهمية فعلاً

ابدأ بتقييم الترقية المعروضة عليك. ما هو المستوى الذي وصلت إليه حالياً؟ وما هو اللقب الوظيفي المقترح الذي قدموه لك؟ على سبيل المثال، إذا كنت مديراً وتم إخبارك أنه يجب أن تبدأ في العمل بلقب مدير إدارة، فما الفرق في المسؤوليات؟ وهل ستحصل الآن على تعويضات بوصفك مدير إدارة؟ تذكر أن الراتب الأساسي هو جزء واحد فقط من حزمة التعويضات. على سبيل المثال، في بعض الشركات يترافق الوصول إلى منصب مدير إدارة مع منح أسهم وإمكانية الوصول إلى مستشار مالي تعينه الشركة وتأمين على الحياة وتأمين ضد العجز.

انتبه إلى هذه العلامات الأخرى التي تدل على أنك أمام ترقية وهمية: عندما لا يُصدر مديرك أي إعلان على مستوى المؤسسة أو الفريق لمشاركة خبر ترقيتك، أو عندما تتعرض لضغوط لتغيير لقبك الوظيفي في توقيع بريدك الإلكتروني وعلى موقع “لينكد إن” لتوضح للعملاء ومزودي الخدمات أنك الآن عضو كبير في الفريق، ولكن ليس هناك أي تغيير في لقبك أو مستواك الوظيفي في أنظمة الموارد البشرية الداخلية مثل تطبيقات “بيبول سوفت” (PeopleSoft) من “أوراكل” (Oracle) أو تطبيق “ورك داي” (Workday).

أخيراً، اعرف الأشخاص الآخرين الذين تمت ترقيتهم مؤخراً إلى اللقب الوظيفي المعروض عليك وتحدث معهم. إذا كانوا لا يحبذون مشاركة ما يفعلونه، فاسألهم عن عناصر حزمة التعويضات المتاحة في هذا المستوى. فمقارنة الترقية المقدمة لك بمدى تقدير الشركة للآخرين الحاصلين على اللقب نفسه أمر أساسي في تحديد ما ستفعله بعد ذلك.

ناقش الأمر مع مديرك

إذا تأكدت من أنك مُنحت ترقية وهمية، ففكر في مناقشة الأمر مع مديرك. إذا كان الهدف هو مكافأتك بهذا اللقب الوظيفي الجديد، فقد يدرك أن نيته لم تتوافق مع تأثير الأمر عليك. وبعد ذلك قد يقرر تعويضك بناءً على اللقب الجديد.

عندما تأكدت أخيراً أنه تم منحي ترقية وهمية، سألت مديري: إذا كانت الشركة ستمنحني لقب نائبة رئيس وترى أنني أعمل على هذا المستوى، فهل سيتم منحي أيضاً حزمة تعويضات نائب الرئيس؟

أوضح مديري قائلاً: “ليست لدينا ميزانية أو عدد موظفين مخصص في هذا المستوى لندفع لكِ كنائبة رئيس. علاوة على ذلك، يجب أن تكوني سعيدة لأنه تم عرض هذا اللقب عليكِ”. تركت المحادثة وأنا أشعر بالإحراج وخيبة الأمل، وسألت نفسي عن سبب مناقشتي الأمر معه من الأساس.

إذا لم تسر هذه المحادثة مع مديرك على ما يرام أو إذا لم تكن مرتاحاً تجاه مناقشة التفاصيل معه، فقد حان الوقت للتواصل مع قسم الموارد البشرية.

التمس الدعم من قسم الموارد البشرية

أخبرتني تريسي أفين، مؤسِّسة شركة “تروب آتش آر” (Troop HR)، وهي شبكة موارد بشرية وطنية تتمثل رسالتها في تمكين المتخصصين في شؤون الموظفين من دفع عجلة التغيير:

يجب أن تتمثل إحدى المسؤوليات الأساسية لقسم شؤون الموظفين في ضمان وضع الأنظمة والعمليات والسياسات داخل المؤسسة بعدل وإنصاف. وعندما تتم الترقيات دون إشراف ومشاركة رئيس قسم شؤون الموظفين وفريقه، ستضعف الثقة في القادة ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تثبيط معنويات الموظفين بشكل كبير.

تواصل مع ممثل الموارد البشرية في شركتك، واعرض عليه الحقائق والتفاصيل التي تمكنت من جمعها. قد لا يكون على عِلم حتى بأن هذه الترقية قُدمت لك. يستخدم العديد من أقسام الموارد البشرية أدوات للتأكد من أن جميع أعضاء الفريق في المستوى المناسب ويتقاضون رواتب منصفة وتنافسية. ولذلك قد يكون بإمكان قسم الموارد البشرية التدخل ومنحك ما تستحق.

فمن مصلحة الشركات أن تعامل موظفيها بإنصاف. أوضحت أفين: “مع الاستقالة الكبرى، إلى جانب حقيقة أن الشركات تتعرض لضغوط لجعل قوة عملها متنوعة، يخشى العديد من المدراء فقدان مواهبهم. وتقديم المدير ترقية لموظف ما، بلقب مبالغ فيه فقط دون تعويضه بشكل مناسب، سيؤدي إلى حدوث العكس تماماً؛ إذ ستغادر الموهبة الشركة”.

قرر ما إذا كنت ستقبل اللقب الجديد

إذا تأكدت من أن هذه مجرد ترقية وهمية ولا يمكنك العثور على حلفاء في مؤسستك للمساعدة، فعليك اتخاذ قرار الآن بقبول العرض أو رفضه. يجب أن توازن بين إيجابيات قبول اللقب الوظيفي الجديد المعروض عليك وسلبياته.

أخبرني جوش ساتيرمان، الرئيس التنفيذي لشركة “ساتيرمان كونكت” (Saterman Connect) وهي شركة استشارية تتعاون مع المؤسسات وقادتها لتطوير ثقافاتهم: “تتمثل السلبيات في قبول اللقب الجديد دون تلقي التقدير الداخلي والتعويضات التي تستحقها، ما يمكن أن يجعلك تشعر أنك عديم الأهمية”. في حين أن الحصول على لقب وظيفي أكبر وأفضل قد يبدو فكرة جيدة، فإنه قد يؤدي أيضاً إلى عدم الثقة بذاتك ويجعلك تتساءل عن سبب عدم معاملتك بعدل وإنصاف مقارنة بأقرانك.

وأضاف ساتيرمان: “تتمثل الإيجابيات في أنه يمكنك قبول اللقب المعروض، ومشاركته خارجياً مع السوق، وتهيئة نفسك للبحث عن وظيفة أخرى. فهذا سيُظهر خارجياً تقدمك الوظيفي، ويمكنك أيضاً استخدام اللقب الجديد لصالحك من خلال العمل لدى شركة ستقدّر قيمتك”.

في حالتي، لم أقبل الترقية الوهمية، بل قاومت قبول هذا اللقب لأشهر حتى تركت الشركة أخيراً. مع الضغط لضمان شمول أصحاب البشرة الملونة والنساء والنهوض بهم، يجب أن تحرص المؤسسات على أن تكون الممارسات الداخلية منصفة وعادلة حقاً. يمكن أن تكون الترقيات الوهمية أسلوباً آخر لـ”غسل التنوع” الذي قد يكون في النهاية سبباً يدفعك إلى التفكير في مغادرة الشركة. إذا كانت شركتك على استعداد لمنحك اللقب، فيجب أن تكون أيضاً على استعداد لزيادة راتبك وتقديرك ومكافأتك.

اقرأ أيضاً: إن أردت ترقية في العمل فعليك طلبها.