5 طرق تساعدك في الوفاء بالتزاماتك والتخلص من عادة “الاختفاء”

6 دقائق
الاختفاء
فريق هارفارد بزنس ريفيو/ميلون/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يعد الاختفاء ظاهرة شائعة ضمن العلاقات الشخصية والمهنية. قد يكون من السهل الشكوى من اختفاء أشخاص في حياتنا، لكنه من الصعب الاعتراف بأن العديد منا قد اختفى من حياة شخص آخر. و”الاختفاء” يحدث عندما تتعهد بتقديم عرض عمل، أو تدقيق السيرة الذاتية لصديق، أو تلتزم بأن تكون مرجعاً لأحدهم عند تقديمه إلى وظيفة، أو تتطوع لإلقاء كلمة في إحدى اللجان، أو تعِد زميلك أن تعطيه رأيك المهني، ثم ببساطة تختفي. وقد يكون للاختفاء نتائج سلبية على المدى الطويل، فقد تفقد فرصة التعرف على مواهب عظيمة أو فرصاً للشراكة أو إيرادات محتملة أو حتى فرصة الحصول على منصب مهم. ويمكن أن يؤدي الاختفاء أيضاً إلى تآكل الجسور في شبكة معارفك المهنية، ويترك انطباعاً لدى الآخرين بأنك غير جدير بالثقة. ويمكن أن يكون للاختفاء تأثير مدمر على علامتك التجارية الرائدة. تقدم كاتبة هذا المقال 5 طرق لتحقيق التوازن بين إدارة وقتك وطاقتك لكي تستطيع الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها.

 

لقد اختفى الكثيرون طوال حياتي المهنية. أحدهم كان من كبار قادة الأعمال وقد عرض بحماس أن يعرّفني إلى الرئيس التنفيذي للتسويق في شركة تكنولوجيا كبرى. وهو الشيء الذي لم يحدث قطّ. ومرة تجاوزت 8 جولات من المقابلات الشخصية مع مؤسسة مالية كبيرة، ولم تتصل بي تلك المؤسسة حتى الآن. ومرة أخرى تواصلت معي شركة علاقات عامة وطلبت مني استضافة بودكاست لعملائها بشكل عاجل. ومر عام، وما زلت أنتظر خبراً منهم.

يعد الاختفاء ظاهرة شائعة في العلاقات الشخصية والمهنية. وفي دراسة أجريت عام 2018 ونُشرت في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية (Journal of Social and Personal Relationships)، أفاد 25% من المشاركين بأنهم مروا بتجربة اختفاء شريك الحياة. وفي مجال البحث عن عمل، أبلغ 93% من المشاركين في استطلاع أجرته لينكد إن في عام 2020 أنهم تعرضوا لموقف اختفاء عبر مسار عملية توظيف.

قد يكون من السهل الشكوى من اختفاء أشخاص في حياتنا، لكنه من الصعب الاعتراف بأن العديد منا قد اختفى من حياة شخص آخر. و”الاختفاء” يحدث عندما تتعهد بتقديم عرض عمل، أو تدقيق السيرة الذاتية لصديق، أو تلتزم بأن تكون مرجعاً لأحدهم عند تقديمه إلى وظيفة، أو تتطوع لإلقاء كلمة في إحدى اللجان، أو تعِد زميلك أن تعطيه رأيك المهني، ثم ببساطة تختفي. ولا يمكنني القول بأنني دائماً كنت أنا الضحية، فقد كنت أنا المذنبة لعدم إجراء مكالمات هاتفية أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني المتكررة، لأنني كنت مشغولة ومرهقة أو لم أعد مهتمة، أو لمجرد الشعور بعدم الرغبة في إجراء محادثة.

وقد يكون للاختفاء نتائج سلبية على المدى الطويل، فقد تفقد فرصة التعرف على مواهب عظيمة أو فرصاً للشراكة أو إيرادات محتملة أو حتى فرصة الحصول على منصب مهم. ويمكن أن يؤدي الاختفاء أيضاً إلى تآكل الجسور في شبكة معارفك المهنية، ويترك انطباعاً لدى الآخرين بأنك غير جدير بالثقة. ويمكن أن يكون للاختفاء تأثير مدمر على علامتك التجارية الرائدة.

وفيما يلي 5 طرق لتحقيق التوازن بين إدارة وقتك وطاقتك لكي تستطيع الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها.

استخدم كلمة لا بشكل أكبر.

في الفترة الأخيرة قمت بتدريب شقيق صديقي على التفاوض بشأن عروض العمل. ثم أرسل لي بريداً إلكترونياً ليخبرني أنه قبِل العرض، وشكرني على وقتي، وكان لديه طلب. “هل يمكنك التحدث مع صديقتي؟ فقد أخبرتها كيف ساعدتني وأنها قد تستفيد من تدريبك لها”.

فكرت بالأمر لمدة أربعة أيام وأجبته أخيراً: “كانت مساعدتك من دواعي سروري. وأتمنى لو كنت أتمكن من مساعدة صديقتك، ولكن ليس لدي الوقت لذلك حالياً”. وجاء الرد بعد دقائق: “هل أنت متأكدة؟ لأن الأمر لن يستغرق وقتاً طويلاً ويمكنها حقاً الاستفادة من مساعدتك”. وبينما كنت أحاول جهدي أن أقول لا، وجدت نفسي في موقف يدفعني للقول نعم. قلت لا مرة أخرى، وتمنيت لصديقته كل التوفيق. ولم يتواصل معي بعد ذلك.

قالت لي المديرة التنفيذية والمستشارة كيمبرلي لي ماينور ذات مرة: “بصفتي قائدة، يجب أن أكون واثقة من قدرتي على الوفاء بوعودي. ولا يمكن لأحد أن يجبرني على قول نعم”. و أضافت:

“قد يكون الإفراط في الالتزامات وتحمل أكثر مما يمكننا فعله أحد أهم مسببات الاختفاء. وقد يكون من الصعب بعد ذلك الاعتراف بأننا لا نستطيع الوفاء بوعودنا وقد نخيّب أمل الآخرين. قد يختار بعض القادة الصمت والتوقف عن التواصل كحل سهل التطبيق، وهنا تبدأ عملية الاختفاء.

وتشغل ماينور عدة مناصب فهي رئيسة شركة باندير للملابس الرياضية (Bandier)، ومؤسسة لشركتها الخاصة التي تركز على استشارات التنوع والمساواة والشمول، وعضو في مجلس الإدارة. ولا يمكنها أن تشتت طاقتها. لكن تطبيق نصيحتها البسيطة المتمثلة في قول “لا” ليس بالأمر السهل. فقد نخشى أن يكرهنا الناس أو نخيب آمالهم، مثل شقيق صديقي الذي لم يعد يتصل بي. ولكن على المدى الطويل، قول “لا” في كثير من الأحيان يمكن أن يحميك من هدم الجسور مع الآخرين دون قصد وإلحاق الضرر بعلامتك التجارية.

لا تدع الشعور بالذنب يعيقك.

ذات مرة اختفيت عن زميل عمل سابق. وبدأت القصة حين وافق مديري بحماس على عقد اجتماع تعارف معه، ولكنه ألغى الاجتماع في اللحظة الأخيرة. ولم يعطني موعداً آخر قطّ، ثم أخبرني لاحقاً أنه لم يعد لديه وقت لذلك الاجتماع. واستمر زميلي السابق في مراسلتي عبر البريد الإلكتروني لمعرفة ماذا حصل. شعرت بالذنب ولم أستجب لرسائله. شعرت أنني جعلته يعتقد بوجود فرصة عمل في الشركة وأن مديري سيساعده. وبدا لي أنه من الأسهل عدم قول أي شيء على الإطلاق.

لا تدع الشعور بالذنب يمنعك من التواصل وتقديم آخر المستجدات. فقد كان بإمكاني إنهاء القصة بملاحظة بسيطة مثل: “أعلم أنني وعدتك بلقاء مع مديري، لكن جدول أعماله قد تغير منذ ذلك الحين ولم يعد اللقاء ممكناً. وفي حال ظهرت أي فرص عمل في الشركة، فلن أنساك. أتمنى لك التوفيق والتقدم!”.

قد نجد أنفسنا في عدد من المواقف التي لا نملك فيها إجابات أو نتائج واضحة. ربما لا نتمكن من اتخاذ القرار أو أن القرار ليس في يدنا. التواصل هنا هو الحل لتجنب الاختفاء. فقد توفر كلمات بسيطة عليك وعلى الآخرين القطيعة وتريحك من الشعور بالذنب الذي قد لا تتخلص منه بسهولة.

قدّم الفرصة لأحد آخر.

قالت لي المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لشركة بابليفاي ريليشنز ( Publify Relations)، سارة سولومون: “عندما يتواصل المحررون والصحفيون مع عملائي للحصول على خبراتهم، تكون جداول مواعيدهم عادة ضيقة وبحاجة إلى رد سريع”. “لذا، في حال التزمت بإجراء مقابلة أو كتابة مقال رأي، ولم تتابعهم واختفيت، فمن المحتمل ألا يتواصلوا معك مرة أخرى”.

وبصفتي مسؤولة دعاية، فقد دربتني سولومون لعدة سنوات. ولطالما نصحتني بتجنب الإفراط في الالتزام والاختفاء في نهاية المطاف وذلك عبر الصدق ومن ثم الصدق. وفي حال كان التوقيت لا يناسبك، فأخبر الطرف الآخر بذلك. ففي بعض الأحيان، يكون الطرف الآخر مرناً بشأن التوقيت.

وفي حال كنت مثقلاً بالالتزامات أو لم تكن لديك الخبرة التي يبحث عنها الطرف الآخر، قدم الفرصة لأحد آخر. قم بترشيح آخرين لتلك المقالة، أو لإجراء مقابلة البودكاست، أو للانضمام إلى لجنة، أو للمشاركة في مهمة استشارية. وباتباع هذه النصيحة، قمت بإنشاء قائمة من الزملاء الموثوق بهم في شبكتي الذين أرشحهم عندما أعرف أنني لن أتمكن من قول نعم. وهم منحوني الإذن للقيام بذلك ومن جانبي أحرص دائماً على عدم دعوتهم لعمل غير مأجور أو فرص عديمة القيمة بالنسبة لهم.

لا تتصرف بوقت الآخرين من دون إذن مسبّق.

ذات مرة عرّفني فرد من عائلتي، لم أكن على اتصال به منذ وقت طويل، على شخص لم أكن أعرفه عبر رسالة لينكد إن. وكانت الرسالة على الشكل الآتي: “عليك أن تلتقي ميتا، يمكنها مساعدتك على مبادرات التنوع والشمول لشركتك!”. ورّد ذلك الشخص على الفور معرباً عن رغبته الشديدة بمقابلتي. وكان موقفاً محرجاً. فلم يكن لدي الوقت للقائه. لقد تصرف قريبي هذا بوقتي دون إذن مني. لم أعرف كيف أتصرف حيال ذلك فلم أردّ على الرسالة والنتيجة كانت الاختفاء عنه.

عندما أتلقى رسائل غير مرغوب فيها من أفراد لا أعرفهم، فلا أعتبر أن صمتي اختفاء لأنني بالأصل لا أعرفهم. ولكن عندما يقوم شخص أعرفه بتقديمي لشخص آخر، فهو يتوقع بأنني سأستجيب. مهما كان الأمر مغرياً، فلا تتصرف بوقت شخص آخر دون إذنه. وبالنسبة لأعضاء فريق عملك، تأكد دائماً من فهمك لحجم عملهم والتزاماتهم قبل إقحامهم في المبادرات. وبالنسبة للأفراد في شبكة معارفك، فلا تقدمهم لأحد دون طلب إذنهم أولاً. وعندما يقدمك أحد على حين غرة، يمكنك تفادي الاختفاء بالقول: “مرحباً، كنت أتمنى لو كان لدي وقت للتواصل معكم. وذلك نظراً لالتزاماتي الحالية. وأتمنى لكم كل التوفيق”.

بلّغ الأخبار السيئة.

مع اقتراب الولايات المتحدة من ركود محتمل، تسارعت عمليات تسريح العمال في الأشهر الثلاثة الأخيرة ومن المتوقع أن تستمر لنهاية هذا العام حيث تتطلع الشركات إلى تخفيض التكاليف. وسيكون إلغاء العروض وتجميد التوظيف عبارة عن نافذة أخرى ستغلقها الشركات. وكما نصحني الشريك المؤسس لشركة البحث التنفيذي (TheFind)، بن ليرنر، سيحتاج القادة إلى إبلاغ أخبار سيئة بسرعة ومن دون تأخير.

مع قيام المزيد من الشركات بتجميد التوظيف، فمن الأهمية بمكان أن يقوم القادة بأخبار المرشحين للحصول على وظيفة، ضمن عمليات التوظيف القائمة، بآخر المستجدات. وذلك لأن بعض المرشحين قد قضوا ساعات في التحضير وإجراء المقابلات لوظيفة ستكون معلقة إلى أجل غير مسمى. وليس من المقبول الاختفاء عنهم. وضع في اعتبارك أنك ممثل الشركة، وهم يستحقون أن يعرفوا منك مباشرة بدلاً من معرفة ذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

وسواءً كانت ترقية أو زيادة في الأجور، أو قرار تسريح عمال، أو إلغاء دورة تدريبية على القيادة. لا ترجئ المواجهة. لأنه كلما زاد التأجيل، زادت احتمالية الاختفاء وعدم الإبلاغ. وفي ظل المناخ الاقتصادي الحالي، سيكون هناك المزيد من الأخبار السيئة التي يجب عليك إبلاغها. مارس القوة والمسؤولية التي لديك كقائد وضع حداً للاختفاء مرة واحدة وإلى الأبد.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .