كيف تستفيد من وظيفتك التي لا تحبّها لتطوير مسارك المهني؟

4 دقائق
وظيفة لا تحبها
غيتي إميدجيز/جوناثان نولز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: لا تصل الوظيفة إلى سقف توقعاتنا دائماً، فربما تبدو رائعة في البداية قبل أن تفقد بريقها لاحقاً. ولعلك قبلتها لأنها كانت الوحيدة المتوفرة في وقت كنت في أمسّ الحاجة إلى عمل. ومهما يكن ما يشعرك بعدم الرضا عن وضعك الحالي، فكن على ثقة أنه لا يزال بإمكانك تحويل وظيفة لا تحبها إلى وظيفة تحقق من خلالها أهدافك. لتحقيق أقصى استفادة من أي وظيفة، ركز طاقتك على الفرص التي تقدمها وظيفتك.

  • بناء المهارات: فكر في الطرق التي تستطيع بها تحويل وظيفتك الحالية إلى “منهاج” هدفه الارتقاء والذي سيساعدك على تحسين تطلعاتك المهنية في المستقبل. على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أن أسلوبك في الكتابة بحاجة إلى تطوير، فحاول أن تتعلّم من رسائل البريد الإلكتروني التي تصلك من زملائك وابدأ بالتدرب على أساليب الكتابة التي تنال إعجابك.
  • بناء العلاقات: سجل اشتراكك في أي برامج رسمية للتوجيه أو بناء العلاقات المهنية التي توفرها مؤسستك لبناء هذه العلاقات وبالتالي توسيع نطاق شبكتك المهنية. إذ حتى لو انتقلت إلى العمل في قطاعات أخرى مستقبلاً، فمن المحتمل أن تكتشف أن معارفك الحاليين على صلات بأشخاص من قطاعات أخرى.
  • النمو الشخصي: في بعض الأحيان، نتعلم أكثر عن أنفسنا من خلال وضعنا الذي يحمل بعض العيوب مقارنة بالوضع الذي يبدو مثالياً بالنسبة لنا. إذ قد تعتبر إدارتنا للوظيفة التي نحن غير راضين عنها طريقة رائعة لتعزيز مهاراتنا في المرونة والقدرة على التحمل والقدرة على التصرف وغيرها.

إليك الحقيقة المرّة: لا وجود لوظيفة مثالية.

ربما بدأت وظيفتك الحالية لأنك كنت بحاجة إلى مصروف أو تأمين صحي على الرغم من أنها لا تعكس طموحاتك.

أو ربما وجدتها رائعة في البداية ولكن فقدت بريقها لاحقاً.

أو ربما تغيرت ثقافة مؤسستك خلال الجائحة ولا تراها مناسبة بعد الآن.

ومهما يكن ما يشعرك بعدم الرضا عن وضعك الحالي، أريد أن أقدم نصيحة قد تكون مخالفة لتوقعاتك، ومستوحاة من ينبوع الحكمة المهنية المتدفق من الروك الشعبي في السبعينيات:

إذا لم تستطع أن تحصل على الوظيفة التي تحبها، فأحب الوظيفة التي حصلت عليها.

بغض النظر عن كيفية حصولك على وظيفتك الحالية أو المدة التي تخطط على بقائك فيها، بإمكانك تحويل أي منصب إلى محطة توقف قيّمة في مسيرتك المهنية واستخدامه كنقطة انطلاق إلى فرصة قادمة. (إلا إذا كانت وظيفتك سامّة، بهذه الحالة، عليك أن تفعل ما بوسعك لتغادرها).

تكمن الحيلة في تحويل أي وظيفة غير مُرضية إلى رائعة في نقل تركيزك بعيداً عن سلبيات الوظيفة وبالمقابل تركيز طاقتك على الفرص التي تستطيع وظيفتك تقديمها إليك.

إليك ثلاث طرق تساعدك على تحقيق أقصى استفادة من وظيفة لا تحبها.

بناء المهارات: ابنِ سيرتك الذاتية ومهاراتك لتتخذ موضعاً يؤهلك لفرصتك القادمة

فكر في الطرق التي تستطيع بها تحويل وظيفتك الحالية إلى “منهاج” هدفه الارتقاء والذي سيساعدك على تحسين تطلعاتك المهنية في المستقبل.

على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أنّ أسلوبك في الكتابة بحاجة إلى تطوير، فحاول أن تتعلّم من رسائل البريد الإلكتروني التي تصلك من زملائك وابدأ بالتدرب على أساليب الكتابة التي تنال إعجابك. إذا كنت تريد أن تحصل على ترقية إلى منصب إداري في وظيفتك القادمة، فدوّن ملاحظات حول الأفعال والخصائص الإيجابية والسلبية التي يفعلها أو يمتلكها مديرك الحالي، واغتنم أي فرصة لتظهر فيها قيادتك. كما احرص على أن تحقق الاستفادة القصوى من أي برامج تدريب مجانية تقدمها مؤسستك.

قابلت خريجة جديدة من أجل كتابي الجديد “إعادة الحساب: إدارة مسيرتك المهنية في عالم مهني متغيّر” كانت قد عانت في العثور على وظيفة بعد التخرج في الجامعة بشهادة في التسويق في الأشهر الأولى من الجائحة. في نهاية المطاف، قبلت بالوظيفة الوحيدة التي عثرت عليها في تلك الأثناء كأمينة الصندوق في محل بقالة بمدينتها.

بينما كانت هذه الوظيفة أشد البعد من وظيفة أحلامها، كانت بحاجة إلى مصروف وأخذت قراراً واعياً بأن تَقدم على الوظيفة بسلوك إيجابي. إذ اعتقدت أنها ستكون فرصة جيدة لتعزز من ثقتها في مهارات التواصل من خلال التحدث مع جميع المشتريين الذين تقابلهم.

نجحت خطتها، إذ عملت على بناء مستوى راحتها في الأحاديث الجانبية والذي يعتبر مهارة رائعة لبناء العلاقات المهنية – ما جعل وظيفة محل البقالة أكثر متعة إلى أن استطاعت تأمين وظيفة في التسويق بشكل كامل.

بناء العلاقات: التقِ بموجهين وعمّق الروابط بين علاقاتك المهنية أو تفاعل مع شخصيات مختلفة

تقدم كل وظيفة فرصة لبناء العلاقات المهنية وتوسيع نطاق شبكة هذه العلاقات. إذ حتى لو انتقلت إلى العمل في قطاعات أخرى مستقبلاً، فمن المحتمل أن تكتشف أن معارفك الحاليين على صلات بأشخاص من قطاعات أخرى.

احرص على تسجيل اشتراكك في أي برامج للتوجيه أو بناء العلاقات المهنية التي تقدمها مؤسستك كتعيين موجه أو فعاليات التعارف السريع. وامتلك الجرأة للانضمام إلى لجنة ما أو حضور فعالية عن بعد أو وجهاً لوجه تستضيفها مجموعة “إي آر جي” وتعرّف أيضاً بمجموعة التقارب، وهو مصطلح يشير إلى مجموعة داخلية من الموظفين الذين يعملون معاً لضم الأفراد الذين يتشاركون الهويات والحلفاء.

إحدى قواعدي الأساسية عندما أريد زيادة أعمالي التجارية أو تعزيز بروزي المهني هي “الموافقة التلقائية” كلما دُعيت إلى فعالية مهنية. إذ تعتبر طريقة رائعة لتوسيع شبكة علاقاتك خارج نطاق مجموعتك الحالية من أصدقاء وزملاء العمل. على سبيل المثال، عندما توافق، قد ينتهي بك المطاف بالانضمام إلى مكالمة فيديو هدفها الترحيب بالمتدربين الجدد والذين يعتبرون أقل مرتبة وظيفياً بالنسبة لك بكثير. قد لا يمثلون معارف مهمة الآن، ولكن تذكر أن الموظفين المبتدئين يرتقون في المراتب أيضاً. لذا إذا أردت التعرف على أشخاص جدد وتحقيق نجاحات جديدة، فعليك أن تضع نفسك في مواقف جديدة.

ولكن ماذا إذا كان السبب الذي يجعلك تكره وظيفتك هو الأشخاص الذين معك؟ قد يكون مديرك صعباً أو تجد نفسك ضمن فريق يكثر من النميمة في العمل ويقصي الآخرين من دائرته. قد يصعب عليك تصديق ما يلي، ولكن يعد تعلم التعامل مع الشخصيّات الصعبة، وخاصة في بداية مسيرتك المهنية – هبة بصدق. وكلما أسرعت في تعلم التعامل مع الأشخاص غير المهنيين، كان ذلك لصالحك. (اسأل مجرباً).

إذا حولت سلوكك نحو التعلم والنمو بدلاً من الاستياء، فيمكنك إعادة صياغة مفهوم الأشخاص المعقدين لأن يكونوا تجربة تعليمية. واعلم أنه من المستحيل ألا تقابل أشخاصاً إشكاليين طوال مسيرتك المهنية. إذ إنها تعتبر مصدر قوة هائل لمسيرتك المهنية لأن تُعرف كالشخص الذي يستطيع التعامل مع شتى أنواع الشخصيات، إلا إذا كانوا سامّين ويضعونك في حالية مزرية. (هل من الواضح أني لا أتسامح إطلاقاً مع هذه الشخصيات؟)

النمو الشخصي: دع الوظيفة تساعدك على بناء الإدراك لديك واعمل على النمو الشخصي

في بعض الأحيان، نتعلم أكثر عن أنفسنا من خلال وضعنا الذي يحمل بعض العيوب مقارنة بالوضع الذي يبدو مثالياً بالنسبة لنا. إذ قد تعتبر إدارتنا للوظيفة التي نحن غير راضين عنها طريقة رائعة لتعزيز مهاراتنا في المرونة والقدرة على التحمل والقدرة على التصرف وغيرها.

ربما قد تجرب البحث عن فرص لتجربة عمل لم تجربه من قبل ثم ترى كيف قد يؤثر في ثقتك في نفسك. أو ربما قد تطور ممارسة اليقظة الذهنية إلى أن تصبح عادة حتى بعدما تترك وظيفتك الحالية. أو ربما كنت مركزاً على مسيرتك المهنية بشكل كبير في وظائفك السابقة ما أدى إلى إهمالك لهواية تستطيع الآن أن تعود إلى ممارستها.

المهم في الموضوع هو أخذ خطوات استباقية للتحكم في سعادتك وتطلعاتك المستقبلية. فالقرار لتحويل أي وظيفة عادية إلى وظيفة رائعة هو حتماً بين يديك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .