كيف تحفز ذاتك للقيام بأعمال لا ترغب في القيام بها؟

3 دقائق
التحفيز الذاتي

مهما كنا نشيطين وحماسيين في حياتنا بشكل عام، ثمة مهام قد لا نرغب في القيام بها؛ ربما نجدها مملة، أو غير مجدية، أو مستنزفة لطاقاتنا، أو تستغرق وقتاً طويلاً، أو تبعث على القلق والانزعاج. فكيف السبيل إلى التعامل مع مثل هذه الحالات؟ وما دور التحفيز الذاتي بذلك؟

أهمية التحفيز الذاتي للقيام بالمهام المتعددة

تتمثل الخطوة الأولى لحل هذه المعضلة في إدراكك لحقيقة أنّ تحفيزك على فعل ما لا ترغب في القيام به لا يعني أن تختبر مجموعة مشاعر إيجابية محددة تجاه ذلك العمل، كالحماسة والشغف والترقب، بل إنّ التحفيز المطلوب هو ببساطة أن يكون لديك سبب أو أكثر للقيام بذلك العمل على نحو بعينه. فقد تقرر مثلاً القيام بأمر ما من دون أي حماسة إذا ما وجدت سبباً يقنعك شخصياً بجدوى ذلك الأمر بالنسبة لك.   

فقد تقرر على سبيل المثال القيام بأمر ما لأنه:

  • سيخفض مستوى القلق الذي تعاني منه.
  • أو سيعود بالمنفعة على شخص يعنيك.
  • أو سيفضي إلى ربح مادي.
  • أو سيجنّبك تبعات سلبية.
  • أو سيشعرك بالرضا عن نفسك.
  • أو سيصفّي ذهنك.
  • أو سينسجم مع قيمك ومبادئك.
  • أو سيخفض مستوى الضغوطات التي تعاني منها.

ففي حياتك اليومية، يمكن أن تتبدى تلك الأسباب على النحو التالي:

“لا أرغب في القيام بهذا الأمر؛ ولكن إن فعلت، فسأحقق مردوداً مادياً كبيراً الآن أو في المستقبل، وسأشعر بالرضا حيال الخيارات التي اخترتها”.

“لا أرغب في القيام بهذا الأمر؛ ولكن إن فعلت، فسيُسعد رئيسي في العمل وسينخفض مستوى القلق الذي أختبره في كل مرة أضطر فيها للقائه وجهاً لوجه”.

“لا أرغب في القيام بهذا الأمر؛ ولكن إن أحرزت تقدماً في ذلك، سينخفض مستوى الضغوطات التي سأعاني منها في الأسبوع المقبل وسأكون مستعداً لتنفيذ مهامي”.

وحتى في غياب أي شكل من أشكال التحفيز حيال مهمة ما، بمقدورنا إيجاد سبب ما للمضي قدماً في إنجازها، وذلك من خلال التركيز على النتائج التي سنصل إليها بعد إنجاز المهمة.

أما الخطوة الثانية نحو النجاح في حل هذه المسألة، فتتمثل في وضع استراتيجية عمل لإنجاز مهامنا حتى عندما يكون دافعنا العاطفي لإنجازها منخفضاً أو معدوماً. وتبعاً للمهمة الموكلة إلينا ولأسلوبنا في العمل، يمكن لواحدة أو أكثر من الاستراتيجيات التالية أن تساعد في هذا الخصوص. ويمكننا النظر إلى هذه الطرق بوصفها أدوات مفيدة بحوزتنا، نلجأ إليها عندما نجد السبب الذي يدفعنا للمضي قدماً في مهمة ما، لكننا لا نعلم تماماً كيف ننجزها.

اقرأ أيضاً: “الذكاء العاطفي” ودوره في رفع التحفيز والإنجاز

وتتضمن إحدى طرق العمل في هذه الحال، إشراك أشخاص آخرين في هذه العملية، لأن من شأن الضغط الاجتماعي الإيجابي الذي يشكله أولئك الأشخاص أن يوفر الحافز أو الدافع اللازم لإنجاز المهمة. وقد يكون ذلك من خلال تفويض شخص آخر بإنجاز جزء من المهمة، أو التشارك مع شخص آخر لإنجاز المهمة معاً، أو الالتزام بالمساءلة أمام شخص آخر، أو ببساطة الحضور مع زملاء آخرين لديهم أعمالهم ومهامهم التي يقومون بها أيضاً. فعلى سبيل المثال كان بعض عملائي الذين كنت أدربهم على إدارة الوقت، يجلسون في المكتبات إلى جانب أشخاص آخرين يعملون أيضاً على إنجاز مهامهم الخاصة، وبعضهم الآخر كانوا يعقدون جلسات افتراضية عبر برامج التواصل مثل سكايب، إذ يعملون في أثنائها على إنجاز مهامهم فيما يكون الأشخاص الآخرون على الطرف الآخر منشغلين أيضاً بإنجاز مهامهم الخاصة.   

كيفية رفع حافز العمل لدينا

أما المجموعة الثانية من طرق العمل فترتبط بكيفية هيكلة نهج العمل. ومن شأن الطرق والاستراتيجيات التالية والمبينة بالأمثلة أن تساعدك في اكتساب الزخم اللازم عندما يكون حافز العمل لديك منخفضاً:     

  • ضع على جدول أعمالك نشاطاً بوتيرة منخفضة قبيل نشاط آخر ذي وتيرة مرتفعة

كأن تقول على سبيل المثال، لن أفتح بريدي الإلكتروني قبل أن أنجز تقرير المصاريف والنفقات.

  • احجز لإنجاز المهمة وقتاً محدداً مسبقاً

كأن تخصص ساعة كاملة من الساعة الثانية إلى الثالثة من بعد ظهر كل يوم جمعة وتكرسها لتخطيط العمل الأسبوعي، وتتعامل معها كساعة لا يجوز المساس بها بوصفها محجوزة حصرياً لإنجاز ذلك النشاط أو تلك المهمة.

  • حدّد مدة زمنية للعمل على المهمة والتزم بذلك

كأن تقول: سأعمل مدة 10 دقائق متواصلة يومياً لإنجاز هذه المهمة، ومن ثم يمكنني التوقف إذا أردت.

  • خفّض السقف

كأن تقول: ما علي سوى القيام بخطوة واحدة من خطوات هذه المهمة أسبوعياً.

  • أنجز المهمة دفعة واحدة

كأن تقول: أريد الانتهاء من هذه المهمة مرة وإلى الأبد، ولذلك سأخصص لها يوماً كاملاً.

أما المجموعة الثالثة من طرق العمل فتتمثل في ربط المهام غير المستحبة بأنشطة مستحبة بهدف رفع مزاجك العام وأنت تنجز تلك المهام. ومن ذلك أن تأذن لنفسك بإنجاز مهمة صعبة وغير مرغوب فيها، كالكتابة أو التحضير لعرض تقديمي، في مكان محبب بالنسبة لك، كالجلوس في مقهى مريح، أو حتى في متنزه عام إذا كان الطقس جميلاً. وبمقدورك أيضاً تغليف المهام غير المرغوب فيها بأنشطة ممتعة كالاستماع إلى الموسيقى أو الملفات الصوتية أثناء ترتيب مكتبك. حتى إن القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة في أثناء تأديتك لمهامك قد يكون ناجعاً أيضاً. ومعروف عني شخصياً أنني أتمرّن على إلقاء خطاباتي أثناء ممارستي لرياضة المشي. ومع أن ذلك يبدو مضحكاً بعض الشيء، إلا أنني أنجز في نهاية المطاف نشاطين اثنين في آن معاً.

عندما توظف واحدة أو أكثر من هذه الاستراتيجيات المتعلقة بالتحفيز الذاتي، لا تتوقع بالضرورة أن تحرز تقدماً سريعاً أو مثالياً. لكنك ستتمكن بالتأكيد من المضي قدماً في المهام الموكلة إليك، ربما ببطء، لكن بثبات، ما يسهل عليك إنجاز مهام ضرورية لا ترغب حقاً في إنجازها.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .