$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7063 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(40135)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(14) "18.208.197.243"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7070 (44) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(119) "/%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(14) "18.208.197.243"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86c0f3beda652d13-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(14) "18.208.197.243"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.5" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(13) "162.158.87.89" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "54658" ["REDIRECT_URL"]=> string(43) "/تجاوز-انتكاسة-في-العمل/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711726760.848278) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711726760) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7071 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7072 (2) { ["content_id"]=> int(40135) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

من واقع تجربة شخصية: لا تخافي من التحدث عن حالات فشلكِ الوظيفي

10 دقائق
انتكاسة في العمل
الرسم التوضيحي: لوسيا فام
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: بعد العمل في الأوساط الأكاديمية لأكثر من عقدين من الزمان، حُرمت لان نغوين تشابلن من الترقية إلى منصب أستاذة جامعية. وتقدّم الكاتبة، انطلاقاً من تجربتها تلك، نصائح حول كيفية إعادة تنظيم المرأة لشؤونها وتحقيق النمو بعد تعرضها لانتكاسة في العمل. لا تكبتي مشاعرك. فأنتِ تستحقين الوقت والمساحة الكافيتين لمعالجتها. لا تسهبي في التفكير في الأمر، ولكن خذي الوقت الذي تحتاجينه. اصرخي واضحكي وابكي. نفّسي عن آلامك واعتبريه جزءاً من قائمة مهماتك. لكن تذكري أيضاً أن الضحك يخفف حدّة التوتر ويزيد من القدرة على الاندماج والرفاهة. فكّري فيما هو آتٍ. وركّزي على الشكل الذي تريدين أن يبدو عليه مستقبلكِ. أعيدي تحديد مقياسك للنجاح. ويجب أن يتضمن شيئين مهمّين: العمل الذي يتوافق مع قيمك، والعمل الذي يحظى بالتقدير والمكافأة في مؤسستك. غيّري السلوكيات التي لا تفيدك ولا تخدم مصالحك. وراجعي مقاييسك للنجاح لمعرفة كيفية تنظيم وقتك وطاقتك. اعتمدي على الأشخاص الذين يؤمنون بك وبقدراتك. قد تشعرين بأنك لا تلقين التشجيع من أحد، ولكن هناك أشخاصاً يقفون بجانبكِ ويعرفون أنكِ تجيدين ما تفعلينه.

 

لقد حُرمتُ من الترقية إلى منصب أستاذة جامعية بعد أن عملتُ في الأوساط الأكاديمية لأكثر من عقدين من الزمان. وكانت عملية التقديم، بدايةً من المحادثات الأولية وصولاً إلى القرار النهائي، قد استغرقت 15 شهراً بالتمام والكمال طوال مدة جائحة فيروس كورونا المستجد.

وقد وصلني الخبر على شاشة الهاتف دون إمكانية متابعة الأمر حضورياً بصورة شخصية. لقد أوهن هذا الخبر المزعج عزيمتي. وكنت في أثناء فترة الإغلاق أعكف فعلياً على إعادة النظر في العلاقة بين عملي وغايتي المنشودة في الحياة. كنتُ أكتب مذكراتي لأنعش أفكاري.

كنتُ قد نشرتُ في وقت سابق من ذلك العام مقالة حول كيفية زعزعة نظام من شأنه أن يعرقل مسيرتك في الحياة. وتلقيت على أثرها الكثير من تعليقات القراء من جميع أنحاء العالم الذين طلبوا مني النصيحة حول كيفية الإفصاح عمّا يدور في خلدهم وتوصيل رأيهم للآخرين. وفي حين كانت تنهال عليّ الرسائل من مجموعات سكانية مختلفة تدعوني لإلقاء عرض تقديمي حول كيفية اختراق الحواجز، كنت مستاءة غاية الاستياء لدرجة أنني لم أستطع كتابة جملة واحدة مهذّبة حول الانتكاسة التي أصابتني في العمل.

نحن بحاجة إلى التحدث أكثر عن المشاعر المتولّدة عن المرور بانتكاسة مهنية مؤثّرة.

لقد أضمرتُ الشعور بالفشل. وقلتُ لنفسي إنني قد فشلت في مجال عملي. لقد خذلتُ الأشخاص الذين ساندوني. لقد خذلتُ والديّ المهاجرين. لقد خذلتُ طلابي الذين يشكلون الرعيل الأول في أُسرِهم التحاقاً بالتعليم الجامعي. لقد خذلتُ النساء اللاتي كتبن لي، يسألنني كيف يطورن حياتهن المهنية. أخذتُ أفكر في المرات التي لا تعد ولا تحصى التي عبّرتُ فيها عن رأيي وكانت سبباً في شعوري بأنني أفتقر إلى الجدارة، والأوقات التي لم تحظ فيها أفكاري بالتقدير المناسب، وعندما كنتُ أخشى الانتقام وأتعرض لضغوط هائلة لا تسفر عن شيء سوى الحط من شأني أو إغفال رأيي.

عندما نتعرّض للتجاهل أو الخذلان أو عندما يخبرنا أحدهم بأننا لا نستحق ترقية نرى أننا جديرون بالحصول عليها، فإننا لا ننطلق هنا وهناك عادة متحدثون عن هذا الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ نجد الحديث عن نجاحاتنا أسهل بكثير من الحديث عن إخفاقاتنا. ولا نريد إثارة إزعاج الآخرين أو مطالبتهم بإبداء الحزن علينا في عام يحفل بمآسٍ أسوأ بكثير من انتكاسة مررنا بها في العمل. ونخشى كذلك أن يتم تصنيفنا على أننا أشخاص كثيرو “السخط” أو “التذمر”.

لذا نلتزم الصمت المطبق.

لكن المشكلة أننا عندما نفعل ذلك، فإننا نقدم تصوراً مشوهاً للغاية حول طبيعة مساراتنا المهنية.

ونحن بحاجة إلى التحدث أكثر عن المشاعر المتولّدة عن المرور بانتكاسة مهنية مؤثّرة، وعلى وجه التحديد النساء ذوات البشرة الملونة اللاتي انضممن اليوم إلى قوة العمل. إذ تشغل النساء الآسيويات وذوات البشرة الداكنة واللاتينيات معاً 10% فقط من المناصب الإدارية في الشركات الأميركية، وتشكل النساء والآسيويات 3% فقط من أساتذة الجامعات (أعلى منصب في الأوساط الأكاديمية).

وإذا تحدثنا عن الانتكاسات التي تسهم في تفاقم هذه المظالم بالطريقة نفسها التي نتحدث بها عن إنجازاتنا، فيمكننا عندئذٍ إنقاذ أنفسنا من المعاناة المتولّدة عن الشعور بالعزلة، كما نستطيع عندئذٍ الحصول على الدعم الذي نحتاجه، صحيحٌ أننا سنحصل عليه ببطء، لكننا سنحصل عليه بكل تأكيد، وذلك من اجل استعادة الثقة في أنفسنا واستعادة السيطرة على حياتنا المهنية.

وانطلاقاً من تجربتي الخاصة، أقدّم لكنَّ النصائح التالية حول كيفية إعادة تنظيم شؤونكن وتحقيق النمو بعد تعرضكن لانتكاسة في العمل. وآمل أن تكون قصتي دليلاً إرشادياً يسهم في إنقاذ امرأة أخرى.

لا تكبتي مشاعرك

إذا وجّهتِ تركيزك إلى رأي الآخرين فيكِ، فسوف يستنزفكِ هذا الأمر عاطفياً. وستجدين أن إهدار الكثير من وقتك في محاولة إثبات أهمية عملك وقيمتك لمؤسستك أمرٌ مرهق ويجرّدك من إنسانيّتك. كما أنكِ ستواجهين لغزاً محيراً عندما تحاولين الترقي في المناصب،

لأنكِ إذا حُرمتِ من هذه الترقية، فإن هذا سيجعل الشعور بخيبة الأمل أكثر إيلاماً. وإذا كنتِ مثلي، فقد تتقوقعين على نفسك وتلقين باللوم على نفسك، دون النظر إلى الظروف الخارجة عن إرادتك لمعرفة إن كان النظام نفسه سبباً في إخفاقكِ.

إذا شعرتِ بالغضب أو اليأس، كما حدث معي، فاعلمي أنّ هذه المشاعر ما هي إلا مؤشّر على أنكِ بحاجة عميقة لشيء آخر.

وثمة حقيقة محبطة هنا تشير إلى أن بعض العاملين في كافة القطاعات يتعين عليهم بذل جهودٍ مُضاعفة للحصول على الترقيات. لكن النظام يخذلنا عندما يتعين على مجموعة من العاملين بذل جهد أكبر من غيرهم وتقديم أدلة أكثر من أفراد مجموعات أخرى لاغتنام الفرصة نفسها. وتظهر الانتكاسات المهنية عندما يتم حرمان مجموعة دون غيرها من فرصة الحصول على الترقية في المناصب، حتى بعد تقديم هذه الأدلة.

إذ توضح الأرقام أن النساء ذوات البشرة الملونة يعانين هذه الانتكاسات في كثير من الأحيان. وهذا غير صائب وليس عادلاً بالمرة، لذا فإن نصيحتي الأولى هي: لا بأس في ألّا تكوني على ما يرام.

فبعد التعرُّض لانتكاسة مهنية، ستشعرين بالكثير من الأحاسيس المزعجة، كالغضب والإعياء والحزن وخيبة الأمل. ولا بأس بهذه المشاعر التي تستحق أن تنال نصيبها من الاحترام والتقدير. وتستحق أن تخصّصي لها الوقت والمساحة الكافيتين لمعالجتها، وعندما أقول “معالجتها”، فإنني أعني التفكير فيما يمثّل لك أهمية حقيقية حتى تكوّني فهماً دقيقاً لسبب شعورك بالضرر.

ويختلف هذا عن الإسهاب في التفكير في الأمر. إذ لن تستفيدي شيئاً إذا أسهبتِ في التفكير في الأمر، كل ما هنالك أنه سيترككِ مستاءة تلعقين جراحك.

إذا شعرتِ بالغضب أو اليأس، كما حدث معي، فاعلمي أنّ هذه المشاعر ما هي إلا مؤشّر على أنكِ بحاجة عميقة لشيء آخر. قد يتمثّل هذا الشيء في الحاجة إلى النمو أو التغيير أو تحدٍّ جديد أو غاية جديدة. قد لا تستطيعين التحكم في الشكل الذي تظهر به هذه الاحتياجات، فقد تظهر في شكل زيادة في الراتب أو الحصول على ترقية أو مسمى وظيفي معين، ولكن يمكنكِ التحكم في جوانب أخرى من رحلتك. ويُعتبَر إدراك هذه الحقيقة الخطوة الأولى على طريق التعافي.

خذي هذه الخطوة بالسرعة التي تناسبك. فقد استغرق الأمر مني أكثر من عام.

اصرخي واضحكي وابكي

لا تسيئي تفسير تفاؤلي حول “المعالجة” و”المضي قدماً” ولا تعتبريها محاولة مني لإقناعك بالنظر إلى الأمور نظرة وردية. فخلال تلك السنة التي احترمتُ فيها مشاعري، سمحتُ لنفسي أيضاً بالتنفيس عن آلامي. وأنصح بذلك بشدة. نفّسي عن آلامك واعتبري ذلك جزءاً من قائمة مهماتك وخصّصي لهذا الأمر وقتاً محدّداً بصرامة.

خصّصي لنفسك 30 دقيقة كل بضعة أيام للاتصال بصديقة مقربة والصراخ منتقدةً كل الأشياء التي تعرقل حياتك. عبّري عن غضبك من الظلم الممنهج. اصرخي منتقدةً العمل الذي يجب أداؤه. فقد يكون ضرر كبت هذه المشاعر أكثر من نفعه، ونحتاج في بعض الأحيان إلى الصراخ أو البكاء أو حتى الانهيار لكي نتمكن من تحويل الغضب إلى شعلة حماس متقدة ولكي نحوّل شعلة الحماس إلى أفعال إيجابية.

ولكن توخي الحذر حتى لا يتحول الصراخ والعويل إلى دوامة لا نهاية لها من السلبية. اتصلي بصديقة تقدّر إفصاحك عن دخيلة نفسك، ولكنها تستمع إليك أيضاً بطريقة تنمُّ عن المشاركة الوجدانية وتساعدك على الموازنة بين الرزانة والجرأة، وتشجعك على العيش وفقاً لقيمك. حاولي إنهاء كل محادثة بإجراء واحد على الأقل يمكنك اتخاذه لإحراز تقدم ملموس.

وإذا كنتِ غير مستعدة لفعل ذلك بعد، فلديّ اقتراح آخر.

اضحكي.

فليست الانتكاسة المهنية، خاصة تلك التي تنبع من التعرُّض للظلم في مكان العمل، سوى مسألة مضحكة. ولكن مثلما تحتاجين إلى عدم كبت مشاعرك الصعبة، فأنتِ بحاجة أيضاً إلى السماح لنفسك بالشعور بالمرح. ولكي أستطيع الحفاظ على صحتي الجسدية والعقلية، كنت أشاهد مسلسلاً كوميدياً كل يوم لمدة 15 شهراً. والضحك أمرٌ جيد بكل تأكيد. فهو يخفّف حدّة التوتر ويعزز القدرة على الاندماج والرفاهة.

لذا، لا تقسي على نفسكِ. اضحكي.

فكّري فيما هو آتٍ

يغلب اللون الرمادي على مسيرة التقدم المهني في ظل وجود سياسات غير معلنة ومعايير خفية. إذ لا تعتمد النتائج على أدائكِ فقط. وحتى إذا كانت لديك سيرة ذاتية رائعة، وتمتلكين الحافز المناسب والمؤهلات المطلوبة وكنتِ جديرة بالمحبة، فهناك عوامل أخرى تدخل في عملية صناعة القرار لا يمكنكِ التحكم فيها.

فتوقفي عن محاولات تحليل أوجه قصوركِ أكثر من اللازم. توقفي عن إمعان التفكير في أخطائكِ المحتملة. توقفي عن افتراض ارتكابك خطأً ما. توقفي عن الشك في نفسك.

إذ لا يسعك التحكم في شيء سوى ما ستفعلينه لاحقاً. وبمجرد أن تحترمي مشاعركِ من خلال الصراخ أو الضحك أو البكاء، أو كل ما سبق، فقد حان الوقت لتخطي مرحلة لوم الذات. وأستطيع أن أقول من واقع خبرتي العملية إن أفضل طريقة لإسكات ناقدك الداخلي هي التركيز على الشكل الذي تودين أن يبدو عليه مستقبلك.

أهم ما في الأمر أن تعيشي حياة تتسم بالاستقامة. ولديك القدرة على تحديد حدودك الشخصية وما تريدين الدفاع عنه بكل قوتك.

قد يكون التخطيط للمستقبل صعباً عندما لا تعرفين ما تخبئه لك الأقدار في الشهر المقبل. ومن السهل أن ينشغل بالك بالألقاب والعلاوات (وهو ما حدث معي بالضبط) لأنها علامات لا تخطئها العين للنجاح. لكن هذه الأهداف يمكن أن تصرف انتباهك عن الشيء الأهم الذي يجب أن تفكري فيه حقاً: ما الإرث الذي تريدين أن تتركيه؟

كان هذا يعني لي التفكير في نوعية القائد الذي أردت أن أسير على دربه. أردتُ أن أنال احترام زملائي في الفريق وأن أبني علاقات هادفة وأن أقود الآخرين نحو تحقيق غاية ملموسة. أردتُ أن أكون قائدة تحقق الشمول والعدل وتتمتع بالأصالة والقوة. أردتُ إلهام مشاعر السلام والمرح بدلاً من بث الشعور بالظلم أو الاضطراب.

ويُعتبَر التمسُّك بقيمك ورؤيتك السبيل الأمثل للخروج من النفق المظلم. وسيوفر العمل الهادف حالة من الإشباع لسنوات مقبلة، وليس مجرد سعادة مؤقتة. أهم ما في الأمر أن تعيشي حياة تتسم بالاستقامة. ولديك القدرة على تحديد حدودك الشخصية وما تريدين الدفاع عنه بكل قوتك. وعندما تربطين ذاتك وأهميتك في الحياة بقيم معينة، لا بمسمى وظيفي أو منصب أو راتب محدَّد، حتى إذا كنتِ ترغبين في الاستمرار في النضال من أجل هذه الأشياء، فإنك ستُمكّنين نفسك من صياغة سرديتك بطريقة تتمحور حول مفهومك وتعريفك للنجاح.

أعيدي تحديد مقياسك للنجاح

قد لا تعرفين “غايتك” المنشودة. وقد لا تدركين قيمك بوضوح تام. إذا كان الأمر كذلك، فجرّبي التمرين التالي:

خصّصي بضع لحظات في نهاية يوم العمل للتفكير في العمل الذي يجعلك تشعرين بالفخر. اكتبي أهم 5 لحظات أو “أبرز 5 مواقف في مسيرتك الاحترافية”. وعندما فعلت ذلك، لم يكن تثبيتي في الوظيفة (مرتين) ضمن قائمتي. فقد كانت أهم المواقف في حياتي الاحترافية يرتبط بأشخاص آخرين: زوجي وأولادي وطلابي والمتعاونين معي وأصدقائي والأطفال الذين تخدمهم مؤسسة كوانتام (QuanTâm) غير الربحية.

وعندها أدركت أن النجاح، بالنسبة لي، ينطوي على تحسين حياة الآخرين من خلال غرس الثقة في أنفسهم وضمان شعورهم بالدعم والمساندة. وأعتقد أننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات مدروسة بعناية عندما نرى بعضنا يتألَّم، عندما نرى الظلم، وعندما نرى فرصاً مواتية للتخفيف من حدة سلوك سيئ أو منع انتشاره.

فماذا تضم قائمتك يا تُرَى؟

اقرئي ما كتبتِه. وفكّري الآن في كيفية قياس النجاح في القطاع الذي تعملين به. كيف يتوافق هذان الأمران؟ قد تجدين أن مؤسستك تستفيد من العمل المنوط بك، ولكنك رغم ذلك لا تجدينه مُرضياً لك. قد تجدين أيضاً أن ما تعتبرينه مُرضياً لا يحظى بالتقدير والمكافأة في مؤسستك.

ويفشل الكثير من المؤسسات في الأوساط الأكاديمية في توجيه النساء للترقي إلى المناصب الرفيعة. وتضيع على النساء ذوات البشرة الملونة فرص الحصول على الترقيات في كل مرحلة، لكن غالباً ما يُطلب منهن الانضمام إلى لجان رفيعة المستوى. وعلى الرغم من أهمية خبراتنا وإسهاماتنا، وعلى الرغم من أن ظهورنا في هذه اللجان “يبدو أمراً محموداً” للجمهور، فإن هذا العمل غير المرئي يضيع هباء دون أن يحظى بالتقدير والمكافأة في المقابل. فما الذي يحظى بالتقدير والمكافأة؟ امتلاك الوقت والطاقة لنشر الأبحاث.

فكّري في موقفك وحاولي إعادة تحديد مقياسك للنجاح. ويجب أن يتضمن شيئين مهمّين: العمل الذي يتوافق مع قيمك، والعمل الذي يحظى بالتقدير والمكافأة في مؤسستك.

غيّري السلوكيات التي لا تفيدك ولا تخدم مصالحك

الآن بعد أن أصبحت لديك فكرة عمّا يعنيه النجاح بالنسبة لك، فقد حان الوقت لوضع هذه المعرفة موضع التطبيق.

وإذا كنتِ عازمة على الترقي في المناصب، فأقدمي على قبول المهمات التي تناسب مقياسك الجديد للنجاح وارفضي المهمات التي لا تلبي هذا المقياس.

عندما نقول “لا”، فإننا في الحقيقة نقول: “امنحي الأفضلية للأعمال التي تستحقها”.

ستكون هناك مهمات تجدينها مجزية على المستوى الشخصي، لكنها لا تحظى بالمكافأة والتقدير في مؤسستك. فاصمدي. فكلما أكثرنا من رفض أداء الخدمات التي لا تحظى بالمكافأة والتقدير في عملية الترقية، زادت الضغوط التي نمارسها على قادة مؤسساتنا لتحديث نماذج المكافآت. ويجب إضافة العمل الذي لطالما عاد بالنفع على المؤسسة، دون أن يعود بالنفع على العامل نفسه، إلى نموذج المكافآت إذا أراد قادة المؤسسة إنجازه على الوجه الأكمل.

عندما نقول “لا”، فإننا في الحقيقة نقول: “امنحي الأفضلية للأعمال التي تستحقها”.

وقد وضعت هذه الفكرة موضع التنفيذ في الأشهر القليلة الماضية. فقد رفضت دعوات متعددة للانضمام إلى اللجان التي تتطلب أعمالاً مكثَّفة في مؤسستي. صحيحٌ أنني كنت سأجني فائدة كبيرة من الجلوس في تلك الغرف والإدلاء بدلوي للدفاع عن الطلاب، لكنني علمتُ أن جهودي لن تحظى بالتقدير المناسب من قبل صاحب العمل، على الأقل ليس نظرياً.

وهذا لا يعني أنني امتنعتُ عن العمل. كل ما هنالك أنني وجدتُ للتو طرقاً أخرى لإنجازه. فقد عملتُ على تحويل التزاماتي الخدمية إلى العمل مع المؤسَّسات غير الربحية ومساعدة طلاب المدارس الثانوية المعرضين للخطر على إعادة الاندماج في الفصول الدراسية بعد عام من التعلم عن بُعد.

ووفقاً لمقياسي للنجاح، كان هذا فوزاً كبيراً، وكان خياراً حافظ بالتأكيد على سلامة صحتي الجسدية والعقلية.

اعتمدي على الأشخاص الذين يؤمنون بك وبقدراتك

لا شك في أن وجود جمهور دائم التأثر بكلماتك أمرٌ لا يقدر بثمن طوال هذه الرحلة.

قد تشعرين في بعض الأحيان أنك لا تلقين التشجيع من أحد، ولكن هناك أشخاصاً يقفون بجانبكِ ويعرفون أنكِ تجيدين ما تفعلينه. وغالباً ما لا ندرك أن أكبر داعمينا موجودون ضمن مؤسساتنا وشبكات علاقاتنا.

وقد التقيت الكثير من الأشخاص على منصة لينكد إن مروا بانتكاسات أسوأ مما مررتُ بها، أشخاص تغيّرت حياتهم تماماً بسبب فصلهم من عملهم بصورة مفاجئة، لكنهم ما زالوا يتمتعون بالشجاعة والثقة في النفس ليكونوا أبطال سردياتهم الشخصية، لا ضحاياها. ففكّري في الأمر من منظور مختلف.

بمجرد أن نتحمّل مسؤولية الجوانب الجيدة والأخرى السيئة أو القبيحة من قصصنا، فسنكون الأشخاص الوحيدين القادرين على تحديد أهميتنا في الحياة.

ألقي نظرة فاحصة على أقرانكِ وزملائكِ في محيط العمل. وخصّصي بعض الوقت لتعزيز العلاقات مع الأشخاص الذين يرفعون من شأنكِ ويشاركونكِ قيمكِ ويقدّرون إسهاماتك في تشكيل مستقبل مؤسستك والمجتمع (وابتعدي عن أولئك الذين لا يفعلون أياً من ذلك).

ومن المفيد أيضاً أن تبحثي عن زملاء في مسارات مهنية مختلفة عن مسارك المهني يمكنهم أن يقدموا لك رؤية جديدة ومتجددة بشأن موقفك وموقف مؤسستك.

وأخيراً، اسمحي لأحبائك في المنزل بتذكيركِ بإنجازاتكِ العديدة. وعندما يفعلون ذلك، استمعي لهم وعبّري عن امتنانك لهم. فعندما أضفتُ التعبير عن الامتنان لروتيني في كتابة يومياتي، زاد وعيي وتقديري للدعم الذي أتلقاه من الجميع، وأصبحتُ أكثر سعادة.

أريد أن نشجع أنفسنا على إجراء هذه المحادثات بصفة دائمة. إذ ليس عليكِ أن تواجهي الانتكاسات المهنية بمفردك. قد لا ترغبين في الإفصاح عن الأخبار المخيبة للآمال على الفور، ولكن عندما يحين الوقت المناسب لك، اعلمي أن هناك أشخاصاً سيستمعون إليك بشيء من التعاطف.

بمجرد أن نتحمّل مسؤولية الجوانب الجيدة والأخرى السيئة أو القبيحة من قصصنا، فسنكون الأشخاص الوحيدين القادرين على تحديد أهميتنا في الحياة. وهذا أمر فعَّال. وسيتيح لنا هذا القدرة على المضي قدماً وتحدي الوضع الراهن والتحلي بالجرأة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!