امنح الزملاء السابقين مزيداً من الأهمية

3 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُعدّ كل عام جديد بمثابة نقطة انطلاق يقرر الأشخاص من خلالها البدء في إجراء تغيير، بما في ذلك التغييرات التي تطرأ على مكان عملهم. ورغم أن خطابات الاستقالة عادة لا تكون مؤرّخة في الأول من يناير/كانون الثاني، فإن خطة المغادرة تبدأ مع بداية العام بالنسبة إلى العديد من الأشخاص. ولكن إذا كنت تخطط لتغيير الوظيفة في 2016، فتأكّد من وجود خطة للحفاظ على متانة علاقاتك لدى جهة العمل السابقة، حتى بعد أن تكون قد بدأت العمل في مكان آخر.

وفي حال فعلت ذلك، فربما تسدي معروفاً لصاحب العمل السابق الذي عملت معه من خلال مغادرتك. وجد باحثون من جامعة ميريلاند (University of Maryland) وكلية وارتون (Warton School)، أنه عندما ينتقل الموظف من شركة إلى أخرى، فربما تتحقق الفائدة لكل من الشركتين على حد سواء.

كما درس كل من رافائيل كوردويرا ولوري روزنكوف براءات الاختراع المقدمة من الشركات المصنعة لأشباه الموصلات لمدة 15 عاماً تقريباً، من عام 1980 إلى عام 1994. وبذلك، يكونان قد جمعا قاعدة بيانات تضم 154 شركة و42 ألف براءة اختراع. في جميع الطلبات المقدمة للحصول على براءة اختراع، يشير مقدم الطلب إلى براءات الاختراع الحالية التي أخذ منها فكرته الجديدة أو استند إليها في بناء هذه الفكرة. وسمح ذلك للباحثين بدراسة العلاقات التي تشكلت بين الشركات عندما غادرها أصحاب المواهب. وفي حال انتقل الموظفون من شركة إلى أخرى، فسوف يتمكن الباحثون من رؤية تأثير أفكار الموظفين في الشركة الحالية لأن هؤلاء الموظفين من المرجح أن يستشهدوا ببراءات الاختراع الموجودة في شركاتهم السابقة في طلبات الاختراع الجديدة المقدمة من قِبَلهم.

أما إذا لم تقدم المساعدة لهؤلاء الموظفين المغادرين، فالاستفادة من الأفكار التي في حوزتهم من الشركة السابقة والتي نقلوها إلى الشركة الحالية ستكون دون جدوى. ولكن من المدهش أن الباحثين وجدوا أنه عندما يترك الموظفون الشركة، تبدأ كل من الشركة السابقة والشركة الحالية في الاستشهاد ببراءات اختراع الشركة الأخرى في معظم الأحيان.

وهذا يشير إلى أنه عندما يغادر موظف ما إلى شركة أخرى، فالشركة السابقة تستمر في اكتساب المعرفة من خلال هذا الموظف. ومن المرجح بصورة كبيرة أن ذلك يعود إلى الشبكة التي أنشأها الموظفون المغادرون فيما بين الشركة السابقة والشركة الحالية. فعندما يغادر الموظفون مؤسسة ما، فإنهم في الواقع يأخذون في حوزتهم أفكاراً إلى الشركة الجديدة، ومن ناحية أخرى يوسعون شبكة علاقات الشركة. وبهذا يحصل زملاء العمل الذين استمروا في الشركة السابقة على علاقة اتصال بالشركة الحالية، والتعرف على الأفكار الجديدة لزميلهم السابق في شركته الحالية. في واقع الأمر، يترك الموظفون المغادرون تأثيراً تلاقحياً لأفكار المؤسستين.

ويكون لهذا التأثير أهمية كبيرة، خصوصاً إذا كانت الشركتان بعيدتين جداً إحداهما عن الأخرى. والأثر المترتب على ذلك، أن الشركة السابقة لم تكن لتتعرف على أفكار الشركة الحالية ما لم يتنقل الموظف المغادر بينهما، وذلك نظراً للمسافة التي تفصل بين الشركتين.

وبصورة مماثلة، يبدو هذا التأثير كأنه يعزز نظرية “الفجوات الهيكلية”، التي توضح أن الفجوات بين المجموعتين في شبكة العلاقات الاجتماعية تعيق مشاركة المعلومات المطلوبة. فالأفراد الذين يستطيعون سد هذه الفجوات الهيكلية يكتسبون ميزة كبرى بنقل المعلومات الحيوية من مجموعة إلى أخرى. ويكون التأثير أكثر وضوحاً عندما تكون المجموعتان – وهما الشركتان في هذه الحالة – تعملان في مجالين مختلفين، فعدم الاتصال فيما بينهما يكون أكثر عمقاً.

وتعني هذه النتائج ضمنياً، أنه يتعين على الشركات دعم الموظفين المغادرين وخلق فرص للموظفين السابقين والحاليين للتفاعل والتعاون متى أمكنها ذلك. وقد بدأت بعض الشركات في إنشاء شبكات من الموظفين السابقين لتسهيل مثل هذه العلاقات، على الرغم من أن هذا الأمر غير مألوف كثيراً.

وإلى أن يتحقق ذلك بصورة كبيرة، يتعين على كل موظف المحافظة على شبكة العلاقات الشخصية، بما في ذلك التفكير في سبل البقاء على اتصال مع زملاء العمل السابقين. إذا كنت قد انتقلت بالفعل إلى مكان عمل آخر، فعليك بالتفكير في طرق لإعادة الاتصال بالزملاء القدامى. في حال وجود جمعيات أو مجموعات مجتمعية معينة اعتدت التواصل معها كجزء من عملك السابق، يجدر بك أن تواصل ذلك أو تستأنف عضويتك فيها كطريقة لإعادة بناء الروابط السابقة. أما إذا بقيت في مكان عملك الأصلي، فابذل قصارى جهدك للمحافظة على استمرار علاقاتك السابقة. واحرص كذلك على إنشاء مجموعة غير رسمية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي مثل شبكة “لينكد إن” (LinkedIn)، أو “فيسبوك”، أو حدِّد وقتاً لتناول كوب من القهوة في أوقات منتظمة مع زملاء العمل السابقين في منطقتك.

تتوافر مجموعة متنوعة من الطرق لبناء أو إعادة بناء العلاقات مع الموظفين السابقين (أو تعزيز جسور التواصل بين الزملاء قبل أن تصبح أنت أحد هذه الجسور). فإذا كنت تخطط للمغادرة، فتأكّد من عدم نسيان زملاء العمل القدامى.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .