$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7059 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(9769)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(12) "44.210.86.29"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7066 (44) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(163) "/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%AD-%D9%85%D9%86-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%A8%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%85-%D8%AC%D8%B2%D8%A6%D9%8A/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(12) "44.210.86.29"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86bf12418e670831-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(12) "44.210.86.29"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.5" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(14) "162.158.87.204" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "57180" ["REDIRECT_URL"]=> string(59) "/النجاح-من-خلال-العمل-بدوام-جزئي/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711707039.033467) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711707039) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7067 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7068 (2) { ["content_id"]=> int(9769) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

نقاش: كيف تحقق النجاح من خلال العمل بدوام جزئي؟

32 دقيقة
shutterstock.com/microstock3D
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أجرت هارفارد بزنس ريفيو مقابلة صوتية (بودكاست) مع ليندا دكسبوري، أستاذة في كلية “سبروت للأعمال” (Sprott School) بجامعة “كارلتون” (Carleton). وكريستين ماكلديري، وهي مستشارة في مجال الإدارية.

نقدم لكم هذا الموضوع عبر المدونة الصوتية (بودكاست) “النساء في العمل” (Women at Work).

استمع واشترك في هذه المدونة الصوتية عبر: “آبل بودكاستأوجوجل بودكاستأوآر إس إس“.

تتعدد الأسباب التي تفضي إلى أن يبدو العمل بدوام جزئي أمراً منطقياً، من بين تلك الأسباب: امتلاكك لساعات إضافية خلال الأسبوع من أجل رعاية الأطفال أو الوالدين، والعمل لحسابك الخاص، وربما العودة إلى الدراسة. لكن العمل بدوام جزئي قد يعرقل التقدم الوظيفي، وكثيراً ما ينتهي الأمر بالنساء إلى العمل بدوام كامل، لكن مقابل نصف الأجر، ومع تحمل المزيد من المسؤوليات في المنزل.

نتحدث اليوم مع ليندا دكسبوري حول المشكلات التي شاهدتها عند بعض النساء المهنيات اللواتي يعملن بدوام جزئي، كما أنها ستبين لنا العوامل الواجب مراعاتها قبل تقليل ساعات العمل، بالإضافة إلى ضرورة الخوض في بعض المحادثات التي يمكن أن تسهل عملية الانتقال. سنتحدث أيضاً إلى مستشارة تتسم بالتنظيم الفائق، وهي أم لثلاثة أطفال، التي لم يمنعها جدول الدوام الجزئي من الحصول على ترقية.

وإليكم مقتطفات من هذه المقابلة الصوتية:

النص:

إيمي غالو: تأخذ كريستين ماكلديري إجازة في أيام الجمعة من وظيفتها بصفتها مستشارة في مجال الإدارة. لذلك، التقيت بها مع منتجة برنامجنا أماندا في منزلها الذي يقع جنوب بوسطن في وقت متأخر من صباح صيف جميل. كنا هناك قبل وصولها إلى المنزل وركنها لسيارتها في المرآب، بعد أن أوصلت طفلها الأكبر سناً إلى الحضانة.

كريستين ماكلديري: مرحباً!

إيمي غالو: مرحباً!

كريستين ماكلديري: أعتذر عن تأخري.

إيمي غالو: لقد وصلنا للتو. هل من المناسب ركن سيارتي هناك؟

كريستين ماكلديري: هذا مناسب تماماً. اسمحا لي بإلقاء التحية عليكما، وإحضار الطفلين.

إيمي غالو: تعجبني زهور دوار الشمس لديك.

كريستين ماكلديري: شكراً لك! أنا كريستين.

إيمي غالو: أنا إيمي غالو، سعدت بلقائك!

أماندا كيرسي: مرحباً! أنا أماندا. آسفة، أنا أحمل الكثير من الأغراض.

كريستين ماكلديري: هذا رائع، سعدت بلقائكما! سوف تدخلان إلى المنزل، بينما أحضر الطفلين من السيارة بسرعة.

إيمي غالو: عندما أحضرت كريستين الطفلين الأصغر سناً إلى الداخل، بدأنا في وضع المايكروفونات في غرفة المعيشة. كنا هناك للحديث معها حول وضع عملها الذي تشغله لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع لصالح شركة خدمات مهنية كبيرة، لأنّ شغل منصب المدير بدوام جزئي هو أمر غير معتاد، لاسيما في مجال تقديم الاستشارات، حيث يقضي الأشخاص عادة ساعات طويلة في العمل، ويبقون على اتصال دائم مع العملاء. تقول كريستين إنه على الرغم من اتسام دورها في العمل بالتعقيد وابتعاده عن النمطية، إلا أنّ مسيرتها المهنية تسير على ما يرام.

لاحقاً في البرنامج، سوف نستمع إلى ليندا وهي تتحدث حول العمل بدوام جزئي، وكيف أنه لا يسير دائماً بهذه الطريقة مع الكثير من النساء المهنيات. وسوف نحصل على المشورة للتفاوض بشأن أفضل ترتيب يمكن اتباعه، وكيفية معالجة المشكلات الشائعة التي تظهر.

إيمي غالو: لكن حالياً، نحن نجلس مع كريستين، وطفلتها إيما التي تلعب قريبة منا، لسماع قصتها.

سؤالي الأول لك كريستين هو: منذ متى وأنت تعملين بدوام جزئي؟

كريستين ماكلديري: عملت بدوام جزئي على مدى السنوات الخمس الماضية، لكن خلال تلك الفترة، حصلت على إجازتيّ أمومة، كانت كل واحدة منهما لمدة سنة تقريباً، يمكنك القول إذاً بأنني أعمل بدوام جزئي لمدة ثلاث سنوات تقريباً. عدت من إجازة الأمومة الثالثة الأسبوع الماضي، حيث كان يوم الجمعة الماضي هو أول يوم لي، وكان هذا بمثابة أول أسبوع عمل كامل بالنسبة إليّ، لذلك، أنا في مرحلة انتقالية الآن بالطبع.

إيمي غالو: صحيح، ما الذي قادك إلى العمل بدوام جزئي؟

كريستين ماكلديري: بعد إنجابي لابني، الذي كان طفلي الأول، كنت مترددة حقاً بشأن العودة إلى العمل أصلاً، حيث كانت الكثير من صديقاتي تلتزمن المنزل لأنهن أمهات، وقد بدأت التفكير في الأمر بصورة جدية. وقد عملت الكثير منهن بدوام جزئي أيضاً، لكن من خلال شغلهن لأدوار تقليدية أكثر، مثل العمل ممرضات بدوام جزئي، أي العمل يومين فقط في الأسبوع، أو كل بضعة أسابيع. في مجال عملي، ليس من الشائع كثيراً العمل بدوام جزئي، لكن أحد مدراء الفريق المعنيين بالمشروع تواصل معي وقال لي: لدي هذا الخيار لك، أنا أعلم أنك كنت مترددة نوعاً ما بشأن العمل. لكن أرى أنه يمكنك العمل بدوام جزئي، ما رأيك في هذا؟ وهكذا عقدنا اجتماعاً، حيث كان طفلي برفقتي، تحدثنا خلاله عن شكل العمل بدوام جزئي، وقد عدت إثر ذلك. منذ ذلك الحين، تمكنت من الاستمرار في تولي الأدوار بدوام جزئي.

إيمي غالو: صحيح.

كريستين ماكلديري: لقد استمروا في تقديم كل ما يمكن إليّ، حيث طلبوا مني إخبارهم بعدد الأيام التي أنا بحاجة إلى العمل فيها. والطريقة التي يتبعونها في الشركة التي أعمل فيها هي العمل على أساس نسبة مئوية، أي العمل بنسبة 60% أو 80% أو 40%، أو ما إلى ذلك، كان الأمر أشبه بوضع شروطي الخاصة، وتوقيع الشركة عليها.

إيمي غالو: صحيح، إذاً، لم يكن هنالك الكثير من التفاوض؟

كريستين ماكلديري: ليس تماماً، ما أعنيه هو أنهم قدموا إليّ الدور الذي سأشغله، لأنهم كانوا بحاجة إلى المهارات التي أملكها، وقد كان الدور الذي قدموه رائعاً بالنسبة إليّ. لذلك، تمكنت من تحديد الشروط المناسبة، وقد كان ذلك الأمر داعماً لي، إذ ألاحظ أنّ الكثير من الناس لا تتاح إليهم هذه الفرصة.

إيمي غالو: أجل، صحيح.

كريستين ماكلديري: كما أود إضافة بأنني تعمدت فعلاً العمل في ولاية ماساتشوستس، إذ إنّ الشركة التي أعمل فيها لها أعمال في جميع أنحاء البلاد. قبل أن أبدأ العمل في ماساتشوستس فقط، كنت أتنقل على متن الطائرة من الاثنين إلى الخميس، حيث يعمل الكثير من زملائي وهم على متن الطائرات. لقد تعمدت فعلاً الانخراط مع فريق شؤون حسابات محلي حتى أتمكن من العمل محلياً، وهذا ما سمح لي بمواصلة أداء عملي، لأنه في حال طلبوا مني العمل بدوام كامل، بحيث يُطلب مني السفر كثيراً في وضعي الحالي، لكنت رفضت ذلك.

إيمي غالو: صحيح.

كريستين ماكلديري: هذا أمر مثير للاهتمام، لأنّ العمل بدوام جزئي يعد صعباً بعض الشيء في حال كنت تريدين الانتقال إلى شركة أخرى، إنه أمر شائك بالفعل. لقد تواصل معي الباحثون عن المواهب والمسؤولون عن التوظيف في كثير من الأحيان، وكنت أقول دائماً: أنا أعمل بدوام جزئي، بينما لديكم بند السفر بنسبة 80%، وأنا لست على استعداد لفعل ذلك. وهذا كان من شأنه وضع حد للنقاش على الفور.

إيمي غالو: هذا مثير للاهتمام.

كريستين ماكلديري: لم أكن أسعى إلى الحصول على عمل آخر، لكنني كنت قادرة على التأسيس له من خلال التعارف وبناء العلاقات الطيبة مع الناس، إذ لا يمكنك فعل ذلك عند البدء بالعمل في مكان جديد.

إيمي غالو: أجل، كثيراً ما أسمع النصيحة التي تقول إنه ينبغي أن تكوني مستعدة للعمل بوظيفة جديدة بدوام كامل، ثم يمكنك طلب العمل بدوام جزئي لاحقاً بعد إثبات نفسك.

كريستين ماكلديري: بالتأكيد، لكن ليس الجميع في المرحلة المناسبة لفعل ذلك، فأنا لست في تلك المرحلة التي تخولني البدء من جديد.

إيمي غالو: صحيح، متى شعرت بالتوتر جراء العمل بدوام جزئي؟

كريستين ماكلديري: شعرت بالتوتر بكل تأكيد، حيث إنني لم أعمل بدوام جزئي من قبل. كلما أنجبت طفلاً جديداً، فإنك ستشعرين بالتوتر جراء ابتعادك عن طفلك للمرة الأولى. لقد كنت محظوظة جداً، ولست متأكدة ما إذا كنت سأتخذ القرار الصحيح بالضرورة لو كان الأمر على خلاف ذلك، حيث أقامت أخت زوجي معنا في المنزل لبضعة أشهر، واعتنت بطفلنا بينما عدت أنا إلى العمل. ثم انتهى بنا المطاف بنقل طفلي إلى حضانة رسمية بعد ذلك، وقد ساعدني ذلك في الشعور براحة أكبر لنوع الرعاية المقدمة لطفلي، وبالتالي، آمنت بعمق في العمل بدوام جزئي.

إيمي غالو: هل شعرت بالقلق بشأن عدم العودة إلى العمل بدوام كامل؟ بالطبع، هنالك اعتبارات مرتبطة برعاية الطفل والابتعاد عنه، لكن هل شعرت بالقلق يوماً ما بشأن حياتك المهنية والنتائج المترتبة عليها جراء العمل بدوام جزئي؟

كريستين ماكلديري: بالتأكيد، لقد أجريت محادثات كثيرة بالفعل لأنني كنت قلقة بشأن معنى العمل بدوام جزئي، لقد أجريت محادثات مهمة حقاً مع الشخص الذي هو مديري اليوم منذ حوالي عام ونصف، أو ربما عامين. كنت أنجز عملي، وقد عدت إلى فريق شؤون الحسابات بعد مغادرته مع إنجابي لطفلي الثاني، وأعتقد أنني كنت أقدم عملاً جيداً. بالإضافة إلى ثقتي في القدرة على الحصول على ترقية إلى المستوى التالي في العمل بدوام جزئي، إذ ينطوي أسلوب الشركة التي أعمل فيها على إنجاز المشاريع، لكن الكثير مما يساعدك على الوصول إلى المستوى التالي هو تلك الأمور الإضافية التي تساهمين فيها ضمن الشركة، والتي تتخذ شكل ما نسميه بـ “المساهمة الإضافية”، ورأيت أنّ ما يمثل مساهمتي الإضافية هي العمل بدوام كامل خلال ثلاثة أيام. ولم أشعر حقاً أنني سأتمكن من تقديم أي شيء آخر، حيث وصلت إلى أقصى حدود استطاعتي نوعاً ما. لقد أجريت محادثة صريحة مع مديري، وسألته حول رؤيته لسير الأمور، وقد شعرت بدعم حقيقي خلال تلك المحادثة. إذ قال حرفياً: هل ترغبين في أن تصبحي من كبار المدراء هذا العام؟ أجبته “نعم”، أريد ذلك. ثم قال، حسناً، دعينا نحقق ذلك، كان يؤمن بأنني على الطريق الصحيح، وأنني أعمل على الأمور التي أنا بحاجة إليها. كان الأمر رائعاً، لقد أصبحت من كبار المدراء هذا العام، بينما كنت في إجازة في الواقع، وهذه هي المرة الثانية التي أحصل فيها على ترقية بينما أكون في إجازة أمومة، حيث أتلقى مكالمة هاتفية لإعلامي بأنني حصلت على ترقية. كان الأمر رائعاً بالفعل، فقد شعرت بالدعم بلا شك، وعدت إلى العمل للتو، مع الفريق نفسه، والعديد من الأطراف الفاعلة التي عملت معها في السابق. هذا ليس بالأمر السهل، بعبارة أخرى، أشعر بأنني لا أعلم على وجه اليقين كيف سيحدث ذلك مع الانتقال إلى المستوى التالي، إنها خطوة أبعد من سابقتها، إنها قفزة مهنية أكبر بكثير. سأنتقل إلى دور المدير الإداري، الذي يعتبر أقرب إلى شغل دور على مستوى شريك في المؤسسة. ولا أرى الكثير من الناس يستطيعون فعل ذلك وهم يعملون بدوام جزئي.

إيمي غالو: يبدو أنه كان لديك مدراء يدعمونك، كيف كان يشعر زملاؤك في العمل حول عملك بدوام جزئي؟

كريستين ماكلديري: أرى أنهم كانوا داعمين بصورة رئيسة، لكنني أرى في الوقت نفسه، أنّ الأمر صعب من ناحية القيود الزمنية فقط. لا أستطيع القول إنني واجهت أي نوع من الصعوبات الملموسة، ولم أشعر أنني مستهدفة بصورة خاصة على الإطلاق. يعود جزء من ذلك إلى أنني بذلت جهداً كبيراً، حيث تمكنت من إنجاز مهامي في ثلاثة أيام بينما يتطلب تحقيق ذلك عادة العمل بدوام كامل، وليس بإمكان الجميع فعل ذلك. وأعتقد أنه لولا مساعدة فريقي، لكان الأمر أكثر صعوبة.

إيمي غالو: كيف تنجزين مهام عمل بدوام كامل في ثلاثة أيام؟

كريستين ماكلديري: أتمتع بكفاءة عالية فيما يخص إدارة وقتي، وأعتقد في الواقع أنّ الأمور تصبح أكثر صعوبة، خاصة وأنّ لدي الآن ثلاثة أطفال، حيث يصبح من الصعب جداً الابتعاد عنهم. عندما أخرج إلى عملي في الصباح، أشعر بأنني عملت ليوم كامل حتى قبل بدء ذلك اليوم، أعتقد أنني تمكنت من إدارة وقتي بفاعلية، كما أنني لم أفعل الكثير من تلك الأمور الإضافية التي كنت أتحدث عنها، لأنها تتطلب الوقت، لذلك، أعمل على تأدية وظيفتي وإنهاء يومي.

إيمي غالو: صحيح، إحدى النصائح التي أسمعها موجهة إلى النساء اللواتي يفكرن في العمل بدوام جزئي، تقول، (يُسمع بكاء طفل) يا إلهي، كان ذلك مذهلاً. لقد رمت كريستين “لهاية” إلى طفلتها للتو، حيث سقطت بين ساقيها مباشرة، كان هذا أشبه بحركة “نينجا”، هذا جنوني، لقد التقطت “اللهاية”، وهي الآن سعيدة، يا إلهي. أثق في قدرتك على إنجاز أعمال دوام كامل في ثلاثة أيام مع هذه الحركة، هذا رائع.

كريستين ماكلديري: نعم، عندما تنجبين ثلاثة أطفال في غضون أربع سنوات، فإنك سوف تمتلكين مهارات “النينجا” هذه.

إيمي غالو: صحيح، كما أنني لم ألاحظ من أين أخرجت تلك “اللهاية”، من جيبك أم ماذا، ولكن بدا الأمر وكأنك أخرجتها من الفراغ. أجل، الكثير من النصائح التي أسمعها توجه إلى النساء اللواتي يفكرن في العمل بدوام جزئي، تنطوي على معارضة تلك الفكرة، حيث يقولون بأنك سوف تحصلين على نصف المبلغ الذي يُدفع لقاء العمل بدوام كامل أو ربما 60% منه، لكن في المقابل، سيُطلب منك إنجاز أعمال دوام كامل. هل كان هذا هو الحال بالنسبة إليك؟

كريستين ماكلديري: إنه سؤال رائع، لقد تلقيت النصيحة ذاتها في الواقع من إحدى المرشدات الرئيسيات، حيث قالت شيئاً من قبيل إنّ كل شخص تعرفه يعمل بدوام جزئي يضطر إلى العمل أكثر. وأستطيع بالتأكيد رؤية كيف يمكن لهذا أن يحدث، فقد عدت إلى العمل للتو. عندما عدت من إجازة الأمومة السابقة، كنت قد اعتدت على الأمر، لكن هذه المرة أشعر بأنّ الأمور قد تسارعت، إذ بدأت ببعض الأعمال الصعبة للغاية بسرعة كبيرة. من المحتمل أن أزيد ساعات عملي قليلاً، لأنه سيكون من الصعب بعض الشيء فعل ما أنا بحاجة إلى فعله، لكن جزءاً من ذلك يعود أيضاً إلى أنني تقدمت في عملي، وهنالك توقعات أكبر بعض الشيء. أرى بالتأكيد أنّ العمل بدوام جزئي يبدو منطقياً بالنسبة إلى وظائف معينة، بينما لا ينطبق الأمر ذاته على وظائف أخرى، ويصبح الأمر أكثر صعوبة كلما شغلت منصباً أعلى.

إيمي غالو: أجل، أخبرني حول سبب ذلك.

كريستين ماكلديري: لأنك تعملين على إدارة المزيد من الموظفين، عندما كنت أشغل إحدى أدواري الأخيرة، كنت أدير أحد عشر موظفاً تقريباً، لقد كانوا جميعهم مبتدئين، أي لم يمض على تخرجهم عام أو عامين، وكان الجميع يعمل خمسة أيام في الأسبوع، أي أنّ هنالك أحد عشر موظفاً يعمل بدوام كامل، بينما كنت أنا أعمل لثلاثة أيام في الأسبوع. وكان يجب عليّ تقديم التوجيه الذي يحتاجون إليه، بالإضافة إلى التدريب والتقييم وعقد اجتماعات مع العملاء وأمور أخرى، لا شك أنّ إنجاز كل ذلك خلال ثلاثة أيام كان أمراً صعباً. إنّ إدارة فريق كبير بعدد ساعات معين يعدّ أمراً صعباً للغاية، كما أعتقد أنّ نطاق ما تفعلينه يتسع قليلاً. إنّ أحد الأمور التي ستمثل تحدياً بالنسبة إليّ في السنوات القليلة المقبلة، هي انخراطي منذ الآن في الكثير من الأعمال، حيث نستجيب إلى طلبات تقديم العروض، ونعمل على كتابة تلك العروض للآخرين، التي تكون حساسة للوقت للغاية. إذ يُطلب منا أحياناً إنجاز هذه المهمة خلال أسبوع، ولا يؤخذ في الاعتبار أيام الأسبوع التي يجب عليّ رعاية الأطفال خلالها. إذا كان من المقرر إنهاء العرض يوم الجمعة، فلا مجال للتأخر، وهذا يصعب من الأمر قليلاً.

إيمي غالو: صحيح، هل تجدين نفسك تعملين كثيراً في الأيام التي ليس من المفترض أن تعملين فيها؟

كريستين ماكلديري: لا يحصل ذلك عادة، إلا أنني قد أجري مكالمة هاتفية أو أرسل رسالة نصية، لأنّ هذا نوع من المبادئ التي أسستها مع فريقي، حيث مررت ببعض التجارب التي رغبت خلالها في الانفصال عن العمل كلياً، وأخبرت الموظفين لدي بألا يتواصلوا معي، إلا أنّ العمل لم يسر على النحو الصحيح خلال تلك الأوقات. وعندما أعود إليهم يقولون إنهم لم يستطيعوا إنجاز العمل بمفردهم، لذلك توقفوا. ثم أفسر لهم بأنّ عملي بدوام جزئي لا يبرر عدم أداء مهامهم، وأضيف: في حال وجدتم أنفسكم عالقين في مسألة ما، راسلوني وسأجيبكم. إذاً، فأنا أعمل قليلاً جداً في تلك الأيام.

إيمي غالو: هل تتواصلين مع الفريق الذي تعملين معه بصورة منتظمة حول الأوقات التي بإمكانك الاستجابة إليهم والحدود التي تضعينها؟

كريستين ماكلديري: نعم، لا بد لي من فعل ذلك بالتأكيد، إذ إنهم يعملون أحياناً على الإعداد لأمر ما، لكنني أخبرهم بأنه لا يمكنني الحضور، أو أقول لهم: دعوني أرسل إليكم شخصاً ما لأنني لن أتمكن من الحضور معكم. طلب مني مديري البارحة العمل على إحدى المهمات، لكنني قلت له صراحة بأنني لا أملك الوقت اليوم. وكنت أتأرجح في قراري نوعاً ما، وأسأل نفسي: هل ينبغي إرسال هذا أم لا؟ ثم اتخذت قرار العمل على تلك المهمة وإرسالها.

إيمي غالو: كيف كانت استجابته؟

كريستين ماكلديري: كانت جيدة حقاً، لدي إدارة رائعة بالفعل. إنهم يحاولون مراعاة تلك المواقف.

إيمي غالو: لقد كانت الاستجابة جيدة على تلك الرسالة الإلكترونية في الوقت الحالي، ويبدو أنك تحصلين على الكثير من الدعم. هل لديك أي مخاوف على المدى الطويل تتعلق باحتمال تأثير ذلك على حياتك المهنية، أو بتغير انطباع الناس عنك بطريقة أو بأخرى؟

كريستين ماكلديري: في بعض الأحيان على ما أعتقد، يعود جزء من ذلك إلى أنّ اتخاذ قرار العمل بدوام جزئي يطال حياتك المهنية في بعض النواحي بكل تأكيد، ففي حال كنت أسعى إلى الحصول على منصب الرئيسة التنفيذية أو أن أكون شريكة في العام المقبل، فلن أختار العمل بدوام جزئي. لا أحب القول أنني انسحبت نوعاً ما، لكنني فعلت ذلك عن قصد، أي اخترت الانسحاب من بعض النواحي لمجرد أنني لست على استعداد لمنح العمل كامل وقتي الآن، أي العمل لمدة 40 ساعة في الأسبوع.

إيمي غالو: هل تعتقدين أنك سوف تعملين بدوام جزئي إلى الأبد؟

كريستين ماكلديري: لا أعتقد ذلك، فأنا أخطط للعمل بدوام جزئي لوقت قصير، ذلك بالنظر إلى متطلبات العائلة، نحن نحاول في الحقيقة تجربة نوع جديد من رعاية الأطفال، أي الاستعانة بمربية أطفال في غضون أسبوعين. آمل أن يقود ذلك إلى إضفاء بعض المرونة، إذ أرغب في زيادة أيام العمل لأربعة أيام في الأسبوع. لكنني حالياً أفكر من منظور أعمار أطفالي، كما أنّ زوجي يعمل في مهنة رائعة ومتطلبة أيضاً، ولن يكون العمل بدوام كامل ملائماً بالنسبة إليّ. لا أعلم في الواقع إذا كنت أرغب في العمل بدوام كامل في أي وقت قريب، أعتقد بالتأكيد أنّ اللحظة التي أرغب فيها بالنهوض بحياتي المهنية مجدداً سوف تأتي، لكن ليس في هذه المرحلة الحالية.

إيمي غالو: عظيم، شكراً جزيلاً على حديثك معنا اليوم.

كريستين ماكلديري: أشكركم كثيراً على حضوركم، سعدت جداً بلقائكم.

إيمي غالو: شكراً لك إيما لسماحك لنا بالحديث مع والدتك.

كريستين ماكلديري: ماذا تقولين؟

إيمي بيرنستين: كان لدى كريستين تنظيم جيد على نحو خاص هناك.

إيمي غالو: أجل، لم تكن مضطرة للتفاوض لتحصل على ما هو مناسب لها، لم يحاول أحد الوقوف في طريقها، أو منعها من العمل بدوام جزئي. لا يبدو بالفعل أنّ هنالك أحداً أعاق تقدمها في حياتها المهنية، كما برزت أمامها احتياجات متغيرة لرعاية أطفالها، وعلى الرغم من صعوبة الأمر، إلا أنها وجدت حلولاً لذلك.

نيكول توريس: أشعر بالفضول حول ما قد تواجهه نساء أخريات، اللواتي قد يضطررن إلى التفاوض أكثر للانتقال من العمل بدوام كامل إلى دوام جزئي، إلى جانب اللواتي يشعرن بالخوف من طلب ذلك من مدرائهن، حيث تكن غير متيقنات من كيفية صياغة هذا الطلب. وماذا عن النظرة التقليدية التي يواجهها العاملون بدوام جزئي، جراء عدم حضورهم في العمل طوال الوقت وعدم ظهورهم كثيراً.

إيمي بيرنستين: نشعر جميعنا بالفضول حول هذا الأمر، لذلك تواصلنا مع شخص يمكنه وضعنا أمام الصورة الكبيرة: ليندا دكسبوري، وهي أستاذة في كلية “سبروت للأعمال” بجامعة “كارلتون”. قبل حوالي 20 عاماً، أجرت هي وزملاؤها دراسة حول النساء اللواتي يعملن بدوام جزئي، كانوا يحاولون فهم مزايا وعيوب هذا النوع من العمل، وما إذا كان يساعد على تخفيف حدة الصراع بين مسؤوليات النساء في العمل ومسؤولياتهن تجاه أسرهن، وما زالت تسمع هذه التساؤلات إلى اليوم.

نيكول توريس: سوف نتحدث أنا وإيمي مع ليندا عبر الهاتف حول ما سمعناه في قصة كريستين وكيف يتطابق ذلك، أو لا يتطابق، مع ما وجدته ليندا في البحث.

نيكول توريس: نشكرك ليندا جزيل الشكر على انضمامك إلينا.

ليندا دكسبوري: سعيدة حقاً بتواصلي معكم.

نيكول توريس: هلّا أعطيتنا فكرة عن عدد النساء المهنيات اللواتي يعملن بدوام جزئي؟

ليندا دكسبوري: يعتمد هذا الأمر على البلد بالفعل، إليك كندا على سبيل المثال، حيث هنالك اعتماد منخفض نسبياً على العمل بدوام جزئي، ربما بسبب الأمور الكثيرة المتعلقة بالسياسة العامة، التي تمكن المرأة من الجمع بين العمل والأسرة. أما في أستراليا، حيث أجريت بعض البحوث، فهنالك أعلى درجة من الاعتماد على العمل المهني بدوام جزئي للنساء، إذ تقترب نسبة النساء اللواتي يعملن بدوام جزئي بعد إنجاب الأطفال من 50%. في الولايات المتحدة، يعتمد هذا الأمر في النهاية على سوق العمل أو الولاية التي تتحدثين عنها، ولكن يمكنك القول أنّ نسبة العمل بدوام جزئي تصل إلى 20% تقريباً.

إيمي بيرنستين: عندما بدأت الدراسة حول النساء اللواتي يعملن بدوام جزئي منذ 20 عاماً، قالت إحدى النساء المهنيات من اللواتي قابلتهن إنّ العمل بدوام جزئي هو بمثابة نهاية الحياة المهنية، ما الذي كانت تعنيه بذلك؟

ليندا دكسبوري: لدينا ثقافات تنظيمية تصدر أحكاماً على الأشخاص من خلال سلوكياتهم، وتتمثل الفكرة هنا في أننا نحكم على مدى المشاركة والالتزام والولاء لمكان العمل من خلال حضور الموظف في مكتبه، وعدد الساعات التي يقضيها في العمل، وعدم رفضه لأي مهمة توكل إليه. أنا أدرس المواضيع المتعلقة بالقوى العاملة هنا منذ 25 عاماً، حيث يوجد ثقافات عمل تتوقع من الموظفين الاستجابة على مدار الساعة، وعلى الرغم من أنّ المؤسسات تتحدث عن إيجاد التوازن باستمرار، إلا أنّ ما يحصل على أرض الواقع هو ضرورة الاستجابة إلى جميع الرسائل المرسلة من المؤسسة، وفي حال تواصلوا معك عبر الهاتف، عليك الرد، وإذا كان هنالك اجتماع، فينبغي عليك حضوره حتى لو عقد في يوم عطلتك أو في وقت فراغك إذا كنت تعملين بدوام جزئي. إنّ قول “لا” و”تقديم الأسرة على العمل” هي أمور تحدّ الحياة المهنية في الواقع، وبينما تمتلك المؤسسات سياسات رائعة حول العمل بدوام جزئي في كثير من الأحيان، إلا أنّ واقع الأمر مختلف تماماً.

نيكول توريس: أريد العودة إلى السبب الذي يقود النساء إلى العمل بدوام جزئي في المقام الأول، إذ إنّ فكرة العمل بدوام جزئي، وعدم الحضور في المكتب 40 ساعة في الأسبوع أو أياً كان شكل العمل بدوام كامل، من المفترض أن يساعد المرأة على إدارة مسؤولياتها المهنية والعائلية بصورة أفضل. لكن ما تقولينه هو أنّ هذا مجرد اعتقاد خاطئ، ولا ينتهي الأمر على هذا النحو في الواقع.

ليندا دكسبوري: تؤيد البيانات التي بين يدي ما قلته بكل تأكيد، أي أنها تشير إلى أنّ العمل لساعات أقل يقود إلى أجر أقل. لنقل أنه من المفترض أن تعملين لمدة 20 ساعة في دوام جزئي، لكن ما يحصل في الواقع هو أنك تعملين لمدة 30 ساعة وتتقاضين أجر 20 ساعة فقط، وعليك أن تكوني ممتنة، كما أنّ زملاءك في العمل ينظرون إليك بطريقة مختلفة لأنك تعملين بدوام جزئي، ويقول شريكك في المنزل إنه طالما أنك تعملين بدوام جزئي، فعليك إنجاز المزيد من الأمور الأخرى، حتى أنّ معظم النساء يقلن هذا لأنفسهن. بالتالي، يتزايد الحمل عليهن، ويحصل ذلك عندما يكون لديك الكثير من الأمور لإنجازها في مقدار الوقت الذي تملكينه، وسوف تشعرين أنك على عجلة من أمرك دائماً، بالإضافة إلى الشعور بالتوتر والإرهاق، أي أنّ الحمل يتزايد بالنسبة إلى النساء اللواتي يعملن بدوام جزئي في واقع الأمر. لأنك إذا أضفت ما تفعله تلك النساء في العمل والمنزل، فسوف تجدين أنهن يعملن أكثر من النساء المهنيات بدوامهن الكامل، لأنّ الأخيرات يعملن أقل في المنزل.

إيمي بيرنستين: هذا أمر مثير للاهتمام، لقد سمعت المحادثة التي أجرتها إيمي غالو مع كريستين، التي عملت بدوام جزئي لسنوات خلال ولادتها لأطفالها الثلاثة، لماذا نجح الأمر مع كريستين برأيك؟

ليندا دكسبوري: يعود سبب نجاح كريستين إلى أنها اتخذت قراراً بأنّ أسرتها تأتي في المرتبة الأولى، كما أنها لم تقع تحت ظلال أي وهم، وأيقنت أنّ هذا لن يضر بقدرتها على التنافس وصعود السلم المهني، وما إلى ذلك. أرى أنّ ما فعلته مثير للاهتمام حقاً. يعود السبب الآخر إلى أنها تعمل لصالح شركة كبيرة جداً، إذ ربما يكون لدى تلك الشركة موظفون احتياطيون، الذين يمكنهم إنجاز العمل أثناء غيابها. لكننا لا نرى هذه الحالة ضمن الشركات الأصغر حجماً، حيث لا يكون لديهم موظفون احتياطيون عادة، ويتوقعون من الموظفين الحضور الدائم. كما إنها ذكرت اتسامها بالتنظيم الفائق، لذلك، أرى أنه ينبغي علينا إدراك ذلك في الواقع، إذ أنني لا أقول إنّ العمل بدوام جزئي لا يمكن أن ينجح معك، ولكنني أرى أنّ ما عليك فعله هو التنبه جيداً عند الشروع فيه.

نيكول توريس: إذا كان هنالك شخص ما عليه اتخاذ قرار بشأن العمل بدوام جزئي أم لا، أي إذا كانت إجازة الأمومة على وشك الانتهاء، أو أنّ تلك المرأة قد أصابها الذعر بشأن الاضطرار إلى العودة للعمل، أو اضطرت فجأة إلى رعاية شخص مسن، وترغب في العمل بدوام جزئي، وإعادة التفكير في تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والحياة الخاصة، كيف ينبغي عليها التفكير من خلال المشاعر والآراء التي تكلمت عنها في بحثك، وفي الأشخاص المحيطين بها من الأصدقاء وأفراد العائلة؟

ليندا دكسبوري: هذا سؤال يحتمل أكثر من إجابة، ولأنني درست تجارب أشخاص ممن لديهم مشكلات تتعلق بأشخاص كبار في السن، أو ممن لديهم أطفال، أجد أنّ الأمر يعتمد حقاً على مرحلة دورة الحياة التي تمرين فيها، أي كم تبلغين من العمر، ومتى ستنجبين الأطفال، أو ما إذا كان لديك أطفال بالفعل، أو أشخاص كبار في السن يحتاجون إلى رعايتك. معظم الأشخاص الذين أجري البحث عليهم ممن لديهم أشخاص كبار في السن، يكونون عادة متقدمين في العمر أكثر من غيرهم، لذلك يعملون بدوام جزئي كوسيلة لتحقيق التوازن فيما يخص متطلبات رعاية المسنين، والتي لا يمكن التنبؤ بها تماماً مقارنة بمتطلبات رعاية الأطفال. أي أننا نمتلك القدرة على التنبؤ في الأمور المتعلقة برعاية الطفل، بينما لا يمكننا التنبؤ في الوقت الذي سيقع فيه أحد والدينا طريح الفراش. إذاً، لا ينجح العمل بدوام جزئي بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص، فتجدين العديد منهم يتخذون قرار الاستقالة من العمل كلياً. لذلك عليك اتخاذ قرار يتمحور حول ماهية هذا النوع من العمل، هل هذا خيار ينطوي على عدم العودة إلى الانخراط في القوة العاملة؟ أم أنه خيار يقود إلى التقاعد المبكر؟ ما مدى أهمية حياتي المهنية بالنسبة إليّ؟ ما مدى أهمية صحتي البدنية والنفسية؟ ينبغي التفكير في جميع هذه الأمور. ما نعلمه هو أنّ العمل بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، يعد بمثابة وظيفة وقائية، صحيح؟ خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين لديهم أشخاص مسنين بحاجة إلى الرعاية، حيث يقولون لي بإنّ ضغط العمل يأتي ويزول، بينما الضغط المرافق لرعاية الآباء المسنين هو أمر مختلف، إنه يؤلم قلوبنا. لذلك، عندما أتحدث عن هؤلاء الأشخاص بالذات وحول اتخاذهم لقرار العمل بدوام جزئي، فإنّ عملهم يعد بمثابة وظيفة وقائية، وظيفة تتطلب أداء المهام، والتحدث مع الناس، والحصول على الدعم الاجتماعي. في المقابل، فإنّ رعاية الأطفال، الذين يكبرون، ويتعلمون فعل أشياء جديدة كل يوم، هو أمر مختلف، أي أنّ الرغبة والدافع مختلفان فيما يخص البقاء بجوارهم. لذلك، أرى أنه ينبغي طرح بعض الأسئلة قبل الإقدام على هذه الخطوة: إلى متى سوف أعمل بدوام جزئي؟ ما الذي سيفوتني على صعيد حياتي المهنية؟ هل سأندم على فعل هذا؟ من الذي يضغط عليّ؟ هل العمل بدوام جزئي يمثل رغبتي الخاصة، أم رغبة شريكي، أم أنّ والدي يعتقدان أنه ينبغي عليّ فعل هذا؟ إذاً، هنالك الكثير من الأسئلة. أرى أنّ العمل بدوام جزئي سوف ينجح إذا كان يؤمّن دخلاً جيداً لك، ويشعرك بالأمان الوظيفي، وإذا كان لديك زملاء يدعمونك، بالإضافة إلى حصولك على دعم حقيقي من مديرك ومديره في آن واحد. كما أنني أرى أنه كلما طال وقت العمل بدوام جزئي، أصبحت حياتك المهنية على المحك، وبات من الصعب عليك العودة إلى المسار الصحيح. لذلك، إذا كانت حياتك المهنية مهمة حقاً بالنسبة إليك وتريدين العمل بدوام جزئي، فيمكنك الخروج قليلاً عن المسار، لكن ينبغي أن تعلمي تماماً متى تعودين.

إيمي بيرنستين: أود التحدث قليلاً حول النظرة التقليدية التي ألمحت إليها خلال حديثك، إذا عملت المرأة بدوام جزئي، وكان يُنظر إليها على أنها لا تأخذ عملها على محمل الجد مقارنة بالنساء المهنيات اللواتي يعملن بدوام كامل، كم تدوم هذه النظرة التقليدية إليها؟ بعبارة أخرى، إذا عملت تلك المرأة بدوام جزئي لبضعة أشهر، هل ستدوم هذه النظرة إليها خلال هذه المدة فقط؟ أم أبعد من ذلك؟

ليندا دكسبوري: إنه سؤال مثير للاهتمام، لأنّ كندا على سبيل المثال، تختلف تماماً عن الولايات المتحدة فيما يخص هذا الأمر، حيث لدينا هناك سياسات اجتماعية ليبرالية أكثر، أي لدينا سنة واحدة كإجازة مدفوعة للوالدين. أي أنّ الناس معتادون على إجازات الأمومة والأبوة عند إنجاب الأطفال، فعندما يعود الموظف إلى عمله بعد تلك الإجازة، لا يشعر بأنه يتلقى تلك النظرة التقليدية. لم أتطرق أبداً إلى دراسة مقدار الوقت لتجاوز الأمر، لكنني أعتقد أنّ بضعة أشهر لا تمثل مشكلة كبيرة. لكنني أرى أنه يتعين علينا الأخذ في الاعتبار أمراً آخر في هذه المعادلة، إذا كنت تعملين بدوام جزئي، فربما لن تحصلي على الكثير من التدريب والتطوير والإرشاد والتوجيه، لأنك ببساطة لا تملكين الوقت الكافي لتلقي هذا، وقد يُنظر إليك على أنك أقل جدارة لحضور برامج التدريب والتطوير هذه مقارنة بشخص يعمل بدوام كامل. تتطلب الكثير من هذه الوظائف المهنية البقاء على اطلاع دائم بالتكنولوجيا والأمور النظرية وغيرها، وهنا تكمن المشكلة. أخشى أنه عندما يطول وقت العمل بدوام جزئي، فإنك سوف تفوتين التدريب الهام الذي أنت بحاجة إليه لمواكبة التقدم.

نيكول توريس: هل لديك نصيحة بشأن ما إذا كان ينبغي شغل دور بدوام كامل، ثم محاولة التفاوض بعد ذلك لشغل دور بدوام جزئي؟ هل يعد هذا خياراً أفضل؟

ليندا دكسبوري: لا أحبذ شخصياً الانضمام إلى وظيفة بدوام جزئي من دون امتلاك الخبرة اللازمة مع مؤسسة ما، لأنّ تلك المؤسسة لا تعرفك كموظفة من قبل، وسوف تتبنى الصورة النمطية استناداً إلى مراقبة الأمور ببساطة. وأبسط ما يمكن ملاحظته في هذه الحالة هو أنك تعملين بدوام جزئي، إذاً، نحن نتبنى الصورة النمطية لمجموعة من الأمور التي نراها، وعليك بعد ذلك استمالة الآخرين لتغيير رأيهم من خلال سلوكك، ويصبح من السهل بعد ذلك معرفتك جيداً، والقول إنك شخص رائع على سبيل المثال.

إيمي بيرنستين: لنفترض أنك تعملين بدوام كامل وتريدين الانتقال إلى العمل بدوام جزئي، كيف ينبغي بدء النقاش مع مديرك، وما الأمر الذي تميل النساء بصورة خاصة إلى إغفاله أثناء التفاوض، والذي ينبغي لهن تضمينه حتماً؟

ليندا دكسبوري: ما أجده هو أنّ المؤسسات لا تميل إلى فعل الأمور اللطيفة في هذه الحالات، ولا تسعى إلى جعلك سعيدة؟ كما أنّ المرأة تميل إلى استخدام الكثير من النقاش العاطفي، وتقول مثلاً: أشعر بأنني أريد ذلك من أجل عائلتي، وأشعر بهذا أو ذاك. لكن ما يجب تناوله هو الحديث من منطلق العمل، والقول مثلاً: أواجه اليوم تحديات تتعلق بتحقيق التوازن بين العمل والأسرة، وأعلم أنني سأكون موظفة أفضل إذا تمكنت من العمل بدوام جزئي للعام التالي. ينبغي التركيز على المكاسب التي يحققها صاحب العمل، وليس على ما سيساعدك أنت وعائلتك، وما سيجعلك أكثر سعادة، تحدثي عن أنّ الدوام الجزئي سوف يساعدك على أن تكوني أكثر إنتاجية ومركزة على العمل. كما أننا نميل إلى الحديث بلطف كبير حول هذا الأمر، لذلك، عليك وضع مجموعة من القواعد، ومنها: هذا هو شكل عملي بدوام جزئي، وسوف أحرص على حصولي على اتفاق تفاهم كامل. ويمكن القول: هذه هي الأيام التي سأعمل فيها، وإذا كان هنالك حاجة للتحلي ببعض المرونة في قبلي، سأحرص على تلبية ذلك وفق اتفاق، أي إذا اتخذت قرار عقد اجتماع في وقت عطلتي على سبيل المثال، فإنّ المشكلة بالنسبة إليّ تنطوي على حاجتي للتواصل مع مربية أطفال، لذلك، ينبغي إعلامي بذلك مسبقاً. في الخلاصة، ضعي القواعد المناسبة، لكن من منطلق التركيز على ما يهم المؤسسة وما يعنيها، إذا ما سهلت عليك العمل بدوام جزئي.

إيمي بيرنستين: دعينا نفترض أنك على الجانب الآخر من ذلك النقاش، أي أنك المديرة وتتحدثين مع امرأة تطلب العمل بدوام جزئي، كيف ينبغي التعامل مع هذا النوع من التفاوض؟ وما هي الأسئلة التي يجب طرحها للتأكد من أنّ طلبها واقعي بالنسبة إليها وبالنسبة إلى المؤسسة على حد سواء.

ليندا دكسبوري: إذا كنت بمنصب المدير، سوف آخذ في الاعتبار ما الذي قدمته تلك الموظفة في الماضي، وسوف يُبنى حكمي على رغبتي الحقيقية في الاحتفاظ بهذه الموظفة، لأنني إذا رفضت العمل بدوام جزئي، فربما لن أحتفظ بها. إذاً، سوف أطرح الأسئلة التالية: هل أعتبر هذا الشخص موهوباً؟ هل أرى أنّ لديه أخلاقيات عمل جيدة؟ هل أرى أنه يعمل بصورة جيدة مع زملائه؟ هل يلبي العملاء؟ إذا أجبت بنعم على جميع تلك الأسئلة، فإنني سوف أنظر إلى العمل نفسه الذي من المتوقع أن يقدمه، سوف أسأل نفسي مجدداً: هل هناك مهام منفصلة يمكنه إنجازها؟ وهل هناك طرق للتخلص من بعض أجزاء هذا الدور بحيث يمكنه إنجاز مهامه إما خلال خمسة أيام صباحية في الأسبوع، أو خلال ثلاثة أيام كاملة في الأسبوع؟ إذاً، سوف أنظر أولاً إلى الشخص نفسه، فإذا كان هذا الشخص رائعاً، سوف أنظر إلى المهمة بعد ذلك. أي أنني سوف أنظر إلى الأمر من منطلق العمل، لذلك أنصح أي شخص يريد العمل بدوام جزئي أن يبدأ حديثه من منطلق العمل، ويفكر في جميع هذه الأمور، ابدأ النقاش بأنك موظف رائع، وأنّ المؤسسة ترغب في الاحتفاظ بك، ابدأ من منطلق ما الذي تقدمه إلى المؤسسة، ولماذا تريد العمل بدوام جزئي، وكم من الوقت سوف يستغرق ذلك. وأنا بدوري سوف أستمع إليك، وربما أقول: أنا لا أتفق في الواقع مع تقييمك الذاتي فيما يخص ما قدمته إلى المؤسسة، وكيف قدمته، وما إلى ذلك. أو ربما أقول: أنا أتفق معك كلياً، فأنت شخص أريد حقاً الاحتفاظ به. لذلك، دعنا نخرج بطريقة، حيث يمكنني الاحتفاظ بك، مع الأخذ في الاعتبار راحة عملائك وزملائك. يعد هذا النهج موضوعياً وشفافاً وعادلاً، بحيث ينبغي أن يراه الآخرون على هذا النحو أيضاً، لأنني منحته إليك، في حين قد لا أمنحه إلى الآخرين. وهذا مثير للاهتمام لأنّ تركيزك ينصب على التفاوض فيما يخص مسائل العمل، كما أود نصح أي شخص يفكر في الإقدام على هذه الخطوة أن يتفاوض مع شريكه، لأنك ما زلت تعملين في المنزل والعمل، وفي رعاية الأطفال. على صعيد العائلة، أرى أنه يُنظر إلى المرأة التي تعمل بدوام جزئي على أنها لا تعمل في كثير من الأحيان، وتحمّل بالتالي المزيد من الأعباء. وقد يفكر الشريك بأنّ حياته المهنية أصبحت أكثر أهمية من حياتها المهنية، لذلك، فأنا أؤكد على ضرورة إجراء نقاش مع الشريك أيضاً بهذا الخصوص.

نيكول توريس: ماذا تفعلين عندما تدركين أنك تعملين لساعات أطول مما تتقاضين لقاءه؟

ليندا دكسبوري: هذا سؤال صعب، علينا إدراك أنّ العمل بدوام جزئي، لا يحمل بين طياته مجموعة مختلفة من الضغوط التي يتسبب بها العمل بدوام كامل. لذلك، نقول إنّ الشخص الذي يعمل بدوام جزئي يعمل لمدة 30 ساعة في الأسبوع، بينما يتقاضى مقابل 20 ساعة. وأراهن على أنّ العديد من المهنيين والمحاسبين والمحامين والأطباء وغيرهم، يُدفع لهم مقابل 40 أو 45 ساعة عمل في الأسبوع، وهم يتقاضون رواتب بالطبع، بينما يعملون لمدة 55 أو 60 ساعة. إذاً، فإنّ العمل بدوام جزئي ليس ميزة، وأي شخص مهني يقول: لن أعمل على أي مهمة إضافية، فهو يعرض نفسه للخطر من حيث التقدم الوظيفي، ووجهات النظر التي تدور حوله، بالإضافة إلى كيفية النظر إليه. إذا ما قيل هذا، فإنه سيكون هنالك نقاش، وسوف أنصح بما قلته للتو للعاملين بدوام كامل أيضاً. ينطوي النموذج الصحي للعمل على لحظات جيدة وأخرى سيئة، وهنالك أزمات تحدث في العمل، حيث نمر بأوقات مزدحمة. عندما يحدث ذلك، يتعين علينا جميعاً التدخل والعمل لساعات إضافية، إذ يُتوقع ذلك من المهنيين، ونجد أنفسنا في العديد من الحالات راغبين في فعل ذلك لأننا نحب عملنا. لكن يجب أن يكون هنالك أوقات غير مزدحمة، بحيث يكون ضغط العمل منخفضاً، ويمكنك تعويض ما سبق. لذلك، بالنسبة إلى العاملين بدوام جزئي أو حتى بدوام كامل، وإذا كانوا يعملون الكثير من الساعات الإضافية، فينبغي عليهم تتبع ذلك والاحتفاظ بالبيانات الموضوعية لديهم، فلا جدوى من القول أنني أعمل الكثير من الساعات الإضافية، بل ينبغي القول على سبيل المثال، كان من المفترض أن أعمل لمدة 20 ساعة خلال الأسبوع الماضي، لكنني عملت لمدة 46 ساعة، وفي الأسبوع السابق لذلك، كان من المفترض أن أعمل لمدة 20 ساعة، لكن ذلك لم يحدث، وقد تواصلتم معي في يوم عطلتي ذاك، وهكذا. بهذه الطريقة، يكون لدي بيانات موضوعية، ويمكن القول مثلاً: أود إخباركم إنني في إجازة يوم الاثنين المقبل عوضاً عن كل الساعات الإضافية التي عملتها. هذا ما قد أقوله شخصياً.

إيمي بيرنستين: إذاً، كيف يمكنك الاستمرار في التقدم في حياتك المهنية إذا عملت بدوام جزئي؟

ليندا دكسبوري: هذا سؤال صعب حقاً، أليس كذلك؟ لأنّ البيانات لدي تشير إلى أنّ العمل بدوام جزئي يعرضك للخطر، لكنني أرى في المقابل، أنّ الاستمرار في تقديم العمل الجيد، والحرص على مناقشة الأمور مع مديرك، ومتابعة توقعات الأداء، هي أمور سوف تفي بالغرض. بالمناسبة، يمكنك ملاحظة أنني أكرر ما أقوله بشأن تدوين بياناتك الخاصة وتوضيحها وإضفاء طابع الموضوعية عليها، صحيح؟ وينبغي أن تكون موضوعية جداً، حيث يُتوقع منك فعل هذا وذاك، بالتالي يمكن قياس تلك البيانات بمعزل عن ساعات العمل. إذاً، ما دمت تفين بالبنود المقرر إنجازها للأداء، أتوقع أن حياتك المهنية قد لا تتقدم عندما تعملين بدوام جزئي، لكنك لن تتعرضين إلى الخطر.

إيمي بيرنستين: بالنسبة إلى مدراء التوظيف وقادة الموارد البشرية الذين يستمعون إليك الآن، ما هي رسالتك إليهم؟ كيف يمكنهم تطوير العمل بدوام جزئي، بحيث يكون خياراً أفضل للنساء والمؤسسات على حد سواء؟

ليندا دكسبوري: أرى أنه ينبغي الحرص على تقديم التدريب والتطوير للأشخاص الذين يعملون بدوام جزئي، والذهاب إلى ما هو أبعد من السياسات، بحيث يجري تدريب المدراء على إدارة العاملين بدوام جزئي والعاملين من منازلهم بصورة أفضل. لذلك، علينا إدراك أنه ينبغي وضع حدود بين العمل والأسرة بالنسبة إلى جميع العاملين، وعلينا التوقف عن رؤية الوقت الشخصي لموظفينا على أنه وقتنا. لذلك، ينبغي مناقشة آداب التعامل مع الرسائل الإلكتروني، والتحضير للاجتماعات، بالإضافة إلى مناقشة مسائل التدريب والتطوير. كما ينبغي التوقف عن استخدام ساعات العمل كطريقة سهلة للحكم على الموظفين من حيث قدراتهم ومشاركتهم في العمل وملاءمتهم للترقية، والانتقال مباشرة نحو التركيز أكثر على الكفاءات الأساسية والموضوعية وإظهارها، وينطبق هذا بالمناسبة على القوة العاملة بأكملها، وليس فقط على العاملين بدوام جزئي.

إيمي بيرنستين: نشكرك ليندا جزيل الشكر على انضمامك إلينا.

ليندا دكسبوري: شكراً جزيلاً لكم، استمتعت حقاً بهذه المحادثة. وأنا آسفة إذا كنت محبطة قليلاً فيما يتعلق ببعض النواحي، لكنني أرى أنّ الأمور تتحسن.

نيكول توريس: هذا رائع، شكراً لك.

إيمي بيرنستين: آمل ذلك.

ليندا دكسبوري: وأنا أيضاً.

إيمي بيرنستين: إذاً، فقد استمعنا إلى رأيين متباينين بشدة فيما يتعلق بالعمل بدوام جزئي. إيمي غالو، كيف تقيمين ما سمعتيه؟

إيمي غالو: يصعب عليّ ذلك لأنّ لدى كريستين وضع مثالي في كثير من النواحي، إنها ترعى أطفالها، ولديها مدير داعم، وفريق وعملاء متفهمون، كما أنّ زوجها متفهم أيضاً، وقد اجتمعت جميع تلك الأمور في سبيل نجاح عملها بدوام جزئي. لكنني أرى أنّ الواقع بالنسبة إلى معظم الناس، ربما يكون أقرب إلى ما وصفته ليندا.

إيمي بيرنستين: أجل.

نيكول توريس: أحد الأمور التي تحدثت عنها ليندا، هي كيف يمكن أن يضر العمل بدوام جزئي بالحياة المهنية للنساء، أي إذا كنت تعملين بدوام جزئي، فقد يعيقك هذا عن التقدم في مسار حياتك المهنية. وإذا كنت تفكرين في مهنة تقليدية، أي أن تعملي في شركة واحدة لمدة طويلة جداً، بحيث تقدر تلك الشركة حقاً الساعات الطويلة التي تقضينها في العمل، وتكون هي الطريقة التي يحددون من خلالها ولاءك وقيمتك فيها، في هذه الحالة، فإنّ العمل بدوام جزئي سوف يُصعب حقاً تقدمك في تلك الشركة. لكنني أرى في كثير من الحالات اليوم، بأنّ الحياة المهنية أصبحت أوسع بكثير من مجرد العمل في مكان واحد، إذ يمكنك بناء مهنتك كمستقلة، ولدى العديد من الشركات المختلفة. وإذا فكرنا في الأمر بهذه الطريقة، فربما لا يكون العمل بدوام جزئي بمثابة نهاية للحياة المهنية كما كان الحال قبل 20 عاماً.

إيمي غالو: صحيح، هكذا بنيت حياتي المهنية الحالية نوعاً ما، فأنا أعمل بدوام جزئي في مجلة “هارفارد بزنس ريفيو”، وأعمل بدوام كامل أيضاً لأنه لدي أمور أخرى أفعلها. وسأعترف أنّ ذلك يخرجني عن المسار الوظيفي التقليدي الذي تحدث عنه، فأنا لست بوارد الاستحواذ على منصب مديري، أو أن أصبح رئيسة تحرير المجلة، أي أنني لا أريد تسلق هذا السلم الوظيفي التقليدي، لكنني متصالحة مع ذلك. هذا لا ينطوي على التضحية، بل إنني اتخذت هذا القرار بالعمل بدوام جزئي حتى أتمكن من فعل الكثير من الأمور الأخرى، وأنا أنجح في ذلك. لدى كريستين مدير بادر بنفسه واقترح عليها العمل بدوام جزئي لأنه كان يعلم أنهم بحاجة إليها حقاً بعد عودتها من إجازة الأمومة. لكنني أعتقد أنّ الموظفين هم الذين يطلبون ذلك من مدرائهم في كثير من الأحيان. إيمي، إنك تتلقين عادة هذا الطلب المتمثل في العمل بدوام جزئي، ما الذي تفكرين فيه عندما يُطلب منك ذلك، وكيف تقيمين ما إذا كنت ستوافقين عليه؟

إيمي بيرنستين: حدث هذا بضع مرات فقط، لكنني أميل إلى الموافقة، ثم التفكير في كيفية إنجاح ذلك. إذا أراد شخص ما العمل بدوام جزئي، فإنه يخبرك بالسبب عادة، لكنني لا أرى أنه ينبغي اشتراط هذا. والأسباب التي تدفع الناس إلى طلب العمل بدوام جزئي معروفة عادة، ولا يحق لي النقاش حول حاجة عائلاتهم إلى المزيد من وقتهم على سبيل المثال. وبالمثل، لا يحق لي النقاش حول فكرة احتمال وجود أمر آخر يتعين عليهم فعله أو يرغبون في فعله. هذا لا يهم حقاً، إذا أراد موظف ما العمل بدوام جزئي، فما أراه مناسباً هو معرفة كيفية تحقيق ذلك.

إيمي غالو: أجل، هل تنتابك لحظة من الذعر، بحيث تقولين: يا إلهي، هذه وظيفة تتطلب دوام كامل.

إيمي بيرنستين: أجل، لا أريد تلطيف الأمر، إذ إنّ عمل الموظف بدوام جزئي يمثل عبئاً إدارياً. ينبغي معرفة ذلك، وعليك إرساء القواعد الأساسية، والتأكد من أنّ الجميع يحترم تلك القواعد. لا يمكن على سبيل المثال إرسال رسالة إلكترونية إلى إيمي في يوم الثلاثاء، إذا كنت تعلمين أنّ إيمي لا تعمل في هذا اليوم. كما ألاحظ أيضاً أنّ الموظفين الذين من المفترض أنهم يعملون بدوام جزئي، يؤدون أعمال دوام كامل في بعض الأحيان.

إيمي غالو: نعم، مثل حال كريستين.

إيمي بيرنستين: أجل، بالضبط. وهنالك أمر آخر يتعين فعله، وهو التأكد من أنهم يتلقون أجوراً مقابل عملهم بدوام كامل. بعبارة أخرى، إنّ مقدار العمل الذي تنجزينه خلال فترة زمنية مضغوطة ينبغي أن يُقدر من خلال العمل ذاته، وليس من خلال تلك الفترة الزمنية.

إيمي غالو: يسألني الناس أحياناً، هل عليّ العمل بدوام جزئي؟ وتكون نصيحتي دائماً هي “لا”، لأنك سوف تعمل بدوام كامل في الواقع، بفترة زمنية أقصر قليلاً، وبأجر أقل. لذلك، اكتشف الحدود التي تحتاج إليها حول حياتك العملية، وحاول بناءها بطريقة أخرى. لست متأكدة من أنها نصيحة جيدة، لكنها من وحي تجربتي الخاصة.

إيمي بيرنستين: لا أعلم إن كانت هذه النصيحة جيدة أم لا، لكن ربما ينبغي طرح السؤال التالي: هل أنت مستعد لتولي مهام أصغر بطبيعتها؟ هل أنت مستعد لكبح تقدمك، إذا كانت هذه هي الطريقة التي تعمل مؤسستك من خلالها؟ بعبارة أخرى، هنالك الكثير من الآثار المترتبة على ذلك، وعليك التفكير فيها في الحقيقة.

نيكول توريس: إنّ الأمور المتعلقة بالوظيفة تنطوي على التفكير ضمن مسار واحد، وهو إذا كان ينبغي العمل بدوام جزئي أم لا، بسبب وجود آثار مترتبة على حياتك المهنية، على الرغم من أنني أعتقد أنها تتغير من قطاع لآخر وتختلف. لكن أحد الأمور التي ينبغي التفكير فيها والتعامل معها من قبل أي شخص يريد العمل بدوام جزئي هي تلك الحدود وكيفية تحديدها. لأنّ الأمر لا يطال فقط احتمال تقاضيك لأجر مقابل مدة 20 ساعة عمل في الأسبوع، على الرغم من أنك تعملين لمدة 30 أو 40 ساعة، لكن سيُنظر إليك في المنزل أيضاً على أنك الشريك الذي يعمل بدوام جزئي. بالتالي، يُتوقع منك إنجاز الكثير من المسؤوليات المتعلقة بالعناية بالمنزل ورعاية الأطفال والاهتمام بأمور أخرى. ويضيف هذا مهاماً تقدر بأكثر من 20 ساعة عمل إضافية.

إيمي غالو: صحيح، وقد اسمته ليندا بالحمل الزائد. وعليّ الاعتراف بأنني عندما سمعت ذلك، قلت لنفسي: يا إلهي، أنا مثقلة بالحمل الزائد. الكثير من الأدوار، والقليل من الوقت. أعتقد أنّ هذا صحيح، لأنني لم أشعر بالراحة على الإطلاق خلال الأوقات التي عملت فيها بأقل من الدوام الكامل، بل كنت أشعر بأنّ الأمور تسير على نحو جنوني بالكامل. إذا كنت أعمل لمدة 20 ساعة في الأسبوع على سبيل المثال، كنت أحاول في المقابل ملئ الـ 20 ساعة المتبقية بأمور تتطلب 50 ساعة من العمل، ولم أشعر قط بأنني ركزت على أي من تلك الأمور. كان من الصعب حقاً بالنسبة إليّ شخصياً إدارة ذلك، وأرى أنه ينبغي بناء حدود واضحة مع شريكك وأطفالك ومديرك، كما مع نفسك، بمعنى، ما هي الأمور التي أجد نفسي مستعدة لفعلها، وما هي الأمور الأخرى التي لا أرغب بفعلها؟

إيمي بيرنستين: أجل.

إيمي غالو: والنصيحة المفضلة لدي حول طلب أي أمر، هي اقتراحه كتجربة. فبدلاً من القول: أريد العمل بدوام جزئي على مدار العقدين القادمين، نستطيع القول: هل يمكننا تجربة ذلك؟

إيمي بيرنستين: نعم، لنعطي ذلك فرصة.

إيمي غالو: لنجرب الأمر لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر.

إيمي بيرنستين: من شأن هذا أن يخفف الكثير من القلق.

نيكول توريس: أحببت ذلك.

إيمي غالو: ومن شأنه أيضاً أن يساعد المدير، لقد ذكرت أنّ طلب الموظف للعمل بدوام جزئي يعد بمثابة عبء، أليس كذلك؟ إذ إنّ عمل الموظف بدوام جزئي يمثل عبئاً إدارياً. لذلك، لنرى مقدار العبء الذي ينطوي عليه.

إيمي بيرنستين: ثم يتوافق الطرفان على التحدث حول الأمر بعد فترة زمنية محددة، بعد ثلاثة أشهر مثلاً، وتقييم مدى نجاحه.

إيمي غالو: أجل.

إيمي بيرنستين: لكن ينبغي منحه فرصة للنجاح.

إيمي غالو: صحيح.

إيمي بيرنستين: على كلا الطرفين أن يتمتعا بنية صافية، أليس كذلك؟

إيمي غالو: أجل.

نيكول توريس: هل يمكننا إجراء تجربة فكرية؟

إيمي بيرنستين: أجل،

نيكول توريس: حسناً، أود أن تكون تجربة فكرية حقيقية.

إيمي بيرنستين: أنا لست مديرتك.

نيكول توريس: أرغب في هذا لأننا تكلمنا كثيراً عن الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية للعمل بدوام جزئي، لكن ما يبدو جلياً للغاية هو وجود عمليات مقايضة صعبة جداً ينبغي إجراؤها عندما تطلبين هذا، وينطبق الأمر أيضاً على مدير موظف قيّم يطلب العمل بدوام جزئي. إذاً، لنقل أنني أقيّم هذه الفكرة، وأطلب منك إيمي تقديم المشورة إليّ، ليس بصفتك مديرتي، لكن بصفتك شخص أطلب منه المشورة، وأنت تعلمين ما هي أهدافي،

إيمي بيرنستين: بصفتي جهة راعية لك؟

نيكول توريس: أجل، لكنك تعلمين ما هي أهدافي، وإلى أين أريد الوصول، وما مدى أهمية حياتي المهنية بالنسبة إليّ، ما هي النصيحة التي ستقدمينها إليّ؟

إيمي بيرنستين: أود معرفة ما الذي تجدين نفسك مستعدة للتخلي عنه، أود معرفة ما إذا كنت على استعداد للتخلي عن وتيرة التقدم الذي تحرزينه. كما أريد معرفة ما إذا كنت قد فكرت في كيفية توزيع المهام أو التعامل معها، بحيث تبقى قابلة للتحكم فيها عند مستوى معين. هل ستواصلين إنجاز بعض المهام التي كلفت بها؟ هل هنالك أشخاص تودين تسليمهم تلك المهام؟ هل فكرت في الآثار المترتبة على العمل؟ أود أيضاً التأكد من أنك فكرت في القلق الاجتماعي الذي قد تشعرين به جراء عدم وجودك في العمل طوال الوقت.

نيكول توريس: أنت تعرفينني جيداً!

إيمي غالو: إنها تقرأ أفكارك.

نيكول توريس: هذا صحيح.

إيمي غالو: ما الذي تقصدينه بذلك؟ أن يكون لديها الخوف من أن يفوتها شيء؟

إيمي بيرنستين: ربما، إذ يفوتنا الكثير عندما لا نتواجد في العمل، ويفوتنا الكثير مما يحدث في المكتب، وفي أروقة الشركة، وعندما نحتسي القهوة، وعندما نقابل بعضنا الآخر في أرجاء مكان العمل، حيث يجري التعامل مع الكثير من الأمور. بالإضافة إلى ذلك، هناك أمر ينطوي على الشعور بالعلاقات الوثيقة، نوع من التغلغل في تفاصيل المؤسسة، إذا أننا نشعر بالراحة عندما نتواجد في العمل، وعندما نرى بعضنا الآخر ونتبادل التحية في كل يوم.

إيمي غالو: أجل، أجل.

إيمي بيرنستين: لن تشعري بأنك زائرة.

إيمي غالو: هل يمكنني أخذ دور في تجربتك الفكرية؟

نيكول توريس: أود طلب المشورة منك أيضاً.

إيمي غالو: جيد، حسناً.

إيمي بيرنستين: إنها في فريقك.

إيمي غالو: أريدك أيضاً أن تفكري في الجانب المالي، لأنّ دخلك سوف يتأثر، وهناك الكثير من المؤسسات ربما تخفض أيضاً من المزايا التي تحصلين عليها في حال عملت بدوام جزئي، أو ربما تلغيها بالكامل. هل يمكنك التعامل مع ذلك؟ وأعتقد أنّ هذا سؤال مهم جداً بالنسبة إلى الكثير من الناس، إذ ينبغي طرحه عند التفكير في العمل لمدة تقل عن ساعات الدوام الكامل. لكن إذا كان هذا الأمر هو ما تريدينه بالفعل، مع الأخذ في الاعتبار كل ما ذكرناه، عندها، ينتقل الأمر إلى صياغة طلب العمل بدوام جزئي.

إيمي بيرنستين: أجل، والأمر الآخر الذي أود إضافته هو احتمال حصولك على فرص مهنية معينة، لأنك متاحة في العمل، ويكون لدى الناس من حولك الرغبة في دفعك قدماً.

نيكول توريس: تماماً.

إيمي غالو: وينبغي أن تتعمدي الظهور أكثر عندما تعملين بدوام جزئي.

إيمي بيرنستين: تماماً. وعليك الاعتراف أيضاً أنه يصعب حينها وضع جدول عمل يناسبك. وهذا ليس بالأمر السهل.

إيمي غالو: أجل.

نيكول توريس: أجل.

إيمي غالو: حسناً، وأعتقد أنّ عليك التحلي بالثقة عند القول على سبيل المثال: أنا لا أعمل في أيام الخميس، لأنك ستقولين هذا كثيراً. ولا تقدمي الاعتذار عن ذلك، عليك فقط التمسك بتلك الحدود والمحافظة عليها.

إيمي بيرنستين: أجل.

نيكول توريس: من أجل إنهاء هذه التجربة الفكرية.

إيمي بيرنستين: أجل.

نيكول توريس: أشكركما على هذه النصائح، سوف آخذها في الاعتبار، إنها نصائح مفيدة جداً.

إيمي غالو: هل ستفكرين في العمل بدوام جزئي؟ ليس في هذه الوظيفة، لكن في مستقبل حياتك المهنية؟

نيكول توريس: يا إلهي، في رأيي، لن أعمل بدوام جزئي إلا بدافع الضرورة، لأنني أحب العمل بدوام كامل. لا أستطيع التنبؤ بما سيحصل في غضون خمس سنوات، لكنني أحب فكرة أخذ وقت للراحة والسفر، أو الحصول على وظيفية جانبية تستغرق القدر نفسه من الوقت، وهنالك أشخاص يعودون إلى مقاعد الدراسة، لذلك تجدونهم يتركون وظائفهم أو يخفضون ساعات عملهم. بالتالي، يمكن لجميع هذه الأمور أن تلعب دوراً في اتخاذ مثل هذا القرار.

إيمي بيرنستين: أعتقد أن هذا سيحصل أكثر فأكثر، وبالتالي، سوف تتغير طريقة تفكير المؤسسات بأكملها حول هذا الموضوع.

إيمي غالو: آمل ذلك.

نيكول توريس: آمل ذلك.

إيمي بيرنستين: أعتقد أننا سوف نشهد المزيد من تلك الأمور تحت سيطرتنا، وبعد ذلك، سوف تنتشر قدر الإمكان من هناك، أعني أنّ بعض النواحي المتمسكين بها اليوم لن يكون لها معنى في المستقبل.

إيمي غالو: أود أيضاً رؤية التحرر من الروابط المتعلقة بالنوع الاجتماعي فيما يخص العمل بدوام جزئي.

إيمي بيرنستين: أجل، بكل تأكيد.

إيمي غالو: أي رؤية المزيد من الرجال الذين يقولون مثلاً: سأعمل بدوام جزئي لأنني أريد الالتحاق ببرنامج دراسات عليا، أو لأنني أريد الحصول على وقت للراحة من أجل أطفالي، أو من أجل تأليف كتاب، أو ما إلى ذلك.

إيمي بيرنستين: أوافقك بالرأي تماماً.

نيكول توريس: لا ينبغي أن يرتبط الأمر بالنساء فقط، بحيث يعملن بدوام جزئي من أجل رعاية الآخرين.

إيمي غالو: وبالتالي، يخترن الانسحاب من حياتهن المهنية. نحن بحاجة إلى التخلص من ذلك.

إيمي بيرنستين: ولا ينبغي النظر إلى العمل بدوام جزئي كأنه خيار ينهي الحياة المهنية، صحيح؟

إيمي غالو: أجل، أو خطوة تقدمين عليها من شأنها إنهاء مسيرتك المهنية.

إيمي بيرنستين: صحيح، أو كأمر تفعلينه يحد من تقدمك. أليست فكرة رائعة أن يكون الأمر أشبه بصنبور مياه يمكننا فتحه وإغلاقه متى شئنا؟

إيمي غالو: أجل، إنه تشبيه جيد، لا مزيد من تسلق السلم الوظيفي.

نيكول توريس: أصبح لدينا ما يمكننا التحكم فيه.

إيمي غالو: أنا في تدفق تام الآن.

إيمي غالو: حسناً، لقد أصبح المعنى فارغ.

إيمي بيرنستين: أجل.

إيمي غالو: انتهت حلقتنا لهذا اليوم، أنا إيمي غالو.

نيكول توريس: أنا نيكول توريس.

إيمي بيرنستين: وأنا إيمي بيرنستين. فريقنا في التحرير والإنتاج هم: أماندا كيرسي ومورين هوك وآدم باكولتز وروب إيكارت وماري دوي وكوري بروزناهان.

إيمي غالو: وشكر خاص لكل من أتى لحضور التسجيل المباشر لمقابلتنا في بوسطن الأسبوع الماضي. كان من الرائع جداً مقابلة الكثير منكم.

إيمي بيرنستين: نعم، كان هناك الكثير من المتعة. وقد قدموا الوجبات الخفيفة التي وعدونا بها، وأخبروني أنها كانت لذيذة.

إيمي غالو: كانت لذيذة فعلاً. مهلاً، لم تتذوقيها؟

نيكول توريس: كانت لذيذة فعلاً.

إيمي بيرنستين: لا، لم أتذوقها.

إيمي غالو: كانت جيدة حقاً.

نيكول توريس: بل كانت رائعة.

إيمي غالو: كانت وجبات خفيفة غنية ومميزة.

نيكول توريس: كانت وجبات خفيفة غنية ومميزة. كان هناك وجبة “الباتيه”. بالنسبة إلى الذين لم يتمكنوا من حضور المقابلة المباشرة، لا يزال بإمكانكم الاستماع إلى حديثنا حول “رسم مسارات الصراع في العمل” في مقابلة الأسبوع المقبل. إلى اللقاء!

المصادر:
اشترك لتصلك النشرة الشهرية للمدونة الصوتية “النساء في العمل”.
يمكنكم مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني: [email protected].
موسيقى برنامجنا هي “سيتي إن موشن” (City In Motion) لمات هيل، مقدمة من شركة “أوديو نتورك” (Audio Network) لإنتاج الموسيقى.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!